الداعية الخراز: نعيش في مرحلة الإمهال ... لا تُغضبوا الله لترضوا الناس
قال الداعية مشاري الخراز ان التدين ليس بالمظاهر «فالوصول إلى الله بالقلب والمظهر لا بالمظهر فقط»، مؤكدا ان الانسان لن يستطيع الوصول إلى هداية الله إلا بتوفيق من الله مستدلا بقول الله تعالى (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) مشيرا إلى قول الصحابي الجليل عثمان ابن عفان: « لو كان الخير بيدي هذه وقلبي بيدي هذه ما استطعت أن أضع الخير فيه إلا أن يكون الله هو الذي يضعه».
وحذر المسلم خلال محاضرة «كيف تتعامل مع الله» التي ألقاها في المسجد الكبير امس وسط حضور عشرات الآلاف من المؤمنين من الاصرار على المعصية حتى ولو كان فيها رضى الناس «فإذا حاول العبد أن يغضب الله لكي يُرضي الناس فإن هؤلاء الناس سيغضبون عليه».
وأوضح ان الانسان عليه ان يعتبر انه يعيش في مرحلة الإمهال وهي الدنيا فإذا انتهت فسيدخل العبد بعدها في « مرحلة الانتقام» لذا عليه ان يستزيد من الاعمال الصالحة والا يكتفي بالفرائض بل يسعى إلى ثقل ميزانه بالنوافل من العبادات والصدقات ومختلف اوجه الخير، لافتا إلى ان الفرائض توصل العبد إلى مرتبة « الرضى» من الله اما النوافل فتوصله إلى مرتبة اعلى وهي «الحب»، مستدلا بالحديث القدسي: «ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه»، مضيفا بالقول «وإذا أحبك الله فمن كمال الحياء أن تترك ما تحبه في سبيل ما يحبه هو».
«إن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط»... هكذا يبين الداعية الخراز ان من حكمة الله في عباده ابتلاءهم بشتى صور البلاء لاختبارهم وتثبيتهم على طريق الايمان، مشددا على خطورة عدم الصبر على بلاء الله، مستدلا بالقول «من أصيب بمصيبة فمزق ثوباً أو ضرب صدراً فكأنما أخذ رمحاً يريد أن يقاتل به ربه عز وجل».
وعن كيفية الصبر على المصائب قال الخراز إن العبد إذا كان قلبه مملوءا بحب الله وحدثت له المصيبة «رأى أن الخالق مالك وللمالك التصرف في مملوكه». محذرا من ان يغتر الانسان بالنعمة «فقد يرزق العبد منصبا وهو في نظر الناس أنه كرم له، مع أنه قد يكون في الحقيقة بلاء».
وشدد الخراز على اهمية الخشوع في الصلاة مشيرا إلى قول الرسول «إن الله أمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت»، منبها الاذهان إلى اهمية اداء الصلاة في المسجد «فاذا كان الله سبحانه قد احتجب عن الخلق في الدنيا بحجاب فلا يرونه، وأخّر موعد اللقاء إلى القيامة إلا أنه جعل له في الأرض بيتا ينسب إليه فيقال بيت الله وهو المسجد الذي لا يملكه أحد، حتى الدولة لا تملكه»، مؤكدا اهمية استشعار الذنوب عند الذهاب إلى المسجد «فاذهب على أنك تريد أن تعتذر عن ذنوبك وكلنا عندنا ذنوب فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون».
وهنا نص المحاضرة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع: كيف تتعامل مع الله؟
أولا:
كيف تتعامل مع الله إذا غضب؟
ربنا تعالى حليم كريم عليم وبالمؤمنين رؤوف رحيم
ولكنه سبحانه إذا غضب على شيء فإن غضبه يكون شديدا
قال تعالى:
«إن بطش ربك لشديد»
وإذا غضب الله على شيء فلن يفلح أبدا ولو فعل ما فعل... إلا إذا ارتفع عنه هذا الغضب
لأن الله إذا غضب على العبد فكل شيء سيغضب عليه...
لاحظ في الفاتحة لما ذكر الله الصراط المستقيم قال:
صراط الذين أنعمت عليهم ولم يقل صراط الذين أنعموا عليهم
لماذا ؟
لأن المنعم واحد هو الله
أما في الغضب قال: غير المغضوب عليهم ولم يقل غير الذين غضبت عليهم... مع أنه غضب عليهم !
لكن لأن الله إذا غضب على عبد فكل شيء سيغضب عليه قال:
غير المغضوب عليهم
بل حتى إذا حاول العبد أن يغضب الله لكي يرضي الناس فإن هؤلاء الناس الذين يحاول أن يرضيهم هم بذاتهم سيغضبون عليه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس»
وكلما زاد الإنسان من اصراره على المعصية كان غضب الله أقرب وأشد...
بعض الناس له سنوات وهو يعيش في غضب الله والذي يبقيه على قيد الحياة هو حلمه سبحانه...
صبور على الناس سبحانه... صبور...
