
كاندريل @kandryl
عضوة مميزة
الرد المفصل من الشيخ النجيمي على بخيت وال الشيخ !!!
كتب كاتبات في صحيفة الجزيرة هما محمد ال الشيخ وعبدالله بن بخيت مقالات منحرفة عن الجادة
كان فيها تطاولا وسخرية بكبار العلماء كالشيخ صالح الفوزان وهنا مكمن الخطر ان يشكك في كبار
العلماء !!!
بل كانت مطالبة وقحة بالغاء وظيفة الداعية
وكان مما قالا انهما يرفضان النصيحة العلنية
ومع ذلك يناقض نفسه و يطالب بالغاء وزارة الدعوة بكبرها !!!!!
الرد عليهما بالتفصيل كان من الشيخ محمد النجيمي عضو المجمع الفقهي
وعضو لجنة المناصحة وكان رده في صحيفة الجزيرة :
الرد الاول :
د. النجيمي في رد على ابن بخيت:
منهجكم قاعدي ليبرالي إرهابي
قرأت تعقيباً للشيخ صالح الفوزان في يوم الجمعة 4-7-2008م على مقال عبدالله بن بخيت في زاويته (يارا) بتاريخ 2-7-2008م ثم قرأت تعقيب ابن بخيت على الشيخ صالح الفوزان 7-7- 2008م يقول ابن بخيت: (الإرهاب مثل الميكروبات المخادعة تعيد تشكيل نفسها، لا تلغيها المضادات الحيوية، لا يلغيها سوى البيئة المطهرة النظيفة. المعركة الحقيقية ليست بالسلاح وليست بالخطب والمواعظ وليست بالمناصحة). أقول لابن بخيت: فبأي شيء نكافح الإرهاب إذا لم تنفع الخطب والمواعظ والمناصحة والسلاح، وأكرر ما ذكرته في مقالات وردود سابقة من أن الإرهاب الديني يتفق مع الإرهاب التغريبي الليبرالي في ثلاثة أمور رئيسة أعيدها باختصار:
أولاً: التهوين من قدر العلماء وما يقومون به من دور في إصلاح الأمة فتراهم يكررون أن فتاواهم ومواعظهم وخطبهم ونصائحهم لا تثمر وكأنهم يريدون أن يقولوا يا أيها الناس هؤلاء نفعيُّون غير صادقين وإلا فلماذا لم تنفع خطبهم وفتاواهم.
وهذا واضح في مقال ابن بخيت بتاريخ 7-7- 2008م عندما يقول: (يا شيخنا الفاضل الفوزان أين العلماء الربانيون منذ عشرين عاماً) ثم استطرد يقول: (إذا كانت الشبهات لا يكشفها إلا العلماء الربانيون فأين هؤلاء العلماء الربانيون منذ أكثر من عشرين سنة عندما كان صغار السن يقادون إلى المقابر والاستراحات المشبوهة والتجمعات... إلى أن قال: وعندما كان الدعاة يحرضون الشباب على ولاة الأمر وعلى رجال الأمن وعلى المثقفين وعلى الأجانب)أ.هـ. كأن ابن بخيت يقول أنتم المسؤولون أيها العلماء عن هذا الغلو والتطرف، وقد سبقه إلى ذلك الذين اتهموا أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه - ذا النورين وثالث الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة والذي تستحي منه الملائكة كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في الصحيح - بأنه يحابي الأقارب وأنه لم يعدل في توزيع الأموال والثروة، فألبوا عليه العامة بعد أن هونوه في نظرهم؛ فأدى ذلك إلى الفتنة العظيمة فقتل عثمان، فهؤلاء يريدون أن يقتلوا هيبة العلماء كما فعل السيئون قبل ذلك، فاتهاماتك أنت وأمثالك خروج على الأمة وهذا منهج قاعدي ليبرالي إرهابي.
الثاني: اتهام العلماء من قبل القاعديين بأنهم رجال سلطة وعلماء سلطان وأنهم يسعون فقط للأموال، والتهمة نفسها يطلقها الليبراليون التغريبيون المتطرفون ولكن بأسلوب آخر من مثل قول ابن بخيت (أين العلماء الربانيون منذ عشرين عاما) وأرد عليك يا ابن بخيت بما رد به علي رضي الله عنه على أمثالك عندما سأله شخص: لماذا خرج الناس واختلفوا في عهدك وعهد عثمان ولم يختلفوا على أبي بكر وعمر؟ فقال: إن الناس في عهد أبي بكر وعمر كانوا من أمثالي وأما في عهدي وعهد عثمان فمن أمثالك. ونقولها لك: كان الناس قبل عشرين عاما يصدرون عن رأي العلماء ويحترمونهم ويقدرونهم، ولكن لما أصبح الناس مثلك من المحرضين المؤلبين على العلماء والمتمردين على الهيئات الشرعية جاءنا الإرهاب وخرجت الرويبضة والغوغائيون وأصبحوا لا يصدرون عن كلام العلماء.
وأما اقتراحك بأن تغير هذه المراكز جذرياً وأن يلغى أي شيء اسمه محاضرة من برامجها وأن يكتفى فيها بالأنشطة الرياضية والفنية على أن تسند إدارتها بالكامل إلى الأندية الرياضية ورعاية الشباب.
اقتراحك هذا سبقكك إليه أساتذتك الناصريون والبعثيون والقوميون العرب وفلول اليسار في الخمسينات والستينات والسبعينات عندما ألغوا أي شيء له علاقة مع الدين وحولوا المراكز والمناشط لأندية رياضية وفنية أي الغناء والطرب، وكما فعل أتاتورك والشيوعيون وكأننا ناقصون فناً (وهز وسط)!! ألا تكفيك القنوات الغنائية التي امتلأ بها الفضاء؟ أم أنكم ترون أن التقدم والتطور كما اعتقد أسلافكم من فلول اليسار أنه في التفسخ والتحلل وما أسميتموه بالفن؟ يا ليتك قلت بالإضافة للمناشط الدينية يكون في هذه المراكز تعليم اللغات وصنعة يد يستفيد منها الطلاب والمنتسبون إلى هذه المراكز، وهو ما بدأت به فعلا فكان يجب أن تشكره وأن تؤيده، لكن هيهات أن يصدر منكم أي شيء فيه خير للأمة. إن شغلكم الشاغل وهمكم العظيم هو الفن والعفن.
وإذا كنت تعتقد يا ابن بخيت أن محاضرات العلماء وكشفهم لشبهات الغلاة لم تفد فأظنك لم تسمع بقرار مجلس الأمن الدولي في أغسطس 2007م عندما امتدح لجنة المناصحة السعودية ودعا إلى تعميمها عالمياً، كما أنه في عام 2005م في المؤتمر العالمي للإرهاب الذي عقد بمدينة الرياض قال نائبه رئيس مجلس الأمن القومي ونشر في جريدة الحياة إن علماء الدين في السعودية قد استطاعوا أن يردموا الهوة بينهم وبين الشباب بنسبة فاقت ثمانين بالمائة، وقالت إنها أعجبت برجال الدين السعوديين في المؤتمر عندما كانوا يفندون شبهات الإرهابيين.
وأعتقد لو أنك اطلعت على هذا لخجلت، لكن هل مثلك يخجل! وصدق المصريون عندما قولوا (إللي اختشوا ماتوا). وأنا أعترف أنك رجل تقدمي تريد إلغاء مدارس تحفيظ القرآن وإلغاء المراكز الصيفية وإلغاء الدعوة؛ لأنك ترى أن عندنا أزمة فنية وعندنا نقصاً في المطربين والمغنين والممثلين وهزات الوسط، فأنت تريد أن تحل هذه الأزمة لأنها هي طريقنا للتقدم وإلى الوصول للفضاء ونصبح دولا صناعية ودولاً راقية اقتصادية، لكن شرط أن تكون من أهل هز الوسط والمغنين حتى يقال في بعض دول العرب لو أراد أن لا يسكن إنسان في عمارة فيها فنانون وراقصات لما وجد عمارة فارغة، وعلى الرغم من هذا كله فهذه الدول لم تتقدم كما زعمت وأنت تريد أن نصعد فوق سطح القمر بعد أسطح بيوتنا لأنه في زمن أمثالك - إن شاء الله - لن نصل لسطح القمر وأنتم لا تعتنون إلا بالفن والرقص.
ولا أدري ما الذي دفعك أن تستدل بالشيخ ابن باز والشيخ محمد بن إبراهيم وأنت تعلم أنهما لو كانا حيين لما رضيا بهرطقتك ولكن هذا شأنكم تستدلون بالأموات وترفضون فتاوى الأحياء لعلمكم أن الأموات لن يخرجوا من قبورهم ليردوا عليكم.
ثم إن قولك إن الناس مسلمون بالفطرة وليسوا بحاجة للدعوة، نقول نعم هذا صحيح لو سكت أمثالك ممن يضلون الناس ويخوضون فيما لا علم لهم به، فلو سكت أهل الحق عن الدعوى لتخطفتهم الشياطين يوحون إليهم زخرف القول غروراً ليضلوا الناس ويغلفوا الحق بغلاف الباطل فيقع البلاء فلابد من البلاغ وقد حذر الله المؤمنين ليردوا على شبهات المشككين فقال عز من قائل: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}، ثم نقول: لماذا كان الذي يأمر الناس بتبليغ الدين فقال: بلغوا عني ولو آية. فنقول عفوا يا رسول الله - فإن ابن بخيت يقول لا داعي لهذا فالناس على الفطرة. وعندما قال تعالى {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}نقول عفوا ربنا إن ابن بخيت يقول لا حاجة لذلك، وعندما يقول تعالى (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله... الآية) نقول الآن: لا بل أحسن قولا وعملا وسلوكا وحضارة الداعي إلى هدى الفن وضياء الرقص وخفة الوسط وفقه العقل والسياسة وفقه الإقصائية والعلمنة ونترك فقهاء الحيض والنفاس، ثم إنك تقول يا ابن بخيت أنت تريد أن تكون علاقة الناس برجال الدين علاقة أبوية كالكنيسة لا علاقة قيادية فكرية. نقول لك هذه هي العلمانية التي طالما أنكرت أنك تروج لها، وهذا هو المنطق الفرنسي الذي خرج على الناس وقال اعدموا الاقطاعي بأمعاء القسيس، فنحن يا ابن بخيت لا علمنة في ديننا ولا قساوسة ولا رهبنة بل هُدى ووحي وإرشاد وبيان وقيادة للأمة نحو كل خير وسبيل حسن، قال عز من قائل: {وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ} (41) سورة غافر {لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ} (43) سورة غافر. فهذا هو الفارق بين علمائنا وقساوسة النصارى ودين النصارى الذي خرج عليه الناس وكرهوه، ففرق بين الدينين.
ثم إنك تقول بتاريخ 23 رجب 1429هـ: حتى الآن لم أجد علاقة بين ما أكتبه في هذه الجريدة وبين الدين، كل ما أتعرض له وأكتب عنه مجرد شؤون دنيوية... أقول مرة أخرى تثبت أنك ضالع في العلمنة إلى أخمص أذنيك، وإن كنت أعلم أنك تجهل هذا. ليس هناك شيء في الحياة ليس له علاقة بالدين خاصة فيما تتناوله أنت من موضوعات من مثل اتهامك للمراكز الصيفية والمخيمات بأنها تفرخ الإرهاب، فهذا طعن في ولاة الأمر أولاً وعلمائنا ثانيا فهذا له علاقة بالدين وهي حفظ الأمن وعدم الخروج عن ولي الأمر سواء العلماء أم الأمراء، فهذا من أخطر مواضيع الدين وتأليب العامة عليهم مما يوقع الفتنة والخراب وهو الإرهاب الذي تزعم أنك ضده.
وأما قولك إنها إدارات حكومية فلماذا يهب بعض الناس للدفاع عنها وكأنها خاصة بهم وكأنهم هم المتهمون. الجواب أنك لم تأت بدليل واحد يثبت ما تقول فهذا من الكذب وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من رأى منكم منكراً فليغيره .. الحديث) إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك الله أن يعمهم بعذاب.. الحديث.
ثم إن قولك: عندما أفند رأيا لفقيه أو أرد عليه دفاعا عن موقفي أعبر عن رأيي أين يكمن التعارض مع الدين. الذي أعرفه وأنطلق منه أن الإسلام لا يسمح لأتباعه بتأسيس نظام كهنوتي ومرجعيات مقدسة.. إلخ.. الجواب: أنك ما رددت عليهم في شيء يخصهم ويخص ذواتهم لكنك رددت عليهم فيما يخص اعتقادهم وفكرهم ودينهم وما يبلغونه عن رب العالمين، وأنت جاهل بكل ذلك، فكان الواجب البيان والإنكار حتى لا يلبس الحق لباس الباطل فيضل الناس.
وختاماً: أثبتت الدراسات التي أجرتها المراكز العلمية كمجلس الشورى وكثير من الباحثين في الإرهاب أن المساجد والمراكز الصيفية وحلقات تحفيظ القرآن ليست سببا في انتشار الإرهاب والغلو لكنكم تتهمون بلا دليل وهو فعل أسلافكم، لكن غيرتم القبلة من موسكو لواشنطن وأصبحتم ليبراليين بدلا من يساريين قوميين ناصريين بعثيين، وأنتم لا تريدون الناس يرجعون لدينهم ويتذكرون مصادر وحيهم لأن هذا في زعمكم هو الإرهاب، وأما تساؤلك كيف نقضي على الإرهاب؟ فنقول: الإرهاب نوعان (أ) ديني (ب) ليبرالي تغريبي، ويقضى عليهما من خلال عودة الناس للعلماء والصدور عن رأيهم أولاً، وثانياً من خلال التوعية والإرشاد في المدارس والجامعات، وقبل ذلك أن تقوم الأسرة بدورها، وأولى من هذا كله عدم تشكيك الناس في ثوابتهم، وهذا يكون بإسكات أمثالكم من المشككين، لأنكم تستفزون الشباب بهجومكم على ثوابتهم فيحدث ردة فعلٍ شديدة عنيفة وهذا ما أثبتته دراسة مجلس الشورى فارجع إليها إن شئت، وأنا أعلم أنك ستصدم بها، فلا تردد علينا ما كتبه أسلافكم في الزمن الغابر، فأنت مجرد ناقل، فما قالوه في بلدانهم تأتي به إلينا، فالناس ليسوا سذجاً يغفلون عن أحوال التغريبيين المتطرفين.
كتبه أ. د. محمد بن يحيى النجيمي
الرد الثاني :
قرأت مقالين لمحمد بن عبداللطيف آل الشيخ أحدهما لأحد عشر رجب 1429هـ بعنوان: (دعاة التحريض)، والثاني بتاريخ 19 رجب 1429هـ بعنوان: (أريد جواباً واضحاً يا شيخ الفوزان).
ملخص المقال الأول: أن محمد بن عبداللطيف يعيب على الشيخين صالح الفوزان، وعبدالرحمن البراك ما أسماه بالمناصحة العلنية.. وقال: إن الأصل في النصيحة لولاة الأمر أن تكون سرية، وشن هجوماً على من أسماهم بالصحويين، وقال إنه لا يريد تكميم الأفواه ولا يقف ضد النقد غير أنه يرى أن النقد العلني من أصحاب الفضيلة العلماء توقيع عن رب العالمين وليس مجرد نصيحة إنسانية كما زعم الكاتب، وقال إنها تهيئ الأجواء للإرهاب.
