$$$ الدنيا ساعة فاجعلها طاعة $$$

الأدب النبطي والفصيح

الدنيا ساعة فاجعلها طاعة *** عن ابن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل.......... وكان ابن عمر يقول إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء, وخذ من صحتك لمرضك, ومن حياتك لموتك... *** قال الإمام النووي رحمه الله : في تفسير المراد من هذا الحديث ( لا تركن إلى الدنيا , ولا تتخذها وطنا , ولا تحدث نفسك بالبقاء فيها ولا تتعلق منها إلا كما يتعلق به الغريب في غير وطنه )..... وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في قوله: مالي وللدنيا... ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل في ظل شجرة ثم راح وتركها......... وقال تعالى : ( اعلموا إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفى الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) .*** وروى الضحاك بن سفيان رضي اله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : يا ضحاك ما طعامك؟ قال يا رسول الله اللحم واللبن .. قال: ثم يصير إلى ماذا ؟ قال: إلى ما قد علمت... قال: ( فان الله تعالى يضرب ما يخرج من ابن آدم مثلا للدنيا )........ *** وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الدنيا دار من لا دار له, ولها يجمع من لا عقل له ) رواه أحمد وزاد: ومال من لا مال له.... والرسول صلى الله عليه وسلم يريد وراء هذا التحقير لشأن الدنيا وأهلها أن يكون هناك حب للدار الآخرة التي هي دار البقاء التي رغبنا الله سبحانه وتعالى فيها : ( ... قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ... ) وقال: ( وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون ) وقال: (... أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ... ) وقال ( والآخرة خير وأبقى ). كما كان صلى الله عليه وسلم يقول مشيرا إلى هذا : من أحب دنياه فقد أضر بآخرته , ومن أحب آخرته أضر بدنياه ........ ويقول صلى الله عليه وسلم أيضا إن الله ليحمى عبده المؤمن الدنيا وهو يحبه كما تحمون مريضكم الطعام والشراب... وهذا يؤكد خطورتها وهو سر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على غرس حب القناعة في قلوب أصحابه إلى جانب التحذير من عواقب الجشع الذي إن تربع على قلب الإنسان كان سببا في هلاكه ....بل وقد رفض الرسول الكريم أن تكون له بطحاء مكة ذهبا حتى يكون قدوة ومثلا أعلى لأصحابه ولكل فرد من أمته إلى قيام الساعة في الزهد والقناعة والصبر والعفة. *** قال أحد الحكماء الدنيا إن أقبلت بلت, وان أدبرت برت, وان أطنبت نبت, وان أركبت كبت, وان أبهجت هجت, وان ما جنت جنت, وان سامحت محت, وان صالحت لحت, وان وصلت صلت, وان بالغت لغت.... ***وشبه آخر حال الدنيا وأهلها والزاهدين فيها بحال طعام صنعه صانعه من السكر وعجنه بالسم بحضور بعض الناس دون البعض ثم وضعه بين أيدي من أبصره في حال صنعه ومن لم يبصره... فان من أبصره وعلم ما فيه من الآفات لا يقرب منه, ومن غاب عنه ذلك اغتر بما فيه من الحلاوة وحرص عليه ولا يصبر عنه................... فحلاوة الدنيا لجاهلها *** ومرارة الدنيا لمن عقلا وفى هذا المعنى يقول أحدهم .................... هي الدنيا تقول بملء فيها *** حذار من بطشي وفتكي فلا يغرركم منى ابتسام *** فقولي مضحك والفعل مبكى *** وعندما اجتمع هارون الرشيد بالبهلول قال له: عظني فقال: بم أعظك ؟ هذه قصورهم وهذه قبورهم ... ثم قال : كيف بك يا أمير المؤمنين إذا أقامك الحق تعالى بين يديه وسألك عن النقير والفتيل والقطمير وأنت عطشان جوعان عريان ... وأهل الموقف ينظرون إليك ويضحكون فخنقته العبرة فأمر له بصلة... فقال: ردها على من أخذتها منهم قبل أن لا تجد لهم شيئا ترضهم به... ثم أنشد .... دع الحرص على الدنيا *** وفى العيش فلا تطمع ولا تجمع من المال *** فما تدرى لمن تجمع فان الرزق مقسوم *** وسؤء الظن لا ينفع فقير كل ذي حرص *** غنى كل من يقنع *** ودخل بعض وزراء المأمون عليه فوجد في يده رقعة فيها هذه الموعظة ............ انك في دار لها مدة *** وفى العيش فيها عمل العامل أما ترى الموت محيطا بها*** يقطع فيها أمل الآمل تعجل بالذنب لما تشتهى *** وتأمل التوبة من قابل والموت يأتي بعد ذا بغتة *** ما ذاك فعل الحازم العاقل *** وما ألطف قول القائل ............. إلا إنما الدنيا كأحلام نائم ** وما خير عيش لا يكون بدائم تأمل إذا ما نلت بالأمس لذة**وأفنيتها هل أنت إلا كحالم *** فلا تنسى كل هذا يا أختي المسلمة و........... تأمل سطور الكائنات فإنها *** من الملأ الأعلى رسائل لقد خط فيها لو تأملت سطرها*ألا كل شئ ما خلا الله باطل وانظر إلى من حوي الدنيا بأجمعها* هل راح منها بغير القطن والكفن ................... وخلاصة هذا التوجيه أن الأيام تنقضي مسرعة إلى العالم الآخر الذي فيه سيحاسب الإنسان ويسأل عن كل شئ فعله في هذه الحياة الأولى التي هي دار العمل وأنه إذا لم يكن هناك عمل صالح ينفع الإنسان في هذا الموقف العظيم الذي له خطورته سيكون في حالة لا يحسد عليها ( يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتنى كنت ترابا ) ولهذا لا بد أن تكون مستعدا للقاء الله سبحانه وتعالى فأنت لا تدرى متى تموت ولا كيف تموت ويجب عليك أن تعمل لتكون من الذين أعد الله لهم في جنة الخلد ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر بجوار الرحمن ........... بقلم : رقية الأنصاري
5
752

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

**شهود**
**شهود**
جزاااااااااااك الله خيرا
..حكاية صمت..
..حكاية صمت..



.... جزاكـ المولى خير الجزاء وأسعدكـ في الدارين ....



رقية اللأنصارى
اشكر لكل من مر على مساحتى الصغبرة واتمنى للجميع مزيد من الابداع والتالق ...........وشكرا
شهد حائل
شهد حائل
جزاك الله خير
*ضحية صمت*
*ضحية صمت*
شكرا اختي الكريمه (رقية )

جزاك الله كل خير