اعتادت على المبيت عند أهلها كل أربعاء، ذات مرة اضطرتها الحاجة للذهاب إلى بيتها على غير
العادة، طلبت من سائق أهلها أن يقلها إلى هناك، فتحت الباب بهدوء بالمفتاح الخاص بها، وفي
صالة الجلوس الداخلية تفاجأت بشموع ذات نكهات، وإضاءات خافتة، وأغنية لفيروز، وباقة ورد
منثورة على الطاولة المتوسطة المكان، وكأسين من عصير الفراولة، وامرأة مسترخية على صدر
زوجها على الكنبة، فيما يده تعبت بخصلات شعرها المتموجة بعناية لم ينتبه العاشقان لوجودها إلا
بعد صرخة الهلع التي أطلقتها، هرولت عائدة إلى بيت أهلها، بعد أيام من الهجر طلبت منه
الانفصال، قالت إنها لا تريد أن تتفاجأ ذات يوم بضرة، رد عليها بتهكم: مجنونة أنت، تتوقعين أنني
ممكن أتزوج (....)؟!. في قرارة نفسها كانت تعرف تماماً أن الرجل لا يمكن أن يفكر بالزواج من فتاة
(...) إلا إذا كان عبيطاً، أو ساذجاً وزوجها ليس كذلك، هذا الحدس أعطاها الأمان منذ صدمة
المشهد، لكن ما آلمها حقاً هو هذا الحس الرومانسي الذي أغدق به زوجها على (.....) وقد كانت
منذ زواجهما تطالبه بذلك، فيرد: ما أعرف يا بنت الحلال، إنت متأثرة بالدراما العربية، الحياة تراها
أكثر جدية!!
في الأماكن العامة (هنا) يبدو مشهداً كهذا مألوفاً للغاية: رجل يجلس في مقابل زوجته، هي تثرثر،
فيما عيناه طوال الوقت تشطح في النساء العابرات من أمامه. هذا يفسر لماذا يضجر الرجال سريعاً
من مصاحبة زوجاتهم إلى الأماكن العامة (طبعاً لأنه يكون صَدع من كثر البصبصة).
الرجل السعودي عندما يعشق أو يغازل يبدو حفيداً مثالياً لشعراء العرب المتغزلين: عمر بن أبي
ربيعة، أبي نواس، كثير عزة، جميل بثينة.... يحفظ قصائد مطولة غزلية قديمة وحديثة، ويؤلف
الكلمات والجمل بحرارة، ويزفر بتنهيدة موجعة مع كل جملة، يتقن تماماً لعبة الهدايا، فيغدق عليها
من كرمه الوفير حتى لو اضطر للاستدانة: كتب، روايات رومانسية، أسطوانات أفلام دي ي دي،
كاسيتات محمد عبده، ساعة ماركة عطر مثير، يسدد فاتورة جوالها، يجدد شحن بطاقتها، يوقظها
في الصباح، ويعاتبها بشدة لو ارتكبت خطأ فادحاً ونامت قبل أن يسمع صوتها. أما مع زوجته فهو
يشهر باعتزاز انتماءه العرقي لجده الأكبر البدوي الذي صَرّح للرسول صلى الله عليه وسلم بأن له
عشرة من الأبناء ما قبّل أحدهم قط!!
هذه الذهنية المتناقضة المرضية لذهنية الرجل السعودي هي التي تفسّر حالة الوفرة العاطفية
التي يغدق بها الشاب على عروسه أيام الخطبة حتى قبل أن يتعرف عليها حقيقة، ليختبر نفسه
إذا ما كان يحبها فعلاً، أم (عادي)، ومنذ المكالمات الأولى لما بعد عقد القران تجده ينهال عليها
بلواعج الشوق، والوله، والتعلّق. وتعامله مع خطيبته بذهنية العاشق (على أساس أن لديه أرشيفاً
جاهزاً، يحتاج فقط إشارة) هو الذي يفوّت عليه مناقشة قضايا هامة تتعلق بحياته المستقبلية مع
الفتاة التي قرر أن يكمل معها مشوار الحياة (لذلك لدينا في السعودية وبكل شرف حالة طلاق من
بين كل ثلاث حالات زواج!!) بعد الزواج تصبح (الأماكن كلها مشتاقة لك) (الأماكن كلها قرفانة منك)، و
(مذهلة) (سخيفة)، و(بنت النور) (بنت الكلب)، و(ما عاد بدري قلت لي وش تحرّي) (الله لا يبارك
في الساعة التي انطفقت فيها وتقدمت لخطبتك).
إحداهن تقول: زوجي الأول كان رجلاً عملياً وواقعياً إلى أقصى حد، أغدق علي بكرمه الوفير،
الحقيقة أنه لم يسئ لي ذات يوم، لكنني قررت بكل جرأة الانفصال لسبب واحد وهو أنه لم يكن
رومانسياً، وأنا طوال عمري أحلم برجل رومانسي. طلقني بكل نبل، خطبت بعده لشاب مثل
عمري، عشت معه سنتي الخطبة أجمل أيام حياتي، لم أكن أصدق من الفرحة (هذه هبات
السماء هطلت علي فجأة) بعد الزواج وبقدرة قادر تحول الفتى الرومانسي إلى شخص غريب لا
أعرفه، جاف، يحرجني كثيراً، يسخر مني على أتفه الأشياء، يناديني (يا بنت) صامت طوال الوقت،
وقد كانت سماعة الهاتف تسقط من يدي من أثر إجهاد الكلام أثناء الخطبة. وكل محاولاتي المضنية
لاستعادة حسّه الرومانسي القديم باءت بالفشل، وإذا ما ذكرته بالعهد الجميل، ردّ بعصبية: (يا بنت
الحلال، هذاك زمن وأديت الدور فيه على أكمل وجه، يعني معقول تبيني أقول لك مثل ذاك الحكي
بعد ما صرتي ببيتي؟!! صدق تعبانه، أبخلّي شيخ يقرا عليك، يمكن يطلّع البلا اللي فيك!!).
إذا كان راشد الغنوشي يرى أن الرجل بالنسبة للمرأة هو محور حياتها، وزخم أحلامها، ومرآتها التي
ترى نفسها من خلاله، في المقابل فإن المرأة بالنسبة للرجل بُعد من أبعاد شخصيته ومجال من
مجالات اتصالاته واهتماماته، فإن هذا الكلام قد يصدق في غير (هنا). لأن معظم النساء هنا لا
يحظين بحظ (ظل) الرجل/ الزوج.
كوني ذكية واستفيدي من أمهاتنا وجداتنا، لم يضيعن وقتاً ويحلمن بالغزل والرومانسية، فحصافة
عقولهن ألهمتهنّ بأن ما تطالب به بنات اليوم من الزوج في عداد المستحيل.
من اعجابي به نقلته لانه يمثل اغلب مجتمعي من ناحيه جفاف المشاعر وليس الخيانه
واعتذر عن المقدمه الــ ....
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


بصراااحه أول ما قريته قلت في نفسي يا بنت جنيتي على نفسج
و أقول في نفسي حراام و الله رومانسييين حيييل ليش ظالمينهم جذي
بس بعدين ريحتيني شوي بكلامج
يعطيج العافيه
ع الموضوع الحلووو
و أقول في نفسي حراام و الله رومانسييين حيييل ليش ظالمينهم جذي
بس بعدين ريحتيني شوي بكلامج
يعطيج العافيه
ع الموضوع الحلووو

انا مررررررررررره عجبني الموضوع لانه صدق
القهر ان الرجل يضيع مشاعره على علاقات غير مشروعه
وتلاقين زوجته بجنبه صحرا من كثر العطش لشوية مشاعر ورومانسية
ولله قهر
القهر ان الرجل يضيع مشاعره على علاقات غير مشروعه
وتلاقين زوجته بجنبه صحرا من كثر العطش لشوية مشاعر ورومانسية
ولله قهر

الصفحة الأخيرة
لماذا الحكم على الرجل .. والسعودي بشكل خاص بأنه غير رومانسي !ربما الحكم من واقع تجربه شخصية ولكنه لايُعمم0
ثم من أين تأتي الرومانسية إذا كان الزوج أو الزوجة وهم أطفال لم يلمسوا الرومانسية في علاقة والديهم ؟
ولم يتعودا على سماع الكلام الجميل ,,ناهيك عن الاعتقاد الراسخ لدينا بأنه من العيب أن نعّبر عن مشاعرنا أو نظهرها
حتى لأقرب الأقربين!
من الطبيعي أن تكون الرومانسية في أوجها قبل الزواج وان تخف كثيرا بعد الزواج 00فالرجل ينشغل
بالعمل والسعي وراء لقمة العيش والمرآة قد تهمل زوجها وحتى رشاقتها وأنوثتها بسبب الأطفال ومتطلباتهم التي لا تنتهي
ولكن هذا ليس بعذر للطرفين إذ عليهم بذل الجهود لتجديد الرومانسية وخاصة الزوجة حيث يقع على عاتقها الجزء
الأكبر من هذه المسؤولية 0
نأتي إلى مظاهر الرومانسية 0000المرأه غالباً تراها في الشموع والورود والهدايا المفاجئة ! أما الكثير فيراها
في مراعاة الزوجة أثناء مرضها, التخفيف عنها في الطهي بإحضار الوجبات الخارجية, توفير الأجهزة الكهربائية التي
تعينها على إنجاز المهمات المنزلية بأقل جهد ,شكرها وتقدير جهودها المبذولة في الاهتمام بشؤون المنزل وغيره ..
شخصيا ليس معنى هذا إني لا أحب الورد فانا عاشق له واحضره كلما سنحت لي الفرصة أما الشموع فلا أحبها حتى لو كانت معطره !
اختي .. حسن التعامل بين الزوجين والاحترام المتبادل والتفاهم يغذي الرومانسية
شكراً أختي الرائعة وانأ لا أوافقك في الاتهام للرجل بقلة الرومانسية دون النظر في أسباب ذلك0
قبل الختام"
صديق روى لنا قصة مضمونها أن زميل له ما يخرج من عمله إلا بعد المغرب أو العشاء يقول ارجع الى المنزل وأنا أتوقع أن زوجتي تنتظرني على أحر من الجمر لكن يا حسره أجي ألقاها منبطحة قدام التلفزيون و إلا ماسكه التلفون وهات يا ثرثرة ولا كأني وصلت البيت!!
هذا رد من اااحد الاخوان اعجبني علشان ماتلومو ازواجكم