وملخص الثاني: أنه يريد جواباً من الشيخ الفوزان على سؤال مهم هل النصيحة لولي الأمر سرية أم علنية؟ وطلب من الشيخ جواباً مباشراً على هذا السؤال، كما أنه يتساءل عن سبب استخدام الشيخ الأوراق الرسمية للرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، وقال إنه لا تخلو جريدة إلا وللشيخ فيها رد أو هجوم على أحد الكتّاب، وتساءل هل الشيخ متحدث رسمي باسم الهيئة أم لا؟ أم أنها آراء شخصية..؟!
الجواب: قلت في مناسبات كثيرة بأن الإرهاب الديني والإرهاب التغريبي الليبرالي يتفقان في ثلاث نقاط رئيسة:
الأولى: التهوين من قدر العلماء، وهذا أس الفتنة ومنبع الشر؛ لأن العلماء إذا هانوا في أعين العامة أصبحوا يتقون فتواهم من كل حدب وصوب. وهنا يبدأ الناس بتلقي فتاوى المتشددين والغلاة وعلماء السوء والرؤوس الجهال من القنوات والمواقع الإلكترونية، فيقع الضلال والفتنة وهذا واضح في المقالين الذين كتبهما محمد بن عبداللطيف، وهو بهذا يتفق مع القاعدة اتفاقاً كاملاً، فالقاعدة قد نالت من الشخصين في مواقعهما ومؤلفاتهما كما فعل محمد بن عبداللطيف وزيادة، وهذا منهج الناصريين والبعثيين والقوميين العرب وفلول اليسار في الأربعينيات والخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي. فقد كتبوا ضد العلماء في المجلات والجرائد واستهانوا بهم حتى في الأفلام ودور السينما وحرضوا الحكام الظالمين على قتلهم وشنقهم، كما فعل سلفهم من الخوارج الذين كفروا وقتلوا أئمتهم كما قتلوا عثمان وعلياً وخباب وغيرهم.
النقطة الثانية: يؤلبون الناس على العلماء وينسبونهم إلى التنقيص، فالقاعديون يصفونهم بأنهم علماء سلطة وأنهم مرتشون وأصحاب رواتب من الدولة، وكذا التغريبيون الليبراليون يصفونهم بالصحويين والتحريضيين وبعلماء الحيض والنفاس، كما قال أحدهم في حوار معي في قناة (اقرأ) ومحمد بن عبداللطيف وابن بخيت من هذا القبيل، فمن قرأ المقالين الذين كتبهما محمد بن عبداللطيف يخيل له أننا أمام إرهابيين ولسنا أمام عالمين جليلين من علماء المسلمين شهد لهما القاصي والداني، عملا أستاذين في كليات الشريعة وأصول الدين والمعهد العالي لأكثر من ثلاثين عاماً، وحصلا على أعلى الدرجات العلمية، فكلاهما بدرجة أستاذ وليس مدرساً كما يقول محمد بن عبداللطيف جهلاً وتحريضاً منه وكأن الدولة بأجهزتها الأمنية لم تكتشف هذين التحريضيين. وقد وفق محمد بن عبداللطيف إلى هذا الاكتشاف الذي يشبه اكتشاف محمد داود في أفغانستان، وما أدراك ما محمد داود!! وسأفرد له مقالاً فيما بعد لأبين وجه الشبه بين المحمدين.
والشيخ الفوزان الذي يتهكم به محمد بن عبداللطيف من الموقعين على قرار هيئة كبار العلماء عام 1411هـ الذي أجاز استخدام القوات الأجنبية في تحرير الكويت. كما أن الشيخ الفوزان قد وقع على ستة قرارات لهيئة كبار العلماء في حكم التفجيرات والتخريب التي جرت في المملكة وغيرها من البلدان الإسلامية، وإذا أردت المزيد فراجع: فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة، وتبرئة دعوة وأتباع دعوة محمد بن عبدالوهاب من تهمة التطرف والإرهاب تأليف الشيخ محمد بن حسين القحطاني، وتقديم سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، والشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء. كما أن لشيخنا الشيخ عبدالرحمن البراك فتاوى كثيرة تحرم الخروج على ولاة الأمر، كما أن له تقديماً جميلاً لكتاب ضوابط تكفير المعين للدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الجبرين.
