الدرس الثاني من سلسلة الأخلاق والآداب والرقائق لفضيلة الشيخ سعيد بن يوسف شعلان

ملتقى الإيمان

الأخلاق والآداب والرقائق من القرآن والسنة (2)

2- (أحق الناس بحسن الصحبة):

" روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال ثم أبوك".

• التعليق على الحديث:
قد تقدم في الحديث الماضي أن حق الوالدين مقدم على حقوق جميع المخلوقين وهو أول حق يأتي بعد حق الله تعالى مباشرةً ولهذا قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الماضي حتى على الجهاد في سبيل الله وسيأتي لذلك مزيد بيان في الموضوع القادم إن شاء الله تعالى.

وقد تبين في هذا الحديث الذي بين أيدينا أن حقوق المخلوقين إذا كثرت وتزاحمت فلابد من تقديم الوالدين بالبر والإحسان، وتقدم الأم على الأب فإن لها ثلاثة أمثال ما للأب من البر لأنها تنفرد بالحمل ثم الوضع ثم الرضاع ثم تشاركه في التربية.
وتقدم الأم أيضاً على جميع المخلوقين بصفةٍ عامةٍ لما رواه أحمد والنسائي وصححه الحاكم " عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله أي الناس أعظم حقاً على المرأة؟ قال زوجها قلت فعلى الرجل؟ قال أمه".

وأخرج أبو داوود والحاكم " عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن امرأةً قالت يا رسول الله إن ابني هذا كان بطني له وعاءً وثديي له سقاءً وحجري له حواءً وإن أباه طلقني وأراد أن ينزعه مني فقال عليه الصلاة والسلام أنت أحق به ما لم تنكحي".
وهذا الحديث الأخير واضح في أن المرأة توصلت إلى اختصاصها بولدها واختصاصه بها في الأمور الثلاثة التي تنفرد بها الأم مع الرابع الذي تشارك فيه الأب كما تقدم فأشارت إلى الحمل بذكر البطن ثم ما يتبع ذلك من الوضع وذكرت إرضاعها له أيضاً ثم تربيتها له بالاشتراك مع الأب.

ومن الجدير بالذكر أن الأجداد يقدمون على الإخوة لأنهم أصول والإخوة فروع وقد جاء في الحديث الذي أخرجه أحمد والبخاري في (الأدب المفرد) وابن ماجه وصححه الحاكم عن المقدام ابن معدي كرب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يوصيكم بأمهاتكم ثم يوصيكم بأمهاتكم ثم يوصيكم بأمهاتكم ثم يوصيكم بآبائكم ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب".

وفي رواية لهذا الحديث في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل السائل القائل: "من أحق الناس بحسن صحابتي" قال له عليه الصلاة والسلام بعد قوله ثم أبوك: "ثم أدناك فأدناك".
ومعنى أدناك فأدناك: الأقرب فالأقرب كما في الحديث الذي قبله.

وجاء في حديث أبي رمثة الذي أخرجه الحاكم وأصله عند أبي داوود وغيره "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أمك وأباك ثم أختك وأخاك ثم أدناك فأدناك".
والمراد بالدنو: القرب إلى فاعل البر.

وعليه فيكون الأبوان في مقدمة من نبدأ ببرهم ثم الأجداد ثم الإخوة ثم من كان قريباً لنا من جهة الوالدين ثم من كان قريباً لنا من جهة الأم وحدها ثم من جهة الأب وحده ثم القريب من ذوي الرحم ويقدم منهم المحارم على من ليس بمحرم يعني يقدم منهم من لا يجوز الزواج به من الأقارب على من يجوز الزواج به كبنت الأخت مثلا ً تقدم على بنت العم وهكذا ثم تأتي حقوق الأصهار وهم الذين حصلت بيننا وبينهم الصلة عن طريق المصاهرة أي الزواج يعني أقارب كل من الزوجين ثم يأتي بعد ذلك الجار وسيأتي مزيد لبيان حق الجار مع بيان عناية الإسلام الشديدة به إن شاء الله تعالى وإلى اللقاء القادم إن شاء الله والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

برجاء إرسال هذا الدرس إلى كل من تعرف مع وصية الجميع بإرساله إلى كل من يعرفون ليعظم أجركم ويزداد ثوابكم وفقكم الله.


لمزيد من الاستفسار حول ذات الموضوع الاتصال على saiedshalan@hotmail.com

حق الخالق والمخلوق
إعداد: سعيد شعلان
0
311

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️