

فى موضوع اليوم
القهوة كيف النشاما
فى هذا الموضوع نحدثكم عن القهوه العربية
وعن جميع مستلزماتها

للقهوة مكانة وقيمة عظيمة لدي أبناء البادية ولها مكانة خاصة في نفوسهم يشترك فيها الغني والفقير على حد سواء
فهي رمزا للكرم عند استقبال الضيوف ورواد المجلس وتعبير عن الأصالة وكرم الضيافة،
وهي أول ما يقدم للضيف بعد الترحيب،

ويعتبر الترحيب وتقديم القهوة والتمر أول القرى للضيف وتقول العرب في
أمثالها ( بهار القهوة التمر ) ،

والقهوة تختلف درجات تركيزها عند العرب فهي خفيفة عند البعض وقهوة
غامقة عند البعض الآخر وهي في كل الحالات مرة وليس فيها سكر ويضاف
لها الهيل كعنصر أساسي وكماليات أخرى كالزعفران والعنبر والزباد
والشمطري والزنجبيل والشنة وغيرها،

ونظرا لمكانة وقيمة القهوة لدى أهل البادية يدفعون في شرائها غالي
الأثمان لتقدم للضيوف ويصرفون مبالغ كبيرة على شراء أجود أنواعها
ومستلزماتها حتى وإن زاد سعرها،
كما أنهم يشدون الرحال لجلبها من أي مكان
حتى لو كان ذلك بعيدا عن ديارهم،
أسماء القهوة عند أهل البادية
للقهوة أسماء تشتهر بها بعضها نسبه إلى نوع البن وببعضها نسبه إلى طعمها ومن اشهر أسمائها ما يلي:
- الكيف :
وهو من أشهر أسماء القهوة على الإطلاق ومعنى الكيف ارتياح البال وانشراح الصدر والتلذذ بشرب القهوة،

عدد الدلال
يختلف عدد الدلال التي تصنع بها القهوة لدي أبناء البادية فمنهم من يصنع القهوة في أربع دلال وتسمى هذه الدلال الأربع بما يلي:
أ- المصفاة :وهي أكبر الدلال التي توضع بالقرب من النار وتصفي فيها سريب القهوة بعد الانتهاء من صب القهوة .
ب- المطباخة : وتسمى اللقمة أيضاً وهي أقل حجماً من المصفاة وسميت بذلك لانه تطبخ بها القهوة حتى تغلي وتكون صالحة لوضع البهارات على القهوة.
ث- المبهارة : وهي أقل حجماً من المطباخة وهذه الدلة توضع بها البهارات وتصب عليها القهوة من المطباخة ثم تقرب من النار.
ج- المزل :وهي أصغر الدلال وتصب فيها القهوة من المبهارة التي وضعت على النار لتقدم للحاضرين وذلك لخفة وسهولة حملها بحيث لا تتعب صباب القهوة،
ومنهم من يصنعها في ثلاث دلال وهي المصفاة والمطباخة والمبهارة وتصب للحاضرين مباشرة من المبهارة بعد تسكير فمها بالليف كي لا ينزل الهيل في الفنجال،

المثعوبة : وهي دائرية مجوفة لها حواف كبيرة من الأعلى ومتوسطة الحجم من الأسفل مصنوعة من النحاس أو الحديد لها في أحد حوافها ثعبة تشبه ثعبة الدلة، وتستخدم لسكب الماء في الدلال الموجودة على النار حتى لا ينسكب الماء على النار فيطفي النار .
الفنجال : وهو معروف للجميع تسكب فيه القهوة وتقدم لشاربيها كانت تصنع في الماضي من الفخار أما الآن فتصنع من الصيني.
الشت : وهو علبة اسطوانية مغلق من أسفله وله غطاء من أعلاه يستخدم لحفظ الفناجيل بداخله وغالباً ما تلف الفناجيل بقطعة قماش داخل الشت حتى لا تتكسر.
الملقاط : وهو قضيب مثنى من الحديد في طرف من جوانبه رأس يشبه منقار الطير ، يستخدم للقط وتقريب الجمر من الدلال،
المركب : ويسمى المركاب أو المركا وهو قريب الشبه من الأثافي وهو مصنوع من الحديد على عدة أشكال وأحجام بعضها له ثلاثة أرجل وبعضها له أربعة أرجل وعلى أعلاه مجموعه من العوارض الحديدية توضع فوقها الدلال ليوقد تحتها النار لكي لا تبرد القهوة،

