الخوف من الله ..

ملتقى الإيمان

الخوف من الله ..

الحمد لله رب العالمين ,, والصلاة والسلام على نبيا محمد وعلى نبيا محمد وعلى أله وصحبه وسلم ..

أما بعد ..
أخواتي الحبيبات أن الخوف من الله أحد أركان الإيمان والإحسان الثلاثة التي عليها مدار مقامات عباد الله المؤمنين حقا وهي : الخوف والرجاء والمحبة ,, وقد فرط الكثير في هذه المقامات وهذا

من علامات القسوة وقلة الإيمان ,, لأن الله جعل الخوف شرطا لتحقيق الأيمان ومن علامات وجوده
قال تعالي ( فلا تخافوهم وخافون أن كنتم مومنين )

ولما احتضر سفيان الثوري - رحمه الله - بكى بكاءً شديدًا. فقيل له: عليك بالرجاء؛ فإن عفو الله أعظم من ذنوبك. فقال: أو على ذنوبي أبكي؟! لو علمت أني أموت على التوحيد لم أبال بأن ألقى الله بأمثال الجبال من الخطايا.

ثم هو مقبل على القبر وسؤال الملكين، ولا يدري أيثبت أم لا؟.. جلس النبي صلى الله عليه وسلم على شفير قبر فبكى ثم قال: "أي إخواني لمثل هذا فأعدوا".

ثم إذا أعمل فكرة في أهوال الحشر، والميزان، والصراط، وانصراف الناس إما إلى جنة وإما إلى نار لاستولى الخوف على قلبه فحجزه عن الكثير من المحرمات. فكل من خاف شيئًا فر منه، لكن من خاف الله فر إليه: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) .
وقال سبحانه: ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوماً على الكافرين عسيراً ويوم يعض الظالم على يديـه يقـول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً ياويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلاً .
وعن عائشة رضي الله عنها؛ قالت: سمعت رسول الله يقول: ((يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً". قلت: يا رسول الله! الرجال والنساء جميعاً؛ ينظر بعضهم إلى بعض؟! قال: "يا عائشة! الأمر أشد من ذلك)).

الأمر الثاني مما يستجلب به الخوف: التفكر في الموت وشدته:
قال تعالي: وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد .
وقال : ((أفضل المؤمنين أحسنهم خلقاً، وأكيسهم أكثرهم للموت ذكراً وأحسنهم له استعداداً، أولئك الأكياس))2.
اخواتي ! أما تذكر ساعة يعرق لها الجبين، وتخرس من فجأتها الألسن، وتقطر قطرات الأسف من الأعين؟
فتذكروا ذلك؛ فالأمر شديد، وبادروا بقية عمرك؛ فالندم بعد الموت لا يفيد، وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد .


الأمر الثالث : التفكر في القبر وعذابه وهوله وفظاعته:
فعن البراء بن عازب رضي الله عنه؛ قال: كنا مع رسول الله في جنازة، فجلس على شفير القبر، فبكى حتى بل الثرى، ثم قال: ((يا إخواني ! لمثل هذا فأعدوا))4.
وقال بعض الحكماء:
أنسيت يا مغرور أنك ميت
أيقن بأنك في المقابر نازل
الأمر الرابع: التفكر في القيامة وأهوالها:
قال تعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد .
وقال تعالى: فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيباً السماء منفطر به كان وعده مفعولاً .


الأمر الخامس: التفكر في النار وشدة عذابها وما أعد الله عز وجل فيها لأعدائه:
قال تعالى: ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين .


الأمر السادس: تفكر العبد في ذنوبه:
فإنه وإن كان قد نسيها؛ فإن الله تعالى قد أحصاها، وإنها إن تحط به؛ تهلكه؛ إن وكله الله إليها، فليتفكر في عقوبات الله تعالى عليها في الدنيا والآخرة، ولا يغرن المذنب النعم؛ فقد قال : ((إذا رأيت الله تعالى يعطي العبد من
الدنيا ما يحب، وهو مقيم على معاصيه؛ فإنما ذلك منه استدراج))، ثم تلا: فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون 4.
وقال تعالى: يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد .
وقال : ((إني لأعلم أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة البيضاء، فيجعلها الله عز وجل هباءً منثوراً)). قال ثوبان: يا رسول الله! صفهم لنا، جلهم لنا أن نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: ((أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله؛ انتهكوها))1.

الأمر السابع: أن يعلم العبد أنه قد يحال بينه وبين التوبة:
وذلك بموت مفاجئ، أو فتنة مضلة، أو غفلة مستمرة، أو تسويف وإمداد إلى الموت أو غير ذلك، وعندها يندم حيث لا ينفع الندم.

الأمر الثامن: من الأمور التي يستجلب بها الخوف من الله تعالى: التفكر في سوء الخاتمة:
فإن العبد ما يدري ما يحدث له في بقية عمره؟!
وقـد كـان رسول الله يقول: ((يا مقلب القلوب! ثبت قلبي على دينك))2.
وقال تعالى: واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه .
وقال : ((لقلب ابن آدم أشد تقلباً من القدر، إذا اجتمع غلياناً))4.
الامر التاسع : مما يثير الخوف في النفس مجالسة الصالحين الخائفين من الله عز و جل و أن تعذر ذلك فسماع اخبرهم واحوالهم ..
قال ابن القيم في كتابه الروح :
ألا يا نفسي ويحدك ساعديني ..... بسعي منك في ظلم الليالي
لعلك في القيامة أن تفوزي ..... بطيب العيش في تلك الليالي

اللهم يامن لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية أيقظنا من نوم الغفلة وجعلنا نخشاك حتى كأنا نراك واسعدنا بتقواك ولا تشقنا بمعصيتك اللهم احسن عاقبتنا في الامور كلها و أجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة
3
546

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نونا
نونا
جزاكي الله خير
شو شو الامورة
شو شو الامورة
جزاج الله الف خير

وبارك في جهودج
المتفائلة ام معاذ
بارك الله فيك اخواتي
ويعطيكم العافيه على المرور