عيون سعد

عيون سعد @aayon_saad

الفواحة العطرة لآسرة حواء

الدرس الخامس : ( الخشوع)

الأسرة والمجتمع

الدرس الخامس: الخشوع

نظرا لأهمية هذا الموضوع ، و كثرة الطلبات عليه فقد جعلته في درس مستقل و سوف يكون الدرس الختامي لدورتنا بأذن الله..

معنى الخشوع :-

لغة :-التطامن من طأطأ الرأس وهو بمعنى الخضوع والسكون في البدن والصوت والبصر

اصطلاحا :-يقول ابن القيم هو :خمود النفس وهمود الطباع .قيام القلب بين يدي الرب بالخشوع وما فيه من تعظيم ومحبة وذل وانكسار .فإذا خشع القلب خشعت الجوارح والأعضاء معه .ويأتي الخشوع أيضا بمعنى التواضع والإخبات "وأخبتوا إلى ربهم "هود 23أيه تخشعوا لربهم .

الخشوع شرعا :-"هو هيئة في النفس يظهر منها على الجوارح سكونه ووقاره وهو تأثر القلب بجلال الله واستعظام عظمته وهيبته وهو إشراق أنوار التعظيم في القلب وخمود نار الشهوات والشبهات وهو قبول وانقياد للحق إذا خالف الهوى والمراد " كتاب سليم بن عيد الهلالي .

محل الخشوع :-

محله القلب ولسانه المعبر هو الجوارح وعلى الوجه والجسم له أثر ظاهر

آيات في الخشوع

ورد في 21 آية منها

"ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق "الحديد 16.

"واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين " البقرة 45.

"وبشر المخبتين"الحج 34 .

"والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات "الأحزاب 35 .

"قد أفلح المؤمنين الذين هم في صلاتهم خاشعون "المؤمنون

"خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة "المعا رج 44.

وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصية تصلى نارا حامية "الغاشية

"وتراهم يعرضون عليها خاشعون من الذل "الشورى 45 .

-الخشوع في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم :

"ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله "رواه مسلم

"مثل المجاهدين في سبيل الله – والله أعلم بمن يجاهد في سبيله – كمثل القائم الخاشع والراكع الساجد " رواه مسلم .
14
778

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عيون سعد
عيون سعد
صفات الخاشعين:-

1) الخوف من الله تعالى " الذين يخشون ربهم ثم تلين قلوبهم إلى ذكر الله" (الزمر23) .

2) البكاء من خشية الله تعالى – عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال( خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط قال ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، قال أنس فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم حنين وفي رؤية فأكثر الناس البكاء) رواه البخاري رقم 93 . كان أبي بكر رضي الله عنه رقيق القلب غزير الدمع وبكى عمر بن الخطاب يوما لما شرب الماء البارد حين تذكر آية " وخيل بينهم وبين ما يشتهون " سبأ 54.

3)الصبر على المصائب والبلاء لعلمهم بطبيعة هذه الحياة وعلمهم بطبيعة الإيمان الذي يتطلب الصبر وأن الدنيا محل ابتلاء واختبار فيتضح المؤمن بقوة صبره. " ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور" الشورى 43.

4) تعظيم شعائر الله " ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" الحج 32. وإن كثرة المخالفات هي من الجهل بعظمة الخالق وقلة العلم الشرعي وقلة التفقه بالدين – وجود علم الكلام قديما وآثاره موجوده للآن – كثرة الترخص والتنازلات من علماء السوء الذين أشربوا حب الدنيا.
عدم المعرفة بأعمال القلوب – قلة التفكر في ملكوت السماوات والأرض وقال أبو الدرداء ( تفكر ساعة خير من قيام ليلة) لما للتفكر في تعظيم الله تعالى وتعظيم منهجه ومن ثم اتباعه.

5)اليقين بلقاء الله عز وجل " واستعينوا بالصبر والصلاة وإنما لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون" (البقرة 45- 46) وهذا اليقين أساس التقوى وسبيل المؤمنين الخاشعين الذين يسعون أن لقاءهم مع الله أحسن لقاء.

