الذكاء العاطفي

الأسرة والمجتمع

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


اليوم بأذن الله تعالى سنبدا دورتنا :smheart:
مهارات الذكاءالعاطفى لحياة اسرية سعيدة وهي منقوله للفائده
و اعتقد ان منكن من قرأت الكثير عن الذكاء العاطفى
و عن الحياة الاسرية >>>العلاقة الابوية بين الآباء و الابناء و العلاقة الاخوية و العلاقة الزوجية

دورتنا هذه تختلف فى اننا سنحاول من خلالها ان نطبق مهارات الذكاء العاطفى فى سبيل انجاح علاقاتنا الاسرية
فالذكاء العاطفى عامل مؤثر فى علاقات الانسان المختلفة سواء كانت علاقته بنفسه او علاقاته بغيره كعلاقات الصداقة او علاقات العمل او غيرها
واعتقد تماما ان النجاح الحقيقى فى بناء العلاقات الاجتماعية
يبدأ من البيت و السعادة الحقيقية للانسان تبدا من سعادته فى بيته
لماذا ؟
لان شخصية الانسان الحقيقية تظهر فى بيته
فقد قال رسول الله صلىالله عليه و سلم (خيركم خيركم لاهله و انا خيركم لاهلى ) .
لاننا يمكن ان نتجمل خارج البيت و لكننا نبدو على حقيقتنا داخل البيت
و لذلك فالخيرية الحقيقية للانسان واخلاقه الحقيقية و مهاراته فى التعامل مع الناس تظهر بين اهله اولا
و يقول صلى الله عليه و سلم (لقد طاف بآل محمد نساء يشكون ازواجهن ليس اولئك بخياركم )
والامر يتعلق بالنساء ايضا
و لذلك فانك عندما تجدين خللا ما فى علاقاتك الاسرية
فاعلمي تماما ان لديك بعض القصور فى مهاراتك العاطفية و الاجتماعية
و قد نسمع من تقول :امى قاسية أو :ابى يكرهنى و زوجة تقول :زوجى سئ الطباع و اخرى تقول :ولدى عنيد
فعندما نتعلم مهارات الذكاء العاطفى سنكون اكثر قدرة على قراءة الآخرين والتعامل و التعاطف
و تفهم و تقبل مختلف الشخصيات بجميلها و قبيحها
فلكل انسان مميزاته و عيوبه
ومع استمرار التدريب ستكونين اكثر قدرة ليس على التعاطف والتعامل مع الاخرين فحسب بل على التأثير فيهم وتغييرهم نحو الافضل ...
فانك بتفهمك و تقبلك لهم ستكونين اكثر قدرة على معرفة نقاط الضعف لديهم و ستمتلكين مفاتيح التغيير فى شخصياتهم


وبداية فاننا سنكون اكثر قدرة على تفهم انفسنا التى بين جنبينا

ثم تحمل المسؤولية فى اصلاح مثل هذه العلاقات المضطربة
و بالتالى سنكون اكثر قدرة على اصلاحها بتغيير انفسنا اولا بدلا من انتظار ان يتغير الآخر
اننا كثيرا ما نجهل ماذا نريد ؟ أو نفقد القدرة على التعبير عما نريد ثم نشكو ان الاخرين لا يفهموننا
لاننا فى الواقع لا نفهم انفسنا و لا نعبر عنها فكيف يفهمنا الآخرون ؟
و عندما نتعلم مهارات الذكاء العاطفى سنكون اكثر قدرة ليس على معرفة ذواتنا فقط بل على اصلاحها
و تحسين الخلل فيها ايا كان هذا الخلل و عندما نستطيع التحكم فى ذواتنا فمن المؤكد ستنصلح الكثير من علاقاتنا
حسب القانون الالهى (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم)
و لذلك فان امتلكت القدرة على تغيير نفسك فانت مؤهل بعون الله بامتلاك القدرة على تغيير الآخرين
و هكذا نتدرج سويا فى درجات الذكاء العاطفى حتى نصل الى القمم
حيث يتربع الانبياء و المصلحون و العلماء و الدعاة المغيرون وجه التاريخ و حياة الامم
عسى الله ان يجمعنا بهم جميعا فى الفردوس الاعلى


(اولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقا)

اللهم آمين



الهدف من هذه الدورة ثلاثة امور
* التعرف على مفهوم الذكاء العاطفى ومهاراته و التاكيد على اهميته وعلى انه ليس بالمفهوم الجديد بل ان منه الكثير من الاصول فى ثقافتنا الاسلامية
* التعرف على علاقاتنا الاسرية و مدى نجاحها و تحليل اسباب القصور فيها و تحمل المسئولية تجاهها و الارتقاء بهذه العلاقة بما يحقق السعادة لك و لاسرتك
* ربط مهارات الذكاء العاطفى بواقعنا الاسرى ليسهل التدرب على هذه المهارات بشكل يومى



نظرة تاريخية حول مفهوم الذكاءالعاطفى
قسم علماء النفس نشاطات الإنسان إلى ثلاثة أقسام في شكل ثلاث دوائر متشابكة
هي المعرفة والوجدان والسلوك
إلى وقت قريب كانت دائرة المعرفة تحظى بتقدير أعلى وتعتبر هي المحرك الأساسي والرئيسي للسلوك وأن دائرتي الوجدان والسلوك هما دائرتين تابعتين لدائرة المعرفة ، وكان ينظر إلى الوجدانيات والمشاعر والعواطف على أنها نقاط ضعف في الإنسان عليه أن يتخلص منها أو يقلل منها في شخصيته كلما استطاع ذلك وكان الإنسان يقيم من حيث ذكائه العقلي وتوضع درجات لتميز البشر بناءاًعلى ذلك .
فكان معامل الذكاء iq و كانت مقاييس المهارات الدراسية sat و اختبارات الثانوية العامة و غيرها
و على الرغم من شعبية هذه الاختبارات و لكن ثبت فشلها في التنبؤ عمن سيحالفه النجاح في حياته المستقبلية
و ظلت المحاولات مستمرة في معرفة مفهوم الذكاء و علاقته بالنجاح في الحياة و كانت دراسة جادنر و التى قسم فيها الذكاء الى انواع سبعة ليس لها اى علاقة بمقياس الذكاء iq و توسع جادنر نفسه في تحليل هذه الانواع السبع الى نحو عشرين نوعا من الذكاء
وكانت الطفرة الهائلة في المعرفة الإنسانية الحديثة هي التعرف على الذكاء العاطفي الوجداني حيث تبين أن هذا النوع من الذكاء أكثر تأثيراً في نجاح الإنسان ونموه وتطوره وتألقه مقارنة بالذكاء العقلي التقليدي القديم
و قد أوضحت العديد من الدراسات ان نجاح الإنسان وسعادته يتوقف على مهارات لا علاقة لها بالشهادات. الكثير هم الذين حصلوا على تقديرات امتياز في اختباراتهم الأكاديمية لكنهم لم ينجحوا في الحياة الأسرية والمهنية والعكس صحيح. وهذا لا يعني عدم أهمية العلم، ولكن لمواجهة الحياة يحتاج الناس إلى الفطنة وهي أعلى من الذكاء
فنحن نمتلك نوعان مختلفان من الذكاء عاطفي وعقلي أما كيف نتصرف في هذه الحياة فهذا أمر يقرره الطرفان وليس مجرد معامل الذكاء وحده .



أهمية الذكاء العاطفى
- الذكاء العاطفى ينمى علاقة الانسان بربه حيث يتعرف على نفسه و عن مواطن الضعف فيها فى علاقته بربه
و كيف يسيطر على انفعالاته و مشاعره التى تقوده الى المعصية او كيف يطور انفعالاته الايجابية و يسخرها فى طاعة الله جل و علا
- كما ثبت ان هناك علاقة وثيقة بين الذكاء العاطفى و الصحة النفسية فالاذكياء عاطفيا اكثر قدرة على التعامل مع ضغوط الحياة
و مشكلاتها بشكل اكثر تفاؤلا و اكثر اصرار و مثابرة و اقل تعرضا للتوتر و القلق و الاكتئاب



- و يلعب الذكاء الوجداني دوراً هاماً في تنمية علاقات ناجحة مع الآخرين على كافة المستويات :
فهو يحدد توافق الطفل مع والديه وإخوته وأقرانه وبيئته بحيث ينمو سوياً ومنسجماً مع الحياة ، كما أنه يؤدي إلى تحسين ورفع كفاءة التحصيل الدراسي .
كما يعتبر الذكاء الوجداني عاملاً مهماً في استقرار الحياة الزوجية فالتعبير الجيد عن المشاعر وتفهم مشاعر الطرف الآخر ورعايتها بشكل ناضج ، كل ذلك يضمن توافقاً زواجياً رائعاً .
كما إن استخدام مبادئ الذكاء العاطفي يساعد الوالدين على ***** علاقات قوية مع أبنائهم كما يساهم في تنمية الذكاء العاطفي عندالأبناء
- والذكاء الوجداني وراء النجاح في العمل والحياة ،
فالأكثر ذكاءاً وجدانياً محبوبون ومثابرون ، ومتألقون وقادرون على التواصل والقيادة ومصرون على النجاح .
- كذلك هناك علاقة وطيدة بين الذكاء العاطفى و الصحية الجسمانية فالاذكياء عاطفيا اقل عرضة لامراض الضغط و القلب و امراض المناعة
و سائر الامراض الجسدية التى تنتج عن التوتر و القلق و الضغوط النفسية
و هنا ياتى السؤال :هل الذكاء العاطفي موروث أم مكتسب؟
كسائر انواع الذكاء فان هناك عوامل وراثية و عوامل مكتسبة فى التركيبة العاطفية للإنسان
إن الذكاء العاطفي مثل أي صفة أخرى منه جزء موروث ومنه جزء مكتسب
ومن نعم الله على الإنسان أن الجزء المكتسب يمكن تنميته وتطويره
(قَدْ أَفْلَحَ مَنزَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)



ما هو تعريف الذكاء العاطفي
أن اول ما يتبادر الى الذهن عند الحديث عن العاطفة هو قصص الحب والغرام التى نشاهدها و نسمع عنها او نقرأها ...
و عندما تشير الى كلمة الذكاء العاطفى فى اى تجمع يعتقد الكثيرون انها تعبر عن هذه المشاعر فقط
و لكن الذكاء العاطفى بمعناه البسيط هو الاستخدام الذكي للعواطف.
فالشخص يستطيع أن يجعل عواطفه تعمل من أجله أو لصالحه باستخدامها في ترشيد سلوكه وتفكيره بطرق ووسائل تزيد من فرص نجاحه
إن كان في البيت أو في المدرسة أو في العمل و فى سائر حياته بصورة عامة
فهو عملية ترشيد للمشاعر الايجابية و تقييد للمشاعر السلبية
فالحب و ان كان عاطفة ايجابية و لكن لابد من ترشيدها و التحكم فى سيرها حتى لا تنقلب نتائجها الى نتائج سلبية
و الكره عاطفة سلبية و لذلك لابد من تقييدها و التحكم فيها حتى لا تتحول الى بركان لا يعلم الا الله نتائجه
و العاطفة ليست هى الحب و الكره فقط فهناك قائمة طويلة من المشاعر السلبية و الايجابية التى تنتاب الانسان :
الإحباط >>>>>التحفز
التشاؤم >>>>> التفاؤل
الاهانة >>>>>>الاحترام
الخوف .<<<<<.الأمان
التوتر <<<<<السكينة
الملل <<<<<الحماس
الضعف>>>>>القوة
الظلم >>>>>العدل
الخزى >>>>الفخر
الحزن>>>>الفرح
الوحدة <<<<التواصل
التجاهل <<<<<الاهتمام
الغلظة<<<<<التفهم
الخجل>>>>>الثقة
و غيرها كثير



فالتعامل مع المشاعر بذكاء هو لب الذكاء العاطفى ...
او هوالتوسط و الاعتدال فى استخدام المشاعر و التى دعا اليها ديننا الوسط
(و كذلك جعلناكم امة وسطا)
و الذكاء العاطفى ايضا هو ذلك المزيج الرائع بين العاطفة و العقل
فالعقل يتحكم فى العواطف و العاطفة تساعد العقل فى الوصول الى القرارات و الى حل المشكلات
- وهو كعلم جديد عبارة عن مجموعة من الصفات الشخصية والمهارات الاجتماعية والوجدانية
التي تمكن الشخص من تفهم مشاعره و تفهم مشاعر الآخرين والتعامل معها بشكل ايجابى




-



او هو قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع نفسه(مشاعره و عواطفه )

ومع الآخرين بحيث يحقق أكبر قدر من السعادة لنفسه ولمن حوله
و بعد ان تعرفنا بشكل موجز عن ماهية الذكاء العاطفى
سنبدا باذن الله فى دروس الدورة و التى تنقسم الى اربع دروس :



اولا : اعرفي نفسك
ثانيا : تحكمي فى ذاتك
ثالثا : تفهمي الآخرين
رابعا : كيف تؤثرين فى الآخرين







سأتابع معكم مادرسته عن هذه الدورة وأتمنى للجميع الفائدة
21
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

احلاكم تتحداكم

اولا : اعرفي نفسك (الادراك او الوعى الذاتى )
التعرف على الذات والوعي بها، تبدو و لاول وهلة وكأنها من السهل الممتنع،
إذ إن كل واحد منا يظل يردد: إنه أدرى بنفسه، وأعلم بعلله ونقاط ضعفه، وهذا صحيح إلى حد ما،
لكن حين نعرف أن الواحد منا لا يعيش في جزيرة معزولة،
وأن إنجازاته وعلاقاته تتعرض للتقييم والنقد المستمر من قبل الآخرين
و ان البشر مختلفون و لذلك فانك لن تستطيع ارضاء البشر كلهم مهما حرصت
و سيكون هذا على حساب تاكيدك لنفسك و ذاتك
و فى نفس الوقت لن تستطيع ان تعيش معزولا منفصلا عن مجتمعك
و لذلك لابد من وضع معايير لتقييم نفسك هذه المعايير التى تتناسب مع قناعاتك الدينية و افكارك الشخصية
و مع اعراف المجتمع المقبولة
و حين نعرف كل ذلك يبدأ اكتشافنا لتعقيدات الوعي الذاتي والتبصر الشخصي.
فما هو الوعى الذاتى :
هو القدرة على فهم النفس و رصد الذات
يقول دانييل جولمان عن الإدراك الذاتي :
إنه القدرة على معرفة المشاعر والأحاسيس فور حصولها فهو حجر الأساس للتفكير العاطفي
- يقول ستيفن مؤلف كتاب العادات السبع لـأكثر الناس فعالية
إدراك الذات هي قدرتنا على أن نخرج من ذواتنا
لكي نرى ونفحص أسلوبنا في التفكير ودوافعنا , وخبراتنا , ومبادئنا وأفعالنا وميولنا وعاداتنا .

