الدعاء يرد القضاء

ملتقى الإيمان

هلا أخواتي أسأل الله تعالى خير هذه الليلة وخير مافيها وخير ما بعدها لكل وحدة فيكم اللهم اميين
اللهم صلي على سيد المرسلين محم أفضل صلاة وسلام
ايش معنى "الدعاء يرد القضاء" ؟ أفيدوني الله يخليكم فسرولي معناها بايضاح وجزاك الله الخير ويجعلها في ميزان حسناتك
اللهم يا من تجلت قدرته يا أكرم الأكرم اجعل حبك في قلبي وقلب كل أخواتي في عالم حواء وقلوب كل المسلمات أكبر من حبنا لأنفسنا ومن حبنا لأهلنا ياارب
ويا رب يفرج همومكن ويفرح فلوبكن وأسأل الله أن يرض عنكم ويجعل الجنة داركم والنبي محمد عليه الصلاة والسلام قرة أعينكم ويجمكن بمن يحبون في دار الجنة اللهم أميييين ادعولي ادعوولي ان ربي يستجيب دعائي تراني بدعي ربي بقلب اامن مطمئن ان يقضي لي حاجتي وأنا بالانتظااار والصبر اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك وأمنيتي الأعظم والأكثر الحاحا مني هي أمنيتي الأخروية اللي ما أنساكم أخواتي فيها وجميع المسلمين وإننا أحسن الظن بالله الواحد الاحد العزيز
6
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

sahouma2
sahouma2
الدعاء يرد القضاء
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: الأسئلة

السؤال: إذا كان الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قدر على الإنسان وقضى عليه سابقاً بشيء، ثم دعا الله وردّ عنه هذا البلاء، فكيف يجمع بين هذا وذاك؟

الجواب: الجمع بين هذا وذاك بإيجاز:

الوجه الأول: هو ما جاء ذكره في قوله تعالى: يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ .

فأُم الكتاب هو اللوح المحفوظ وهذا لا تغيير فيه ولا تبديل، لكن -كما تعلمون- هناك تقدير سنوي حولي في السنة، ويكون في ليلة القدر، وهناك تقدير عمري، وهذا يقدر إذا نفخ الملك الروح في الإنسان، وهناك التقدير الكوني، وهو الذي في اللوح المحفوظ، فيجوز أن يكون في التقدير العمري أو التقدير الحولي أو التقدير اليومي، الذي يقدره الله أمر معلق، ولكنه في اللوح المحفوظ ثابت، والأمر المعلق مثل أن يقدر الله على إنسان بمرض في التقدير الحولي أو العمري أو اليومي، لكنه يعلق بالدعاء، فإذا دعا الإنسان صرف عنه هذا التقدير، وإلا فإنه يحل به، أما التقدير الكوني فإنه لا بد إما أنه مكتوب بأنه يدعو، فينجو من المرض -مثلاً- أو لا يدعو فيصيبه المرض، فيكون هذا حافزاً لنا أن ندعو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى دائماً، ندعو الله تعالى ونستيقن أن هذا الدعاء سيصرف الله تعالى عنا به شيئاً من الشر، أو يحقق لنا شيئاً من الخير، أو يدخره لنا عنده.

الوجه الثاني: وهو أن الدعاء سبب من الأسباب، فمثلاً أنت تخشى أن تقع في مصيبة -عافانا الله وإياكم- فلو أنك مشيت في آخر الليل وأنت سهران، لربما وقع لك حادث، لكن لو قلت: أنا لن أقود السيارة وأنا سهران! فإنك تنجو بإذن الله، فهذا سبب تتخذه فتنجو بإذن الله.

