الدرس الثاني من كتاب " معارج القبول "...... عقيده

السلام عليكم ورحمة الله .
هذا رابط الدرس الأول لمن أحب القرأة
http://www.hawaaworld.com/vb/showthread.php3?threadid=12028
----------------------------------------------------------------------------------

الدرس الثاني "ألمتن" :


*************************************مقدمة *************************************
تعرف العبد بما خلق له , وبأول ما فرض الله تعالى عليه , وبما أخذ الله عليه به من الميثاق في ظهر أبيه آدم , وبما هو صائر إليه.


إعلم بأن الله جل وعلا .........................لم يترك الخلق سدى وهملا
بل خلق الخلق ليعبدوه .........................وبالإلهية يفردوه

---------------------------------------------------------------------------------------------

الشرح:-

إن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق لعبادته قال تعالى ( وما خلقت

الجن والإنس إلا ليعبدون ), ثم إن الله تعالى من رحمته بعباده لم

يتركهم بلا أوامر ولا نواهي, بل خلقهم ليبلوهم فيجازي الذين

احسنوا الحسنى والذين اساءوا بما عملوا.

وهذه المشيئة منه للعبادة من عباده مشيئة شرعية عامة للكافر

والمؤمن أي أنه أرسل الرسل لكافة الناس ليؤمنوا به , ولم تكن

مشيئة كونية - لا خروج لأحد عنها - وإلا لم يكن لأحد الخروج عن

مشيئة الله الكونية.

قال تعالى ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا )

قال إبن عباس وقتادة والحسن أي وأمر ربك .

ومعنى العبادة:- هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال

والأعمال الباطنة والظاهرة, واستنبط ابن تيمية رحمه الله هذا

التعريف من الآية الكريمة: " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله

رب العالمين".

- وهذا التعريف لكلمة العبادة يشمل الأقوال والأعمال الظاهرة :

كالصلاة والصوم والحج وبر الوالدين والأمر بالمعروف والنهي عن

المنكر وجهاد الكفار والمنافقين والذكر الدعاء وغيرها.

- ويشمل الأقوال والأعمال الباطنة:

مثل حب الله ورسوله والخشية والإنابة والإخلاص والصبر لحكمه والشكر

لنعمة والرضا بقضاءه والتوكل عليه والرجاء لرحمته وخوف عذابه

وغيرها.

فكما نرى لا يخرج أي عمل يقوم به الإنسان عن كونه عبودية لله عز

وجل , لذلك وجب تحري كل أمر من أمور حياتنا حسب ما أمر به الله

ورسوله .

وجماع العبادة كمال حب الله مع كمال الذل لله سبحانه.

وقد طرأ تغير على مفهوم العبادة بسبب الغزو الفكري الغربي

لبلاد المسلمين, وقد بدأ هذا التغير في اوروبا في القرون

الوسطى بسبب الإنحراف في الدين النصراني وظلم القساوسة

والملوك , فكان دينهم يحرم الزنا والقسيس يرتكبه , وكان

الزواج يعتبر خطيئة , والمرأة عار . ولا يجوز تملك الأراضي إلا

الملك والأمراء , فكره الناس هذا الدين الذي لا خير فيه لهم .

فلجأ الناس إلى محاولة القضاء على هذا الدين المحرف فكان شعار

هذه الثورة "اشنقوا آخر قسيس بأمعاء آخر ملك" فاصبح مجتمعهم

بلا دين , يحكمه الناس بما رأوه مناسبا من قوانين وشرائع أرضية

ترضي أهوائهم .

هذه المرحلة من اللادين, تم إدخالها الى بلاد المسلمين في اسم

جديد وهو "العلمانية" لأنهم علموا أن المسلمين لا يمكن أن

يتقبلوا شيء لا ديني أو أن يقال لهم لا تصلوا !! أو لا تزكوا !!

فالعلمانيه اتخذت لها صورتان:

- إنكار الله عز وجل.

- والصورةالثانية تقر بوجود الله ولكنها تنكر تدخل الدين في

الدنيا, وتنادي بعزل الدين عن الدولة... وهذا أخطر من الصورة

الأولى لإن عدم إنكارها لوجود الله عز وجل يلبس على عوام الناس

بأنهم مسلمون وأن الصلاه والصوم شيء و باقي أمور الحياة شيء

آخر , ولذلك نرى أن كثير من الناس يصلى ويصوم بينما أولاده لا

يصلون , وزوجته تخرج بلا الحجاب الشرعي , فتم حصر الصلاة والصوم

والزكاة للشخص على أنه أمر خاص به ومتى خرج من المسجد , احتكر

وكذب وسرق وتعامل بالربا وحمد الله على نعمة الإسلام وأهله - كل

على حل شعره - كما يقولون .... , وما ذلك إلا نتيجة حتمية

لحصر الدين في مجرد إقامة بعض الشعائر وإخراج باقي أمور

الحياة من الدين .

ومع دخول الإستعمار تم فصل الدين عن الدولة , ولذلك نرى أن

أكثر الأنظمة الموجودة في بلاد المسلمين أنظمة علمانية والناس لا

تعرف ذلك, وما ذلك إلا بسبب جهل الناس بحقيقة هذا الدين وأن

كلمة عبادة تشمل كل جوانب الحياة دينيا, وسياسيا, وإقتصاديا,

وإجتماعيا, فكل شيء في حياتنا يجب أن يكون منطلقا من منظور

الشرع وما أمر الله و رسوله في جميع أمور حياتنا بلا استثناء.


هذا هو معنى كلمة العبادة : إسم جامع لكل ما يحبه الله

ويرضاه ..... إلى آخر التعريف لا يخرج عن هذا شيء في أمور

الحياة كلها.

------------------------------------------------------------

والى اللقاء في الدرس الثالث. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته