ابدأ بقلبك فأصلحه واحمه , من السهام المسمومة والمحرمات
الكبائر عبارة عن كسر للعظم , عندما تصيبك شظية من الشظايا , إذا كسرت عظمك يطول مدة جبره , ويكون مؤلما جدا كسر العظم , فإذا كسرت يدك يطول بها الأمر حتى تصح , واذا صحت لا تعود كما كانت الا اذا كانت كرامة من رب العالمين , هذا شيئ أخر .. قد ترجع أقوى , لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما نزلت عين قتادة بن النعمان على وجهه قال : يا رسول الله أرجعها , ( فأرجعها ومسح عليها فكانت أقوى من الثانية )
أما الحالة الطبيعية , الذي يُكسر يرجع , لكن لا يرجع الى الحالة الطبيعية , فإذا كسر مرة ثانية يصعب ان يرجع الى حالة السكر الأولى
وهكذا القلب : الموبقات , الكبائر تكسر العظم تماما , والصغائر مثل رصاصة جاءت في اللحم يعني سرعان ما تشفى إن ابتعدت عن الاعصاب , فإذا كثرت الصغائر قد تصيب عصبا من الأعصاب , وإذا انقطع العصب يصعب كذلك ارجاع الامر كما كان , كذلك الكبائر بالنسبة للقلوب , وهكذا تكسر العظم , يمرض القلب , يطول به المقام حتى يرجع كما كان , أما الصغائر فأمرها سهل
والصغائر والكبائر : الكبائر كالحجارة الكبيرة والصغائر مثل الطين , وقلبك كزجاجة السيارة الأمامية لا بد منها حتى ترى الذي امامك فإذا أصابها شيء من الغبار او الطين سهل أن تحرك المساحات وتمسحها لكن ان ضُرب الزجاج بحجر - بكبيرة من الكبائر - يكسر الزجاج يصبح المطر ينزل عليك , الهواء , واللصوص تدخل وتسرق السيارة
كذلك القلب .. زجاجة .. زجاجة القلب مثل زجاجة السيارة , الصغائر تتجمع عليه , تسود تدريجيا اذا شغلت المسّاحات - الإستغفار والعبادات - تمسح الغبار والطين ويرجع اليه صفاؤه ( الصلوات الخمس كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر ) لأن الصلوات الخمس مساحات تمسح ما اجتنبت الكبائر لماذا ؟
لأن الكبائر تُكسر , فالمساحات لا تشتغل معه ( ما اجتنبت الكبائر ) ولذلك اذا كثرت الذنوب الصغيرة هذه طين , وطين وقلة ماء في السيارة , تصير المساحات صعب عليها أن تمسح
ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اياكم ومحقرات الذنوب ) الذنوب الصغيرة , لماذا ؟ فإنها تجتمع على صاحبها فتهلكه , إذا اسود القلب صور الأشياء لا تنطبع أو لا تظهر عليه , فالعدسة عليها طين لا ترى فيها صور الأشياء - المرآة كلما كانت نظيفة كلما رأيت كل شيء واضحا , لكن اذا كانت معتمة أو معماة فلا تظهر فيها صورتك جلية , كذلك القلب , القلب تنطبع عليه صور الأشياء فإذا كان صافيا تظهر صور الأشياء صافية , ويراها الإنسان , ولذلك يفرق بين الحق والباطل
قال تعالى : ( ياأيها الذين ءامنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ) الأنفال : 29
صور الأشياء واضحة , تفرقون به بين الحق والباطل ( إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ) تعرفون الحق من الباطل وإذا لا يوجد تقوى لا يوجد فرقان , لا يوجد تفريق بين الحق والباطل , ولذلك لا تستغربون ان رأيتم اناسا يقولون بغير الحق وقد يكونون يظنون انهم مخلصون او انهم على الحق - قال تعالى : ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) الكهف : 103 : 104
من كتاب في التربية الجهادية والبناء

ام احمد @am_ahmd_1
محررة
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️