الرؤيا العجيبة

الملتقى العام

حاول النوم مرارا....... جعل يتقلب في فراشه ذات اليمين.. و ذات الشمال ....لم يستطع النوم... بعد تلك الرؤيا التي رأها تقلب في...... فراشه كثرا لكن دون جدوى .......وفي الصباح جلس أبو محمد ساهمًا شارد الذهن فتلك الرؤيا العجيبة قد شغلت باله فناده صاحبه يا أبا محمد :ماذا بك فأنت منذ اليوم على غير عادتك ،فأنا أراك مشغول البال... خيرا يا رجل تنهد أبو محمد بعمق وقال لقد رأيت البارحة رؤيا عجيبة ،،أطارت نومي وشغلت تفكيري،،،،،



- لا تخف يا رجل إن شاء الله أنها رؤيا خير قص على رؤياك فأنت تعلم أني أحسن تعبير الرؤى...



-رأيت البارحة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام جالسا ،، و بين يديه ولدي محمد جالس ومع محمد إناء فيه أحجار وهو يرميها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.



- قفز صاحبه قائلا ابشر يا أبا محمد أبشر فهذه بشرى خير لك



-بشرى وأي بشرى في هذه الرؤيا الغريبة .........



-إن صدقت رؤيتك يا صاحبي فأبنك محمد سوف يكون له شأن عظيم .



-نظر أبو محمد لصديقه وهو مدهوش أي شأن عظيم ..............



-إن هذه الرؤيا تقول أن ابنك محمد سوف يذب عن دين الله وعن



سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .....



-بشرك الله بالخير ...أسأل الله أن يجعل تعبيرك في محله ....



تفرق الصديقان........... وبينما أبو محمد يسير إلى بيته توالت على ذهنه الخواطر.. ابني محمد هذا الطفل الأعجمي سيكون له شأن وسيذب عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم إن هذا لهو الفضل العظيم فلك الحمد يا الله....... إن علي من اليوم أن أُولي هذا الفتى عناية خاصة فأعني على ذلك يارب ...........



وفعلاً.. حرص أبو محمد عليه أشد الحرص واهتم به اهتماما بالغا فأتم حفظ القرآن وعمره سبع سنين،،، وقدمه أبوه ليصلي بالناس اماما وعمره ثماني سنين،،، وبدء بطلب العلم وكتابة الحديث وعمره تسع سنين



يقول محمد عن نفسه وعن جِده في طلب العلم :



كنا نكتب عند محمد بن حميد الرازي فيخرج إلينا في الليل مرات، ويسألنا عم كتبناه ويقرؤه علينا، وكنا نمضي إلى شيخ في قريه أخرى ونسمع منه فإذا انتهينا منه يكون قد حان موعد الدرس في القرية الأخرى فنعدو كالمجانين لندرك الدرس الآخر وهكذا....



بطل قصتنا هذه هو احد المحمدين الأربعة :الذين كان لهم قصة عجيبة مع والى مصر...



فقد ترافق أربعة من العلماء في إحدى الرحلات من أجل طلب العلم كل واحد منهم اسمه محمد وهم: محمد بن جرير الطبري ، ومحمد بن نصر المروزي ، ومحمد بن هارون الروياني ، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة إمام التوحيد، جمعتهم الرحلة في طلب العلم بـمصر ، كانوا مجتمعين في مكان واحد، فلم يبق عندهم شيء ألبتة، وأضر بهم الجوع، ونفد ما معهم من طعام فاجتمعوا ليلة في منزل كانوا يأوون إليه، فاتفق رأيهم تحت وطأة الجوع الشديد على أن يستهموا ويضربوا القرعة، فمن خرجت عليه القرعة سأل لأصحابه الطعام. فقد اضطروا لذلك اضطراراً ، فليس في البيت شيء مطلقاً، ولا يوجد عند أحدهم قرشاً، ولا يرضى أحدهم أن يذهب ويسأل الناس طعاماً، ويقول: أعطونا رغيفاً أو أسلفونا رغيفاً فهم في غاية العفة، لكن ما الحل؟إن بقوا على هذه الحال ماتوا من الجوع؟ فخرجت القرعة على محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله تعالى، فقد كان من أولياء الله الصالحين، فقال لأصحابه: أمهلوني حتى أتوضأ وأصلي صلاة الاستخارة فاندفع في الصلاة يدعو الله تعالى، فإذا هم أثناء صلاة ابن خزيمة بالشموع وبرجل من قبل والي مصر يدق الباب، ففتحوا الباب، فنزل عن دابته، فقال: أيكم محمد بن نصر ؟ فقيل: هو ذا، فأخرج صرة فيها خمسون ديناراً فدفعها إليه، ثم قال: أيكم محمد بن جرير ؟ فقالوا: هو ذا، فأخرج صرة فيها خمسون ديناراً فدفعها إليه، ثم قال: أيكم محمد بن هارون ؟ فقالوا: هو ذا، فأخرج صرة فيها خمسون ديناراً فدفعها إليه، ثم قال: أيكم محمد بن إسحاق بن خزيمة فقالوا: هو ذا يصلي، فلما فرغ دفع إليه الصرة وفيها خمسون ديناراً، ثم قال: إن الأمير كان قائلاً بالأمس -نوم القيلولة- فرأى في المنام خَيّالاً يقول: إن المحمدين -الأربعة كل واحد اسمه محمد- طووا كشحهم جياعاً في بلدك، فأنفذ إليكم هذه الصرار وأقسم عليكم إذا نفذت فابعثوا إلي أمدكم، بغيرها........



انتهت قصتنا فهل عرفت اسم بطل هذه القصة ....إنه الإمام محمد بن جرير الطبري
34
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

زائرة الليل
زائرة الليل
قصه رائعه ,,,,,,,,,,,, مشكوره
عسل نجد
عسل نجد
قصه رائعه
جزاك الله خيرا
أمونة القمورة
جزاك الله خيرا
بحور العطر
بحور العطر
جزاك الله خير ...
نورعلىنور123
نورعلىنور123
جزاك الله خير ...
جزاك الله خير ...