اخواتي الغاليات ارجوا قراءة هذه الفتوى بعين الانصاف وتقديم الشرع على الهوى وحظوظ النفس....
"""""""""""""""""
ما هو الدور المطلوب تجاه أزمة العراق والحرب الصليبية (العسكرية) والتي قد تمتد لتصل إلى بلادنا جزيرة الإسلام وغيرها من دول المنطقة.أرجو توضيح ذلك بالتفصيل؟
نص الجواب
لا يخفى على أحد من المسلمين اليوم عظم الأحداث التي حلت بالأمة، ومنها الغزو الصليبي السافر الذي وجه لأهل العراق، وقد وردت أسئلة كثيرة حول هذا الموضوع والموقف منه.
وألخص ما أراه فيما يلي:
أولا: لا شك أن النظام العراقي نظام بعثي فاجر، وقد كان طيلة وجوده في الحكم حربا على الإسلام وأهله، وقتل العديد من الدعاة إلى الله تعالى، وحارب الكثير من الأنشطة والأعمال الدعوية، ومن آخر جرائمه ما فعله في حلبجه حيث قتل الآلاف من المسلمين بالأسلحة الكيماوية، وما فعله في الكويت حيث قام باجتياحها وفعل جيشه من الجرائم العظيمة من قتل وإبادة وانتهاك للأعراض، وكان من نتيجة هذا التسلط والطغيان أن قاد بلاده للحصار سنوات عدة، وكانت أعماله سببا للوجود الغربي في المنطقة.
ثانيا: رغم ما فعله هذا النظام فهذا لايسوغ الوجود الغربي في المنطقة والخطأ لا يعالج بخطأ.
ثالثا: الشعب العراقي شعب مسلم، ولا يتحمل جرائم نظامه الفاجر، ومن واجبنا أن نقف مع هذا الشعب في حصاره قبل هذا الحدث –وقد قصرنا كثيرا في ذلك- ويتأكد وقوفنا معه الآن في هذه المحنة، ويجب أن نفرق بين النظام وبين الشعب.
رابعا: لايجوز لأي مسلم فردا كان أو نظاما أن يقف مع الصليبين ضد إخوانه في العراق، ولا يخفى أن مظاهرة أهل الكفر على المسلمين ردة عن دين الله، وليس هناك عذر يبرر للمسلم أن يفعل ذلك، حتى لو أكره لم يجز له أن يفتدي نفسه بقتل إخوانه.
خامسا: يجب على كل مسلم صغيرا كان أو كبيراً، رجلا أو امرأة أن يفعل كل مابوسعه وما يستطيعه لنصرة إخوانه المسلمين في العراق.
سادسا: يجب أن نحذر من أن يستفزنا العدو لنخطو خطوات غير محسوبة، فضخامة الحدث وعظم المشكلة ليس وحده كافيا في تبرير أي عمل، بل لا بد أن يكون العمل محققا للمصالح الشرعية، ولا ينشأ عنه مفاسد أكبر من هذه المصالح.
سابعا: لابد من السعي لوحدة الصف خاصة في إطار الدعاة والصحوة الإسلامية، وحين نرى أن غيرنا أخطأ في اجتهاده، أو فعل ما لايسوغ له فعله، أو قصر عما يجب عليه فعله فلا بد من أن نعذره، ومثل هذه الأحداث من الطبيعي أن يختلف الناس في التعامل معها، وأحوج ما تكون الأمة والصحوة لوحدة الصف في أوقات المحن.
ثامنا: يجب أن نعلم أن ما أصابنا إنما هو بسبب ذنوبنا (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) فلنعد إلى ربنا أفرادا ومجتمعات، ولنفتش عن عيوبنا وأخطائنا وذنوبنا، ولنجعل من هذه الأحداث فرصة لإصلاح مجتمعاتنا وواقعنا.
تاسعا: الحدث ليس حدثا شاذاً، بل هو جزء من واقع الأمة الذي لا يسر مسلماً، والإصلاح المنتظر هو الإصلاح الشامل الذي ينهض بالأمة، ومن هنا أُهيب بإخواني وأخواتي أن يأخذوا على أنفسهم عاتق الإصلاح، وأن يعلموا أن المشروع طويل والطريق شاق، فلنسر في الطريق الصحيح ولو لم نر النتائج في جيلنا، وطريق الإصلاح يتم بإعادة الأمة إلى دينها، وبالاجتهاد في امتلاك الأمة لأسباب القوة المادية والعسكرية التي تجعلها تتخذ قرارها بعيداً عن أعدائها.
عاشرا: نصيحتي لإخواننا أهل العراق تتمثل في الرجوع إلى الله والابتهال له بالدعاء واستنصاره، وأن يقفوا صفاً واحداً للدفاع عن بلادهم، فالعدو مهما بلغ من القوة والبطش ليس أقوى منكم إيماناً، ولا أشجع منكم قلوباً، واجعلوا قتالكم في سبيل الله دفاعاً عن بلاد المسلمين وأعراضهم، لا دفاعا عن النظام أو عن رأسه فمن مات مدافعا عن هؤلاء الطغاة فيخشى أن يموت تحت راية جاهلية، واغتنموا هذه الأوضاع في دعوة الناس للعودة إلى الله، ولتكن المساجد منطلقكم وميدانكم، وثقوا أن المسلمين معكم بقلوبهم ودعائهم لكنهم لا يملكون من الأمر شيئا، وكما أن شعوب المسلمين لم يحملوكم مسؤولية مافعله نظامكم في الكويت، فهم يطلبون منكم ألا تحملوهم مسؤولية أعمال لم يقروها ولم يرضوها.
حادي عشر: نصيحتي لإخواني أهل الكويت، فأقول لهم لازلنا نتذكر مصيبتكم يوم اجتاحكم هذا النظام المتسلط، ونقدر مشاعركم، وأنه لا زال يحتفظ بعدد من أبنائكم، لكن الأمر الآن يختلف، فلا تحملوا الشعب أخطاء نظامه، وإجرام هذا النظام ليس المسؤول عن ردعه قوى الاستكبار والطغيان، وهل تعتقدون أن علوج الأمريكان والإنجليز جاؤوا من أجل الدفاع عنكم؟ أم أنهم يريدون ما وراء ذلك من تحقيق أمن إسرائيل والتغيير في المنطقة ومواجهة ما يسمونه بذور الإرهاب؟ فاتقوا الله وإياكم ان تقفوا في صف أهل الكفر والطغيان ضد شعب مسلم بريء.
ثاني عشر: إننا نتفاءل أن يهزم الله العلوج والطغاة، لكن لو تحقق لهم نصر في هذه الجولة فالطريق الطويل، فلا تيأسوا ولا تخافوا على الإسلام والدين، فقد أصاب الأمة أزمات كثيرة واستفاقت، لكن المهم أن نبذل الجهد، وأن تزيدنا الأحداث نشاطا وهمة في الدعوة والإصلاح والرقي بالأمة، وفي المحن منح، وبعد العسر يسراً.
اجاب عليه فضليه الشيخ محمد الدويش ..موقع المربي
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.




الصفحة الأخيرة
وجعله في موازين حسناتك