والدعاء سبب من الأسباب المشروعة شرعها الله لنا، فنتخذه لندرأ به ما نتوقعه من الشرور، فإن لله عز وجل أقداراً تمشي وفق السنن المعروفة لدينا، ونحن نعلم من السنة الربانية -وكل إنسان يعلم هذا- أن كثيراً من الناس دعوا الله عز وجل فجنبهم الله مصائب حاقت بمن حولهم، وهذا بفضل دعائهم لله عز وجل، بل حتى المشركين إذا دعوا الله عز وجل في البحر فإنه ينجيهم.

إذاً: الدعاء سبب واضح مجرب يدفع بعض ما يقتضي في علمنا الإنساني البشري وقوع الشر ووقوع المصيبة، التي قد تكون مكتوبة عند الله أنها لا تقع، فالمسلم مطلوب منه أن يدعو الله عز وجل ويتخذ ذلك الدعاء سبباً لدفع الشر، ودفع البلاء الذي يتوقعه والذي يخافه، فلا ننسى دعاء الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في كل وقت وفي كل حين، ولو من أجل شيءٍ بسيط.
منقول
sahouma2
sahouma2
أدلة القائلين بأن الدعاء يرد القضاء والقدر
ذهب بعض العلماء إلى أن الدعاء يرد القضاء والقدر، ويستدلون بحديث:
"لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر".
(رواه الترمذي والطحاوي في الجامع الصحيح 4/448، حديث 2139).
ويستدلون أيضاً بقول الله تعالى:
"يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب".
(سورة الرعد: 39).
وبعضهم يستدل بما أخرجه جرير وابن المنذر عن عمر أنه قال وهو يطوف بالبيت: "اللهم إن كنت كتبت علي شقوة أو ذنباً فامحه فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب فاجعله سعادة ومغفرة"
فالآية والحديث والأثر تدل على أن الدعاء يرد القضاء.


