sara92

sara92 @sara92

محررة برونزية

الدنيا دولاب

الملتقى العام

الدنيا دولاب




عندما كنت صغيرة ، كنت أتطلع لركوب لعبة الدولاب العالي ذي الصناديق المعلقـة بين السماء والأرض ..
كان أعلى صندوق فيها في نظري يناطح السحاب ..
رغم خوفي الشديد من الإرتفاعات ، إلا أن رغبتي في أن أصل لقمة العالم كانت أشد وأقوى من شعوري بالخوف .
كنت أقف أرقب الناس المعلقين في الصناديق العليا ، بينما هناك فوج يترك الصناديق السفلى ليركبها آخرون ، ثم تدور العجلة ..

من بعيد وقفت أرمق الصناديق العالية في لعبة الدولاب الدائر ، خلتها أعلى نقطة يستطيع إنسان أن يصل إليها !
حين علمت أن هناك في الصندوق الأعلى المعلق في السماء أناس مثلنا ، شعرت حينها أنهم محظوظون لتلك المكانة التي هم فيها .
سألت أبي : كيف وصلوا إلى هذا العلو الشاهق ؟
فضحك وهو يسألني إن كنت أود أن أكون بتلك المنزلة . ما كنت ساعتها أصدق أنه بإمكاني ذلك ..
حتى ركبت معه أحد صناديق لعبة الدولاب تلك !

عندما ركبت إحداها ، وصعد الدولاب بنا عالياً ، أخذت أنظر للناس الواقفين على الأرض يتطلعون إلينا ..
وبدأ الدولاب يلف ، ويرتفع شيئاً فشيئاً ، والناس أراهم يتضاءلون شيئاً فشيئاً حتى بدو بأحجام صغيرة جداً و أنا أشعر بالزهو لأني أعلى من الجميع ..
ولكن هذا الشعور كان يتأرجح بين فينة وأخرى ..
فقد كان الصندوق يعود بي إلى الأسفل بعد دقائق ، ثم يعلو بعدها لأعلى ارتفاع !
حينها ، كنت فقط طفلة مندهشة من هذه اللعبة السحرية ، التي أمتعتني وأنا أجهل ما الذي يجعلها تدور وتعلو وتنخفض !

لكني تعلمت درساً من ذلك الجهل .. وهو أن من هو في الأعلى اليوم ، سوف يكون أسفلنا غداً
وإن كنا اليوم في أسفل الحياة ، فسيأتي اليوم الذي سنعلوا به فوق الأمم ..

ألم يقل رب العزة والجلال :

( وتلك الأيام نداولها بين الناس )



.:. ومضة .:.

الفرح بالدنيا فرح الصبيان ، والفرح بالإيمان فرح الأبرار ، وخدمة المال ذل ، والعمل لله شرف
0
474

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️