فمن كان يعيش هذه المرحلة الآن فليستغلها حق الاستغلال ولينتهز الفرصة قبل أن تنتهي هذه المرحلة، لأن هذه المرحلة (مرحلة الإمهال) إذا انتهت فسيدخل العبد بعدها في مرحلة الانتقام...
وإذا غضب الله على العبد فإنه لا ينتقم منه مباشرة بل يتركه يعيش فترة الإمهال والحلم
يحلم الله عليه ويتركه مع أنه غاضب عليه... لعله يرجع
لكن بشرط... أن يكون بصدق.
- قد يكون ربي غضبانا على الواحد منا وهو لا يشعر
كيف أعرف هل الله غضبان عليّ أم لا؟
إذا كان العبد مصرا على المعصية فيخشى عليه أن يكون الله فعلا غضبان عليه
وإلا فالله تعالى ليس له ثأر يأخذه من عبده... كما يقول ابن القيم، ولو أهلك عباده جميعا لما زاد ذلك في ملكه شيئا...
طيب... من كان في وسط غضب الله ماذا يفعل؟
وبعض الناس كان على خير ولكن أصابه غضب الله
كيف يتعامل الإنسان مع ربه إذا غضب عليه..
عليك الآن أن تعلن حالة الطوارئ
بسرعة قبل أن يحدث شيء..
طيب ماذا أفعل؟
انتبه..
كيف تتعامل مع الله إذا غضب؟
إذا أحسست أن الله غضب عليك فتوجد طريقة تذهب هذا الغضب عنك بحيث يعود الرضى إليك بعد أن فقدته..
الحل هو:
أن تبحث عن أحد يخلصك من هذه الورطة
ولن تجد أحدا يخلصك إلا هو سبحانه:
- كل شيء تفر منه عنه إلا الله فإنك تفر إليه قال تعالى: ففروا إلى الله
أرأيت كيف أن التعامل مع الله يختلف تماما عن التعامل مع غيره؟!
كيف هو يخلصني؟
هو الذي سيخلصك من غضبه هو سبحانه إذا لجأت إليه..
- لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك
- أعوذ برضاك من سخطك
- قل له كلمه قل له:
يا رب لا تغضب عليّ... يا رب ارضى عني
يا رب ليس لي سواك
قل له: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك..
«وقال ربكم ادعوني أستجب لكم»
صدقني سيرضى عنك... صدقيني سيرضى عنك...
حاول أن ترضيه... نعم حاول أن ترضيه بالأشياء التي يحبها سبحانه
وعليك أن تعلم أمورا عن الله:
1 - اعلم أنه سبحانه يرضى بسرعة... بسرعة يرضى... يرضى بالقليل.
قال صلى الله عليه وسلم: «صدقة السر تطفئ غضب الرب»
2 - عليك أن تعلم أنه يريد أن يرضى عليك أكثر مما تريده أنت
قال تعالى:
«والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما»
- بعضهم يقول طيب أنا أرجع إليه سبحانه ثم أعود إلى المعصية... أتوب ثم أرجع..
الجواب هذا هو المطلوب... المطلوب أنك كلما أذنبت رجعت..
إن عبدا أصاب ذنبا فقال: رب أذنبت فاغفره فقال ربه: اعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا فقال: ربي أذنبت آخر فاغفر لي قال: اعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي ثم أصاب ذنبا فقال: رب أذنبت آخر فاغفر لي قال: اعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء
( حم ق ) عن أبي هريرة.
- كنت أواجه مشكلة مع الذي يقول أتوب ثم أرجع..
- هل تريد أن تكون معصوما؟!
كيف تتعامل مع الله إذا هداك؟
أجمع العارفون أن توفيق الله للعبد ألا يكله إلى نفسه
أجمل شيء نزل من السماء الهداية إلى الله
ولن تستطيع أن تصل إليها إلا إذا هداك الله تعالى.
- الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
قال عثمان: لو كان الخير بيدي هذه وقلبي بيدي هذه ما استطعت أن أضع الخير فيه إلا أن يكون الله هو الذي يضعه.
قد يقول قائل... إذا كان الأمر كذلك فماذا عساي أن أفعل؟
اطلب الهداية منه وهو يعطيك:
«وقال ربكم ادعوني أستجب لكم»
لهذا انظر إلى أفضل سورة في القرآن إياك نعبد وإياك نستعين
اهدنا الصراط المستقيم
إذاً أنت الذي تقبل على الله إذا أردت الهداية ولا تجلس في البيت وتقول الله ما هداني..
هنالك أصول للتعامل مع الله أنت الذي تأتي إلى الله
«إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»
رجل عابد ذهب إلى وسط الصحراء، فوجد غرابا أعمى ومكسور الجناح، فقال: سبحان الله كيف يأكل هذا ويشرب؟
وبينما هو كذلك إذ أتى غراب آخر صحيح فلما اقترب منه فتح الأعمى فمه فأطعمه..
فقال الرجل: والله لقد أراني الله آية! كيف أسعى أنا لرزقي والله قد كفى هذا الطير..