المنفاخ : وهو مصنوع من الخشب وبينهما جلد مثبت على حافتي الخشب وله يدين بارزة لمسك المنفاخ، ويستخدم لنفخ الهواء على النار ليساعد على سرعة الاشتعال

تااااااااااااااااااااااابع
الرسلان :
تعتبر من أجود الدلال وهي صناعة سورية.
ب- البغدادية :
جيدة الصنع وهي صناعة بغدادية لونها فضي ولها أربعة أحجام وشكل يختلف
عن الرسلان.
ج- القريشيات :
وهي تصنع بمكة المكرمة نسبة الى قبيلة قريش.
د- الحساوية :
وهي مصنوعة بمنطقة الاحساء.
اعداد القهوة
ورغم تطور أدوات اعداد القهوة وتحضيرها من أوان وأجهزة إلا أن اعدادها على بالطريقة التراثية القديمة يعد من الصور المحببة إلى النفوس حيث يتم استخدام الحطب أو الفحم لاشعال النار ويتم طحن القهوة بواسطة (النجر) الذي يصدر أصواتا محببة تسمع من أماكن بعيدة وهي بمثابة الدعوة فيتوافد الناس لتلبية الدعوة وتناول القهوة التي يتم تقديمها بالدلال الخاصة (الصفر أو البيض) والتي مازال يحتفظ بها كثير من الأهالي منذ عشرات السنين بالاضافة للأدوات الأخرى المستخدمة في تحضير القهوة مثل البن والهيل والزعفران والمحماس والنجر والدلة والفنجال والماء واالجمر أي النار الموقدة.
مراحل عمل وصنع القهوة :
1- إحضار الحطب وشب النار : يتم تجهيز الحطب ووضعه في الوجار وشب النار وأبناء البادية يتفاخرون في شب النار وكبرها وعلو سناها خصوصاً في الليل ويعتبر شب النار أول مراحل صنع القهوة،
مسميات طبخ القهوة
لطبخ القهوة لدي أبناء البادية مسميات منها (البكر – الثنوة – العشرة – التنخيرة) والبكر هي التي يكون كل شيء في تحضيرها جديد من ماء وبن وبهار أما الثنوة فهي القهوة التي يعاد طبخها بعد زيادة الماء ووضع البن والبهارات عليها والسبب في ذلك قلة البن وندرته وشحها في أيدي الناس،
لمن تصب القهوة
ويعتبر اعداد القهوة وتجهيزها فنا قائما بذاته تبارى فيه المشاهير وتغنى به الشعراء كما جاء في كثير من أشعارهم منذ قديم الزمن وقد قرنوا القهوة وفناجيلها بالطيب والكرم والشجاعة والنبل والنخوة والشهامة كما ذكروا في قصائدهم لمن تقدم صفوتها ومن يشرب حثالتها وعن من تحجب القهوة حيث كان الفنجال يقدم إلى أنواع من الرجال ويحجب عن أنواعا أخرى، فقد كان فنجال الصفوة من القهوة يقدم للزعيم الفارس الشجاع الذي يقود الحروب وتشبع على دروبه الذئاب والسباع، ويقدم للشهم الكريم الذي يقوم بواجبات الضيافة على أكمل وجه ويجتهد في اكرام ضيوفه ويسهر على راحتهم، ويقدم للفارس الشجاع النبيل صاحب النخوة والشهامة الذي يحمي قومه وله صولات وجولات في ميادين المعارك والحروب، ويقدم للشخص الذي احتوى المراجل وكل الصفات الطيبة واذا احتجت إليه قضى حاجتك من غير تردد أو منة،
من لا يستحق القهوة
يحجب الفنجال عن الجبان والخائن وعديم المروءة فأولائك يحرمون من تناول القهوة مع الرجال، ويعد حجب الفنجال عن أي شخص اهانة كبيرة ومن الأمثال المتداولة بين الناس ( فلان معقب الفنجال )
عدد الفناجيل
وبما أن القهوة هي وسيلة التكريم الأولى في المجالس العربية فقد جرت العادة عند قبائل العرب أن أول ما يقدم للضيف هي القهوة لما لهذا الضيف من احترام وتقدير كبيرين ومن العادات الغالبة في هذا الشأن أن الضيف عادة ما يتناول ثلاثة فناجيل كحد أدنى، ومنهم من يرى إنها خمسة فناجيل ومن يتجاوز ذلك يكون عيباً لديهم وأن شاربها لم يشربها على إنها كيف،