وإن الخشوع أكثر ما يرتبط بالصلاة لأن أعمالها تتضمن الذكر والدعاء وقراءة القرآن والركوع والسجود وهو مواطن الخشوع والبكاء والخضوع والخشية وكل ما سبق ذكره ليدخل في الصلاة وحسن أدائها وتوجه القلب والجسد لله عز وجل وهي أول صفات المؤمنون المفلحين الذين يرثون الفردوس الأعلى فقد جمعت الصلاة بين طهارة القلب والجسد الظاهر والباطن لما لهذه الطهارة من أثر في خشوعه وتبتله لله عز وجل ولما للصلاة من منزلة عظيمة القدر في الإسلام وهي علامة الإيمان التي تفرق بين المسلم والكافر تنير القلب بعظمة الخالق وتحلي المرء بمكارم الأخلاق وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر وخصها بالذكر مع الإستعانه على طاعته بالصبر " استعينوا بالصبر والصلاة" (البقرة 53).
تؤمن للعبد الراحة النفسية والسكينة وسبب لمغفرة الذنوب وتوبة متجددة للمؤمن ويرتقي في خشوعه وفي صلاته ليصل مرتبة الإحسان " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر" رواه مسلم.
ومن أعظم الأسباب لدخول الجنة وصحبة النبي صلى الله عليه وسلم " فأعني على نفسك بكثرة السجود" رواه مسلم.
تحط الخطايا وترفع الدرجات وانتظارها رباط في سبيل الله تعالى " وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط " رواه مسلم .
وهي أول ما يسأل عنه العبد فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله وصلاحها بإتيان أركانها والطمأنينة فيها والخشوع والذل لله تعالى وحسن التبتل إليه.
ومن حرص على الفريضة والنافلة كانت سبيلا لمحبة الله تعالى له وضع القبول له في الأرض والسماء.

ولنحذر أخواتي من الخشوع الغير سوي وخشوع النفاق الذي تخشع جوارحه دون قلبه ونرى أهل العقائد المنحرفة والمعتقدات الباطلة يتباكون ويخشون وهو خداعا من الشيطان لأصحاب البدع الذين ابتعدوا عن منهج الله تعالى المستقيم وغرهم الشيطان وزين لهم أعمالهم وضل سعيهم في الحياة الدنيا.
عيون سعد
عيون سعد
صفات الخاشعين:- 1) الخوف من الله تعالى " الذين يخشون ربهم ثم تلين قلوبهم إلى ذكر الله" (الزمر23) . 2) البكاء من خشية الله تعالى – عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال( خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط قال ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، قال أنس فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم حنين وفي رؤية فأكثر الناس البكاء) رواه البخاري رقم 93 . كان أبي بكر رضي الله عنه رقيق القلب غزير الدمع وبكى عمر بن الخطاب يوما لما شرب الماء البارد حين تذكر آية " وخيل بينهم وبين ما يشتهون " سبأ 54. 3)الصبر على المصائب والبلاء لعلمهم بطبيعة هذه الحياة وعلمهم بطبيعة الإيمان الذي يتطلب الصبر وأن الدنيا محل ابتلاء واختبار فيتضح المؤمن بقوة صبره. " ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور" الشورى 43. 4) تعظيم شعائر الله " ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" الحج 32. وإن كثرة المخالفات هي من الجهل بعظمة الخالق وقلة العلم الشرعي وقلة التفقه بالدين – وجود علم الكلام قديما وآثاره موجوده للآن – كثرة الترخص والتنازلات من علماء السوء الذين أشربوا حب الدنيا. عدم المعرفة بأعمال القلوب – قلة التفكر في ملكوت السماوات والأرض وقال أبو الدرداء ( تفكر ساعة خير من قيام ليلة) لما للتفكر في تعظيم الله تعالى وتعظيم منهجه ومن ثم اتباعه. 5)اليقين بلقاء الله عز وجل " واستعينوا بالصبر والصلاة وإنما لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون" (البقرة 45- 46) وهذا اليقين أساس التقوى وسبيل المؤمنين الخاشعين الذين يسعون أن لقاءهم مع الله أحسن لقاء. وإن الخشوع أكثر ما يرتبط بالصلاة لأن أعمالها تتضمن الذكر والدعاء وقراءة القرآن والركوع والسجود وهو مواطن الخشوع والبكاء والخضوع والخشية وكل ما سبق ذكره ليدخل في الصلاة وحسن أدائها وتوجه القلب والجسد لله عز وجل وهي أول صفات المؤمنون المفلحين الذين يرثون الفردوس الأعلى فقد جمعت الصلاة بين طهارة القلب والجسد الظاهر والباطن لما لهذه الطهارة من أثر في خشوعه وتبتله لله عز وجل ولما للصلاة من منزلة عظيمة القدر في الإسلام وهي علامة الإيمان التي تفرق بين المسلم والكافر تنير القلب بعظمة الخالق وتحلي المرء بمكارم الأخلاق وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر وخصها بالذكر مع الإستعانه على طاعته بالصبر " استعينوا بالصبر والصلاة" (البقرة 53). تؤمن للعبد الراحة النفسية والسكينة وسبب لمغفرة الذنوب وتوبة متجددة للمؤمن ويرتقي في خشوعه وفي صلاته ليصل مرتبة الإحسان " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر" رواه مسلم. ومن أعظم الأسباب لدخول الجنة وصحبة النبي صلى الله عليه وسلم " فأعني على نفسك بكثرة السجود" رواه مسلم. تحط الخطايا وترفع الدرجات وانتظارها رباط في سبيل الله تعالى " وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط " رواه مسلم . وهي أول ما يسأل عنه العبد فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله وصلاحها بإتيان أركانها والطمأنينة فيها والخشوع والذل لله تعالى وحسن التبتل إليه. ومن حرص على الفريضة والنافلة كانت سبيلا لمحبة الله تعالى له وضع القبول له في الأرض والسماء. ولنحذر أخواتي من الخشوع الغير سوي وخشوع النفاق الذي تخشع جوارحه دون قلبه ونرى أهل العقائد المنحرفة والمعتقدات الباطلة يتباكون ويخشون وهو خداعا من الشيطان لأصحاب البدع الذين ابتعدوا عن منهج الله تعالى المستقيم وغرهم الشيطان وزين لهم أعمالهم وضل سعيهم في الحياة الدنيا.
صفات الخاشعين:- 1) الخوف من الله تعالى " الذين يخشون ربهم ثم تلين قلوبهم إلى ذكر الله"...
الوسائل المعينة على الخشوع ( عامة ):-