فذهب إلى كهف ليتعبد فيه... فقام أحد العلماء فسأل عنه فقالوا ذهب إلى كهف يتعبد فلحقه فسأله عن السبب فقال له حكاية الغراب فقال العالم: سبحان الله! ولم رضيت أن تكون الأعمى؟!
كيف تتعامل مع الله إذا هداك؟
1 - أول شيء تفعله أن تنسب هذا الفضل إلى الله وألا تصدق ولو للحظة أن لك يدا في هذه الهداية
- من يهدي الله فهو المهتد
يقول ابوسليمان الداراني: إن الرياح تجري بالسحاب
وإنما يجري العباد بتوفيق ربهم
2 - اهتم بعد هدايتك بالكيف لا بالكم..
اهتم بأعمال القلب أكثر من أعمال الجوارح، وهي ستأتي تبعا.
والذي يظن أن الغاية فقط أعمال الجسد بلا اهتمام بالقلب فهذا مثله كمثل ذاك الرجل الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب وعنده رسالة وصلته يريد قراءتها فمر به رجل فقال له اقرأ لي الرسالة، فقال لا أستطيع أن أقرأها... انتظر... فأخرج نظارته فلبسها ثم قال له: الآن أستطيع أن أقرأ..
فسأله الرجل: ما هذه؟ فقال الرجل: نظارة قراءة..
فذهب الأمي فاشترى نظارة مثلها يظن أنها السبب في القراءة!!
ولم يشعر بأن الرأس الذي خلف النظارة هو السبب.
كذلك الذي ظاهره التدين يظن أنه بلغ الالتزام والوصول إلى الله بالمظهر والصحيح أنه بلغه بالقلب والمظهر لا بالمظهر فقط.
قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة (بتصرف):
«وقال الحسن تفكر ساعة خير من قيام ليلة.
وقال ابن عباس: ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة بلا قلب.
ثبت عن بعض السلف انه قال تفكر ساعة خير من عبادة ستين سنة».
فإذا اهتديت فالحمد لله... قد رضي الله عنك «أنت الآن تعيش في وسط رضى الله تعالى»
كيف تتعامل مع الله إذا رضي؟
- كيف أعرف أن الله راض عني؟
إذا كنت على طاعة فهو راض عنك..
ولماذا يغضب عليك... ولكن لا تأمن، لأن الأمن من العذاب وضمان الجنة هذا بحد ذاته ذنب يحتاج إلى توبة..
قال تعالى:
«إنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الفاسقون»
وهذا يسمى الاغترار بالله..
«يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم»
إذاً ماذا أفعل؟
ترجو رحمة الله وترجو رضاه... يعني تعمل الصالحات وفي الوقت نفسه تظن بربك أنه راض عنك صدقني سيرضى عنك
كيف أتعامل مع الله إذا رضي؟
- قد يقول قائل يعني كيف أتعامل مع الله إذا غضب... أحتاجه لكن كيف أتعامل مع الله إذا رضي؟
ما الذي أحتاجه الآن، خلاص، الله راض..
لاااا..
أنت الآن تحتاج أن تكون دقيقا في التعامل مع الله الآن أكثر من قبل..
لأن الوصول إلى الرضى شيء... والمحافظة عليه شيء آخر
الوصول إلى رضى الله تعالى سهل، لكن الثبات عليه هو الصعب..
يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة..
أضرب لكم مثالا..
شخص لا يعرف الوزير ولم يدخل مكتبه قط[COLO

تقوى ودمعه @tko_odmaah
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

icarus
•
جزاك الله خير ورزقك الفردوس الاعلى من الجنه ووالديك وجميع المسلمين اللهم آمين
مشكوره على هذا المجهود في نقل الدرس
جعله ربي في موازين أعمالك
مشكوره على هذا المجهود في نقل الدرس
جعله ربي في موازين أعمالك

جزاكي الله خير سمعت ان موضوعه الثاني كيف نتعامل مع الله
وقعدت اقرى موضوعك القيم اللي جاء بوقته
جزاكي الله خير
وقعدت اقرى موضوعك القيم اللي جاء بوقته
جزاكي الله خير


الصفحة الأخيرة
__*##############_____________ _________
__################____________ _________
_##################_________** ##*______
__##################_____*#### ######___
__##################___*###### #######__
___#################*_######## #######*_
____########################## #######*_
______######################## #######__
_______######### أســـأل الذي أخرج ماء زمزم فرجاً لهاجر ..
أن يخرج لك فرجاً وبركة وسعــــادة لا شقــــــاء بعدها
وأن يختصك من بين خلقة ويقــــــول :وعزتـــــي
وجلالـــــي لا أرد لك دعــــاء . #########=__
________=##################### #####____
__________#################### ####_____
___________*################## ##=______
____________*################# #________
_____________*###############_ _________
_______________#############__ _________
________________##########____ _________
________________=#######*_____ _________
_________________######_______ _________
__________________####________ _________
__________________###_________ _________
___________________#__________ _________