الدعاء

ملتقى الإيمان


وقد يبتلي الله الناس بالمصائب. وذلك رغبة الله تبارك وتعالى في عودة ورجوع الناس إليه، يريد أن ينبه الإنسان إلى تصاعد درجة غروره وأنت في المصيبة تتذوق حلاوة القرب إلى الله.قال احدهمتنزل علي المصيبة، ولولا أنه من الحرام أن أدعو الله أن يطول أمد هذه المصيبة لفعلت ذلك فلما سألته: لماذا؟ قال: أتذوق أشياء لم يكن باستطاعتي تذوقها وأنا في ظروف البهجة والسرور..الله سبحانه يقف إلى جانب المنكسر إذا دعاه .. الله سبحانه أنزل بك المصائب لكي تعبده وتلجأ إليه وتدعوه وأنت ذليل له.وقديؤخر الله اإجابة الدعاء لكي تلح عليه أكثر.. وحين تتأخر إجابة الدعاء تغضب وتقول: لن أدعوه مرة أخرى.الله سبحانه يقول: يا جبريل.. أناداني عبدي؟ يرد عليه: نعم يا رب، يا جبريل.. ألح على عبدي؟.. نعم يا رب، يا جبريل أخر مسألة عبدي. لماذا يا رب؟.. فإني أحب أن أسمع صوته.يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب الملحين في الدعاء، لأن الإلحاح في الدعاء يعقبه الانكسار.فأحلى العباداتهي التي تتم بانكسار وذل لله.. وهذا قمة الإيمان، فلو وصلت إلى هذه الدرجة في عبادتك، تمسك بها وتشبث. لأن الله سوف يعزك بعدها عزا كبيرا. وسوف تتذوق من حلاوة الإيمان ما لا تعادله لذات الدنيا كلها.وقديؤخر الله دموعك، فترى الناس كلها وأنت تطوف بالكعبة . خاشعة تنهمر دموعها بغزارة، وأنت لا تبكي، أتعرف لماذا بفعل بك ذلك؟.. لتظل واقفا على بابه كثيرا، ربما لو فتح لك وذرفت الدمعتين، تدير له ظهرك بعد تفريغ الطاقة، الله سبحانه يريدك واقفا متضرعا على بابه فإذا لم تبك، لا تحزن، فالله يريدك واقفا على بابه، ولا يريدك أن تنصرف عنه.والعلماء يقولون: لا تسأم من الوقوف على بابه ولو طردت، ولا تقطع الاعتذار ولو رددت، قل له: سأظل واقفا على بابك حتى تفتح لي باب رحمتك، ولو لم تسقط الدموع أو يأت الخشوع، لا تقل لن أتي إليك مرة أخرى.
1
44

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
جزاك الله خيراً 🌸