إن الأصل في المؤمن أن يكون خاشعا في كل عبادة ولا سيما الصلاة وهذه الوسائل تعين بإذن الله تعالى على الخشوع في كل أمر عبادتنا في صلاتنا وصيامنا ودعائنا وقراءة القرآن وحجنا وحتى زكاتنا وعلاقتنا مع الناس بتواضعن " وبشر المخبتين " الخاشعين المتواضعين.

1)معرفة الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها " ( الأعراف 180). إن من أعظم ما يقوى الإيمان ويزيد القلب خشوعا معرفة أسماء الله تعالى الحسنى الواردة في الكتاب والسنة فنعظمه ونخشاه نعرفها لفظا ومعنا وندعو بها ونعيش معها في كل حياتنا تحصلين أختي الحبيبة بذلك على معنى كبير من معاني الخشوع.

2)تدبر القراّن الكريم وقراءته ومعرفة طرق توصيله فيشغل قلبه في آيات الله ويقيم حدوده وأحكامه وحسن الإنصات له والبعد عن المعاصي والاستعاذة بالله عن قراءته وحسن ترتيله وتجويده وعدم هجرة البكاء وإشباعي عن قراءته وقراءة تفسيره والتوبة والأخلاق في طلبه "أفلا يتدبرون القراّن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراَ" النساء 82
"أفلا يتدبرون القراّن أم على قلوب أقفالها" فالحمد لله تعالي على نعمة القراّن كلامه عظيم .

3)التفكر في ملكوت الله تعالى وإعجاز الله تعالى العظيم القدير في الكون الذي ينعكس أثرة على نفس المؤمن ويستشعر عظمة الخالق وتتوق نفسه إلى رضاه والخضوع بين يدي الله عز وجل
.
عيون سعد
عيون سعد
الوسائل المعينة على الخشوع ( عامة ):- إن الأصل في المؤمن أن يكون خاشعا في كل عبادة ولا سيما الصلاة وهذه الوسائل تعين بإذن الله تعالى على الخشوع في كل أمر عبادتنا في صلاتنا وصيامنا ودعائنا وقراءة القرآن وحجنا وحتى زكاتنا وعلاقتنا مع الناس بتواضعن " وبشر المخبتين " الخاشعين المتواضعين. 1)معرفة الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها " ( الأعراف 180). إن من أعظم ما يقوى الإيمان ويزيد القلب خشوعا معرفة أسماء الله تعالى الحسنى الواردة في الكتاب والسنة فنعظمه ونخشاه نعرفها لفظا ومعنا وندعو بها ونعيش معها في كل حياتنا تحصلين أختي الحبيبة بذلك على معنى كبير من معاني الخشوع. 2)تدبر القراّن الكريم وقراءته ومعرفة طرق توصيله فيشغل قلبه في آيات الله ويقيم حدوده وأحكامه وحسن الإنصات له والبعد عن المعاصي والاستعاذة بالله عن قراءته وحسن ترتيله وتجويده وعدم هجرة البكاء وإشباعي عن قراءته وقراءة تفسيره والتوبة والأخلاق في طلبه "أفلا يتدبرون القراّن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراَ" النساء 82 "أفلا يتدبرون القراّن أم على قلوب أقفالها" فالحمد لله تعالي على نعمة القراّن كلامه عظيم . 3)التفكر في ملكوت الله تعالى وإعجاز الله تعالى العظيم القدير في الكون الذي ينعكس أثرة على نفس المؤمن ويستشعر عظمة الخالق وتتوق نفسه إلى رضاه والخضوع بين يدي الله عز وجل .
الوسائل المعينة على الخشوع ( عامة ):- إن الأصل في المؤمن أن يكون خاشعا في كل عبادة ولا سيما...
نماذج من الصحابة الخاشعين:

ـ روي أن سيدنا أبا طلحة الأنصاري رضي الله عنه كان يصلي في بستانه ذات يوم ورأى طيراً يخرج من بين الشجر، فتعلقت عيناه بالطائر حتى نسي كم صلى، فذهب إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يبكي ويقول: "يا رسول الله، إني انشغلت بالطائر في البستان حتى نسيت كم صليت، فإني أجعل هذا البستان صدقة في سبيل الله.. فضعه – يا رسول الله – حيث شئت لعل الله يغفر لي"!!

