أصبحت القراءة في العصر الراهن حاجة لاترفاً. لأنها تمدنا بالمعلومات وتساعدنا على حل كثير من المشاكل والأمور التي تواجهنا. وهي وسيلة للاستفادة من تجارب الآخرين إضافة كونها سبيلاً للمتعة و التفكير الجميل والراحة من حياة مادية مضنية00 لذلك فهي تستحق كل جهد يبذل في سبيلها.
الدراسة فن و متعة00 فن يعالجه المرء بشوق ورغبة ليبلغ ما يريده من علم ومتعة00 وهناك سبل دراسية هي. حصيلة مهارة تفيدنا في الاقتصاد بالوقت00 والدراسة مجهود شامل للتعلم و على قدر المسعى يكون الجزاء الأوفى.. سئل سقراط (أما تخاف على عينيك من إدامة النظر في الكتب)؟
أجاب (أذا سلمت البصيرة لم أحفل بسقام البصر) ان رسالة الكتب تستهدف التعلم. قال تعالى((أقرا وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم)).
والإيحاء بممارسة الحياة الإنسانية وترسيخ المهارات والسمو بالمشاعر والمدارك ثم تنمية القوى العقلية.
ان الكتب تعلمنا الحرفة والاستفادة من تجارب الآخرين0000 ان نتاج الأقلام يفيدنا في بعث النشاط والأمل والتفائل ويجعل نور الحياة في أعيننا يتوهج وينتشر.
لكي تكون دراستك بالمستوى العالي000 عليك أن توزع أوقاتك وأن تضع خطة درس مسبقة00 فلا تستيقظ صباح يومك الأوفى ذهنك فكرة صالحة عن ما مطلوب منك إنجازه 000وعليك التمسك بالخطة ومقاومة كل ما قد يغريك على تأجيل الدراسة((لا تؤجل عمل اليوم الى غد))0 ويضمن فن الدراسة أمورا عليك الانتباه اليها 000وهي دخول الصف في الوقت المقرر, أيجاد محل مناسب للدراسة وضمان النور الكافي, وتهيئة التجهيزات والوسائل المادية الأخرى, لآجل استيعاب المادة عليك تدوين مقتطفات منها تجنبا للنسيان000ودون ردود فعليك00 وهذه الملحوظات ستكون مفكرة لك وتسهل لك المراجعة000 وقد يكون دفتر الملحوظات عام أو دفتر خاص لكل موضوع.
وتسجيل الملحوظات كل موضوع على صفحة خاصة. وفرق بالألوان بين ما تلخصه أنت وما تسجله من المحاضر/المعلم. سجل أسم المحاضرة وأرقام الصفحات للمراجع. يفضل ان تسجل أولآ على مسودة ثم تثبتها في الدفتر للتأكد من تكاملها00 ان تدوين الملحوظات هو مساهمة فعالة في عملية التعلم لآن أستظهارها هو جزء من الدراسة وهذه العملية مراجعة000 وكلما كان تلخيصك متقناً. وقمت به بنفسك أعانك على سرعة التعلم كما ان الجدول الدراسي يؤمن لك اقتصادا في الوقت وينقذك من التردد و الحيرة وان الساعات المحددة لمواضيع معينة تساعدك على تخصيص وقت أقل لما هو (سهل) نسبة الى ما هو (صعب) منها وان المرونة و التغيير بين المواضيع تجنبك الرتابة.
كن متسامحا في تخصيص عدد من الساعات الدراسية الخاصة و حاول دراسة أصعب المواضيع عندما يكون الفكر صافي تماما و حدد مقدار منتظم من الوقت لمراجعة المناهج. واذا كان لديك وقت غير متوقع أضافي000 راجع خلاله المنهج أو أكمل دفتر ملحوظاتك و تتطلب الدراسة اعتياديا تنظيما متساويا لإنجاز العمل الصفي و الراحةو الانسجام تنشطان الذهن لمعاودة الدراسة ويجب ان تكونا(سندويجا) بين الفعاليات الدراسية.اجعل أوقات دراستك قصيرة وضع بينها فترات للراحة والاسترخاء وتجنب الدراسة بعد وجبة طعام دسمة00لأنك ستنام حتما ويفوتك وقت الدرس و ((الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك)) فإياك ان تفرط به00 وهذا مثل استفد منه. لماذا يا أخي هذه العثرة الكبرى في طريق دراستك000 فعليك عدم أضاعة الوقت باللهو عن الدراسة.
