الدكتور الصادق الغريانى يأسف لقيام الثوار بتوجيه أسلحتهم الى نحورهم

داعيا الليبيين إلى الحفاظ على لحمتهم الوطنية .. الدكتور الغرياني يأسف لقيام الثوار بتوجيه أسلحتهم إلى نحورهم

المنارة – ليبيا اليوم
دعا رئيس المجلس الأعلى للإفتاء في ليبيا الدكتور"الصادق الغرياني"الليبيين إلى الحفاظ على تماسك"اللحمة الوطنية والبعد عن افتعال المشكلات والالتفات لبناء ليبيا".
وناشد الغرياني" الكتائب العسكرية للثوار الموجودة بطرابلس الخروج منها تلبية لمطالب قاطنيها ورئيس المجلس المحلي بطرابلس".كاشفا أن ذلك"واجب شرعي".
وقال الغرياني في تصريحات أطلقها عبر قناة ليبيا أولاً التي تبث من القاهرة بمصر في مداخلة هاتفية إن"كل جماعة يجب أن تكون مسؤولة عن سفيهها".مبديا أسفه حول سلاح الثوار الذين قال إنه "وُجِّه إلى نحورهم".
أمر مؤسف
وأضاف"بعد أن كان سلاح الثوار لإقامة الحق وإماطة الباطل صار القتال بين الإخوة وهذا أمر مؤسف ومحزن وفيه تنكر للتضحيات الكبيرة الجسيمة التي دفعها الشعب الليبي ودفع ثمنها باهظا".
وكان رئيس الوزراء الليبي"عبد الرحيم الكيب"قد أكد في وقت سابق أن"مظاهر التسلح أمر غريب على الشعب الليبي، وأن الشعب لم يكن يريد حمل السلاح لكنه اضطر إلى ذلك".واصفا ذلك بأنه"مؤشر على أن الجميع لا يريدون مظاهر التسلح في الشوارع".
وفي سياق متصل صرّح الغرياني بأن"الجروح لم تندمل بعد الجروح ما زالت عميقة في قلوب اليتامى والعفيفات اللاتي انتهكت حرمتهن،كل هذا تجاوزناه، والدماء لم تجفَّ بعد،وصار الأخ يوجه سلاحه لأخيه وهذا لا يجوز شرعا".
وأبدى الغرياني أسفه حول من أسماهم"قادة ميدانيين".قال إنهم يتكلمون"في الإعلام بما يخالف أوامر الدولة،وعلى الكتائب العسكرية بطرابلس أن تخرج ولا تخالف من يطالبون بذلك، قد كثرت الاختراقات الأمنية والاعتداءات، وطلب ولي الأمر بطرابلس من جميع المجالس العسكرية أن تخرج من طرابلس، وهذا واجب شرعي على الكتائب أن تفعله الآن".
ونبه إلى أنه"لا يجوز لأي قائد مهما كان أن يعصي هذا الأمر، فهذا خروج عن الإمام وهو غير جائز شرعاً،وهذه مسؤولية كبيرة؛لأنه إذا دخلنا في دماء هكذا فإن هذا الأمر لا يبقي ولا يذر".
امتثال للدولة
وعلق رئيس المجلس الأعلى للإفتاء على المواجهات التي حدثت خلال الأيام الماضية بين إحدى كتائب الزنتان والجيش الوطني بالقرب من مطار طرابلس وما حدث من تبادل لإطلاق النار بين الزنتان و المشاشية بقوله : "على الجميع أن يتقوا الله وعليهم أن يكفوا عن القتال والتصادم والمواجهات في المشاشية وفي الزنتان وعليهم أن يأتمروا جميعا بأمر الدولة".
وكانت طريق المطار في طرابلس قد شهدت خلال الفترة الماضية مواجهات شديدة قالت مصادر في اللجنة الأمنية العليا بطرابلس للمنارة إنها دارت بين ثوار الزنتان الذين ما يزال جزء منهم يسيطر على مطار طرابلس وبين قوة تابعة للجيش الوطني.
وأكد المصدر نفسه أن الثوار من خارج طرابلس مستجيبون بشكل كبير للمطالب التي أعلنها أهالي العاصمة في مظاهراتهم خلال اليومين الماضيين، وأنهم ينوون تسليم أسلحتهم.
سياسة الغاب
وشهدت العاصمة طرابلس منذ عشرة أيام تجمعا ضخما لسكان المدينة في ميدان الشهداء كان المطلب الأساسي فيه الاحتجاج على وجود المظاهر المسلحة داخل المدينة والمطالبة بخروج الثوار القادمين من المدن الأخرى وعودتهم إلى أماكنهم الأصلية.
وشدد الدكتور الغرياني في تصريحاته لقناة ليبيا أولا على أن الليبيين لن تقوم لهم قائمة"ما دامت سياسة الأمر الواقع سياسة الغاب والفوضى، فلا يجوز شرعا الاحتكام للقوة، ويجب التحاكم لولي الأمر،ما يقوله ويفرضه ولي الأمر يجب على الناس جميعا أن يسمعوا ويطيعوا حتى تقام الدولة ".
وقال" ألا كل من له قوة ويعتز بها فإن العزة لله وحده والقوة لا يمكن أن ينتصر صاحبها فلو كانت القوة تفيد وتنفع لنفعت القذافي، فالقوة التي يملكها لم نكن نملكها نحن،ولكن الله عز وجل أذله بعصيانه وبفجوره وظلمه ".
واجب شرعي
وأشار إلى أنه على الليبيين عدم"التقاتل".مضيفا بأن"كل مذهب وطائفة وكل جماعة يجب أن تكون مسؤولة عن سفيهها،وكل بلد فيه سفهاء، ففي طرابلس سفهاء وفي الزنتان سفهاء وفي المشاشية سفهاء وعلى العقلاء أن يأخذوا على أيديهم".
وذكر أنه"لا يجوز"للعقلاء"أن يتبرؤوا منهم فهذا أمر غير معقول ولا يجوز إذا خرج الناس من الزنتان وقاتلوا المشاشية أو العكس،لا يجوز للعقلاء أن يقولوا هؤلاء خرجوا عنا ولا سلطة لنا عليهم،هذا أمر غير مقبول فالرسول عليه السلام قال"انصر أخاك ظالما أو مظلوما".
ونوه إلى أنه"على العقلاء من الزنتان و المشاشية ومن كل قبيلة أن يأخذوا على السفهاء ويمنعونهم حتى لا يدخلوا البلاد في حرب أهلية في دماء لا تبقي ولا تذر، هذا واجب شرعا ومن يخالفه يخالف سنة الله عزوجل، ويجب أن يدخل في السلم ويأتمر بأمر الدولة لتسليم السلاح".
يشار إلى أن الدكتور الصادق الغرياني تولى رئاسة المجلس الأعلى للإفتاء في ليبيا عقب ثورة السابع عشر من فبراير، وقد ألغي هذا المجلس في عهد العقيد القذافي مما أوقع الليبيين عدة مرات في جدل فقهي ناتج عن عدم وجود هيأة عليا للإفتاء في البلاد.