ام نايف م

ام نايف م @am_nayf_m

عضوة مميزة

الخشوع في الصلاة ج3

ملتقى الإيمان





بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسباب الخشوع

إذًا فلا بد من أسبابلقلة الخشوع ولا ريب أن هناك خللاً ونقصًا في أدائنا للصلاة، ولعلنا في هذهالعجالة
نستعرض بعض الأسباب المعينة -بإذن الله- على الخشوع في الصلاة وهي:

الإيمان الصادق والاعتقاد الجازم

الإيمان الصادقوالاعتقاد الجازم بما يترتب على الخشوع من فضل عظيم في الدنيا والآخرة،
في الإحساس بالسكون والطمأنينة وراحة لا مثيل لها وطيب نفس يفوق الوصف.

قال تعالى: }قَدْأَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ{ ،وروى مسلم عن عثمان بن
عفان t قال: سمعت رسول اللهr، يقول: «ما منامرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها
إلا كانت كفارة لماقبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله»، والآيات والأحاديث الدالةعلى فضل الخشوع كثيرة.



الإكثار من القراءة والذكر

الإكثار من قراءةالقرآن والذكر والاستغفار وعدم الإكثار من الكلام بغير ذكر الله كما في الحديث:
«لاتكثروا الكلام بغير ذكر الله: فإن كثرة الكلام بغير ذكر تعالى قسوة للقلب! وإنأبعد الناس من الله القلب القاسي» .

فقراءة القرآن وتدبرهمن أعظم أسباب لين القلوب، قال تعالى: }اللَّهُنَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ
كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُجُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْإِلَى ذِكْرِ اللَّهِ{ .

فالقراءة والذكر حصنمن الشيطان ووساوسه وهي سبب لاطمئنان القلوب الذي يفقده الكثير
من الناس، قالتعالى: }الَّذِينَآَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِتَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ{ ،
كما أنالإكثار من ذكر الله عزَّ وجلَّ سبب للفلاح، قال تعالى: }وَاذْكُرُوااللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{ .

وليس المقام لبيانفضل الذكر ولكن أردنا التنويه إلى أنه سبب من أسباب الخشوع، ومن يرد معرفة ذلك
-فضل الذكر- فعليه الرجوع إلى كتاب الله والأذكار التي ثبتت عن النبي ، ومع هذا أيضًاالحرص على
مجاهدة الشيطان وذلك بأن يعقد العزم على مجاهدته من قبل القيام إلىالصلاة وإن دخل عليه في أول صلاته
فلا يستسلم له في وسطها أو آخرها بل ينبغي أنيجاهد الشيطان حتى اللحظة الأخيرة من الصلاة فالشيطان
يسعى إلى تشتيت الذهن حتى لايعقل المصلي شيئًا من صلاته، وروى مسلم عن عثمان بن أبي العاص أنه قال: يا رسولالله،
إن الشيطان حال بيني وبين صلاتي وبين قراءتي يلبسها عليَّ، فقال رسول الله r : «ذاك شيطانيقال له خنزب،
فإذا أحسسته فتعوَّذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثًا» ويقول راويالحديث: ففعلت ذلك فأذهبه الله عز وجل عني
. إذًَا فينبغي أن يُشمِّر المصلي فيالمجاهدة ولا ينقطع بأن يُشمّر عن ساعد الجد، فإذا لم يخشع في هذه الصلاة فيعقدالعزم
على الخشوع في الأخرى، وإن قل خشوعه في هذه، فليحرص على كمال الخشوع في التيتليها وهكذا، ولا يتضجر
من طول المجاهدة. ويسأل الله سبحانه وتعالى أن يُعينه علىذلك.


دوام المحاسبة والمراقبة

دوام محاسبة النفسولومها على ما لا ينبغي من الاعتقاد والقول والفعل، قال تعالى: }يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا
قَدَّمَتْلِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ{ .

وكان أمير المؤمنينعمر بن الخطاب t يقول: «حاسبواأنفسكم قبل أن تحاسبوا،
وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتزيّنوا للعرض الأكبر».

وأيضًا البُعد عنالمعاصي بصرف النظر عمَّا يحرم النظر إليه، وكذا حفظ اللسان
والسمع وسائر الجوارحوإشغالها بما يخصها من عبودية، وصرفها بالنظر في كتاب الله والكتب العلمية المفيدةوما
يباح النظر إليه والتفكُّر في مخلوقاته سبحانه وتعالى والاستماع إلى الطيب منالقول والتحدث في المفيد،
فلا شك أن الذنوب تقيد المرء وتحجزه عن أداء العباداتعلى الوجه المطلوب، فكل إنسان يعرف ما هو
واقع فيه من الذنوب وعليه أن يسعى فيإصلاح حاله والإصلاح متعلق بمحاسبة النفس
حيث إن المرء إذا حاسب نفسه بحث عمايصلحها.

تدبر القرآن والأذكار:

تدبر وتفهم ما يقالفي الصلاة وعدم صرف النظر فيما سوى موضع السجود مستشعرًا بذلك رهبة الموقف.

