الخياطه التجميليه بين الواقع والخيال

هذا الكلام منقول عن دكتور استشاري امراض نساء وتوليد

تسألني كثير من السيدات عن الخياطة المهبلية التجميلية التي تتم بعد الولادة مباشرة حتى أنني ظننتها موضة العصر!
ومن الملفت للنظر أن هذه الخياطات التجميلية المزعومة لا تحدث إلا في المستشفيات الخاصة بعد الولادة مباشرة، ولم أشهد حدوثها في أي من المستشفيات الحكومية والمرجعية أو المستشفيات الجامعية (التعليمية). كما أنني لم أشهد حدوثها طوال فترة تخصصي وبعثتي في الخارج، ولم توثق في أي كتاب أو مرجع طبي مما دفعني إلى كتابة هذا المقال لعلي أصحح مفهوم أخواتي الخليجيات وبالأخص سكان هذا البلد الكريم.
لقد منَّ الله على المرأة بالقدرة على الحمل والولادة ومكّنَ أجسادهن على استيعاب الحمل، ومن ثم القدرة على الولادة الطبيعية في أغلب الأحيان، حيث يحدث توسع للمهبل في فترة الولادة ومن ثم الرجوع إلى وضعه الطبيعي في فترة النفاس وهذه من معجزات الخالق في خلقه.
وفي بعض الأحيان يتم توسيع المهبل بواسطة الطبيب لإتمام عملية الولادة، ومن ثم خياطة ما تم شقه ولكل طبيب أو طبيبة طريقة في ذلك.
أما عن الخياطة التجميلية فإنه من الناحية الطبية لا ينبغي أن تتم إلا بعد مرور 3 أشهر على الأقل بعد الولادة. ولا تحتاج لها معظم السيدات ولكن هي موجودة ولها دواعي وأسس طبية وزوجية. فقد تحتاجها بعض السيدات اللاتي يعانين من اتساع في المهبل بسبب الولادات الطبيعية المتكررة وقد يؤثر هذا الاتساع على العلاقة الزوجية.
كما قد تحتاج إليها السيدات اللاتي يعانين من هبوط في جدار المهبل الأمامي (هبوط المثانة) أو جدار المهبل الخلفي (هبوط المستقيم)، مما قد يؤدي إلى أعراض كعدم القدرة على إفراغ المثانة أو المستقيم أو الإمساك المزمن أو الرغبة الملحة في التبول باستمرار والشعور برغبة التبول أو الإخراج أثناء العلاقة الزوجية.
وكقاعدة أساسية إن الحكم على شكل المهبل لا يمكن أن يتم بعد الولادة الطبيعية مباشرة لأن ذلك ليس شكله النهائي، حيث أن العضلات لم تعد إلى وضعها الطبيعي، كما أن إجراء أي عملية تجميلية مباشرة بعد الولادة قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة كالنزيف الشديد أو ضيق ملاحظ في المهبل يؤدي بدوره إلى آلام مبرحة أثناء العلاقة الزوجية أو انعدامها بسبب هذا الضيق، أو التهاب الجرح أثناء فترة النفاس.
ومن العوامل المساعدة على رجوع المهبل إلى وضعه الطبيعي بعد الولادة القيام بتمارين شد المهبل (رياضة كيجل)، على أن تتم هذه الرياضة بإشراف طبيبة أو طبيب مختص أو أخصائية علاج طبيعي للتأكد من صحة القيام بها مع القيام بها بشكل منتظم ولمدة لا تقل عن 6 أسابيع (75 مرة يوميًا).
وختامًا أقول أن الصبر مفتاح كل شيء وفي العجلة الندامة، فلا تكوني أختي ممن قال ( كدا كدا مدام أنا في المستشفى والبنج واحد والتعب واحد مرة وحدة أسويهاوأخلص!). فالنتيجة بدون شك عكسية.