أسماء الفناجيل
أطلق أهل البادية مسميات خاصة على الفناجيل المقدمة فأصبح لها مفاهيم ودلالات معروفة حيث قسمت فناجيل القهوة إلى ثلاثة أنواع:
فنجال الضيف - فنجال الكيف - فنجال السيف
فالأول فنجال الضيف :
وهو تكريم للضيف كما أنه بمثابة العيش والملح.
والثاني فنجال الكيف :
والتذوق أي أن القهوة قد طابت للضيف لأن البدو يتحاشون أي انتقاد للقهوة ويحرصون على التفنن في طريقة اعدادها ومذاقها لتطيب لشاربها.
والثالث فنجال السيف :
وهو يعتبر عهدا بالدفاع المشترك بين المعزب والضيف أي أن الضيف الذي يشربه ملزم بالدفاع عن بيت مضيفه فيما لو حصل خطب كغارة أو غزوة.
وفي مناسبة أخرى يكون فنجال السيف رمزا للتحدي حيث يتقدم أحد الفرسان لشرب فنجال فارس مشهور من قوم معادية ويتعهد بقتله وبذلك يكون ملزما بمنازلته في المعركة واجمالا فنجال السيف يعني القوة والمنعة والشرف.
عادات وطرق صب القهوة
للقهوة عادات لصبها لدى أبناء البادية منها:
1- مسك الدلة باليد اليسرى والفناجيل باليد اليمنى
2- الوقوف أثناء صب القهوة
3- الإنحاء إثناء تقديم الفنجال
4- أن تقول لمن تقدم له الفنجال تقهو أو سم أو تفضل أو خذ أو أذكر الله أو صل على النبي
5- الاعتدال بعد صب القهوة
6- حمل الفناجيل باليد
7- أن تبدأ بالوالد
8- أن تبدأ بمن في صدر المجلس
9– أن لا يصب القهوة أحد الضيوف
10- أن لا يصب القهوة الأب والابن موجود
11– أن لا يصب القهوة الأخ الأكبر في وجود أصغر منه سناً من أخوته
12– أن لا يصب القهوة الكبير في وجود من هو أصغر منه سناً
13– أن لا يبدأ بصب القهوة من اليسار
14- أن تبدأ باليمين
15- التخزير: وهو أن يعطي أول فنجال للضيف أو للأمير أو لشيخ القبيلة أو عقيد القوم أو الفارس الشجاع أو للكريم أو للأب أو للأكبر سناً أو لمن يجلس بصدر المجلس،
قواعد تقديم القهوة
من أهم قواعد تقديم القهوة للضيوف ألا يملأ المضيف الفنجان بالقهوة فكلما قلت كمية القهوة في الفنجان ،، كلما دل ذلك على شدة الكرم ويجب أن تكون الكمية المقدمة للضيف في حدود ثلث الفنجان فقط ، أما إذا وصل مستوى القهوة إلى نصف الفنجان فأكثر فهذا يدل على أن هذا الضيف غير مرحب به من قبل المضيف وعليه أن يغادر سريعا
قصائد القهوة
ومن قصائد القهوة نختار لكم هذه الأبيات من ضمن قصيدة طويلة للشاعر المعروف محمد العبدالله القاضي وهي في وصف القهوة وطريقة اعدادها
يا ما حلا يا عبيد في وقت الاسفار
جذب الفراش وشب ضو المناره
مع دلة تجذا على واهج النار
ونجر اليا حرك تزايد عباره
النجر دق وجاوبه كل مرار
ما لفه الملفوف من دون جاره
في ربعة ماهيب تحجب عن الجار
لامن ولد اللاش ما شب ناره
وأخير منها رقعتين بالأسحار
لا طاب نوم اللي حياته خساره
تلقاه في يومٍ يضيعن الأفكار
يومٍ على المخلوق ما أطول نهاره
وقم في قصير البيت حشمة ومقدار
لو جار فإدمح له ولو به خساره
ترى النبي وصى على الجار لو جار
خذ الحذر يا عبيد عقب النذاره
رافق قوي الدين حفّاظ الأسرار
ينفعك في يومٍ يجي به كراره
ترى الهوى والغي هن شر الأشرار
ومن داس عار الناس داسوا لعاره
جنب ردي الكار ما فيه تعبار
ما فيه من فعل المناعير شاره
واسلم ودم بالخير يا طير غيمار
وصلوا على المختار ما غار غاره
تاااااااااااااااااااااابع