ـ وهذا عروة بن الزبير رضي الله عنه أصاب رجله داء الآكلة فقيل له: لا بد من قطع قدمك حتى لا ينتشر المرض في جسمك كله، ولهذا لا بد من أن تشرب بعض الخمر حتى يغيب وعيك. فقال: أيغيب قلبي ولساني عن ذكر الله؟ والله لا استعين بمعصية الله على طاعته. فقالوا: نسقيك المنقد (مخدر) فقال: لا أحب أن يسلب جزء من أعضائي وأنا نائم، فقالوا: نأتي بالرجال تمسكك، فقال: أنا أعينكم على نفسي. قالوا: لا تطيق. قال: دعوني أصلي، فإذا وجدتموني لا أتحرك وقد سكنت جوارحي واستقرت فانظروني حتى أسجد، فإذا سجدت فما عدت في الدنيا، فافعلوا بي ما تشاؤون! فجاء الطبيب وانتظر، فلما سجد أتى بالمنشار فقطع قدم الرجل ولم يصرخ بل كان يقول: لا إله إلا الله... رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ورسولاً.. حتى أغشي عليه ولم يصرخ صرخة، فلما أفاق أتوه بقدمه فنظر إليها وقال: أقسم بالله إني لم أمش بك إلى حرام، ويعلم الله، كم وقفت عليك بالليل قائماً لله.. فقال له أحد أصحابه: يا عروة.. أبشر.. جزء من جسدك سبقك إلى الجنة فقال: والله ما عزاني أحد بأفضل من هذا العزاء.

ـ وكان الحسن ابن علي رضي الله عنهما إذا دخل في الصلاة ارتعش واصفر لونه.. فإذا سئل عن ذلك قال: أتدرون بين يدي من أقوم الآن!

ـ وسئل حاتم الأصم – رحمه الله – كيف تخشع في صلاتك؟ قال: بأن أقوم فأكبر للصلاة.. وأتخيل الكعبة أمامي عيني، والصراط تحت قدمي، والجنة عن يميني والنار عن شمالي، وملك الموت ورائي، وأن رسول الله يتأمل صلاتي وأظنها آخر صلاة، فأكبر الله بتعظيم وأقرأ بتدبر وأركع بخضوع وأسجد بخشوع وأجعل في صلاتي الخوف من الله والرجاء في رحمته ثم أسلم ولا أدري أقبلت أم لا!

ـ وقد قيل: استجمع قلبك في ثلاثة مواضع: عند قراءة القرآن وعند الصلاة وعند ذكر الموت.. فإن لم تجدها في هذه المواضع فاسأل الله أن يمنّ عليك بقلب؛ فإنه لا قلب لك!!

ـ رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم نصحنا بقوله: "صلِّ صلاة مودِّع" فهل صليت مرة واحدة صلاة مودع في عمرك كله؟!

