الدعاء في ليلة القدر **

إن ليلة القدر من الأوقات التي فـضلها الله تعالى للدُعاء فـيها كيـوم الجمعة ويـوم عـرفـة وفـيها تـُفـتح الأ بـواب وتـُقـرَب الأحـباب. بـل جعـل الله  كل ساعات ليلة القـدر ساعات إجابة ، وليست مثـل يوم الجمعة والذي فـيه ساعة واحدة للإ جابة.عَنْ ثـَوْبَانَ  t   مولى  رَسُولُ الله   r   قَالَ : قَالَ  r :  «   لا يَرُدُ القــَدَرَ إلا الدُعَاءُ   ولاَ يَـزيدُ فِي العُـمْر إلا البـِرُ ،      وَإنَّ العَـبْدَ لـَيُحْرَمُ الرِّزقَ بالذنبِ يُصِـيـبُهُ  »*    وعندما نتـدبر الحديث نجد قوله r   ( لا يَرُد  القـَدر  ) ولم يقـل   r   ( لا يَـرُد القـضاء ) ، لأن قـضاء الله هو كـلمات الله المكـتـوبة في لوحه المحفـوظ والتي لا تـتـبدل ولا تـتغـير كما في قـوله تعالى}     {                                                           وقـيل :  {  إن الدُعاء كالتـرس أما البلاء كالسَهم   }** بمعـنى أن الدُعاء عـند صُعـوده يلـقى البلاء في أثـناء نـُزوله فـيتـصارعان إلى أن يفـصل الله بـينهما. عن عائشة   y   قالت : قال رسول الله  r    «   لا يُغـني حذر من            قـدر ، والدُعاء ينـفع مما نزل ومما لم ينزل ، وإن البلاء لينزل      فـيتـلقـاه الدُعاء فـيعـتـلِـجان إلى يوم القـيامة   »*** وأخرج نحوه أحمد وفيه قوله  r «   فعَـلـَيكُمْ بالدُعَاءِ عِـبَادَ الله  » ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ*  أخرجه أحمد وابن ماجه وصَحَحه كل من ابن حبان والحا كم والأ لباني.  **  الترس :  قـطعة مُستـديرة من الحَـديد يُمسكها المُحارب بـيده للوقاية.***   أخرجه البـزار والطبراني وصَحَحه الحا كم وحَـسنه الأ لباني في الجامع         الصغـير  ( جـزء 1 ــ ص 1370 )   ،  يعـتـلِجان :   يتـصارعان.عَـنْ سَلمَانَ الفارسي   t  أن النـَّبِيِّ  r   قَالَ : «  إنَّ رَبَـكـُمْ حَييٌ كـَريمٌ  يَستـَحْـيي مِن عَـبدِهِ  أَن يَرفعَ إليهِ      يَـدَيْهِ فـَيَرُدَهُـمَا صِفـرا ً ، أَوْ قالَ : خـَائِـبَـتـَيْن ِ  »* ولنـتـأمل ما أخبرتـنا به عائشة   y  أن النبي  r   قال :«  إذا سَأَلَ أَحَـدُكـُمْ فـليُـكـثِـرْ ، فإنـهُ يَسأَلُ رَبـَّهُ  »** وعلي المسلم أن  يستـمر ويُـلِـح ويُـكثر من الدُعاء فـيوشك أن يُستجاب له كمن يُـكثر طـَرق الباب يوشك أن يُـفتـَح له0ولذلـك يقـول الإمام ابـن القـيم : {   لا تسأم ( لا تـَمَـلّ ) من الوقوف على بابه ( باب الله ) ولو طـُردت ، وإذا فـتـَحَ بابه للمقـبوليـن فادخـُـل دُخـول المُـتـطفـليـن ، وابـسط يدك على بابه وقـُل له : مسكيـن فـتـصَدق عـليه  }  ويُمكن تـلخيص  بعـض شـُروط إجابة الدُعاء  في : ـ1ـ  أن نستـقـبل القـبلة ونـبدأ الدُعاء بالثـناء على الله والصلاة       على رسوله ونقـول : اللهم إني أسألـُك باسمك الأعـظـَم.                   2ـ  أن ندعـو الله بتـذلـُل وبقـلبٍ خاشع ولا نستعجـل الإجابة. 3ـ  الدُعاء أثـناء السُجود في الصلاة في جَوف الليـل الآخـر. 4ـ  أن ندعـو بالخـير وتـكون مَعـيشتـنا من حلا ل ، لأ نه للأسف الشديد صدق قـوله r   في الحديث القادم على الكثير من الناس عَـنْ أَبي هُرَيْرَة  t  أَنَّ النبي   r  قَالَ :  «   لـَيَأتِـيَـنَّ عَـلَى الناس زَمَان ٌ لا يُـبَالِـي المَرْءُ بمَا              أَخـَذ المَالَ ، أَمِـنْ حَـلا ل ٍ أَمْ مِـنْ حَـرَام ٍ   »*** ولنتـذكر الدعاء الذي أوصى به النبي  r   السيدة عائشة فقال لها «   قـُولِي اللهمَّ إنـَّكَ عَـفوٌ تـُحِبُ العَـفوَ فاعـفُ عَـنـِّي  »**** ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ* أخرجه ابن ماجه وأحمد وأبو داود والترمذي والبزار وابن أبي شيـبة       وأبو يعـلى والطبراني وصَحَحه كل من الحا كم وابن حـبان والأ لباني0  ** أخـرجه الطبراني وابن أبي شيـبة  وصَحَحه ابن حـبان والأ لباني0  *** أخـرجه البخاري والنسائي وأحمد والدارمي وابن حـبان والبـيهَـقي0  **** أخرجه أحمد ومنقابن ماجه والبـيهقي وصَحَحه الترمذي والحا كم والأ لباني