أما الحديث:
فقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يرد القضاء إلا الدعاء"
فالمراد أن القضاء هو الأمر المقدور، وتأويل الحديث: أنه إن أراد بالقضاء ما يخافه العبد من نزول المكروه به ويتوقاه، فإذا وفق في الدعاء دفعه الله عنه فتسميته قضاء مجاز على حسب ما يعتقده المتوقي عنه، يوضحه قوله صلى الله عليه وسلم في الرقى: "هي من قدر الله"
وقد أمر بالتداوي مع أن المقدور كائن لخفائه على الناس وجوداً وعدماً.
ولما بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشام وقيل له: إن بها طاعوناً رجع.. فقال أبو عبيدة: أتفر من القضاء يا أمير المؤمنين؟
فقال: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة! نعم نفر من قضاء الله إلى قضاء الله.
وقيل: أراد برد القضاء على حقيقته حيث أن الدعاء يهون من البلاء المكتوب وييسر الأمر كأنه لم ينزل.
يؤيده ما أخرجه الترمذي من حديث ابن عمر أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل..
وقيل: الدعاء كالترس، والبلاء كالسهم، والقضاء أمر مبهم مقدر في الأزل.
(تحفة الأحوذي بشرح الترمذي 6/347).
والحق أن الدعاء يرد القضاء؛ لأن الحديث صريح في ذلك فلا نستطيع أن نؤوله لغيره، وما لا يحتاج إلى تأويل خير مما يحتاج إلى تأويل.
ذلك ما يؤيده قول عمر الذي سبق في أول الكلام، ولا يعطي فرصة للذين يزعمون أن الإنسان لا يدعو ما دام أن كل شيء مكتوب على الإنسان دعا أو لم يدع؛ لفهمهم الخاطئ لمعنى القضاء والقدر.
لذا كان هذا الحديث الواضح الدلالة أكبر رد عليهم وإفحامهم: :ولا يزيد في العمر إلا البر"
بمعنى أن البر يطيل في العمر، والمراد بطول العمر، هو البركة فيه، فيكون القصير كأنه طويل، لأن الله تعالى يبارك فيه بسبب البر، وهو بر الوالدين خاصة وصلة الرحم عامة؛ لأن البر هو الإحسان والطاعة، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم:
"من سره أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أجله فليصل رحمه"
وبسط الرزق، زيادته.. وسنوضح ذلك..
وقال صلى الله عليه وسلم عن رب العزة في الحديث القدسي: "أنا الله.. خلقت الرحم وشققت لها اسماً من اسمي فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته".
وقال أحد الحكماء لابنه: "يا بني لا تقطع الغريب وإن أساء، فإن المرء لا يأكل لحمه وإن جاع".
وقيل: يزاد في الرزق حقيقة.. قال تعالى:
".. وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب.."
(سورة فاطر: 11).
وقال سبحانه: "يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب"
(سورة الرعد: 39).
وذكر في الكشاف أنه لا يطول في عمر الإنسان ولا يقصر إلا في كتاب.. وصورته: أن يكتب في اللوح المحفوظ إن لم يحج فلان أو يغزو فعمره أربعون سنة.. وإن حج وغزا فعمره ستون سنة، فإذا جمع بينهما فبلغ الستين فقد عمّر، وإذا أفرد أحدهما فلم يتجاوز الأربعين فقد نقص من عمره الذي هو الغاية وهو الستون..
وقيل معناه: أنه إذا بر لا يضيع عمره فكأنه زاد..
وقيل: قدر أعمال البر سبباً لطول العمر، كما قدر الدعاء سبباً في رد البلاء، فالدعاء للوالدين وبقية الأرحام.. إما بمعنى أنه يبارك له في عمره فييسر له في الزمن القليل من الأعمال الصالحة ما لا يتيسر لغيره في الزمن الطويل، فالزيادة مجازية لأنه يستحيل في الآجال الزيادة الحقيقية.
