الحياة والملل

الأدب النبطي والفصيح

بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


الحياة والملل



والعمر الذي ينقضي مكررا معادا
مثل حياة الموظف الذي سئم حياته طوال ستين عاما
يفعل في هذه السنين ما تقتضيه وظيفته
دون تغيير أو تطوير أو تجديد!!


ولكي تقضي علي الملل والسأم والتكرار في الحياة
لابد أن يكون لك هدف تسعي إلي تحقيقه
وقيمة تحاول إثباتها
فالحياة المنعزلة عن المجتمع جامدة راكدة


فلابد أن تتفاعل معه
وأن تعيش فيه وفي مشكلاته
وأن تزيد معرفتك بكل ما حولك
فتتفتح لك آفاق جديدة
وتدرك مافي الحياة من جمال


واذا كان سطح الحياة متشابها يبعث علي الملل
فإن في أعماقها يكون التغيير والتطور والوقوف في كل يوم
وفي كل ساعة علي جديد فيها.


كل الناس لو نظرت إليهم من السطح
تراهم متشابهين ويبعثون علي الملل
ولكنك لو نزلت الي أعماق نفوسهم
وامتزجت بما في داخلهم
كشفت فيهم عوالم لا حصر لها ولا تشابه بينها


وقد تسليك المعرفة السطحية وترفه عنك
ولكنك سرعان ما تحس أنها لم تنقلك من رتابة الحياة وتكرارها
فإذا تعمقت في المعرفة والنظر وحركت عقلك بالبحث والسعي
واكتشاف أشياء وأفكار وتأملات تثيرك وتمتعك وتجعلك تحس
أنك تعيش فعلا من غير ملل ولا سأم


ففي الأفكار والتأملات والبحث والتعمق لن تجد شيئا مساويا
تماما لشيء آخر ولكنك ستجد لكل شيء زوايا متعددة.
إن تفكيرك في نفسك وحدك أمر باعث علي السأم والملل
ولكن تفكيرك في غيرك من الناس وفي المجتمع الذي تعيش فيه
وفي الانسانية التي تنتمي اليها


وفي كل ما تزخر به الحياة من شئون وشجون
سيفسح أمامك المجال لكي تعيش سنوات عمرك في حركة وتوهج



ولن تقول كما يقول موظف الحكومة :
وما جدوي أن أوجد في الحياة اذا كانت تكرارا لا قيمة له
يوم واحد يغني عن شهر
وشهر يغني عن سنة
وسنة تغني عن عشرات السنين
0
372

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️