الخشوع في الصلاة

قال الله تعالى : (( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون )) ، وقال تعالى : (( وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين )) ، وقال عز وجل : (( خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً )) .

أما في السنة المطهرة : فقد قالت أم عبد الله – عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما - : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة ؟ فقال : (( هو اختلاس ، يختلسه الشيطان من صلاة العبد )) – رواه البخاري . ولمسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا تَرجعْ إليهم )) . وعن عائشة – رضي الله تعالى عنها – في قصة خميصة لها أعلام قال صلى الله عليه وسلم : (( اذهبوا بها ، فإنها ألهتني عن صلاتي )) متفق عليه . وجاء في حديث عبادة بن الصامت – رضي الله تعالى عنه – عن النبي صلى الله عليه و سلم : (( أول علم يرفع من الناس الخشوع )) . وجاء من قول حذيفة – رضي الله تعالى عنه : (( أول ما تفقدون من دينكم الخشوع ، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ، ورب مُصلٍّ لا خير فيه ، ويوشك أن تدخل المسجد فلا ترى فيهم خاشعاً ))

قال شيخ الإسلام – ابن تيمية قدس الله روحه – في قوله تعالى : (( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين )) :(( وهذا يقتضي ذم غير الخاشعين ، والذم لا يكون إلا لترك واجب أو فعل محرم ، وإذا كان غير الخاشعين مذمومين دل ذلك على وجوب الخشوع )) .

وقال تلميذه ابن القيم – رحمه الله تعالى - : (( خشوع الإيمان هو خشوع القلب بالتعظيم والإجلال والوقار والمهابة والحياء ... )) . انتهى .

ويُذكر أن أحد الطلاب المسلمين حينما كان في دولة كافرة شديدة البرد وكان يقوم في الفجر قالت له امرأة عجوز من هناك : يا بني ، لماذا تقوم الآن في هذا البرد ؟ فقال : لكي أؤدي عبادة ربي – الصلاة - . قالت أخرها إلى طلوع الشمس ، قال : إن أخرتها لن يقبلها ربي مني . فقالت : هذه إرادة تكسر الحديد ... هذه إرادة تكسر الحديد ...

ورحم الله أحوالنا و أنفسنا حينما نقصر في أوقات الصلوات ونقصر في خشوعها ... وكأن حال الواحد منا ...