قال الطيبي: اعلم أن الله تعالى إذا علم أن زيداً يموت سنة كذا استحال أن يموت قبلها أو بعدها، فاستحال أن تكون الآجال التي عليها علم الله تزيد وتنقص، فتعين تأويل الزيادة بالنسبة لملك الموت أو غيره من وكل بقبض الأرواح وأمره بالقبض بعد آجال محدودة، فإنه تعالى بعد أن يأمره بذلك أو يثبت في اللوح المحفوظ ينقص منه أو يزيد على ما سبق علمه في كل شيء وهو بمعنى قوله تعالى: "يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب"
(سورة الرعد: 39).
وعلى ما ذكر يحمل قوله عز وجل: ".. ثم قضى أجلاً مسمى وأجل مسمى عنده.."
(سورة الأنعام: 2).
فالإشارة بالأجل الأول إلى ما في اللوح المحفوظ، وما عند ملك الموت وأعوانه، وبالأجل لثاني إلى ما في قوله تعالى: ".. وعنده أم الكتاب"
(سورة الرعد: 39).
وقوله تعالى: ".. فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون"
(سورة الأعراف: 34).
والحاصل أن القضاء المعلق يتغير، أما القضاء المبرم فلا يبدل ولا يتغير.
(تحفة الأحوذي 6/347).
ولعل المقصود بالمعلق هو ما علق على سبب كزيادة الرزق لأجل كذا ونقصه إذا لم يكن، وزيادة الأجل إذا كان كذا ونقصه إذا لم يتحقق، كالدعاء والبر.
وبذلك يتحقق أن الرزق أو العمر يزيدان في بعض الأمور كالبر مثلاً، لكن إذا جاء الأجل فعلاً فلابد من تحقيقه كما تشير الآية السابقة، وإذا كان له سبب أوجده الله تعالى لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة" أخرجه الترمذي..
(تحفة الأحوذي 6/347).
أي إذا أراد الله أو قدر أو حكم على عبد أن يموت بمكان معين أو أرض معينة أظهر له إليها حاجة فيأتيها ويموت فيها.. إشارة إلى قوله تعالى: ".. وما تدري نفس بأي أرض تموت.."
(سورة لقمان: 34).
يؤيد ذلك ما روي عن نبي الله سليمان عليه السلام أنه كان معه بعض جلسائه فجاء ملك الموت عزرائيل عليه السلام، وسلم عليهم إلا أنه أخذ يمعن النظر في أحدهم، ثم سلم ومضى إلى حال سبيله، فسأل الرجل المنظور إليه سليمان عن هذا الضيف الذي سلم ومضى، فقال له سليمان: إنه ملك الموت عزرائيل، فتعجب الرجل وخاف من أن يكون مقصوده، فطلب من نبي الله سليمان أن يأمر الريح أن تذهب به إلى الهند، وفي نفس اللحظة أرسلته الرياح إليها، فوجد هناك عزرائيل ينتظره ثم سلم عليه وقبض روحه "قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون"
(سورة السجدة: 11).
ثم عاد ملك الموت إلى سليمان وأخبره بأنه كان ينظر إلى هذا الرجل بتعجب لأن الله تعالى أمره أن يقبضه في بلاد الهند وهو لا يزال عنده، وبينه وبين الهند مسافات ومسافات تستغرق أياماً عديدة قد تصل إلى شهر أو تزيد.. إلا أنني انتظرته في نفس اللحظة المراد قبضه فيها فوجدته هناك فقبضته، فأخبره سليمان بأنه أمر الريح أن تذهب به إلى الهند بناء على طلبه، وتحقق المراد من الآية السابقة: ".. وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير".
لأنه لو علم أنه سيقبض في الهند ما طلبها، لكنه فعل حتى تقبض روحه في اللحظة المحددة له ".. فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" وليس المراد بالساعة الزمنية المعروفة، وإنما الوقت القصير جداً كاللحظة والثانية، وهذا هو القضاء المبرم.
أما المعلق فمن الممكن أن يزيد حقيقة بسبب معين، وقد يراد به أن يبارك الله فيه..
والأول أصح؛ لأن الحديث يدل على حقيقة ولا يحتاج إلى تأويل.

