الخطوة الأولى (ليلة)

الأدب النبطي والفصيح

الخطوة الأولى (ليلة)
وسط ذلك الظلام الحالك والغيوم الكثيفة في كبد السماء على صوت الرياح وأغصان الشجر فتحت عيني بصعوبة بعد أن أسر النوم أنحاء من جسدي النحيل.
نهضت من على سريري بتثاقل بعد شعوري بقشعريرة تسري في جسدي ونفحات البرد القارس المصحوب بزخات المطر الباردة، لففت معطفي على جسمي، توجهت نحو النافذة.
كانت الريح والمطر يشتدان قوة بعد قوة كلما اقتربت من النافذة.
شددت عليّ معطفي لعله يزودني ببعض الدفء وفجأة ودون مقدمات شاهدت ورقة طائرة في الجو!!
حاولت الإمساك بها ولكنها استقرت على جذع الشجرة.
في أول الأمر لم ألق لها اهتماماً ولكني أخيراً شعرت أنها تحمل شيئاً مهماً.
توجهت بسرعة نحو باب غرفتي، نزلت السلالم وأنا أتعثر. خرجت من المنزل وأنا أقاوم الريح والمطر. وصلت أخيراً إلى الشجرة، مددت يدي وأخذت الورقة بعد جهد جهيد ولكن ما هذا!!
أنا الطفل الجريح!! أنا فلسطين.
أنا الطفل الجريح الذي مات بين أحضان أمه وهي تنظر إليه بنظرات الأسى والحزن وقد شُلّت حركاتها وجف دمعها.
وقفت حائرة وقالت بصوت خافت: إلى متى يستمر غمام الذل الذي ملأ الأفق بسواده؟ إلى متى والمآذن تبكي والمساجد تئن والطفل يصيح والأم تنوح ولكن!!
لم يكن نصيب كل ذلك إلا جدران الصمت الرهيب.
فيا مسلمون لماذا يطول بكم مثل هذا الليل، فأين السفر؟!
وامتزج الحبر بدموعي ولاحت الورقة في الجو إلى بلاد أخرى لعلها تجد من يجيب.
1
378

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عطاء
عطاء
ماشاء الله 00إن كان هذا من جود قلمك 000فنحن نهنىء أنفسنا على هذه

البداية000

لاتفتقر خاطرتك إلى بلاغة00قوة في العبارة 00رصانة في الأسلوب

أسلوب سلس 0000ينساب بسهولةإلى ذهن القاريء0000

كلمات طرزت بالعاطفة الصادقة000وخاطرة تنوع فيها الأسلوب مما أعان في

إيصال الرسالة المقصودة عبر هذه الخاطرة إلىالقاريء00

بوركت 00ياعاشقة الشهادة0000

ونحن في شوق لجديدك,فحياك الله في واحتنا