الديون والطرد يهددان أبا وأما و3 أطفال معاقين
الدمام - خالد الكيال :
حياة قاسية تعيشها إحدى الأمهات وتحمل «أم نايف» فوق كاهلها هماً كبيرا بسبب تفكيرها المستمر فى أحوال فلذات أكبادها وفيما يخبئ المستقبل لهم وتعود من تفكيرها، حاملة هماً إضافياً، يُحيل حياتها إلى عذاب وتعاسة، فلا تجد أمامها سوى الدموع التي تغرق وجهها صباح مساءو «أم نايف» أم لأربعة أطفال شاء القدر أن يولدوا جميعاً بعاهات، مما أفسد عليها فرحة أن تكون أماً لأبناء أصحاء، يضحكون ويغضبون ويمرحون مع أقرانهم، وعندما يكبرون، يذهبون إلى المدرسة، ومن ثم إلى الجامعة، إلا أن القدر سرق منها هذه الأمنيات والأحلام، عندما اكتشفت أن كل ابن تنجبه، لا يسمع ولا يتكلم، الأمر الذي كدر عليها وعلى زوجها الموظف العيش في كنف أسرة طبيعية.وتروي «أم نايف» مأساة أبنائها بدموعها الحارة التي لا تتوقف مع كل كلمة ينطق بها لسانها، وبين كل كلمة وأخرى تكتم صرخاتها في الأعماق وتواري دموعها خوفاً أن يلمح أحد الأبناء هذه الدموع فلا يسامح نفسه على عاهة لا ذنب له فيها.بقولها: إن مشكلتي بدأت قبل 16 عاماً عندما تزوجت بموظف يعمل في التحقيقات الجنائية براتب بسيط، بيد أن المودة والرحمة التي جمعت بيننا جعلتنا نتغلب على أي معوقات مادية وبعد عام من الزواج حملت في مولودي الأول ولا أبالغ إذا قلت إنني كنت أسعد مخلوق يمشي على هذه الأرض كنت أحصي الأيام والأسابيع وأنتظر ساعة الولادة التي لم أخش منها كبقية النساء كنت أقوم الليل في شهور حملي الأخيرة، وأصلي وأدعو الله أن يرزقني طفلاً صالحاً يملأ علي وعلى زوجي حياتنا وجاءت ساعة الصفر وأنجبت طفلاً جميلاً اعتنيت به ووفرت له كل ما يحتاج من اهتمام وعناية فاقت التصورات كنت أراه يكبر أمام ناظري، فأباهي به الدنيا مر عامه الأول، اشتقت أن أسمع صوته وهو ينطق اسم «ماما» طال الانتظار اعتقدت أن الأمر عادي كما يحدث عند العديد من الأطفال مرت ستة أشهر أخرى، وابني لا ينطق ولا يسمع ساورني الشك انطلقت به إلى طبيب أذن وحنجرة، وهناك كانت المفاجأة التي عقدت اللسان وشتت الذهن عندما أخبرني الطبيب أن «نايف» أصم وأبكم.ورضيت أم نايف وزوجها بالقدر ليبدآ معاً رحلة علاج الصغير في كل المستشفيات والمراكز الصحية في الداخل والخارج، ومرت الشهور، وتوسما الخير في المولود الثاني المقبل، وهو أنثى، أطلقا عليها اسم «نوف» التي جاءت هي الآخرى بنفس العاهة، والأمر نفسه في المولود الثالث «مسعود»، إلا أن الطفل الرابع «رزان» ولدت سليمة، فخففت المصاب ورسمت الابتسامة على محيا والديها اللذين استمتعا بها وهي تنطق كلمتي «بابا» و «ماما».وتؤكد الأم أنها راضية كل الرضا بما قدره الله لها، مشيرة إلى أن زوجها هو الآخر كان يرفع يديه شكراً على ما أنعم الله به من أبناء معوقين، يكسب من وراءهم الثواب والأجر من عند الله رب العالمين، وتضيف « أم نايف» بأن جولاتنا على المستشفيات وأخصائيي العلاج لم تنقطع يوماً واحداً، لم نفقد الأمل، ولن نفقده، بعد أن قررنا التضحية بأي شيء وكل شيء من أجل مستقبل الأبناء ذهبنا إلى دول عديدة، بحثاً عن علاج للأبناء ، وأنفقنا ما يفوق 230 ألف ريال اقترضها زوجي من البنوك والأهل ولكن دون جدوى، واضطررنا إلى بيع كل ما نملك والتي كان آخرها سيارة زوجي الذي أهمل عمله دون إرادته.و نحن الآن مهددون بالطرد من المنزل الذي نسكنه بعد تأخرنا عن تسديد الإيجار المتراكم علينا علما بأن منزلنا فارغ من أي علامات الرفاهية بعد أن بعنا كل محتوياته، لا نملك وسيلة مواصلات لا نملك قوت يومنا، ولا ندري ماذا نفعل في هذه الديون أو في مستقبل أبنائنا الذين سيواجهون مصيراً معتماً لا يعلم بخفاياه إلا الله عز وجل.وتتمنى «أم نايف» مساعدتها وأسرتها في تجاوز أزمتهم فنحن لم نستدن من أجل الملذات أو السفر للمصيف في بلاد أوروبا وإنما من أجل علاج أطفال صغار فقدوا حاستي السمع والنطق فانعزلوا تماماً عن العالم ولو أن أحداً ما مكاني أو مكان زوجي لفعل الأمر نفسه.
الصورة المرفقة اعلاه : أم نايف وأبناؤها..
http://www.rafha.us/news.php?action=show&id=2924
دمعةألم @dmaaalm
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️