أما الرزق:
فهل يزيد وينقص؟
والحق أن الرزق نوعان: أحدهما ما علمه الله أنه يرزقه فهذا لا يتغير.
والثاني: ما كتبه وأعلم به الملائكة فهذا يزيد وينقص حسب الأسباب، فإنه يأمر الملائكة أن تكتب للعبد رزقا، وإن وصل رحمه زاده على ذلك، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه".
وكذلك عُمرُ داود زاد ستين سنة فجعله الله مائة بعد أن كان أربعين.. ومن هذا الباب قول عمر: "اللهم إن كنت كتبتني عندك شقياً فامحني واكتبني سعيداً فإنك تمحو ما تشاء وتثبت.."
ومن هذا الباب قوله تعالى عن نوح عليه السلام: "أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون. يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى.."
(سورة نوح: 3، 4).
والأسباب التي تحصل بها الرزق هي من جملة ما قدره الله تعالى وكتبه، فإن كان قد تقدم بأنه يرزق العبد بسعيه واكتسابه ألهمه السعي والاكتساب، وذلك الذي قدره له بالاكتساب، لا يحصل بدون الاكتساب، وما قدره الله بغير اكتساب كموت مورثه يأتيه بغير اكتساب.
والسعي سعيان:
سعي فيما نصب للرزق كالصناعة والزراعة والتجارة.. وسعي بالدعاء والتوكل والإحسان إلى الخلق ونحو ذلك، فإن الله تعالى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
والثاني: ما يملكه العبد.. فهذا الثاني هو المذكور في قوله تعالى: ".. ومما رزقناهم ينفقون"
(سورة البقرة: 3).
وقوله تعالى: ".. أنفقوا مما رزقناكم من قبل.."
(سورة البقرة: 254).
وهذا هو الحلال الذي ملكه الله إياه..
أما الأول فهو المذكور في قوله تعالى: "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها.."
(سورة هود: 6).
وقوله صلى الله عليه وسلم: "لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها"، ونحو ذلك كثير.
والعبد قد يأكل الحلال والحرام فهو رزق بهذا الاعتبار، لا بالاعتبار الثاني، وما اكتسبه ولم ينتفع به هو رزق بالاعتبار الثاني دون الأول، فإن هذا في الحقيقة مال مورثه لا ماله.
(فتاوى ابن تيمية 8/541).
وبذلك يتبين أن زيادة الرزق ونقصانه حقيقة وليس مجازاً كما صرح بذلك الحديث الشريف الوارد في البر: "من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أجله فليصل رحمه".
وفي رواية: "وأن ينسأ له في أثره" وثبت من النصوص صحة هذا القول، كزيادة عمر داود كما سبق وغيره كثير.
يمحو الله ما يشاء ويثبت:

أما الآية الشريفة: "يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب"
فالكلام عنها كثير.. من ذلك ما قال به البعض:
يمحو الله ما يشاء من الشرائع السابقة ما لا يتفق واستعداد الأمم اللاحقة، ويثبت في الشرائع اللاحقة ما يتفق واستعداد الأمم اللاحقة من الشرائع السابقة وعنده اللوح المحفوظ.
والمراد بقوله تعالى: "يمحو": ينسخ ما يستصوب نسخه ويثبت بدله ما يرى المصلحة في إثباته أو يتركه غير منسوخ.
وقيل: يمحو من ديوان الحفظة ما ليس بحسنة ولا سيئة لأنهم مأمورون بكتابة كل قول وفعل "ويثبت" غيره..
وقيل: يمحو كفر التائبين ومعاصيهم بالتوبة، ويثبت إيمانهم وطاعتهم..
وقيل: يمحو بعض الخلائق ويثبت بعضاً من الأناس (الناس) وسائر الحيوانات والنبات والأشجار وصفاتها وأحوالها "..
"وعنده أم الكتاب" : أي أصل كل كتاب وهو اللوح المحفظ.. لأن كل كائن مكتوب فيه
(الكشاف للزمخشري 2/416).
والآية قبلها ".. لكل أجل كتاب"
(سورة الرعد: 38).
أي لكل أمر مما قضاه الله أو لكل وقت من الأوقات التي قضى الله بوقوع أمر فيها كتاب عند الله يكتبه على عباده ويحكم فيه.
وقال الفراء: فيه تقديم وتأخير.. والمعنى: لكل كتاب أجل.. أي لكل أمر كتبه الله أجل مؤجل ووقت معلوم كقوله تعالى: "لكل نبأ مستقر.."
(سورة الأنعام: 67).
وقد ذكرنا ذلك لصلتها بالآية التي بعدها "يمحو اله ما يشاء ويثبت.."
وقيل: المراد بها أن يمحو ذلك الكتاب ويثبت ما يشاء منه، فيمحو ما يشاء محوه من شقاوة أو سعادة، أو رزق أو عمر، أو خير أو شر، ويجعل هذا مكان هذا لأنه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون..
وإلى هذا القول ذهب عمر وابن مسعود وابن عباس وغيرهم.
وقيل: الآية خاصة بالشقاوة والسعادة..
وقيل: يمحو ما يشاء من ديوان الحفظة وهو ما ليس فيه ثواب ولا عقاب، ويثبت ما فيه الثواب والعقاب..
وقيل: يمحو ما يشاء من الرزق أو الأجل..
وقيل: يمحو ما يشاء من الشرائع فينسخه، ويثبت ما يشاء فلا ينسخه كما سبق..
وقيل: يمحو ما يشاء من الذنوب بالتوبة، ويترك ما يشاء مع عدم التوبة..
وقيل يمحو ما يشاء من الأرواح التي يقبضها حال النوم، فيميت أصحابها، ويثبت ما يشاء فيردها إلى أصحابها..
وقيل غير ذلك..
والثاني أولى، وهو ما قال به عمر وابن مسعود وابن عباس وغيرهم: من أن المراد أنه سبحانه يمحو ما يشاء محوه من شقاوة أو سعادة، أو رزق أو عمر أو خير أو شر، ويجعل هذا مكان هذا كما تفيد "ما" في قوله "ما يشاء" من العموم مع تقدم ذكر الكتاب في قوله تعالى:
".. لكل أجل كتاب"
وقوله تعالى: ".. وعنده أم الكتاب"
أي أصله وهو اللوح المحفوظ، فيكون كالعدم.
ويثبت ما يشاء مما يجري فيه قضاؤه حسب ما تقتضيه مشيئته سبحانه، وهذا لا ينافي ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من قوله: "جف القلم"
وذلك لأن المحو والإثبات من جملة ما قضاه الله تعالى "يمحو الله ما يشاء ويثبت.."
إنا إن شئنا أحدثنا له من أمرنا شيئاً ويحدث الله في كل رمضان فيمحو ما يشاء ويثبت من أرزاق الناس ومصائبهم، وما يعطيهم وما يقسم لهم، وذلك لما روي عن ابن عباس قال:
ينزل الله في كل شهر رمضان إلى سماء الدنيا فيدبر أمر السنة إلى السنة فيمحو ما يشاء ويثبت إلا الشقاوة والسعادة والحياة والموت..
وقيل أيضا: هو الرجل يعمل بطاعة الله ثم يعود لمعصية الله فيموت على ضلالة فهذا الذي يمحو، والذي يثبت هو الرجل الذي يعمل بمعصية الله وقد سبق له خير حتى يموت على طاعة الله تعالى.
يؤيد ذلك ما روي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يمحو الله ما يشاء ويثبت إلا الشقاوة والسعادة، والحياة والممات"
أخرجه الطبراني في الأوسط، وضعفه السيوطي.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لا ينفع الحذر من قدر"
أخرجه الحاكم وصححه.
وقيل: يبدل الله ما يشاء من القرآن فينسخه، ويثبت ما يشاء فلا يبدله، وجملة ذلك عنده في أم الكتاب.
ولعل أصح ما ورد في ذلك ما أخرجه ابن جرير، وابن المنذر عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه قال وهو يطوف بالبيت: "اللهم إن كنت كتبت علي شقوة أو ذنباً فامحه فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب، فاجعله سعادة ومغفرة".
(فتح القدير للشوكاني 3/88).
بمعنى أن المحو والإثبات متحققان في كل شيء حتى السعادة والشقاوة وغيرهما كما سبق في قول عمر وابن مسعود وابن عباس وغيرهم.