لماذا الوعى الذاتى ؟
& بالوعى الذاتى انا انشئ علاقة وثيقة مع نفسى قبل ان اطالبها بعلاقة جيدة مع الآخرين
لابد اولا ان اتعرف عليها ...
فكلما تعرفت عليها اكثر كنت اكثر فهما لها و لسلوكياتها و افكارها و دوافعها و مشاعرها و قيمها
و ساكون اكثر معرفة بمواطن ضعفها لتقويتها و مواطن القوة لتنميتها و استثمارها
بل انى سوف احبها و سوف ابذل جهدا اكبر فى سبيل تطويرها و تنميتها و الاخذ بها نحو المعالى

يقول الله جل و علا :" بل الإنسان على نفسه بصيرة* ولو ألقى معاذيره "

والقرآن الكريم يؤنب في غير موضع أولئك الذين فقدوا الإحساس والشعور بانفسهم
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ)سورة البقرة:11-12
ويقول سبحانهيُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) سورة البقرة:19

ويقول العلماء والنفسانيون ان الادراك الذاتى هو اول طريق الصحة النفسية
فالنفس الإنسانية لا يَطلب لها العافية إلا من أدرك ما بها من أدواء، وما نزل بها من بلاء،
فأول الشفاء هو الإحساس بالمرض، فالشعور بالنقص أول مراحل الكمال.
فكم من امرئ لا يدري أنه عليل؛ ولو فتّش عن نفسه ربما وجدها مليئة بالمشاعر التي لم تعالج،
والخشونة التي لم تهذب ورُبّ إنسان قليل في معارفه، إلا أنه عميق الإخلاص، كثير التفتيش عن عيوبه، والاعتراف بتقصيره، هذا بلا شك أرقى من الذي رضي عن نفسه واغتر بها،


& عندما اعرف نفسى جيدا ساكون اكثر قدرة على التعبير عنها و عن احتياجاتها و رغباتها
و بالتالى ساساعد الآخرين فى التعرف عليها و التعامل معها بناء على معرفة تامة بها
تبعا لما اقوله أنا و ليس بناء على ظنهم و تخميناتهم
و هذا يوجد نوعا من التفاهم و يحسن من التواصل

& عندما اتعرف على نفسى جيدا فساكون اكثر فهما للآخرين
و اكثر قدرة على فهم مشاعرهم و افكارهم وقيمهم و دوافعهم بالمقارنة مع ذاتى
و بالتالى اتبين مواطن الاتفاق و مواطن الاختلاف بينى و بينهم
و اتقبلهم كما هم بناء على العوامل المؤثرة فيهم
بل ساكون اكثر قدرة على معرفة مواطن الضعف و مواطن القوة فى الآخرين
و بالتالى التاثير فيهم بتعزيز مواطن القوة و تطوير مواطن الضعف

و لكن يبقى السؤال ....كيف اتعرف على نفسى؟
لقد ابحر العلماء فى النفس الانسانية و لهم من التعريفات والتقسيمات و النظريات والتحليلات و....و....
ما جعله علما مستقلا بذاته هو (علم النفس )
و لا يمكن من خلال هذه الدورة ان نلم بكل ما جاء فى هذا العلم الضخم و الرائع
و لكن يمكن القول ان شخصية الإنسان تتكون من مزيج من:
الدوافع و العادات والميول و العقل و العواطف و الآراء و العقائد و الأفكار و الاستعدادات و القدرات
والمشاعر والاحاسيس و السمات التى تشكلت على مدار ما مضى من عمرنا
و التى هى ايضا قابلة للتغيير في الآتى من حياتنا
ويتاثر تكون هذه الشخصية بعوامل عدة :
منها العوامل الوراثية و الابوان و المدرسة و المعلمون و الاصدقاء و الاعلام
ثم انت نفسك و نظرتك الى ذاتك
كل هذه المؤثرات تعمل فى شخصياتنا التى نشات اول ما نشات على الفطرة السوية
(فطرة الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم )
فالفطرة كالعجينة اللينة التى من الممكن ان تتشكل على شكل ملاك
و من الممكن ان تتشكل على شكل شيطان
و لكننا جميعا من بنى أدم يتم تشكيلنا على شكل بشر
نحمل من صفات الملائكة و نحمل من صفات الشياطين
و تختلف هذه النسبة من فرد الى أخر تبعا للمؤثرات التى تعرض لها
قال تعالى و نفس و ما سواها فالهمها فجورها و تقواها قد افلح من زكاها و قد خاب من دساها)
و ينعدم الوعى الذاتى عند الاطفال حديثى الولادة فانه لا يشعر الا بانه جزء من والدته
و يبدا الوعى الذاتى ينضج شيئا فشيئا
فتجد الطفل يتعرف على جسده و ينظر ليديه و قدميه
ثم يبدا فى التعرف على الالفاظ و الكلمات
و يلتقط فكرته عن نفسه فى البداية من كلمات ووصف المحيطين به
فعندما يسمع الطفل امه تقول انه (ولد شقى) ...يخزن هذه الكلمة ...حتى يتعرف تدريجيا على معناها
و يرسخ لديه انه شقى فلا يمكن ان تكذب امه >>نقطة مهمه يجب الانتباه لها
و يبدا يتصرف تصرفات الاشقياء حتى يثبت وجوده و ذاته لانه شقى
و لذلك فاننا نوصى الاباء بالا يطلقوا مثل هذه الالفاظ و لا يرددوها على اسماع ابنائهم
حتى لا تصبح جزءا من مفهوم الطفل عن ذاته و يتصرف وفقا لها
...انت شقى ...انت غبى ...انت كاذب ...
و عندما يكبر الطفل و يذهب الى المدرسة و يختلط بالاصدقاء
يتاثر ايضا برأى اصدقائه و معلميه فى شخصيته
المفكر الكبير عبد الوهاب المسيرى رحمه الله كان له حديثا يروى قصة حياته
و يذكر انه كان فاشلا دراسيا و كان يرسب فى المرحلة الابتدائية ...
وفى احدى المراحل الدراسية كان احد معلميه يلقبه بالعبقرى ....
مجرد لقب لقبه اياه معلمه للتشجيع اعطى له دفعة كبيرة
حتى يثبت لمعلمه انه فعلا عبقرى
و لذلك اقول انتبهي كلماتك تبنى الوعى الذاتى لدى طفلك
و عندما نتعرف على الجزء الطيب فى ذواتنا و نعترف و نتقبل ان فينا جزءا خبيثا ...
سنكون اقدر على تطوير الطيب و استئصال الخبيث ...فاول العلاج التشخيص
و عندما نتعرف اكثر على العوامل التى ادت الى ظهور هذا الخبيث
سواء كان مغروسا فى جيناتنا الوراثية او من تربية خاطئة او من اصدقاء سوء او من معلمين جهلاء
او من اعلام قبيح او من غيرها نكون قد وضعنا يدنا ليس على المرض فقط بل على سببه ايضا
و بالتالى سنكون اكثر قدرة على العلاج المتجه نحو السبب و ليس الى مجرد العرض
فالمريض بالصداع يمكن ان يذهب الى الطبيب فيعطيه مسكن للصداع ...
هل هذا عالج المرض ؟ بالطبع لا
لابد للطبيب الحاذق ان يتعرف على سبب الصداع حتى يعطى الدواء المضاد للسبب
و هكذا فى امراض النفس

و ياتى السؤال وماهى مكونات هذه الشخصية التى احملها ؟
عندما تحدث علماء النفس عن مكونات الشخصية وضعوا لها الكثير من المكونات
و التى يمكن ان نلخصها فى خمس مكونات رئيسية :
الروح : التى هى نفخة من روح الله عز وجل
العقل : العقل البشرى بما يحمله من افكار و معتقدات و دوافع و قيم و مبادئ
النفس: بما يحمله الانسان من مشاعر و احاسيس وميول و مواهب و خبرات
الجسد :هو الاطار المادى الذى يحمل كل ما سبق
السلوك : فهذا الكائن ليس معزولا بل هو عضو فى الجماعة البشرية
على اختلاف مستوياتها و تتحدد ذات الانسان بموقعه داخل هذه الجماعة البشرية
و بالتالى عندما تريد ان تفهم نفسك ابدا بالتعرف على كل جزء من هذه الاجزاء

و يحتاج التعرف على النفس الى وضعها دوما تحت المنظار و الى محاسبتها و التعرف على خباباها
و الى عقد جلسة يومية معها و كانك تجلس مع طبيب نفسى على الكرسى المداد المشهور
ان اهم ما يفعله المستشار او الطبيب النفسى هو اتاحة الفرصة
لمريد الاستشارة للحديث عن نفسه بحرية كاملة ...
فلماذا لا نقوم بهذه المسالة مع انفسنا
إن الاهتمام والملاحظة واليقظة الذهنية والشعورية أدوات مهمة في فهم أنفسنا ،
وعلينا أن ننمي هذه الأدوات، ونستخدمها من أجل الحصول على أعلى درجة من الاستبصار الذاتي،
احلاكم تتحداكم
لماذا الوعى الذاتى ؟
& بالوعى الذاتى انا انشئ علاقة وثيقة مع نفسى قبل ان اطالبها بعلاقة جيدة مع الآخرين
لابد اولا ان اتعرف عليها ...
فكلما تعرفت عليها اكثر كنت اكثر فهما لها و لسلوكياتها و افكارها و دوافعها و مشاعرها و قيمها
و ساكون اكثر معرفة بمواطن ضعفها لتقويتها و مواطن القوة لتنميتها و استثمارها
بل انى سوف احبها و سوف ابذل جهدا اكبر فى سبيل تطويرها و تنميتها و الاخذ بها نحو المعالى

يقول الله جل و علا :" بل الإنسان على نفسه بصيرة* ولو ألقى معاذيره "

والقرآن الكريم يؤنب في غير موضع أولئك الذين فقدوا الإحساس والشعور بانفسهم
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ)سورة البقرة:11-12
ويقول سبحانهيُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) سورة البقرة:19

ويقول العلماء والنفسانيون ان الادراك الذاتى هو اول طريق الصحة النفسية
فالنفس الإنسانية لا يَطلب لها العافية إلا من أدرك ما بها من أدواء، وما نزل بها من بلاء،
فأول الشفاء هو الإحساس بالمرض، فالشعور بالنقص أول مراحل الكمال.
فكم من امرئ لا يدري أنه عليل؛ ولو فتّش عن نفسه ربما وجدها مليئة بالمشاعر التي لم تعالج،
والخشونة التي لم تهذب ورُبّ إنسان قليل في معارفه، إلا أنه عميق الإخلاص، كثير التفتيش عن عيوبه، والاعتراف بتقصيره، هذا بلا شك أرقى من الذي رضي عن نفسه واغتر بها،


& عندما اعرف نفسى جيدا ساكون اكثر قدرة على التعبير عنها و عن احتياجاتها و رغباتها
و بالتالى ساساعد الآخرين فى التعرف عليها و التعامل معها بناء على معرفة تامة بها
تبعا لما اقوله أنا و ليس بناء على ظنهم و تخميناتهم
و هذا يوجد نوعا من التفاهم و يحسن من التواصل

& عندما اتعرف على نفسى جيدا فساكون اكثر فهما للآخرين
و اكثر قدرة على فهم مشاعرهم و افكارهم وقيمهم و دوافعهم بالمقارنة مع ذاتى
و بالتالى اتبين مواطن الاتفاق و مواطن الاختلاف بينى و بينهم
و اتقبلهم كما هم بناء على العوامل المؤثرة فيهم
بل ساكون اكثر قدرة على معرفة مواطن الضعف و مواطن القوة فى الآخرين
و بالتالى التاثير فيهم بتعزيز مواطن القوة و تطوير مواطن الضعف

و لكن يبقى السؤال ....كيف اتعرف على نفسى؟
لقد ابحر العلماء فى النفس الانسانية و لهم من التعريفات والتقسيمات و النظريات والتحليلات و....و....
ما جعله علما مستقلا بذاته هو (علم النفس )
و لا يمكن من خلال هذه الدورة ان نلم بكل ما جاء فى هذا العلم الضخم و الرائع
و لكن يمكن القول ان شخصية الإنسان تتكون من مزيج من:
الدوافع و العادات والميول و العقل و العواطف و الآراء و العقائد و الأفكار و الاستعدادات و القدرات
والمشاعر والاحاسيس و السمات التى تشكلت على مدار ما مضى من عمرنا
و التى هى ايضا قابلة للتغيير في الآتى من حياتنا
ويتاثر تكون هذه الشخصية بعوامل عدة :
منها العوامل الوراثية و الابوان و المدرسة و المعلمون و الاصدقاء و الاعلام
ثم انت نفسك و نظرتك الى ذاتك
كل هذه المؤثرات تعمل فى شخصياتنا التى نشات اول ما نشات على الفطرة السوية
(فطرة الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم )
فالفطرة كالعجينة اللينة التى من الممكن ان تتشكل على شكل ملاك
و من الممكن ان تتشكل على شكل شيطان
و لكننا جميعا من بنى أدم يتم تشكيلنا على شكل بشر
نحمل من صفات الملائكة و نحمل من صفات الشياطين
و تختلف هذه النسبة من فرد الى أخر تبعا للمؤثرات التى تعرض لها
قال تعالى و نفس و ما سواها فالهمها فجورها و تقواها قد افلح من زكاها و قد خاب من دساها)
و ينعدم الوعى الذاتى عند الاطفال حديثى الولادة فانه لا يشعر الا بانه جزء من والدته
و يبدا الوعى الذاتى ينضج شيئا فشيئا
فتجد الطفل يتعرف على جسده و ينظر ليديه و قدميه
ثم يبدا فى التعرف على الالفاظ و الكلمات
و يلتقط فكرته عن نفسه فى البداية من كلمات ووصف المحيطين به
فعندما يسمع الطفل امه تقول انه (ولد شقى) ...يخزن هذه الكلمة ...حتى يتعرف تدريجيا على معناها
و يرسخ لديه انه شقى فلا يمكن ان تكذب امه >>نقطة مهمه يجب الانتباه لها
و يبدا يتصرف تصرفات الاشقياء حتى يثبت وجوده و ذاته لانه شقى
و لذلك فاننا نوصى الاباء بالا يطلقوا مثل هذه الالفاظ و لا يرددوها على اسماع ابنائهم
حتى لا تصبح جزءا من مفهوم الطفل عن ذاته و يتصرف وفقا لها
...انت شقى ...انت غبى ...انت كاذب ...
و عندما يكبر الطفل و يذهب الى المدرسة و يختلط بالاصدقاء
يتاثر ايضا برأى اصدقائه و معلميه فى شخصيته
المفكر الكبير عبد الوهاب المسيرى رحمه الله كان له حديثا يروى قصة حياته
و يذكر انه كان فاشلا دراسيا و كان يرسب فى المرحلة الابتدائية ...
وفى احدى المراحل الدراسية كان احد معلميه يلقبه بالعبقرى ....
مجرد لقب لقبه اياه معلمه للتشجيع اعطى له دفعة كبيرة
حتى يثبت لمعلمه انه فعلا عبقرى
و لذلك اقول انتبهي كلماتك تبنى الوعى الذاتى لدى طفلك
و عندما نتعرف على الجزء الطيب فى ذواتنا و نعترف و نتقبل ان فينا جزءا خبيثا ...
سنكون اقدر على تطوير الطيب و استئصال الخبيث ...فاول العلاج التشخيص
و عندما نتعرف اكثر على العوامل التى ادت الى ظهور هذا الخبيث
سواء كان مغروسا فى جيناتنا الوراثية او من تربية خاطئة او من اصدقاء سوء او من معلمين جهلاء
او من اعلام قبيح او من غيرها نكون قد وضعنا يدنا ليس على المرض فقط بل على سببه ايضا
و بالتالى سنكون اكثر قدرة على العلاج المتجه نحو السبب و ليس الى مجرد العرض
فالمريض بالصداع يمكن ان يذهب الى الطبيب فيعطيه مسكن للصداع ...
هل هذا عالج المرض ؟ بالطبع لا
لابد للطبيب الحاذق ان يتعرف على سبب الصداع حتى يعطى الدواء المضاد للسبب
و هكذا فى امراض النفس

و ياتى السؤال وماهى مكونات هذه الشخصية التى احملها ؟
عندما تحدث علماء النفس عن مكونات الشخصية وضعوا لها الكثير من المكونات
و التى يمكن ان نلخصها فى خمس مكونات رئيسية :
الروح : التى هى نفخة من روح الله عز وجل
العقل : العقل البشرى بما يحمله من افكار و معتقدات و دوافع و قيم و مبادئ
النفس: بما يحمله الانسان من مشاعر و احاسيس وميول و مواهب و خبرات
الجسد :هو الاطار المادى الذى يحمل كل ما سبق
السلوك : فهذا الكائن ليس معزولا بل هو عضو فى الجماعة البشرية
على اختلاف مستوياتها و تتحدد ذات الانسان بموقعه داخل هذه الجماعة البشرية
و بالتالى عندما تريد ان تفهم نفسك ابدا بالتعرف على كل جزء من هذه الاجزاء

و يحتاج التعرف على النفس الى وضعها دوما تحت المنظار و الى محاسبتها و التعرف على خباباها
و الى عقد جلسة يومية معها و كانك تجلس مع طبيب نفسى على الكرسى المداد المشهور
ان اهم ما يفعله المستشار او الطبيب النفسى هو اتاحة الفرصة
لمريد الاستشارة للحديث عن نفسه بحرية كاملة ...
فلماذا لا نقوم بهذه المسالة مع انفسنا
إن الاهتمام والملاحظة واليقظة الذهنية والشعورية أدوات مهمة في فهم أنفسنا ،
وعلينا أن ننمي هذه الأدوات، ونستخدمها من أجل الحصول على أعلى درجة من الاستبصار الذاتي،
عليك أن تأخذ قراراً جاداً بان تعود نفسك على أن تستقطع دقائق فى نهاية كل يوم ..
أو نهاية كل أسبوع لمحاسبة النفس .. وعليك أن تجيب على عدة أسئلة هامة .. مثل :
*كيف هى علاقتى القلبية بربى ؟
*كيف كانت سلوكياتى اليوم !!!
*ماهى الاعمال الجيدة التى قمت بها و ماهى الاعمال التى لا ترضينى او لم ترض الاخرين ؟
* ماهى الافكار التى سيطرت على عقلى اليوم
و هل هذه الافكار افكار ايجابية تساعدنى على الانجاز ام انها افكار سلبية تكرس الاحباط و القعود ؟
* كيف كانت مشاعرى اليوم ؟ هل هى مشاعر ايجابية ام سلبية ؟
*كيف كانت عنايتى بجسدى اليوم ؟ و كيف كان مظهرى العام ؟

فحساب النفس – دون إسراف أو تأنيب للنفس – وكذلك فهم وملاحظة الذات ..
أمور بالغة الأهمية .
ولكن احذر من الانشغال بملاحظة الذات أكثر مما ينبغي ..
حتى لا تتوتر وحتى لا تنشغل عن أن تعيش حياة تلقائية بسيطة .
فالأمر لا يتطلب أكثر من تعلم عادة جديدة ..
هي تخصيص عدة دقائق فى نهاية كل يوم لتدوين ملاحظاتك وإجاباتك على الأسئلة السابقة ..
أو اى أسئلة أخرى تجول بذهنك .. وذلك فى كراسة خاصة أو أجندة أو حتى شريط تسجيل.
على المرء أن يصوغ ما لديه من أفكار ومشاعر وانطباعات وملاحظات
و سلوكيات في تعبيرات وجمل واضحة ومنظمة ومسلسلة،
وذلك بغية الرجوع إليها عند إرادة التفكير في الشأن الشخصي
تماماً كما تفعل مؤسسة تجارية حين تعد تقريراً عن أوضاعها العامة
من أجل مناقشته في اجتماع من الاجتماعات المهمة.

و هذه تمثل مرحلة جمع المعلومات ..
ونحن نعلم أن اى عمل علمي دقيق لابد وان يعتمد على معلومات صحيحة ودقيقة .
والمعلومات التى يستمدها الفرد عن نفسه .. لا تعتمد فقط على ملاحظاته عن ذاته ..
وإنما تعتمد ايضا على ردود الفعل التى يتلقاها من الآخرين ، وذلك من خلال التعامل اليومي معهم ..
والاحتكاك المستمر بهم .
& وتؤدى عملية الملاحظة والمتابعة ، فى حد ذاتها ، دوراً تغييريا ..
فالذي يلاحظ ويدون عدد المرات التى يكذب فيها .. أو عدد المرات التى يشتم فيها ..
أو عدد المرات التى ينفعل فيها بلا داع ..
سيلاحظ بعد فترة انخفاض عدد مرات تلك العادة السيئة انخفاضا ملحوظا .
وذلك أن ملاحظة عادة أو سلوك ما ملاحظة علمية .. يومية .. منظمة .. والتركيز عليها ..
يؤدى إلى تغييرها نتيجة وضعها فى دائرة الوعي بصورة مستمرة ومنظمة

يقول الله تعالى " وفى أنفسكم أفلا تبصرون" ........فسبحان الله العظيم


في الجزئية القادمة مهارات تعينك على رؤية موضوعية لذاتك و نفسك
احلاكم تتحداكم

نتابع بأذن الله ...

