ان الظواهر التي نراها على الكثير من قسوة القلب وقحط العين واضطراب الجسد وانعدام للتدبر بسب المادية التي طغت على قلوبنا فأصبحت تشاركنا في صلاتنا وقراءتنا للقرآن وزيارتنا للمقابر والمستشفيات حتى غدا أحدنا لايكثر من قراءة القرآن وإن أكثر فلا يعي قلبه ما يقرأوأصبح قيام الليل ثقيلاعلى كثير من النفوس وإن أقام أسرع في الصلاة ونقرها نقر الغراب فهذه المادية هي دنس داخل القلوب ولايمكن للقلوب أن تر جع لحالتها الصحيحة حتى تتطهرمن كل ما علق بها من أدران فهذا أمير المؤمنين عثمان بن عفان يضع يده على الداء لهذه الظاهرة فيقول (( لو طهرت قلوبكم ماشبعتم من كلام الله عز وجل ))
فلا يكفي طهارة الجسد بالماء عن طهارة القلب من عوالق الدنيا ليحصل الخشوع المفقود .
بين الخشوع والتخاشع:_
والخشوع الحق يطلق عليه الإمام ابن القيم ((خشوع الإيمان )) ويعرفه بأنه ((خشوع القلب لله بالتعظيم والإجلال والوقار والمهابة والحياء وشهود نعم الله وجناياته هو فيخشع القلب لامحالة فيتعبه خشوع الجوارح )).
فهو استشعار لعظمة الله وملكوته وأنت واقف بين يديه كما أنه شهود النعم الكثيرة التي أنعمها الرب والتي لاتحصى لكثرتها وبالمقابل تذكر التقصير أمام هذا الكم من النعم مما يورث الحياء ويبدأالقلب بالانكسار ويصل القلب قمة الانكسار عندما يتذكر ما اقترف من المعاصي والتهاون والتقصير مع رحمة الله وحلمه عليه فيخشع القلب وتتبعه الجوارح .
أما الخشوع المغشوش :_
وهو ما يطلق عليه الإمام ابن القيم (( خشوع النفاق )) وأنه كما يصفه (0فيبدو على الجوارح تصنعا وتكلفا والقلب غير خاشع وكان بعض الصحابة يقول : أعوذ بالله من خشوع النفاق قيل وما خشوع النفاق ؟
قال : أن يرى الجسد خاشعا والقلب غير خاشع )).
فهاهو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يرى رجلا طأ طأ رقبته في الصلاة فقال (ياصاحب الرقبة ارفع رقبتك ليس الخشوع في الرقاب انما الخشوع في القلوب ). فعمر رضي الله عنه هو الناسك وهو الذي قال عنه الحسن البصري ((أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يمر بالآية في ورده فتخنقه فيبقى في البيت أيا ما يعاد يحسبونه مريضا ))
وأعقب جيل الصحابة أبناء الصحابة والذي من أبرزهم ابن الزبير رضي الله عنه والذي يقول يحى بن وثاب ((ان ابن الزبير كان يسجد حتى تنزل العاصفير على ظهره لاتحسبه ألاحذم حائط فهو مستغرق بالسجود وهو ينا جي ربه وقد نسي كل ما على الأرض من طين وتعلق قلبه بخالقه كأنه يراه .
فما أجمل تلك اللحظات التي تسمو فيها النفس إلى هذه المنزلة فينسى عندها كل عوالق الدنيا وجواذبها .
اللهم ارزقناخشوع القلب والجوارح ياحي ياقيوم .
من كتاب واحات الإيمان فجزي الله كاتبها خير الجزاء .
النص
هذا الموضوع مغلق.
جزاك الله خيرا غاليتي نفحات الرحمن ..
نقل رائع ..
أحسنت الإختيار ..
وعلى المسلم إن لم يستطع البكاء أن يتباكى ليرق قلبه ..
اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع وعين لا تدمع ..
أختك في الله الداعيـــة ..
نقل رائع ..
أحسنت الإختيار ..
وعلى المسلم إن لم يستطع البكاء أن يتباكى ليرق قلبه ..
اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع وعين لا تدمع ..
أختك في الله الداعيـــة ..
امــواج
•
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختى نفحات الرحمن جزاك الله خير
وان يجعل ما بذلتيه من جهد فى نقل هذا الموضوع القيم في ميزان اعمالك ... انه سميع مجيب
اختى نفحات الرحمن جزاك الله خير
وان يجعل ما بذلتيه من جهد فى نقل هذا الموضوع القيم في ميزان اعمالك ... انه سميع مجيب
الصفحة الأخيرة
ووفقنا الله وإياك لطاعته ومحبته ورضاه