ـ يقول ابن مسعود رضي الله عنه: كنا نخرج نعاتب بعضنا بعضاً لمعاتبة الله لنا لقلة خشوعنا نقول: ألم تسمع قول الله تعالى: "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله" فيسقط الرجل منا يبكي على عتاب الله لنا
عيون سعد
عيون سعد
نماذج من الصحابة الخاشعين: ـ روي أن سيدنا أبا طلحة الأنصاري رضي الله عنه كان يصلي في بستانه ذات يوم ورأى طيراً يخرج من بين الشجر، فتعلقت عيناه بالطائر حتى نسي كم صلى، فذهب إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يبكي ويقول: "يا رسول الله، إني انشغلت بالطائر في البستان حتى نسيت كم صليت، فإني أجعل هذا البستان صدقة في سبيل الله.. فضعه – يا رسول الله – حيث شئت لعل الله يغفر لي"!! ـ وهذا عروة بن الزبير رضي الله عنه أصاب رجله داء الآكلة فقيل له: لا بد من قطع قدمك حتى لا ينتشر المرض في جسمك كله، ولهذا لا بد من أن تشرب بعض الخمر حتى يغيب وعيك. فقال: أيغيب قلبي ولساني عن ذكر الله؟ والله لا استعين بمعصية الله على طاعته. فقالوا: نسقيك المنقد (مخدر) فقال: لا أحب أن يسلب جزء من أعضائي وأنا نائم، فقالوا: نأتي بالرجال تمسكك، فقال: أنا أعينكم على نفسي. قالوا: لا تطيق. قال: دعوني أصلي، فإذا وجدتموني لا أتحرك وقد سكنت جوارحي واستقرت فانظروني حتى أسجد، فإذا سجدت فما عدت في الدنيا، فافعلوا بي ما تشاؤون! فجاء الطبيب وانتظر، فلما سجد أتى بالمنشار فقطع قدم الرجل ولم يصرخ بل كان يقول: لا إله إلا الله... رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ورسولاً.. حتى أغشي عليه ولم يصرخ صرخة، فلما أفاق أتوه بقدمه فنظر إليها وقال: أقسم بالله إني لم أمش بك إلى حرام، ويعلم الله، كم وقفت عليك بالليل قائماً لله.. فقال له أحد أصحابه: يا عروة.. أبشر.. جزء من جسدك سبقك إلى الجنة فقال: والله ما عزاني أحد بأفضل من هذا العزاء. ـ وكان الحسن ابن علي رضي الله عنهما إذا دخل في الصلاة ارتعش واصفر لونه.. فإذا سئل عن ذلك قال: أتدرون بين يدي من أقوم الآن! ـ وسئل حاتم الأصم – رحمه الله – كيف تخشع في صلاتك؟ قال: بأن أقوم فأكبر للصلاة.. وأتخيل الكعبة أمامي عيني، والصراط تحت قدمي، والجنة عن يميني والنار عن شمالي، وملك الموت ورائي، وأن رسول الله يتأمل صلاتي وأظنها آخر صلاة، فأكبر الله بتعظيم وأقرأ بتدبر وأركع بخضوع وأسجد بخشوع وأجعل في صلاتي الخوف من الله والرجاء في رحمته ثم أسلم ولا أدري أقبلت أم لا! ـ وقد قيل: استجمع قلبك في ثلاثة مواضع: عند قراءة القرآن وعند الصلاة وعند ذكر الموت.. فإن لم تجدها في هذه المواضع فاسأل الله أن يمنّ عليك بقلب؛ فإنه لا قلب لك!! ـ رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم نصحنا بقوله: "صلِّ صلاة مودِّع" فهل صليت مرة واحدة صلاة مودع في عمرك كله؟! ـ يقول ابن مسعود رضي الله عنه: كنا نخرج نعاتب بعضنا بعضاً لمعاتبة الله لنا لقلة خشوعنا نقول: ألم تسمع قول الله تعالى: "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله" فيسقط الرجل منا يبكي على عتاب الله لنا
نماذج من الصحابة الخاشعين: ـ روي أن سيدنا أبا طلحة الأنصاري رضي الله عنه كان يصلي في بستانه...
كيف تخشعين في الصلاة؟؟

الخشوع يزيد وينقص حسب الأخذ بالأسباب الجالبة له. وإليك هذه الأسباب با التفاصيل:


قبل الصلاة

إننا أختي في الله قد اعتدنا على الصلاة، لذا أصبحنا إذا سمعنا الأذان بادرنا وتوضأنا ووقفنا ثم صلينا، ونحن لا تنفك أذهاننا تفكر في حياتنا ومشكلاتنا، ويفوتنا بذلك الخير الكثير، فإذا ما أردت أن يتحقق لك الخشوع فافعلي ا لآتي:

ـ إذا سمعت المؤذن فقو لي كما يقول غير أنك إذا قال: حي على الصلاة، حي على الفلاح فقولي: (لا حول ولا قوة إلا بالله).
لقوله : { إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي إنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة - إنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله - فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة } .

ـ ثم اسألي الله من فضله واجتهدي في الدعاء، فإن الدعاء يجاب عند الأذان أو بين الأذان والإقامة، قال رسول الله : { الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد } .

ـ ثم سارعي إلى الوضوء عملا بقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ واستحضري فضل الوضوء، فإن رسول الله قد قال: { من توضأ فأحسن الوضوء وصلى غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى } . وإحسانه يكون بالوضوء كما كان يتوضأ رسول الله فقد قال : { من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه } .

قد تقولين: كيف أستطيع أن أتوضأ وأصلي دون أن أحدث نفسي؟

فأقول: إذا أردت الوضوء فانشغلي في ذكر ما يقول رسول الله عند الوضوء وهو قول: (بسم الله) فإذا شرعت في الوضوء فتفكري فلي كل عضو تغسلينه ما اكتسب من الذنوب، فإذا فعلت ذلك استحضري أن الوضوء يكفر الذنوب، وأن الخطايا تخرج مع الوضوء.
فإذا غسلت وجهك فتذكري أن كل خطيئة نظرت إليها عيناك خرجت مع الماء.
وإذا غسلت يديك فاستحضري أن كل خطيئة بطشتها يداك خرجت مع الماء.
وإذا غسلت رجليك فاستحضري أن كل خطيئة مشتها رجلاك خرجت مع الماء.
وبهذا تخرجين من الوضوء مغفورة الذنوب كما قال رسول الله .

ـ ثم إذا هممت بالخروج من المغتسل فاستحضري ما حزتيه من الأجر العظيم من حط الذنوب ورفع الدرجات. واستحضري قوله : { ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الٍخُطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط } .
واستحضري كذلك أن مواضع الوضوء ستكون علامة لك يوم القيامة تعرفين بها، فتنظرين إلى أعضائك التي غسلتيها بشيء من السرور والغبطة أن هداك الله لهذا.

ـ وإذا خرجت وقد توضأت فاذكري هذا الدعاء لتنالي جزاءه، وهو الوارد،في هذا الحديث، قال رسول الله : { ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ - أو سبغ - الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إلا فتحت له ابواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء } .

وإذا فعلت ذلك في وضوئك فأنى للشيطان أن يقربك، وأنى له أن يدخل عليك بوسواسه، فأنت في كل لحظة معلقة قلبك بالله سبحانه وبما - ورد عن نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
عيون سعد
عيون سعد
كيف تخشعين في الصلاة؟؟ الخشوع يزيد وينقص حسب الأخذ بالأسباب الجالبة له. وإليك هذه الأسباب با التفاصيل: قبل الصلاة إننا أختي في الله قد اعتدنا على الصلاة، لذا أصبحنا إذا سمعنا الأذان بادرنا وتوضأنا ووقفنا ثم صلينا، ونحن لا تنفك أذهاننا تفكر في حياتنا ومشكلاتنا، ويفوتنا بذلك الخير الكثير، فإذا ما أردت أن يتحقق لك الخشوع فافعلي ا لآتي: ـ إذا سمعت المؤذن فقو لي كما يقول غير أنك إذا قال: حي على الصلاة، حي على الفلاح فقولي: (لا حول ولا قوة إلا بالله). لقوله : { إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي إنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة - إنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله - فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة } [أخرجه مسلم وابن خزيمة واللفظ له]. ـ ثم اسألي الله من فضله واجتهدي في الدعاء، فإن الدعاء يجاب عند الأذان أو بين الأذان والإقامة، قال رسول الله : { الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد } [رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني]. ـ ثم سارعي إلى الوضوء عملا بقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ [المائدة:6] واستحضري فضل الوضوء، فإن رسول الله قد قال: { من توضأ فأحسن الوضوء وصلى غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى } [رواه أحمد وابن خزيمة]. وإحسانه يكون بالوضوء كما كان يتوضأ رسول الله فقد قال : { من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه } [رواه مسلم وابن خزيمة واللفظ له]. قد تقولين: كيف أستطيع أن أتوضأ وأصلي دون أن أحدث نفسي؟ فأقول: إذا أردت الوضوء فانشغلي في ذكر ما يقول رسول الله عند الوضوء وهو قول: (بسم الله) فإذا شرعت في الوضوء فتفكري فلي كل عضو تغسلينه ما اكتسب من الذنوب، فإذا فعلت ذلك استحضري أن الوضوء يكفر الذنوب، وأن الخطايا تخرج مع الوضوء. فإذا غسلت وجهك فتذكري أن كل خطيئة نظرت إليها عيناك خرجت مع الماء. وإذا غسلت يديك فاستحضري أن كل خطيئة بطشتها يداك خرجت مع الماء. وإذا غسلت رجليك فاستحضري أن كل خطيئة مشتها رجلاك خرجت مع الماء. وبهذا تخرجين من الوضوء مغفورة الذنوب كما قال رسول الله . ـ ثم إذا هممت بالخروج من المغتسل فاستحضري ما حزتيه من الأجر العظيم من حط الذنوب ورفع الدرجات. واستحضري قوله : { ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الٍخُطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط } [رواه مسلم]. واستحضري كذلك أن مواضع الوضوء ستكون علامة لك يوم القيامة تعرفين بها، فتنظرين إلى أعضائك التي غسلتيها بشيء من السرور والغبطة أن هداك الله لهذا. ـ وإذا خرجت وقد توضأت فاذكري هذا الدعاء لتنالي جزاءه، وهو الوارد،في هذا الحديث، قال رسول الله : { ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ - أو سبغ - الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إلا فتحت له ابواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء } [رواه مسلم]. وإذا فعلت ذلك في وضوئك فأنى للشيطان أن يقربك، وأنى له أن يدخل عليك بوسواسه، فأنت في كل لحظة معلقة قلبك بالله سبحانه وبما - ورد عن نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
كيف تخشعين في الصلاة؟؟ الخشوع يزيد وينقص حسب الأخذ بالأسباب الجالبة له. وإليك هذه الأسباب با...
الاستعداد للصلاة قبل الصلاة


إذا أردت الصلاة بعد وضوئك، وأردت الخشوع فيها، فإن عليك أن تراعي أمورا تزيدك خشوعا:

أولاً:الاستعداد بالسواك:

إن من السنن المؤكدة تطييب رائحة الفم وتنظيف الأسنان بالسواك عند الوضوء وقبل الصلاة، وذلك لما ثبت عن رسول الله أنه قال: { لولا أن أشق علي أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء } وفي رواية: { عند كل صلاة } . وذلك يكسبك نشاطا، ويعلمك التهيؤ للوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى.

ثانياً: الاستعداد باللباس الحسن النظيف والتطيب والبعد عن الريح الكريهة:

إنك أخيتي لو فكرت في قدومك إلى الصلاة لوجدت نفسك لا تستعدين لها استعدادك للقاء أي صاحبة لك أو ضيفة تزورك، فلو كنت قبل الصلاة استحضرت أنك ستقدمين على ملك الملوك رب العباد الذي أمرك بأخذ الزينة عند كل مسجد حيث قال: يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ .
لو كنت استحضرت هذا لبذلت الجهد في الاستعداد للصلاة بالحسن من الطيب والثياب، واعلمي أن استحضار هذا يأتي بالخشوع، فالحسنة تجر الحسنة، كما أن اللبس النظيف والريح الطيب يجعل صاحبه في راحة نفسية بخلاف اللباس الوسخ المليء بالعرق والرائحة الكريهة؛ فإنه يجعل صاحبه في نفسية متضايقة، ولا يستوي من يصلي مرتاح النفس ومن يصلي وهو متضايق.
واعلمي أنك لو أرغمت نفسك على نبذ ما لا يريحك عند الصلاة - مهما كلفك - ولو مرة واحدة لسهل عليك الأمر، وعرفت كيف أن الصلاة تحتاج منك إلى استعداد.

ثالثاً: الاستعداد بإحكام ستر العورة:

إن من شروط صحة صلاتك أختي ستر عورتك في الصلاة، وهي جميع جسدك عدا الوجه.

وقد تقولين ما علاقة ذلك بالخشوع؟
والجواب هو: أن ستر العورة سترا تاما بإحكام يهيئ لك وضع كل عضو في مكانه أثناء الصلاة، لأنك إذا لم تحكمي ستر العورة فإنه قد يسقط خمارك أو يوشك فتنشغلين بإصلاحه كل حين، وقد يفوت عليك ذلك بعض السنن في الصلاة كرفع اليدين عند التكبير أو الرفع من الركوع أو غير ذلك، وأنت مع هذا قد تذهبين بعض الطمأنينة التي لا تصح الصلاة إلا بها، أو قد تتعجلين إنهاء الصلاة خشية أن تنكشف عورتك بظهور بعض شعرك، فتسلمين قبل أن تدعي، وأي خشوع سيكون وأي حضور قلب وأنت لاهية في شيء آخر.

رابعاً: الاستعداد بإبعاد كل ما يشغلك سواء كان أمامك أو تلبسينه أو تسجدين عليه:

وذلك بأن تختاري مكانا هادئاً قليل الأثاث والزخارف، فلا تصلي أمام جدار مزخرف بالديكور والألوان. كذا البقعة التي تصلين عليها ينبغي لك إذا أردت الخشوع أن تصلي على بقعة خالية من الزخارف والألوان، فما أحدثه الناس اليوم من الصلاة على سجاجيد ملونة يرسم عليها الكعبة أو غيرها من الصور أمر مخالف للسنة.

خامساً: الاستعداد باختيار مكان معتدل الحرارة وتجنب الصلاة في المكان الحار.

إنك أخيتي إذا أردت النوم أو الأكل أو استقبال الضيوف فإنك تبحثين عن المكان المعتدل الحرارة، وتبذلين الجهد لتبريده في الحر، ولتدفئته في البرد، إلا أنك إذا أردت أداء الصلاة فإنك أحياناً لا تبالين بأن تصلي في أي مكان، ولسان حالك يقول: خمس دقائق أتحمل فيها الحر، ولا تستحق إعمال المكيف أو البحث عن مكان بارد أصلي فيه.
وأنت بذلك قد تحتملين ولكن على حساب خشوعك! فأي استيعاب للركوع أو السجود؟ بل أي استيعاب للقراءة سيكون؟ وكأن الصلاة حركات فرص عليك عملها، تؤدينها لتخليص ضميرك، فأنت تؤدين الصلاة لترتاحي منها، لا لترتاحي بها.
وقد نهى رسول الله عن الصلاة في شدة الحرارة؟ لعلمه بذهاب الخشوع وقلة استحضار القلب في هذه الحال، وذلك بقوله: { أبردوا بالظهر }.
وحكمة هذه الرخصة - كما قال الإمام ابن القيم: ( أن الصلاة في شدة الحر تمنع صاحبها من الخشوع والحضور، ويفعل العبادة بتكره وتضجر، فمن حكمة الشارع أن أمرهم بتأخيرها حتى ينكسر الحر، فيصلي العبد بقلب حاضر، ويحصل له مقصود الصلاة من الخشوع والإقبال على الله تعالى ).

