الدعاء ليس مجرد كلماتٍ تحفظها ثم تهذها هذًا، وقلبك يهيمُ في كل وادٍ من أودية الدنيا لا يستشعر يقينًا أنّ الله يعلمُ النبض ويعلم رجفةَ النّفَسْ وتهدّج الصوت وما فيهما من مُنى وتوق وإن كان بعدُ حبيسًا واجمًا ما لهجَ بالطّلب..
الدعاء ليس مجرد تجربة تختبر فيها تحقق مطلبك ثم تولّي مُدبرًا ولا تُعقّب، وتقطع حبال الوصل بينك وبين الله، وتطوي صفحة الرجاء إلى فصلِ اليأس متعجّلًا ولا تعود إليها ..
الدعاءُ أعمق وأعظم من ذلك، هو ليس "تجربة قابلة للفشل" في قاموس الموقنين، هو عنوان لصفحاتهم وفصول حياتهم : (أعلمُ أنّ اللهَ على كل شيءٍ قدير)!
الدعاء عبودية .. ينبلجُ صبحها منيرًا لظلمةِ سمائك في الرّغَبِ والرهب في السرّاء والضرّاء ..
أن تدعو الله هو أن يرسي اليقين سفينته في ميناءِ قلبك، والريبُ والقنوط تتلاطمُ أمواجهما من حوله حتى أغرقت أحلامًا وآمالًا.
أمّا يقينك فلا زال يعلو فوق سطحِ الحياة أبدًا يعانقُ أبوابَ السّماء ويشتدّ في لحظاتِ القُرب، يترقّبُ نداءَ الإله إيمانًا بالغيب، عبوديةً للرّب، تصديقًا بالوعد.. ومن أوفى بعهدهِ من الله؟

لجينا الحب @lgyna_alhb
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️