النقطة الثالثة: محاولة إقصاء العلماء عن الحديث في الشأن العام وإنكار المنكرات بدعوى أنهم يثيرون الفتن؛ لأنهم موقعون عن رب العالمين، أو أنهم لا يفهمون الواقع فكأنهم يقولون ما لله لله وما لقيصر لقيصر، وفي ذلك يقول محمد بن عبداللطيف: (وأنا هنا لا أقف ضد النقد ولا أقول بتكميم الأفواه، غير أن هناك فرقاً بين أن تنتقد وأنت تنطلق من أنك أحد الموقعين عن رب العالمين وتسمي نفسك في موقعك على شبكة الإنترنت سماحة الشيخ الدكتور، وبين أن تقول هذا مجرد رأي إنساني قابل للصواب والخطأ). فانظر أيها القارئ إلى هذه العلنية المكشوفة والإقصائية وهذا ليس مستغرباً ممن رضعوا من ثدي البعثية والناصرية واليسار والقوميين العرب.
وفي الجانب الآخر، القاعدة تقول: العلماء لا يفهمون الواقع لهذا نستفتيهم في العبادات والأمور المالية أما قضايا الجهاد والولاء والبراء والتكفير والتفجير، فإنا نلجأ للعلماء العارفين بالواقع كأبي محمد المقدسي، وابن لادن، والظواهري، وأبي قتادة وأشباههم من الرؤوس الجاهلة. فانظر أيها القارئ يا رحمك الله كيف يتقن الإرهاب على تشويه سمعة العلماء لكن أحدهما في أقصى اليمين والآخر في أقصى درجات اليسار، كالخوارج والمعتزلة والجهمية والحشاشين وغلاة الشيعة.
ثم نقول ما هو الأمر الذي أنكره الشيخان على ولي الأمر بذاته أي الملك وولي عهده - حفظهما الله - أو غيرهما من أهل الحل والعقد. والذي أعرفه أن الشيخين أصدرا بيانات حول ممارسات خاطئة في بعض الصحف ومن بعض الكتاب، فثارت ثائرتكم لأنهم اقتربوا من عشكم فاعتبرتم أن انتقاد بعض وسائل الإعلام هو انتقاد لولي الأمر علماً أن العالمين وغيرهما إذا انتقدا بعض الممارسات في بعض الأجهزة الإعلامية فإنما يؤكدان على الطاعة لولي الأمر وأن ذلك التقصير عدم التزام بأوامر ولي الأمر، والملك قد انتقد بعض الصحف التي تنشر صوراً عارية للنساء، كما أن الأمير نايف قد انتقد بعض الكتاب والصحفيين الذين ينالون من أجهزة الدولة الشرعية كالهيئات.