وهناك مستلزمات مادية أخرى ينبغي تدبرها وهي ان خير مكان للدراسة منضدتك000 ولاتحاول الاستلقاء على السرير لأنك ستسترخي وتنام كما ان المنضدة الخالية خير مكان للدراسة 000فلاتضع عليها صور أو مغريات تلهيك و أبتعد عن المذياع والصحف والمجلات وأجلس بعيدا عن الشباك المطل على الطريق ولاحظ ان الإضاءة الجيدة تحفظ لك حماسك على الدراسة و أسأل نفسك الأسئلة التالية قبل البدء بالدراسة؟
هل تؤثر الموسيقى و الكلام على الدراسة؟
هل هناك خطأ في طريقه جلوسك؟
هل فترات العمل عندك منظمة؟
هل لديك نقص في مواد الدراسة؟
ما أصعب أوقات اليوم في الدراسة000 ولماذا؟
هل هناك هموم أو وسائل استمتاع تبعدك عن الدراسة؟
ان القراءة بأقصى ما يمكن من الكفاءة تعطيك الحظ الأجود وهذه بعض المقترحات لترصين الحذق في القراءة … كثف حصيلتك اللغوية العامة000 وتعلم المعاني الدقيقة للمصطلحات0 نم معدل سرعة القراءة لديك لأنها توفر لك كثيرا من الوقت وهذه تتطلب منك البحث عن الأفكار (المعاني)وليس عن الكلمات. و نظم سرعة قراءتك بحيث لا تقل عن 300 كلمة في الدقيقة و لا تتلفظ الكلمات و لا تحرك شفاهك خلال القراءة و لاتؤشر بالقلم أو الأصبع عند القراءة و قلل من عدد وقفات العين على كل سطر وحاول ان تقرأ مقاطع الجمل لا الكلمات المفردة و طور قابليتك على الاستيعاب والإدراك لآن القدرة على الفهم تشمل غالبا ما تنقل الكلمات معانيها بصورة غير مباشرة وتشكل الجمل (وحدات فكرية) فحاول ان تستنتج (مابين السطور) وتعلم كيف تميز التي تعرض الأفكار الرئيسية وهي بداية الفقرات والباقي هو لإسناد الأفكار و أدراك المادة أجمع, هو أيجاد الفكرة المركزية في مدار البحث و تنوع المهارة يملي عليك معرفة الرموز والمصطلحات ودراسة الجداول حيث ان كل منها تشكل أمامك معضلة وعليك الحذق في تعلمها0
لا توجد وصفة طبية تأخذها لتصبح قارئا ممتازا محبا للدراسة شغوفا بها000 الا التشويق والأرشاد000 وتعتبر أستجابة طبيعية لحاجات النفس00ان الإحساس بالرضا والمتعة بما نقرأ هو الدافع الى طلب المزيد. هناك ثلاث طرق سهلة وحيوية للدراسة وما زاد فمأخوذ عنها أو مردود اليها0
الطريقة الأولى: ينطبق عليها قانون (برناردشو) القائل بأن ((القانون الذهبـي في هذه الحال .. أللا قانون هناك))0 وهذا يعني الاستفادة من الظروف ومن المؤثرات الذاتية والطبيعيةالفطرية000 وكلنا في الواقع لدينا الاستعداد لأن غريزة حب المعرفة متأصلة فينا 000تتجلى عند الطفل بالأسئلة, وتظهر عند الشخص العالم شغفا يضحي في سبيله بالحياة حتى يصل الى معرفة ما يريد من أسرار العلم وتجاربه وتتبدد لدى الفيلسوف استسلاما للتفكير المستمر وراء البحث عن الحقيقة0
والطريقة الثانية: التصفح ثم القراءة ثم الدراسة.
اما الطريقة الثالثة: فهي التصفح بأجراء مسح سريع للمادة المقررة جميعها0
والأستبانة صياغة بعض الأسئلة المناسبة وأنت تتصفح وصور العناوين الواردة الى أسئلة ثم أقرا لتجد أجوبة لها وحلول0 فمن لديه سؤال لديه هدف والكل يتذكرون ما تعلموه جوابا عن سؤال أفضل من تذكرهم ما تعلموه بالقراءة والأستظهار0
والقراءة لأجل أن تجد الأجوبة على الأسئلة ولتتذكرها000دون ملحوظاتك وضع خطوط أو هوامش أو أقواس للتثبيت ولاحظ أن لمحة واحدة على صورة إيضاحية أو مخطط تغنى عن قراءة صفحة كاملة وأن صورة واحدة تعادل ألف كلمة في ميدان التعبير.
ثم المراجعة لاعادة المراحل ويفضل ان تجري في دفتر ملحوظاتك0
الظرف المناسب للدراسة هو توجيه يستحسن الاسترشاد به وتطبيقه كلما سنحت الفرصة بإدامة القابلية البدنية باستمرار (العقل السليم في الجسم السليم) وتبني و أدامة موقف هادف وفعال لمواجهة المشاكل بدلا من التهرب منها والعيش في الحاضر والاستجابة للكلمة كما هي بوضعها الراهن 000لاكما ينبغي لها ان تكون0 مع إدامة موقف إيجابي و مبهج بطرد القلق و محاربته00 العمل خير دواء لإزالة القلق00و إدامة الإحساس بالمرح وتعلم كيف تضحك على أخطاءك لأن التوتر الانفعالي غير مرغوب فيه0 كما ان المشاركة الجماعية مدعاة لتبديد الاضطراب فتمتع بصحبة الأخرين0 مع المناوبة بين الراحة والأستجمام
أخي القارئ:
أن الدراسة الهادفة الى تحقيق مزيد من العلم و العرفان لايمكن أن تنتهي مطلقا, فالممارسة تقود الى المعرفة والمعرفة تقود الى ممارسة ثانية وهذه تقود الى معرفة أوسع وتكرر هذه الصيغة نفسها في حلقة مفرغة وفي كل دورة فأن محتوى الممارسة والمعرفة ترتفع الى مستوى أعلى وتكون الدراسة فن ومتعة 0
اتمنى النجاح الباهر للجميع
الاصيل @alasyl_3
مشرفة الواحة العلمية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
جزاكِ الله كل خير
:26: