الدعوة الى الله فن

ملتقى الإيمان

الدعوة الي الله فن


الدعوة إلى الله من أفضل مقامات العبودية كما اخبر بذلك ابن الجوزى قال الله عز وجل ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين )) سورة فصلت

ويكفيك شرفا أخي المسلم أن تكون داعية إلى الله، يقول الحسن البصري رحمه الله في تفسير الايه: هذا حبيب الله، هذا ولي الله، هذا صفوة الله، هذا خيرة الله، هذا أحب أهل الأرض إلى الله، أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، وعمل صالحا في إجابته، وقال إنني من المسلمين
والخير في امة الإسلام مرتبط ارتباط وثيق بالدعوة إلى الله، قال الله عز وجل:

((كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )) آل عمران

داعية.... أينما كنت وايضا في المناسبات كالعيد
والمسلم يجب إن يكون داعي إلى الله في بيته مع زوجته وأبناءه بين أصدقاءه وجيرانه في وظيفته في صباحه ومسائه في كل مكان فهو كالغيث أينما وقع نفع، لذا على الداعية إلى الله أن يتحرى الصدق والامانه فيما يفعله ويقوله، ولقد حذرنا الله عز وجل في قوله: ((أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون))

يقول سيد قطب –رحمه الله-:
إن آفة رجال الدين – حين يصبح الدين حرفة وصناعة لا عقيدة حارة دافعة، إنهم يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم يأمرون بالخير ولا يفعلونه ويدعون إلى الخير ويهملونه ويحرفون الكلم عن مواضعه ويؤولون النصوص القاطعة خدمة للغرض والهوى، والدعوة إلى البر والمخالفة عنه في سلوك الداعين إليه هي الأفه التي تصيب النفوس بالشك لافى الدعاة وحدهم ولكن في الدعوات ذاتها


والصدق في الدعوة إلى الله هو السبيل الذي يفتح الله به قلوب الخلق،

واستمع إلى ما قاله ابن القيم الجو زيه في وصف منزلة الصدق: هو الذي منه تنشأ جميع منازل السالكين، والطريق الأقوم الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين، وبه تميز أهل النفاق من أهل الإيمان وسكان الجنان من أهل النيران، وهو سيف الله في أرضه الذي ما وضع على شيء إلا قطعه ولا واجه باطلا إلا أرداه وصرعه، من صال به لم ترد صولته، ومن نطق به علت على الخصوم كلمته فهو روح الأعمال ومحك الأحوال والحامل على اقتحام الأهوال والباب الذي دخل من الواصلون إلى حضرة ذي الجلال


- الدعوة إلى الله ومهارات الاتصال مع الآخرين والتأثير فيهم :

الاتصال مصطلح شاع وكثر استعماله بين أصحاب علم الإدارة والمراد به: (( سلوك أفضل السبل والوسائل لنقل المعلومات والمعاني والأحاسيس والآراء إلى أشخاص آخرين والتأثير في أفكارهم وتوجهاتهم وإقناعهم بما تريد سواء كان ذلك بطريقه لغوية أو غير لغوية))

وللاتصال أنواع منها الاتصال بالكلام والاتصال بالعيون والاتصال بتعبير الوجه وحركة الجسم وفيما يلي أهم القواعد في بناء الاتصالات والعلاقات مع الآخرين:

1- أصلح ما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين الناس ،لأن القلوب بيد الله يصرفها كيف يشاء :{ فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين ( ) وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم }

2- أفش السلام واجعل الابتسامة رسولك إلى قلوب الآخرين فهي مفتاحك لأبواب النفوس قال صلى الله عليه وسلم : (( تبسمك في وجه أخيك صدقة ))

3- اعرف نمط الإنسان الذي تتعامل معه واختر كلماتك بعناية وكن وفياً بالوعد صادقاً بالحديث واحذر من جمود القسمات وغلظة الوجه .

4- احتفظ بهدوئك ورباطة جأشك عند الاستفزاز من الطرف الأخر وتذكر وصية المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((لا تغضب ،لا تغضب ، لا تغضب))

5- الهدية الجميلة وإن صغرت وهى من وسائل كسب القلوب وبناء العلاقة مع الناس قال عليه الصلاة والسلام: ((تهادوا تحابوا)) .

6- احرص على نظافة البدن والفم والملبس والأناقة الغير مبالغ فيها وكن ذو بساطة ولا تتكلف في التعامل وهذا كله من أدب الإسلام، قال القرطبي في تفسير قول الله عز وجل { قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق}: ((روى مكحول عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: كان نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرونه على الباب فخرج يريدهم وفى الدار ركوة فيها ماء فجعل ينظر في الماء ويسوى لحيته وشعره. قالت عائشة:فقلت له:يا رسول الله، وأنت تفعل هذا ؟ قال:نعم، إذ خرج الرجل إلى إخوانه فليهيئ من نفسه فإن الله جميل يحب الجمال))

المصدر موقع نور الحق
3
434

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حلاتي في عيوني
ما أجمل هذه الكلمات التي خرجت صادقه ومعبره من القلب إلى القلب
عندما يكون الكلام عن الدعوه يعلوه النور وتكسوه الرأفه والطمأنينه وتفوح منه
رائحه المسك
بارك الله فيك يا أختي بيلسان على هذه الكلمات الرائعه وجعلها في موازين أعمالك
ورزقك من حيث لاتحتسبين ووحقق مرادك
وديان الرائعه
ما أجمل هذه العبارات الصادره من القلب الى القلب بارك الله فيك واثابك أخيتي
ام اباء
ام اباء
جزاك الله خيرا اختي على هذا المقال الرائع والذي نحتاج تطبيق كل ما فيه في دعوتنا ,واضيف حبيبتي شيء آخر انه لابد ان يكون كل هذا مسبوق بنية صادقة لله عز وجل ,وان يعرف الداعي الى الله ان من يدعوه هو طريقه الى الجنة باذن الله فالداعي محتاج لمن يدعوه مثل المدعو تماما ,وكما قال رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة وازكى التسليم (لان يهدي بك الله رجلا واحدا خيرا لك مما طلعت عليه الشمس )وفى روايه اخرى (خير لك من حمر النعم ).