يقول الإمام ابنالقيم في الفوائد: «للعبد بين يدي الله موقفان: موقف بين يديه في الصلاة، وموقفبين ي
ديه يوم لقائه، فمن قام بحق الموقف الأول هون عليه الموقف الآخر، ومن استهانبهذا ا
لموقف ولم يوفه حقه شدد عليه ذلك الموقف». قال تعالى: }وَمِنَاللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا *
إِنَّ هَؤُلَاءِيُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا{ فلابد من إعطاء هذا الموقف
حقه من خضوع وخشوع وانكسار إجلالاً لله عز وجلواستشعارًا بأن هذه الصلاة هي الصلاة الأخيرة في الدنيا،
فلو استقر هذا الشعور فينفس المصلي لصلى صلاة خاشعة.

روى الإمام أحمد عنأبي أيوب الأنصاري tقال: جاء رجل إلى النبي rفقال: يا رسول الله عظني وأوجز،
فقال عليه الصلاة والسلام: «إذا قمت في صلاتكفصل صلاة مودع ولا تكلم بكلام تعتذر منه غدًا واجمع اليأس مما في أيدي الناس».

وأيضًا هناك أسبابأخرى للخشوع نذكر منها:

الهمة وحضور القلب:

فإنه متى أهمك أمرحضر قلبك ضرورة، فلا علاج لإحضاره إلا صرف الهمة إلى الصلاة، وانصراف الهمة
يقوىويضعف بحسب قوة الإيمان بالآخرة واحتقار الدنيا.

التلذذ بالصلاة:

اللذة التي يجدهاالعباد في صلاتهم هي التي عبر عنها ابن تيمية -رحمه الله- بقوله: «إن في الدنياجنة من
لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة»، ولا نظن أن مسلمًا وجد هذه اللذة وذاقطعمها يفرط فيها ويتساهل
في طلبها. وهذه اللذة كما قال ابن القيم -رحمه الله- تقوىبقوة المحبة وتضعف بضعفها، لذا ينبغي للمسلم أن يسعى في الطرق الموصلة إلى محبةالله.

التبكير إلى الصلاة:

وذلك بأن يهيئ القلبللوقوف أمام الله عز وجل، فينبغي للمسلم أن يأتي إلى الصلاة مبكرًا ويقرأ
ما تيسر منالقرآن بتدبر وخشوع فذلك أدعى للخشوع في الصلاة، ويقول عليه الصلاة والسلام
فيالحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة t: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول،
ثم لم يجدوا إلا أنيستهموا عليه لاستهموا عليه، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه..» .

وفرق بين شخص جاء إلىالصلاة من مجلس كله لغو وحديث في الدنيا، وبين شخص قام إ
لى الصلاة وقد هيأ قلبهللوقوف أمام الله لما قرأه من كلام الله عز وجل، فلا شك أن حال الثاني مع اللهأفضل من الأول بكثير.

الحياء من الله:

أن يستحيي العبد منالله من أن يتقرب إليه عز وجل بصلاة جوفاء خالية من الخشوع والخوف،
فالشعوربالاستحياء من الله يدفع المسلم إلى إتقان العبادة والتقرب إلى الله بصلاة خاشعةفيها معاني الخوف والرهبة.

النظر لحال السلف:

أن يدرك المسلم حالالصحابة والسلف في الصلاة: فقد ذكر ابن تيمية -رحمه الله- أن مسلم
بن يسار كانيصلي في المسجد فانهدم طائفة منه وقام الناس، وهو في الصلاة لم يشعر.

وكان عبد الله بنالزبير يسجد، فأتى المنجنيق فأخذ طائفة من ثوبه، وهو في الصلاة لا يرفعرأسه.

وقالوا لعامر بن عبدالقيس: أتحدث نفسك بشيء في الصلاة؟ فقال: أو شيء أحب إلي
من الصلاة أحدث به نفسي؟قالوا: إنا لنحدث أنفسنا في الصلاة، فقال: أبالجنة والحور و
نحو ذلك؟ فقالوا: لا،ولكن بأهلينا وأموالنا، فقال: لأن تختلف الأسنة (الرماح) في أحب إلي (من أن أحدثنفسي بذلك) وأمثال هذا متعدد.

تلك بعض الأسبابالمعينة -بإذن الله- على الخشوع في الصلاة، والله نسأل أن يعيننا على طاعته -عزوجل- على الوجه الذي يرضيه عنا.

(سبحان ربك رب العزةعما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين).

انتهى ولله الحمد

الأجزاء السابقة
1 أٌلٌخِشّوُ۶ـ فًيِ أًلّصُلُأًة
2-أٌلٌخِشّوُ۶ـ فًيِ أًلّصُلُأًةج2

اتمنى انكم استفدوا من الموضوع بجميع اجزائه
لاتنسوني من الدعاء
10
937

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

متجر ضي القمر
متجر ضي القمر
جزاك الله خير
القــــرآن في قلبي
جزاك الله كل خير
ونفع بك الاسلام والمسلمين
دلوعـ دنيتي ـة
لااله الا الله محمد رسول الله
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
اللهم اغفرلي ولوالدي وللمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات
استغفر الله الذي لااله الا هو الحي القيوم واتوب اليه
خالة أديب
خالة أديب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك ربي خير

لا اله الا الله,,,
ام نايف م
ام نايف م
جزاكم الله خيرا

سعدت مرروكن