ثم هنا وقفة، لماذا أنكرتم على الهيئات والمراكز الصيفية وبعض الوزارات وأبحتم لأنفسكم الإنكار بل التشهير في كافة وسائل الإعلام؟! أليس هذا خروجاً وإنكاراً على ولي الأمر، ثم اتهمتم التعليم الذي يشرف عليه ولي الأمر بنفسه وهو رئيس مجلس التعليم العالي، وولي العهد هو رئيس تطوير المناهج وفيهم صفوة من الأمراء والعلماء والأكاديميين؟! فلماذا لم تتحرك عقيرتك لما نقدت هذه الأجهزة التي يشرف عليها الملك بنفسه وولي عهده، أليس هذا خروجاً وتشهيراً بولي الأمر بل واستعداء العالم على بلدكم وولي أمرها خاصة المناهج التي زعمتم أنها تخرج إرهابيين وحلقات تحفيظ القرآن التي يحظر احتفالاتها أمراء المناطق؟! أليس هذا نيلاً وتشهيراً لولي الأمر؟! ثم دع عنك موضوع القضاء الذي يكون ولي الأمر قمته ورأسه وهو الذي يختار رئيس المجلس الأعلى للقضاء ويعينه بل وزير العدل يعين بأمر ملكي، فلماذا سلطتم ألسنتكم الحداد على هذا الصرح؟! أليس هذا خروجاً على ولي الأمر، بل شجعتم كتاباً يتكلمون في قضايا ما زالت مطروحة أمام القضاء لم يفصل فيها وهذا جريمة عالمية في كل العالم أن يتكلم في قضية لم يفصل فيها القضاء، فكيف تسوغ لأنفسكم الكلام في هذا أعلى تأويلكم أجران وعلى كلامنا وزران!!. ولم نر لك عقيرة ولا لساناً كأن لك أذناً من طين وأخرى من عجين، أليس هؤلاء تحريضيين على بلدك وولي أمرك:
أحرام على بلابله الدوح
حلال للطير من كل جنس..؟!
ثم نقول لك في سؤالك الذي تلقفته وكأنك فزت بذيل الذئب الذي لم يجبك عليه الشيخ صالح، نقول تعال نذكر المسألة على فرض أنها وقعت على أنها لم تقع من الشيخين، فالإنكار على ولي الأمر يكون سراً كما هو معلوم بينه وبين الوالي كما دلّ عليه حديث أسامة بن زيد لما سألوه ألا تنكر على هذا - يعني عثمان - قال أأنكر عليه أمامكم إنما أعظم سراً بيني وبينه. واتفق أهل السنة أن الإنكار باليد لا يكون مع ولي الأمر إنما بالوعظ والتبيين إلا في حالات ضيقة وهي إذا ترتب عليها ضياع حق أو تلبس باطل أو كتمان حق يعتبر به العامة ويقلل به العامة، كما ورد عن الإمام أحمد وموقفه من الحاكم الذي أراد أن يقرر عقيدة الجهمية في خلق القرآن، فلم يسكن أحمد بل أعلن القول الحق في القرآن ولم يكتف بالإنكار في مجلس المناظرة أمام ولي الأمر بل رويت عنه روايات كثيرة بتصريحه بخطأ قائل ذلك. وأيضاً كثير من أئمة السلف في بيان الحق كابن تيمية لما أنكر على السلطان الناصر أمام الناس عندما فر من حربه ضد التتار وأمره بنصرة المسلمين أو تركهم لمن يتولى أمرهم ويرفع لواءهم.. بل لا يبعد عنك وأظنك تجهله ولا تعلمه ما أخرجه مسلم في صحيحه أن أحد الصحابة قال للأمير في مجلس الناس: أيها الأمير أريد أن أحدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ما هو (وكان الأمير هو ابن زياد) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (شر الرعاء الحطمة)، فقال: اسكت إنما أنت من نخالة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لم يكن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم نخالة إنما النخالة فيمن جاء بعدهم. وهذا ما أظنك تعرف معناه وهو شر الرعاء الحطمة يعني يأمره بإحسان رعاية العامة ولا يأخذهم بالقوة والقهر. ثم حديث أبي بكرة في المسند لما دخل على معاوية بن أبي سفيان على مرأى ومسمع من الحضور، قال له: أحدثك أيها الأمير بحديث رسول الله ثم ساق له حديث الرؤية (أن النبي وزن بأمته ثم أبو بكر ثم عمر ثم جاء قوم من بعدهم يكونون ملوكاً أو ملكهم عضوضاً)، يقصد بذلك معاوية على مرأى ومسمع. أليس هذا إنكاراً وكذلك حديث أبي سعيد الخدري لما أنكر على عبدالملك ابن مروان تقديم الخطبة على الصلاة في العيد، بل في بعض الروايات جذبه من ردائه فقام رجل فقال: إنما الخطبة بعد الصلاة.. فقال أبو سعيد أما هذا فقد أدى ما عليه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من رأى منكم منكراً فليغيره) الحديث، و هذا في مصلى العيد أمام الناس كلهم.. وغيرها الكثير من النصوص في مواقف السلف التي تجهلها قطعاً، فالمرء إن تكلم فيما لا يحسن أساء.