وهذه هي المهارات التي تعين على رؤية موضوعية للذات وللنفس :

اولا : حاولي أن تري نفسك كما هي لا كما تحبين أن تريها ،
ستواجهك بعض المصاعب !!!
حيث أن الدفاعات النفسية
( مثل الكبت والإسقاط والإنكار والتبرير )
ستحول بينك وبين هذه الرؤية الموضوعية

عندما نرى فى انفسنا صفة سلبية معينة
فكثيرا ما نلجأ الى الانكار (انا لست كذلك )
او الى التبرير (بايجاد الاسباب و المبررات التى دفعتك الى ذلك )
او الى الاسقاط (بان اتهم دوما الاخرون انهم السبب )
او الى الكبت ( بان اتجاهل هذا الكلام تماما و كانه لم يقال اصلا )
انصح نفسي واياكن بان نكون اكثر شجاعة
و صراحة فى رؤية انفسنا ... وتحمل المسئولية ...
اعترف باخطائي مهما كانت بشاعتها .......
لانني بهذا الامر ساكون اكثر قدرة على اصلاحها

وعلينا أن نتعلم أن الفرد إذا كذب على الآخرين وراوغهم
لكي يحافظ على صورته – الزائفة طبعا – أمامهم ..
فإنه لا يجب أن يكذب على نفسه ..
أن الإسراف فى استخدام الحيل النفسية
(كالتبرير والكبت والإسقاط .. وخلافه)
لتجنب مواجهة الحقيقة يؤدى حتما إلى عمى البصيرة ..
أو ما يطلق عليه البعض عمى القلب ..
وعندها يكذب الفرد .. ويصدق نفسه ..
يعيش فى أوهام وضلال ..
وينغمس بالتدريج فى ظلام لا أول له ولا أخر.

-مثال : تهانى فتاة جميلة و الكل يشيد بحسنها و جمالها
ولكنها تشعر بمشاعر سلبية شديدة عندما يشيد ابوها باحد اخواتها
من حيث الجمال او الاخلاق او النجاح
انها تشعر بمشاعر الغيرة و يظهر ذلك على سلوكها العام بالغضب
و الانفعال او السخرية من اخواتها او اغتيابهم أوايذائهم
و لكنها لا تعترف بذلك
و لكن عندما ينمو لديها الوعى الذاتى
و تعترف اولا بهذه المشاعر ....و تتقبلها
ستكون اكثر قدرة على تبين اسباب هذه المشاعر الغير ارادية
و على التعامل معها بحكمة و نضج

ثانيا : اسألي الناس المخلصين الصادقين من حولك
أن يحدثوك عن نفسك بصراحة ،
وتقبلي رؤيتهم حتى ولو لم تعجبك

اجعلي لسان حالك يقول ( رحم الله امر آ اهدى الى عيوبى )

اعلم تماما ان الامر صعب و خاصة ان كان النقد امام الاخرين
او كان باسلوب يحمل معانى السخرية و التهكم
فمن حقك ان تشعر بمشاعر الغضب ...و من حقك ان تحزني
و لكن حذار من المكابرة
او اللجوء الى الحيل النفسية التى ذكرناها سابقا
و عندما تهدأ موجة غضبك ...
اجلس مع نفسك هل انا احمل هذه الصفة السلبية حقا....
ستحاول نفسك الانكار ..لا تدعي لها الفرصة ان تتملص
قولي لها حتى وان لم تعترفى بذلك
فان هذا لن يمنع الناس ان يروك هكذا
هل انت كذلك ؟
و ان لم يكن لماذا تظهرين بهذه الصورة امام الناس ؟

والشخص الناضج عاطفيا هو الذى يستمع لجميع الآراء باهتمام ..
و يستمع بهدوء وتعقل وبلا انفعال للآراء المضادة .. .
كما أن استشارة الأقارب والأصدقاء المخلصين وسماع رأيهم ..
فى جو من الود والأمان يسمح لهم بالنقد البناء
و البعد عن المجاملة أمر هام ..
بل وكسب لا يقدر بثمن ,لأنه يمد الفرد بما يسمى بالتغذية الرجعية ..
ويسلط الضوء على بعض الجوانب التى لا يراها ..
أو التى يهرب من رؤيتها

فلكل منا نقطة عمياء فى ادراكنا لانفسنا ...
اننا نحب ان نرى فى المواقف المختلفة ما نريد ان نراه فقط
و نتجاهل بشكل لا ارادى ما لا نريد ان نراه

مثال : ثابت شخصية محبوبة و اجتماعية و جذابة
يستمتع جدا بتواجده مع اصدقائه
و يشعر بانجذابهم نحو افكاره و ارائه
و يرى فى عيونهم نظرات الاعجاب
و يسمع منهم كلمات المدح و الاطراء
و لكنه فوجئ بصديقه يخبره
انه بالرغم من انه يستمتع بصحبته و حديثه
الا انه يشعر انه (يسيطر او يحتكر الجلسة )
فهو لا يسمح للآخرين بالتعبير عن انفسهم و آرائهم
و ليس لديه الرغبة فى الاستماع اليهم
و هذا ما يسبب لهم بعض الضيق
ثابت كان غافلا عن هذا و لا يرى الا متعته الشخصية
و متعه الاخرين بحديثه و لم ينتبه الى هذا الامر
الا بنصيحه صديق مخلص

ثالثا : اقبلي نفسك كما أنت
فقبول نفسك وعدم إدانتها
يجعلك أكثر قدرة على التخلص من أخطائك
ومن نقاط الضعف فيك
و ان تتقبليها اى ان تقتنعي تماما
انه من الطبيعى ان تكون في نفسك معايب و سيئات
و هذا لا يحط ابدا من قدرها و لا من شانها
مهما كانت بشاعة اخطائك .....فكل ابن ادم خطاء
بل ان استمرارك فى تجاهل او التبرير او الاسقاط او الانكار
يزيد الامر سوءا
و يظهرك بمظهر العنيد
الذى لا يريد الاعتراف باخطائه و لا يحاول تغيير نفسه

كوني شجاعة فى الاعتراف باخطائك
و اعتذري الى من اخطات اليه ...
فان هذا يمنحك راحة نفسية كبيرة
و يحمل عن كاهلك هم كبير

من حقك ان تلومي نفسك ..
فقد اقسم جل و علا بالنفس اللوامة
(و لا اقسم بالنفس اللوامة )
و اعلى من قدرها
و لكن احذري من المغالاة فى ذلك
فانه مدعاة الى الاحباط و التوقف عن الاصلاح

مثال : جميلة زوجة محبة لزوجها ...
و لكنها شديدة الحساسية
تفسر كل تصرف منه على انه تجاهل او اهانة او عدم حب
فتغضب و تثير المشكلات على اتفه سبب

جميلة كانت تواجه هذا النقد من اهلها و اخواتها
و لكنها لا تعترف بهذا الامر
و دائما ما تلقى باللوم عليهم
و كذلك تفعل مع زوجها
فبعد اى مشكلة تحاول تبرير موقفها و اتهامه انه السبب
مما يجعله دوما فى موقف الدفاع عن نفسه
او موقف الهجوم المضاد مما يجعل المشكلة اكبر مما تحتمل

و لكن عندما تتعرف جميلة على نفسها و على مشكلتها
وتعترف جميلة بخطئها و عيبها لنفسها
(انها شديدة الحساسية )
و تتقبل هذا العيب .....و تفتش عن اسبابه
و تعترف به لزوجها ...
و تعبر عن مشاعرها التى تشعر بها بمنتهى الصراحة دون اتهام زوجها
ثم تعتذر عن انها اساءت الظن به ....
سيكون زوجها اكثر تقبلا و انفتاحا
و اكثر رغبة فى معاونتها و تجنب مواقف الحساسية لديها

تخيل انت صديقة اخطات فى حقك و جاءت معتذرة و معترفة
هل سيكون موقفك منها كآخرى تجاهلت الامر
او حاولت التبرير لنفسها او حتى اتهمتك انك انت السبب
.و هذا ما نقع فيه فى خلافاتنا الزوجية او الخلافات بين الاباء و الابناء
.كل يلقى بالتهم على الآخر ...لاننا لا نريد ان نعترف باخطائنا

اننا نعتقد دوما (انا لا اخطئ )
الاخرون هم من يخطئون فى حقى
و هذا هو الكبر بعينه

قال تعالى فى عرضه لصفات اهل الايمان :
(و الذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله
فاستغفروا لذنوبهم و من يغفر الذنوب الا الله و لم يصروا على ما فعلوا و هم يعلمون)


اللهم اجعلنا ممن يستمع القول ويتبع أحسنه
يتبع ...
احلاكم تتحداكم
رابعا : راقبي دوما روحك و قلبك

روحكِ نفخة من روح الله تعالى
وسعادة هذه الروح و صلاحها هى فى اتصالها بالاصل جل و علا
قال تعالى :
( والذين امنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب )
و ( هو الذى انزل السكينة فى قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم )

فكلما كنتي موصوله روحيا بخالقكِ
كلما كان رقيكِ و صعودكِ و تطوركِ فى مدراج الصعود اسرع
و اكثر كفاءة بلا شك

و لا اعنى تقييمك لروحك هو مدى التزامك الدينى بالفرائض و النوافل
او البعد عن المحرمات و المكروهات
فهى مجرد سلوكيات قد تتحول الى عادات
او هى مجرد وسائل لتقوية هذا الاتصال الروحى

(لن ينال الله لحومها و لا دماؤها و لكن يناله التقوى منكم )
(ليس لك من صلاتك الا ما وعيت )
(يايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام
كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )

بل اقصد تماما مدى حضور قلبكِ مع ربك يوميا
مدى استشعاركِ وقوفكِ بين يديه و انتي تصلين له ...
مدى ذكرك لربك و انتي فى معترك الحياة ...
مدى توكلك عليه و انتي تبادرين الى عملك ...
مدى شكرك له عند احراز اى نجاح ....
مدى استعانتك به امام العقبات ...
مدى استخارتك له عند التحير ...
و مدى لجوءك له عند احتياجك العون....
هذا الحضور القلبى هو ما اقصده تماما

فان لم تتصل روحك بخالقها فقد تتصل بغيره ....
دوما راقبي نفسك و اعرفي اين تذهب
و مع من يكون قلبك
قد تتصل بحبيب يكون فيه كل رجائها ....
قد تتصل بعرض من الدنيا يكون فيه كل امالها ...
دوما اسالي نفسك ؟
اين قلبى ؟؟؟

تجدين كثير من الملتزمين دينيا يؤدون الفرائض و النوافل
و ينتهون عن المحرمات و المكروهات و لا يتوسعون فى المباحات
و لكن تجدينهم يحملون نفوسا غير سوية
من ناحية الصحة النفسية
و يشعرون دوما بالحزن و القلق و الكآبة
وجوههم متجهمة و السنتهم لاذعة
و يعانون من مشاكل كثيرة فى علاقاتهم الاجتماعية
هؤلاء لم ياخذوا من الدين الا مظاهره
و لم يعلموا منه الا شرائعه و جهلوا او غفلوا عن روح الدين

إن الدين ليس أحكامًا جافة، وأوامر ميتة،
إنه قلب يتحرك شوقًا ورغبة،
شوقًا يحمل صاحبه إلى المسارعة في الخيرات وهو يردد:
"وَعجِلتُ إلَيكَ رَبِّ لِتَرْضَى"

فكيف نحوّل التكاليف الصعبة إلى شيء سائغ مرغوب؟
كيف نصنع الضراعة الحارة لتسوق أرواحنا إلى الرحيم الودود؟
هذا الجانب و ان كان مهملا عند الغرب و دراساتهم
و لكنى اراه جزءا هاما فى تكوين الشخصية المسلمة
التى تتحقق فيها سعادتها و نجاحها
يقول جل و علا :
( و من اعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا )

- ضعي معيارا معينا ليسهل عليك تقييمك للجانب الروحى
و صلته بالخالق جل و علا
على سبيل المثال :
* استحضارك للنية فى كل عمل تقومين به
* مدى ذكرك لربك خلال اليوم
*مدى حضور قلبك عند ادائك لصلواتك الخمس
*مدى استعانتك بربك قبل اى عمل
* مدى شكرك لربك على انهائك لاعمالك
- قيمي مدى اتصالك بربك خلال اليوم بوضع نسبة تقديرية
- قيمي بمن تعلقت روحك اليوم بخلاف ربك ....
بمديرتك ..بزوجك ...بعملك ...بابنائك

اسالي نفسك دوما :

اين قلبى ؟؟؟؟
احلاكم تتحداكم
خامسا : راقبي دوما قيمك :

القيم هى مجموعة من المفاهيم
التى تحدد خط سير الانسان فى هذه الحياة للوصول الى اهدافه

و يبدأ الانسان في تكوين الاتجاهات والقيم الذاتية منذ الصغر
فقيم مثل الصدق او الامانة او النظام و النظافة
يتعلمها الصغار منذ نعومة اظفارهم
و لكن عندما يخرج الاطفال الى العالم الخارجى
يتشربون من القيم المتواجدة داخل مجتمعاتهم
فنجدهم يتأثرون بخليط مضطرب من قيم العصبية والقبلية،
مع قيم الحضارة الغربية بالإضافة إلى القيم الاعلامية و القيم الاستهلاكية
، فحضارة المادة اليوم تربط الإنسان بالأرض وتقطعه عن السماء،
وتعلق ذاته بمطالب الدنيا وتُذهلها عن مطالب الآخرة
ولا شك أن قيم التقوى الإسلامية تعالج كل هذه الأخلاط المشوِّهة للذات،
فهي تمنح الذات ثقة وقدرة خاصة على الكشف،
ومعرفة مدى القصور في كل زاوية من دروبها،
فكل درب وميدان يتطلب قيمًا إيجابية معينة،
توجه الذات وأنماط السلوك نحو هدف معين،
وهذا بداهة يتطلب تزكية خاصة مستمرة
لا توجد إلا في قيم التقوى.
و التى نعتبرها المعيار الامثل لتقييم قيمنا و مبادئنا