ومن أهم الأسباب في المحو والإثبات الدعاء، فالدعاء يرد القضاء، ويزيد في العمر والرزق وغيرهما، كما أن المحو والإثبات يتحققان في كل شيء بالدعاء ونحوه، لذا فإننا نرجح هذا القول الذي يدل على أن الدعاء يرد القضاء ويطيل في العمر، ويزيد الرزق، ويثبت السعادة، ويمحو الشقاوة، وكذلك يمحو الذنب ويثبت بالتوبة والاستغفار كما سبق توضيح ذلك بالأدلة، ومنه قول عمر السابق منذ قليل.
والذي ذكرناه أيضاً من أدلة القائلين بأن الدعاء يرد القضاء والقدر، وقد روي بألفاظ مختلفة.. لكن المعنى واحد حيث قال عمر رضي الله عنه وهو يطوف بالبيت: "اللهم إن كنت كتبت علي شقوة أو ذنباً فامحه فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب، فاجعله سعادة ومغفرة". وقد تم شرح معناه في إطار كلامنا عن هذا الموضوع، وهو يشرح نفسه لوضوحه.
وعلى المسلم أن يدعو لأنه مأمور بالدعاء والاستغفار.. قال تعالى:
"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب.."
(سورة البقرة: 186).
وقوله سبحانه في قبول الدعاء: "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم.."
(سورة غافر: 60).
هذا وقد أخرج أبو داود والترمذي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"إن الله تعالى ليستحي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيراً فيردهما خائبتين"
وأخرج الترمذي عن ابن ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما على ظهر الأرض من رجل مسلم يدعو الله عز وجل بدعوة إلا آتاه الله إياها أو كف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم".
وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أوقطيعة رحم ما لم يستعجل"
قيل: يا رسول الله .. وما الاستعجال؟
قال: "يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي فيستحسر عند ذلك ويدع (يترك) الدعاء".
والصائم أقرب استجابة لدعائه، لحديث: "للصائم عد فطره دعوة مستجابة".
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة وتفتح أبواب السماء ويقول: بعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين".
رواه أحمد وغيره.
على أن يكون الداعي مخلصاً واثقاً في الاستجابة، والاعتقاد بأن التوجه بالدعاء توفيق من الله، والاستجابة فضل آخر، وقد كان عمر رضي الله تعالى عنه يقول:
"إني لا أحمل هم الإجابة. إنما أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء كانت الإجابة معه".
وهي كلمة المؤمن العارف الذي يدرك أن الله تعالى حين يقدر الاستجابة يقدر معها الدعاء.. فهما حين يوفق الله متوافقان.
فأما الذين يستكبرون عن التوجه إلى الله تعالى فجزاؤهم الحق أن يوجهوا أذلة صاغرين إلى جهنم، وهذه نهاية الكفر والكبر والطغيان الذي تنضح به قلوب وصدور في هذه الأرض الصغيرة.. وهذه الحياة الرخيصة، وتنسى ضخامة خلق الله أمامها فضلاً عن نسيانها عظمة الله، ونسيانها للآخرة أيضاً. ومعروف عند كل مؤمن أنها آتية لا ريب فيها.
(في ظلال القرآن: سيد قطب، 5/3091).
وان الله يبعث من في القبور.. لذا فإن الأخذ بالأسباب من أهم الأمور لتحقيق مسبباتها كالدعاء للخروج من المأزق، أو تحقيق اليسر بعد العسر، والاستغفار والتوبة عند الذنب. والدواء للعلاج، وذلك لما روى الترمذي أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
أرأيت رقى نسترقيها، ودواء نتداوى به، وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئاً؟
قال صلى الله عليه وسلم: "هي من قدر الله".
و"الرقية": ما يقرأ لطلب الشفاء.
والاسترقاء: طلب الرقية.
"نتداوى به": أي نستعمله.
"نتقيها": أي نلتجئ إليها أو نحذر بسببها. وأصل تقاة: وقاه من وقى. وهي اسم ما يلتجئ إليه الناس من خوف الأعداء كالترس وهو ما يقي من العدو أي يحفظ.
(تحفة الأحوذي 6/361).
ومثل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تتداووا بحرام"
فالأخذ بالأسباب لتحقيق المسببات من الأمور الواجبة شرعا.
******

