الذنوب سبب المصائب

الأسرة والمجتمع


أن كل ما أصاب هذه الأمة من ضعف أو ذل أو هزيمة أو فقر، فبذنوبها ومن عند أنفسها، مع أن الله لطيف بها فلا يسلط عليها من يستأصلها، ولا يكون بلاؤها كله عذاباً؛ بل منها الشهيد المصطفى، ومنها المقتول المكَفَّر عنه بالقتل، ومنها المصاب المخفَّف عنه العقوبة في الآخرة.

أما إذا اعتصمت بحبل الله وأنابت إليه وتركت الذنوب فلها النصر والعزة والتمكين في كل ميدان، وما أعداؤها الكتابيون أو المشركون وحكامها الجائرون ومنافقوها الماكرون إلا بعض ذنوبها، ثم الله يسلط عليهم جميعاً بذنوبهم من يسومهم سوء العذاب من داخل الأمة أو من خارجها.

ومن هنا كان أولى خطوات التغيير التوبة والضراعة، وقد خرج أهل العراق علىالحجاج ليقاتلوه فقال الحسن البصري رحمه الله: ]] فإذا تابت الشعوب -ومن توبتها أن تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتوالي في الله، وتعادي في الله- رفع الله جور الحكام عنها، وإذا تاب الحكام وأقاموا كتاب الله رفع الله عنهم إذلال قوى الكفر لهم وقومة الشعوب عليهم، وتسليط بعضهم على بعض. وإذا تاب المسلمون المقيمون في بلاد الغرب من المعاصي - وأعظمها نسيان الولاء والبراء والذوبان في مجتمع الكفر والفسق - رفع الله عنهم البلاء العنصري كما أن كل من سافر أو أقام لغير حاجة عارضة، أو ضرورة قاهرة، عاصٍ حتى يتوب بأن يعود ويفارق دار الكفر، إلا من كان قصده الدعوة ومراده الهجرة.

دمتم بخير
0
580

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️