ففى هذا العالم اصبحت قيم
مثل الكذب و النفاق اصبحت دبلوماسية .....
و الغش اصبح فهلوة ....
و الخداع شطارة ...
و العفاف تخلف......
و العرى تحضر ....و ....و....
فلم نعتمد على تحديد و تقييم قيمنا
فلابد من وضع معيار لكل قيمة يتم تقييمها عليه
حتى لا تصبح الصورة مشوهة و لا اجل و لا اعدل من قيم التقوى


و لكل منا منظومة من القيم يعتبرها اولويات فى حياته
و هذه القيم هى التى تشكل افكاره
و بالتالى تظهر على سلوكه و اهدافه
و نختلف غالبا فيما بيننا فى تحديد اولويات هذه القيم

على سبيل المثال:

عندما تتزوج الفتاة فانها تعتبر ان الزواج
تتمثل فيه مجموعة من القيم الهامة بالنسبة لها منها :
الحب والامومة و الصداقة و المسئولية
و تختلف الفتيات فى تحديد الاولويات :
فهناك من تقدم قيمة الحب عن المسئولية
فتجدها محبة لزوجها و لكنها مقصرة فى تحمل مسئولياتها كزوجة
و هناك من تقدم قيمة الامومة عن الحب
فنجدها تولى كل اهتمامه بطفلها على حساب اهتمامها بزوجها
و هناك من تقدم قيمة الصداقة (بين الزوجين ) على الحب
فهى تسعى الى الحوار و الصداقة اكثر من سعيها لتبادل الحب
و قد تختلف هذه القيم عن الزوج
الذى يرى فى الزواج قيم الاستقرار و النجاح
و يقدمها على قيم مثل الحب و الصداقة

و يكون اختلافنا فى القيم و اختلافنا فى تحديد الاولويات
سببا رئيسيا من اسباب مشاكل سنة اولى زواج

مثال اخر :
فى مرحلة الطفولة تحتل قيمة الامومة الاولوية الاولى فى حياة الطفل
فى حين قد تكون الصداقة هى الاولوية الاولى فى حياة المراهق
(مما يستثير حفيظة الاهل فى كثير من الاحيان )
ثم تاتى قيمة الزواج لتحتل المرتبة الاولى فى مرحلة اخرى
او قيمة العمل او غيرها

مثال آخر :
يشعر محمد دوما انه غير محبوب من والديه
و انهم ينتهزون كل فرصه لنقده و توبيخه
مع انه شخصية هادئة الطباع ملتزم دينيا
و لكنه لا يحب المذاكرة و يحرز نتائج اكاديمية غير مرضية
هو يرى ان التفوق الدراسى غير مهم
يكفى ان ينجح و ينتقل الى المرحلة الاعلى
و والديه يرون ان التفوق الدراسى قيمة
لا يمكن النجاح فى الحياة بدونها
و هنا تحدث المفارقة بين قيم الوالدين و القيم الشخصية لمحمد

و كما تختلف ترتيب هذه القيم
تختلف ايضا الصورة الذهنية المتعلقة بها
تبعا لاختلاف خبراتنا تجاه هذه القيمة
و اختلاف المصدر الذى استقينا منه هذه القيم

على سبيل المثال كلنا يتفق على قيمة الحب و اهميته لنا
و لكننا نختلف فى تحديد صورته و اشكاله
فمنا من يراه انه الحب الرومانسى الشاعرى
الذى نراه فى الافلام الرومانسية
و منا من يراه انه القدرة على العطاء المستمر دون انتظار المقابل
و منا من يراه انه قدرة على الاخذ و على العطاء فى نفس الوقت
و منا من يراه على شكل تحمل مسئولية العلاقة
و منا من يراه بصورة مشوهة
كما يعرضه الاعلام الغربى انه مجرد لذة و شهوة

و بحسب اختلافنا فى صورة القيمة يكون الاختلاف عن الآخرين

على سبيل المثال :
فى حين ترى الفتاة ان الحب هو الصورة التى رسمتها لنا الافلام ...
يرى الفتى انه تحمل مسئولية العلاقة
فطالما انه يجتهد لكى يوفر لها طلباتها هذا هو الحب فى رايه
و عندما يتم الزواج ...و يقدم كل منهما الحب الذى يفهمه ....
و لكنه لا يتلقى الحب الذى يريده ...
تحدث المشكلات ...
و يعتقد كل منهما انه الآخر لا يحبه

-اسالي نفسك هل حياتك تسير وفق هذه القيم و هذه الاولويات ام لا ؟
فعندما لاتتماشى حياتك و اهدافك مع قيمك
يحدث الصراع الذى يؤثر على حالتك العاطفية

مثال :
عبد الرحمن يقدر قيمة الصدق و يضعها فى قائمة اولوياته ...
و لكن غيرة زوجته الشديدة قد تضطره احيانا الى الكذب
الذى لا يرضى عنه و يجعله يعيش فى صراع نفسى شديد ....
بين رغبته فى قول الصدق و رغبته فى عدم اثارة غيرة زوجته
مما يؤثر على حالته الانفعالية و العاطفية
و التى تظهر بشكل لا ارادى على علاقته بزوجته


- تدربي ايضا على التعبير عن قيمك و اولوياتك
فانها تعرف بنفسك و بشخصيتك
و تمنحك الثقة فى النفس
وتعطى احساس للآخرين بانك صاحبة مبادئ تحملينها
و تطبقينها و تدعين اليها

و بتعبيرك عن الصورة الذهنية للقيمة
انتي تعبرين عن نفسك و تعرفين الآخرين بشخصيتك

- اسالي نفسك دوما و بشكل يومى
ماهى المبادئ و القيم التى نجحت فى تحقيقها خلال اليوم
قيمة النجاح : ما انجزته خلال عملى
قيمة الحب : كيف منحت مشاعر الحب
لزوجى و ابنائى و اقاربى و شعرت منهم بالحب
قيمة الصدق :هل كنت صادقه طوال اليوم ام .....
قيمة النظافة : هل حافظت على نظافة المكان الذى تواجدت فيه

و ماهى المبادئ التى لم اوفق فى احرازها اليوم ...و لماذا ؟

على سبيل المثال
اليوم لم اقوم باعداد طعام لزوجى ...لماذا ؟ كونى صريحة
لم يكن لى مزاج ..اهمال ...تسويف ..اتصال تليفونى ..
قمت بالكذب عليه بادعاء انى كنت مريضة
لم احقق قيمة الصدق ...لماذا ؟
لانى ساكون محرجة ان اعترفت بتقصيرى
لان زوجى قد يغضب منى ان اعترفت باهمالى
لانى اعتقد ان الكذب ممكن ان ينجينى من بعض المواقف
لان هذه الكذبة كذبة بيضاء لن تضير
طالما انى ساقوم بواجباتى الاخرى

ابحثي عن المشكلة فى القيمة التى لا تطبقينها ...
لماذا و متى و اين و كيف ....
تعرفي بما يجول بين تلافيف مخك ...

اكتشفي قيمك!!!!