الخط الساخن للتبليغ عن العنف الأسري

الأسرة والمجتمع

الخط الساخن للتبليغ عن العنف الأسري






أفاد استطلاع عشوائي أجراه موقع "العربية.نت" أن نحو (77.24%) من السعوديين لا يعرفون شيئاً عن رقم 1919، الذي كانت قد خصصته وزارة الشؤون الاجتماعية لاستقبال البلاغات عن حالات العنف الأسري التي يتعرض لها أفراد المجتمع السعودي وخاصة الأطفال والنساء. بالمقابل قال ما نسبته ( 22.58%) أنه رقم للإبلاغ عن حالات العنف الأسري.


أما عن طريقة التبليغ على الرقم 1919 فقد قال أحد متلقي البلاغات ويدعى سعد الحربي: "أن الرقم مخصص لبلاغات العنف الأسري لفئة الرجال تحت سن الثامنة عشر، أما النساء فلا يوجد سن محدد لاستقبال بلاغاتهن".


وأشار الحربي في حديثه لـ"العربية.نت" إلى أن آلية تفعيل البلاغ تمر عبر ثلاث مراحل هي: استقبال الاتصال وأخذ معلومات عامة عن المُعنَّف، اسمه وجنسيته ورقم سجله المدني – إن تمكن من توفير الرقم – وعنوانه وتحديد وسيلة للتواصل معه، ويتم إعداد ملخص لحالة العنف التي يتعرض لها، ثم إرسال فاكس بالحالة وبياناتها لإحدى مراكز اللجنة الاجتماعية المتوفرة في منطقة المُعنَّف، وأخيراً يتلقى فاكس الحالة أحد الأخصائين الاجتماعين الذي بدوره يتواصل مع المُعنّف لدراسة حالته ومساعدته في تجاوز العنف الواقع عليه.


من جانب آخر، تشير إحدى مطبوعات الإدارة العامة للحماية الاجتماعية للدكتور سليمان الغديان، أستاذ العلاج النفسي المُساعد، إلى أن المعنّفين عادة يترددون في الإبلاغ عمّا يتعرضون له من عنف وخاصة فئة النساء والأطفال وذلك لأسباب منها: صلة القرابة التي قد تربط المعتدي بالضحية، الخوف من الملاحقة القضائية للمعتدي والخوف من الفضيحة من ناحية الضحية بين أقرانه أو من ناحية الأسرة بين الأقارب والجيران. كما أن المرأة المتزوجة عادة ما تفضل البقاء مع الزوج العنيف لأسباب اجتماعية كالحفاظ على الأطفال و" توفير متطلباتهم المادية والاجتماعية"، حيث إن الدخول في إجراءات قضائية ضد الزوج لا يعد دخولاً آمناً وضامناً للحقوق في نظر الكثيرات.


وأردف أن "الاعتمادية على الرجل بشكل كامل" تجعل المرأة في المجتمع السعودي تجد صعوبة بالغة في ممارسة الحياة بشكل طبيعي دون الاعتماد على رجل، بغض النظر عن كون هذا الرجل زوجاً أو أخاً أو ولداً، بالإضافة إلى أن فقدان المهارات والشهادات يقف عائقاً في سبيل الاستقلال والحصول على مصدر دخل كريم، كما أن عدداً من النساء يعتقدن أن الظروف ستتحسن مقابل تحملهن للعنف ويعتقدن أن المجتمع يفرض عليهن صورة المرأة المتزوجة، حيث إن أي فشل في الزواج يعني فشل المرأة وتراجع مستوى تقبّلها في المجتمع.


ويذكر الغديان لـ"العربية.نت" أن كثيراً من الذين يعيشون في أسر ترتكب العنف بشكل مستمر يجدون أنفسهم مضطرين للتعايش مع العنف، وذلك من أجل الحفاظ على كيان الأسرة وحمايتها من التصدع، أو حتى عدم القدرة على اتخاذ قرار الابتعاد عن بيئة العنف، مع عدم وجود أقارب لمساعدة ضحايا العنف ونقص التعليم والجهل بالحقوق، وكل ذلك يدفع المُعنَّـفين إلى التعايش مع العنف بدل الخروج عن الأسرة لملاقاة مصير مجهول.


أجرى برنامج الأمان الأسري الوطني، الذي يهدف إلى التصدي للعنف الأسري ورفع وعي المجتمع تجاه الحقوق الشخصية، دراسة شاملة حول مدى وعي المجتمع بمختلف فئاته بالعنف، وخلص إلى نتائج منها: أن 56% من العينة الشاملة اتفقوا على أن الاعتداء على الأطفال وإهمالهم يمثل ظاهرة في السعودية، كما أن 61% من العينة يعتقدون أن الأرقام الواقعية لحالات الاعتداء على الأطفال تفوق الأرقام المذكورة في التقارير الرسمية.


وأبدى منسوبو الجمعيات الخيرية والمستشفيات من العينة وعياً أكبراً بموضوع العنف ضد الأطفال بنسبة 45% و44% لكل منهما على التوالي، في حين كان منسوبو المحاكم الشرعية ومدارس البنين بحسب الدراسة هما الأدنى وعياً بموضوع العنف ضد الأطفال بنسبة 28% لكل منهما، وقد ذكر 97% من أفراد العينة أنهم لم يحصلوا أبداً على أي تدريب في مجالي العنف الأسري والعنف ضد الأفراد، مقابل 3% فقط كانوا قد حصلوا على تدريب في ذلك.


تجدر الإشارة إلى أن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان قامت بالتعاون مع برنامج الأمان الأسري، بعدد من الحملات الإعلانية لوقف العنف تحت شعارات منها: بالمحبة ربوهم، وغصون الرحمة، حيث يحمل الشعار الأخير ذكرى الطفلة غصون التي قُتلت كضحية عنف أسري
2
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

kitkiat
kitkiat
اب للأهمية
Manl00888
Manl00888
رفع للأهميه