الدعاء الدعاء الدعاء

ملتقى الإيمان

الحمد وكفى ٬ وسلاما على عباده الذين اصطفى .. أما بعدتعلمين ­ أختي المسلمة ­ أن الدعاء نعمة عظيمة مّن بها سبحانه على عباده ووعدهم بالإجابة ٬ وأن الدعاءشأنه عظيم ٬ ونفعه عميم .... فما استجلبت النعم بمثله ولا استدفعت النقم بمثله .... وأنه يتضمن توحيد اللهوإفراده بالعبادة دون سواه ٬ وهذا رأس الأمر وأصل الدين . فما أشد حاجة العباد إلى الدعاء ٬ فهو جنةالمؤمن في الدنيا ٬ فيجب أن يدعو كل حين وعلى كل حال .. قال ابن القيم : (( من أراد الله به خيرا فتح لهباب الذل والانكسار ٬ ودوام اللجوء إلى الله والافتقار إليه .....)) . ا.هـفحري بالمسلمة أن تكثر من دعاء الله تعالى كما تسأله العفو والغفران .قال لقمان لابنه : ( يابني عود لسانك الاستغفار ٬ فإن ساعات لا يرد فيها سائلا )) .ثم لتعلم المسلمة أن من التزم بشروط الدعاء فله من الله ثمرة مضمونة وهي الحصول على الخير ونيلالنصيب الوافر .فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال : "ما على الأرض مسلم يدعو اللهتعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم " فقال رجل منالقوم : إذا أكثر ؟ قال : الله أكثر"وفي الحديث أيضا دليل على أن دعاء المسلم لا يهمل ٬ بل يعطي إما عاجلا أو يؤجل أو يصرف إلى خيرأفضل ٬ فخير الله عظيم وخزائنه ملئى لا تنفد ٬ فلتدع المسلمة بما تشاء من خيري الدنيا والآخرة.ثم أرسل عتابي إلى كل مسلمة تدعو الله تعالى ثم تقول : لم يستجب لي وتستعجل الإجابة .قال ابن الجوزي :اعلم أن دعاء المؤمن لا يرد٬ إلا أنه قد يكون الأولى له التأخير ولنا في الواقع نماذج عدةمن نساء و رجال تضرعوا إلى الله فلم يستجب لهم في ذلك الحين ٬ فظنوا أن الله رد أيديهم خائبة ٬ ثم تأتيالإجابة بعد حين تقطع ظنهم ٬ ولو بعد سنوات طويلة ٬ حيث الحكمة الإلهية تتجلى في كل أمر .أما احتمال إهمال الله لدعوتك فهذا احتمال غير وارد ما التزمت بآداب الدعاء .ولقد روي أن زكريا عليه السلام مكث بين دعوته (( رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين )) واستجابة اللهله أربعين سنة .إذا المسألة تحتاج منا إلى يقين بوعد الله بالإجابة ٬ فإذا دعوِت الله فلا تيأسي ولا تملي٬ فقد ترين أن الله لميجب دعوتك وهو إما أن يقدمك إلى خير أفضل ٬ أو يصرف عنك شرا أعظم ٬ أو أن في تأجيل الاستجابةخيرا أكثر ٬ أو أن الله يريد أن يرى منك ابتهالا وتضرعا ٬ ففي تضرعك زيادة إيمان وخير لِك٬ فكم من العبادمن كانت المصائب لهم فوائد فقربتهم من ربهم وأعادتهم إليه .قال ابن القيم (( من دعا واستبطأ الإجابة وترك الدعاء كمن بذر بذرة وسقاها ورعاها فلما حان وقت حصادهاولى وتركها ))وقال الخطابي : (وإن لم يستجب الله له يعطيه سكينة وانشراحا في صدره أو يصرف عنه من السوء أو يدخرله من الأجر مثلها وعلى كل حال فلا يعدم فائدة )وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : قد يظن الإنسان أنه لم يجب وقد أجيب بأكثر مما سأله٬ أو صرف عنهالمصائب والأمراض اكثر مما سأله٬ أو ادخر له إلى يوم القيامة .أختي المسلمة : لا تيأسي من حدوث البلاء ٬ ولو نزل فالدعاء يدفع بلاء قبل نزوله أو يرفع بلاء بعد نزوله .