سادساً: الاستعداد للصلاة في المكان البعيد عن الإزعاج والضوضاء:

إن المصلي إذا كان بحضرة أناس يتكلمون، قد لا يحضر قلبه ولا يعقل صلاته، فيكون مشغول القلب مشغول العقل، وقد يسمع كلاما يخصه فيصغي له، وهنا لا يعقل كم صلى ولا ما قرأ ولا بماذا دعا، وإذا عقل ذلك فإنه بالتأكيد محال أن يكون خشع في صلاته تلك.
فاختاري أختاه لنفسك مكانا هادئ! بعيدا عن الإزعاج ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.

سابعاً:الاستعداد للصلاة بتفريغ قلبك من كل شغل:

اعلمي أخيتي أن القلب يشغل بأمور كثيرة ما بين هم وخوف وحزن وفرح وغيره، فإذا أردت الإقبال على الصلاة فاستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، استعاذة قلب لا استعاذة لسان، فإن وجدت من نفسك إقبالا على الصلاة بقلب غافل مشغول فأقرئي آيات من القرآن لم يسبق لك حفظها، أو حديث أو حديثين من أحاديث الترغيب والترهيب، أو قراءة سيرة الصالحين في صلاتهم؟ مما يشحذ همتك ويدفعك للاقتداء بهم، - وابشري فإنك إذا فعلت ذلك راغبة في الخشوع لله والخضوع له ومدافعة الشيطان؟ فإن الله سبحانه سيعطيك مرادك وسيقترب منك أكثر مما تقتربين منه.

ثامناً: الاستعداد للصلاة بانتظارها:

إن انتظار الصلاة كما يكون في المساجد يكون لك - أخيتي - في بيتك،فإذا فرغت من عملك ولم يكن عليك واجب لزوجك أو أهلك يشغلك؟ فعليك إذا قارب وقت الصلاة أن تتوضئي وتجلسي في مصلاك تنتظري الصلاة، تسبحين وتستغفرين وتهللين وتذكرين الله وتستاكين حتى يؤذن المؤذن، فإذا أذن وقلت ما يقول تسألين الله لنبيه الوسيلة ثم ما شاء الله لك من الدعاء، وأنت بهذا تفوزين بخير كثير، وهذا الفعل مدعاة للخشوع، حيث يأنس القلب بذكر الله ويستنير بنوره، وفعل ذلك أجره عظيم بل هو كالرباط في سبيل الله.
واعلمي أنك إذا قدمت على الصلاة فإن قلبك يكون معلقاً بآخر شيء تركتيه أو كنت عليه قبل الصلاة، فإذا كان آخر شيء كنت عليه قبل الصلاة ذكر الله والتعلق به فسيكون قلبك معلقا في الصلاة بالله،. وكيف لا يخشع قلب معلق بالله وهو يقف بين يديه؟!
واستعيني على مجاهدة النفس بتذكيرها بفضل انتظار الصلاة الذي جاء في الحديث: { ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويكفر به الذنوب؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكروهات، وكثرة الٍخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط } .

تاسعاً: الاستعداد للصلاة بالنظر في حاجة جسمك الشاغلة لك وقضائها قبل الشروع في الصلاة:

إن الجسد له متطلبات، فالجوع يتطلب الأكل، والعطش يتطلب الشرب، والحقن والحقب يتطلب التخلي وإزالة الأذى، وليس شيء أشد إزعاجا للمصلي من مدافعة ذلك، فإذا وقع به شغله فإما أن يقطع صلاته أو يتمها بعجلة وألم، فيكون آذى نفسه ولم يُتقِن صلاته.
وأحذرك أخيتي الشيطان فإنه يزين لك الصلاة بهذا الحال ليفوت عليك الخشوع، وذلك بأن يخوفك فوات الوقت تارة، ويخوفك إعادة الوضوء تارة أخرى.

وسأنصحك بما يفيدك في التغلب على نفسك حين كسلها عن إعادة الوضوء والمبادرة للصلاة قبل انتقاض الوضوء.

أولاً:تذكري أنك إذا صليت بهذا الحال فكأنما لم تصل وأنك ستعيدين الصلاة.
ثانياً: عودي نفسك الوضوء بعد كل حدث.
ثالثاً: باستحضار الأحاديث المرغبة في الوضوء وكثرته وإسباغه.