الدعاء في اقتضائه الإجابة

يجب على الإنسان أن يرضى بما أمر الله تعالى، وليس لأحد أن يسخط على أمر الله تعالى.. قال سبحانه: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما"
(سورة النساء: 65).
وينبغي للإنسان أيضاً أن يرضى بما يقدره الله عليه من المصائب التي ليست ذنوباً مثل: أن يبتليه بفقر أو مرض أو ذل وأذى الخلق له، فإن الصبر على المصائب أوجب، وأما الرضا فهو مشروع، لكن هل هو واجب أو مستحب؟
فيه قولان: أصحهما الاستحباب، وقد أمرنا الله أن نأمر بالمعروف ونرضاه ونحب أهله، وأن ننهى عن المنكر ونبغضه أهله..
قال تعالى: "كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها"
(سورة الإسراء: 38).
فإن كان الله يكرهها وهو المقدر لها فكيف لا يكرهها من أمره الله أن يكرهها ويبغضها وهو القائل:
".. وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان.."
(سورة الحجرات: 7).
وقال: ".. ورضيت لكم الإسلام دينا.."
(سورة المائدة: 3).
فقد بين أنه يرضى الدين الذي أمر به، فلو كان يرضى كل شيء لما كان له خاصيته، لكن إذا جف القلم بما هو كائن فما معنى قوله تعالى: ".. ادعوني أستجب لكم.."
(سورة غافر: 60).
وإن كان الدعاء بما هو كائن فما فائدة الأمر منه ولابد من وقوعه؟
فيقال: الدعاء في اقتضائه الإجابة كسائر الأعمال الصالحة في اقتضائها الإثابة، وكسائر الأسباب في اقتضائها مسبباتها، وما يقال من أن الدعاء علامة على حصول المطلوب ليس بسبب، وهو عبادة محضة لا أثر له في حصول المطلوب وجوداً ولا عدماً، بل ما يحصل بالدعاء يحصل بدونهما فهما قولان ضعيفان، فإن الله علق الإجابة به تعليق المسبب بالسبب كقوله تعالى: "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم.."
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه بها إحدى ثلاث: أما أن يعجل له دعوته، وإما أم يدخر له من الخير مثلها، وإما أن يصرف عنه من الشر مثلها".
قال: يا رسول الله.. إذاً نكثر.. قال: الله أكثر".
فعلق العطايا بالدعاء تعليق الوعد والجزاء بالعمل المأمور به لقول عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: "إني لا أحمل هم الإجابة وإنما أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه".
وأمثال ذلك كثير.
وأيضاً فالواقع المشهود يدل على ذلك ويبينه كما يدل على ذلك مثله في سائر الأسباب، وقد أخبر سبحانه من ذلك ما أخبر به في مثل قوله سبحانه:
"وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين"
(سورة الأنبياء: 87، 88).
وقوله عز وجل: "أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض.."
(سورة النمل: 62).
وقوله تعالى عن زكريا: ".. رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين. فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه.."
(سورة الأنبياء: 89، 90).
وقوله سبحانه: "فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون".
(سورة العنكبوت: 65).
وغير ذلك من الآيات الدالة على أن الدعاء في اقتضائه الإجابة.
فالمقصود أن يعلم الناس أن الدعاء والسؤال هما سبب لنيل المطلوب، وهذا يؤكد ما رجحناه من أن الدعاء في اقتضائه الإجابة ويرد القضاء.
*********
وما تشاءون إلا أن يشاء الله

يظن البعض أن العبد ليس بفاعل لفعله الاختياري، والحقيقة أن الآية لا تدل على أن العبد ليس بفاعل لفعله الاختياري، ولا أنه ليس بقادر عليه، ولا أنه ليس بمريد، بل تدل على أنه لا يشاؤه إلا أن يشاء الله، لأن مشيئة العبد معلقة بمشيئة الله.
وقد سيقت الآية لبيان مدح الرب والثناء عليه، ببيان قدرته، وبيان حاجة العبد إليه، فالعبد فاعل لفعله الاختيارين بخلاف فعله الإجباري، فليس له دخل فيه كالمرض والموت، ونحو ذلك.
**********

فضل الدعاء بأسماء الله الحسنى

عن انس رضي الله تعالى عنه: أن رجلاً صلى ثم دعا فقال: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام يا حي يا قيوم.. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
"والذي نفسي بيده لقد دعا باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى".
(رواه الترمذي).
منقول
ام اسودد
ام اسودد
رفع
بنت الفنطاس
بنت الفنطاس
للرفع
ąкώąs ώ7đąн
ąкώąs ώ7đąн
جزآكـ الله خير
وجعله في ميزآْن حسنآْتكـ
يعطيكـ آْلعآْفيه