ثم إنك تجعل تدخل ولي المرأة في سفرها وأن الدولة تسأل عن ذلك تجعله كهتك لكرامة المرأة لم لا تجعله من باب إكرامها والخوف عليها وحفظ رعايتها وحوطها مما قد يسوؤها. ثم أليس هذا تدخلاً في شؤون ولي الأمر الذي أوقع هذا القانون؟! ثم إن تاريخ الإسلام يعمل بالحديث الذي لا تجهله (لا تسافر امرأة إلا بمحرم من أهلها) فهذا تاريخ الإسلام الذي زعمت جهلاً أو تجاهلاً أنه ليس فيه ذلك.
ألم يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم الرجل بالذهاب للحج مع امرأته وترك الجهاد حتى لا تسافر بلا محرم؟!. عجيب ألم تسمع بهذا أم أنه ذر في الرماد في العيون والتجاهل عن الحق الواضح، ثم متى كان التاريخ حجة على شرع الله وهذا إجماع من علماء المسلمين على أن المرأة ينبغي أن تسافر بمحرم من أهلها، ثم هذه جرأة وتشكيك في الشرع وتحكيم لقانون وضعه قدوتك الغربيون وتفضيل حقوق الإنسان المزعومة على شرع الله.
أليس الشرع أمر بسفرها بمحرم أليس هذا تحريضاً على ثوابت الأمة وإرهاب لفكر الأمة وتحطيم لرموزها وخروجاً عليها.
فأيها أشد ما تفعله أنت أم ما قاله الشيخان؟!. لقد أسفر الصبح لذي عينين. ثم احتجاجك بمنظمات حقوق الإنسان وخوفك منها أليس هذا تحريضاً على بلدك وولي أمرها الذي سن هذا القانون وكأنك تستعدي المنظمات على المملكة، ثم إن هذه المنظمات هل هي معصومة قولها حجة، عجباً لذي البهتان وهذه المنظمات تسمح باتخاذ الخليل، دافعت عنهم في مؤتمر السكان في القاهرة وبعضها يدعو للزواج المثلي وأكثرها ينكر على المملكة تطبيق الحدود، فهل أنت توافقهم في كل هذا أم هي حجة تتذرع بها. ثم متى كانت هذه المنظمات محايدة وشعوب المسلمين تنتهك حقوقهم في كل بلد تقريباً وأعراضهم ودماؤهم حلال لغيرهم، ونحن نحتكم لشرع الله ونرقب الله ونخاف الله عز وجل ولا نرضى بديننا بدلا ولا نخاف من هذه المنظمات، فاختر لنفسك طريقاً فإما أن تكون منهم أو ممن يرضى شرع الله كاملاً، وصدق المثل: رمتني بدائها وانسلت..
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم
ووداعاً لمن رهن نفسه لمنظمات حقوق الإنسان، ثم إن العجب لا ينقضي عندما قلت لماذا الشيخ يكتب على ورق رسمي للهيئة؟ فما هو المانع من ذلك؟ وما هو مثار العجب هنا؟
إننا نعلم أن الشيخ يقوم بدوره العلمي والشرعي المكلف به من قبل ولي الأمر وهو الإفتاء في المسائل العلمية والرد على من يخالف الثوابت الشرعية التي تعاقد عليها أبناء هذا البلد مع ولاة أمرهم منذ أن تأسس هذا الكيان المبارك على يد الإمام محمد بن سعود والإمام محمد بن عبدالوهاب الذي يفترض أنك تنافح عن منهجه وتتصدى لمن يتعرض له بالذم والقدح، ولكن المصيبة أنك في الصف المضاد لمنهجه فيا للمصيبة ويا للحسرة
0
551
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️