فنعجب من حال كثير من النساء من تبتلى بالبلايا والمحن فتلجأ إلى العباد الذين في سؤالهم الذل والمهانةوتنسى رب العباد مع الفارق العظيم .الله يغضب إن تركت سؤاله *** وبني آدم حين يُسأل يغضبلقد صلحت أحوال عظيمة وبنيت بيوت قد هدمت أو كادت ورزق العقيم وأصلح الفاسد وهدى الضال وشفيالمريض وعاد الغائب كل ذلك بالدعاء وما ذاك إلا لفضل الله وتيسيرهأختي المسلمة : إن الدعاء في ظهر الغيب أعظم إجابة لأنه أكمل إخلاصا وأبعد عن الشرك ٬ ويسخر لك ملكيقول : " ولِك بمثل " ٬ فلا تحرمي نفسك وأخواتك وإخوانك من دعوة في ظهر الغيب .. وتحرى ساعاتالإجابة .. ونحن في هذه الأيام نعيش ساعة إجابة تتكرر علينا كل يوم لا يمنحها إلا الصائمون : إنها ساعةالفطر ! فاسألي الله من واسع فضله في تلك الساعة وغيرها من ساعات الإجابة .ولن ننسى أن نهدي باقة من العتاب والأسف لكل من استغلت هذه النعمة في الدعاء على أولادها ٬ ويزدادالأسف حين تكون من أهل الخير والصلاح ولكن لسانها ينهال بدعوات عظيمة على أولادها .. بل إن منالأمهات من تدعو على أولادها أكثر من دعائها لهم ولا أظنه يخفي عليها نهيه صلى الله عليه وسلم بقوله : (۲۰۱٦/٥/۲۳ والدعاء المرأة لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على اموالكم لا توافقون من الله ساعة فيها إجابةفيستجيب لكم ) رواه مسلم .ولعل هذا الشهر الكريم خير فرصة لك لترك الدعاء على أولادك٬ ولا تيأسي من حالك فمن صدق النيةوالعزيمة يسر الله له ما شاء ٬ ومن تساهلت في الدعاء على الأولاد وجدت حالها يستعصي٬ ومن أقلقها هذاالأمر وسعت إلى تغييره يسره الله لها واقتلعته من جذوره.أخت العقيدة : يقول ابن القيم : (( الدعاء دواء نافع مزيل للداء ولكن غفلة القلب عن الله تبطل قوتهوكذلكأكل الحرام يبطل قوته ويضعفه )) .فتبين بذلك أن للدعاء آدابا وله موانع أيضا٬ فمن آدابه الجزم فيه واليقين على الله بالإجابة كما ذكرنا و الإلحاحفيه ٬ والدعاء في كل حال من شدة ورخاء٬ وأن تسألي الله تعالى بأسمائه الحسنى ٬ والاعتراف بالذنب كما فيسيد الاستغفار ٬ وعدم تكلف السجع في الدعاء ٬ والتضرع والخشوع والرغبة والرهبة وكذا التوبة وردالمظالم والدعاء بصالح الأعمال ­ كما فعل الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار فتوسلوا إلى اللهبصالح أعمالهم فاستجاب الله دعاءهم ­ .ومن موانع إجابة الدعاء مخالفة ما سلف من آداب ٬ وكذا الدعاء بإثم أو قطيعة رحم٬ وأكل الحرام وشربهولبسه٬ واقتناء وسائل المعصية في المنزل واقتراف المعاصي والإصرار عليها .ومن الموانع التي يجهلها كثير من النساء اتباع الدعاء بقول " إن شاء الله " ٬ كقولك الله يجزيك خيرا إن شاءالله ٬ أو الله يوفقك إن شاء الله ٬ أو الله يرحمنا إن شاء الله .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك بقوله: إذا دعا أحدكم فلا يقل : (اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت٬ وليعزم مسألته فإنه لا مكره له )رواه البخاريتقبل الله دعواتنا ووفقنا للصالحات
0
471

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️