خطر الغيبة والنميمة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة و صيام وزكاة ، ويأتي قدشنم هذا ، وقدف هذا ، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطى من حسناته قبل أن يقضى ماعليه أخد من خطاياهم فطرحت عليه ، ثم طرح في النار .)
قال تعالى: (ولا يغتب بعضكم بعضا) الحجرات:12.
وقد أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحدد مفهومها لأصحابه على طريقته في التعليم بالسؤال والجواب، فقال لهم: "أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته".
وعن جابر قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فهبت ريح منتنة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين".
ولكن هناك صور استثناها علماء الإسلام من الغيبة المحرمة، وهي استثناء يجب الاقتصار فيه على قدر الضرورة.
ومن ذلك المظلوم الذي يشكو ظالمه، ويتظلم منه فيذكره بما يسوؤه مما هو فيه حقا، فقد رخص له في التظلم والشكوى قال الله تعالى: (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما) سورة النساء:148.
وقد يسأل سائل عن شخص معين، ليشاركه في تجارة أو يزوجه ابنته أو يوليه من قبله عملا ما، وهنا تعارض واجب النصيحة في الدين وواجب صيانة عرض الغائب، ولكن الواجب الأول أهم وأقدس فقدم على غيره. وقد أخبرت فاطمة بنت قيس النبي صلى الله عليه وسلم عن اثنين تقدما لخطبتها فقال لها عن أحدهما: "إنه صعلوك لا مال له" وقال عن الآخر: "إنه لا يضع عصاه عن عاتقه" -يعني أنه كثير الضرب للنساء-.
ومن ذلك الاستفتاء.
والاستعانة على تغيير المنكر.
ومن ذلك أن يكون للشخص اسم أو لقب أو وصف يكرهه ولكنه لم يشتهر إلا به كالأعرج والأعمش وابن فلانة.
ومن ذلك تجريح الشهود ورواة الأحاديث والأخبار.
والضابط العام في إباحة هذه الصور أمران : 1- الحاجة 2- والنية.
فما لم تكن هناك حاجة ماسة إلى ذكر غائب بما يكره، فليس له أن يقتحم هذا الحمى المحرم، وإذا كانت الحاجة تزول بالتلميح فلا ينبغي أن يلجأ إلى التصريح، أو التعميم فلا يذهب إلى التخصيص. فالمستفتي مثلا إذا أمكن أن يقول: ما قولك في رجل يصنع كذا وكذا. فلا ينبغي أن يقول: ما قولك في فلان ابن فلان. وكل هذا بشرط ألا يذكر شيئا غير ما فيه وإلا كان بهتانا حراما.
والنية وراء هذا كله فيصل حاسم، والإنسان أدرى بحقيقة بواعثه من غيره، النية هي التي تفصل بين التظلم والتشفي، بين الاستفتاء والتشنيع، بين الغيبة والنقد، بين النصيحة والتشهير. والمؤمن -كما قيل- أشد حسابا لنفسه من سلطان غاشم، ومن شريك شحيح.
وإذا ذكرت الغيبة في الإسلام ذكر بجوارها خصلة تقترن بها حرمها الإسلام كذلك أشد الحرمة، تلك هي النميمة. وهي نقل ما يسمعه الإنسان عن شخص إلى ذلك الشخص على وجه يوقع بين الناس، ويكدر صفو العلائق بينهم أو يزيدها كدرا.
وقد نزل القرآن بذم هذه الرذيلة منذ أوائل العهد المكي إذ قال: (ولا تطع كل حلاف مهين. هماز -طعان في الناس- مشاء بنميم) سورة القلم:10-11.

رنو الليبية @rno_allyby
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.



وحيده
•
جزاك الله الف خير وجعله في موازين حسناتك يارب
موضوع مهم ويقع فيه الكثيرون الله يبعدنا عنه ويكرهنا فيه
موضوع مهم ويقع فيه الكثيرون الله يبعدنا عنه ويكرهنا فيه

الله يجزااااك الجنه
ويجعل طرحك في ميزان حسناتك يارب
بارك الله فيك وغفر الله لي ولك ولوالدينا وللمؤمنين
والمؤمنات الاحياء منهم والاموات
اللهم امين
ويجعل طرحك في ميزان حسناتك يارب
بارك الله فيك وغفر الله لي ولك ولوالدينا وللمؤمنين
والمؤمنات الاحياء منهم والاموات
اللهم امين
الصفحة الأخيرة
وغفرالله لك ولوالديكم
ورزقك الله الفردوس الاعلى
الى كل من تبحث عن السعادة والطمأنينة والراحة النفسية الى كل مهمومه
الى كل من تتوب ثم تعود الى الذنب وتتوب ثم تعود اليك الحل
أخاطب فيك قلبك الذي ملئه حب الخير
أحب الناس إلى الله واحب الاعمال الى الله
&&& كيف تتحول أحزانك وهمومك الى عبادة &&&