daw133

daw133 @daw133

عضوة جديدة

الرد على د.حسناء القنيعير في حديث النامصة

الملتقى العام

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على خاتم الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و بعد :
فقد اطلعت على ما كتبته الأخت د.حسناء القنيعير في المقالة الموسومة بـ( أمن أجل هذا تطرد المرأة من رحمة الله؟؟؟) بتاريخ 11/9/1428هـ .

وقد استوقفني بادئ ذي بدء هذا السؤال الاستنكاري الذي عنونت به المقالة ! فإن العبد لا يملك حق الاعتراض على شيء من الأحكام الشرعية فضلاً عن اختيار كونها حلالاً أو حراماً تبعا لهواه ، قال تعالى :{ و لا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال و هذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون  متاع قليل و لهم عذاب أليم } .

و لإيضاح المراد أورد هذه النقاط :

1. حديث ابن مسعود (رضي الله عنه) رواه الترمذي و أحمد و غيرهما متصلاً ، مرفوعاً إلى النبي ^ ، (ففي سنن الترمذي ج5/ص104 ، باب ما جاء في الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة برقم(278) قال : حدثنا أحمد بن منيع حدثنا عبيدة بن حميد عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله أن النبي ^ :"لعن الواشمات و المستوشمات و المتنمصات مبتغيات للحسن مغيرات خلق الله " قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .

و رواه أحمد في مسنده (ج1/ص415)برقم (3945) بسنده عن مسروق أن امرأة جاءت إلى ابن مسعود فقالت: أنبئت أنك تنهى عن الواصلة؟ قال :نعم. فقالت: أشيء تجده في كتاب الله أم سمعته عن رسول الله ^؟ فقال: أجده في كتاب الله وعن رسول الله. فقالت :والله لقد تصفحت ما بين دفتي المصحف فما وجدت فيه الذي تقول. قال: فهل وجدت فيه { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } قالت: نعم .قال:" فإني سمعت رسول الله ^ نهى عن النامصة والواشرة والواصلة والواشمة إلا من داء" قالت المرأة: فلعلّه في بعض نسائك! قال لها: ادخلي ، فدخلت ثم خرجت ، فقالت : ما رأيت بأسا. قال : ما حفظت إذاً وصية العبد الصالح { وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه }و رجال إسناده ثقات مقبولون .

و رواه البخاري في صحيحه (ج5/ص2219 )برقم (5604) عن عبد الله (رضي الله عنه) : لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله ما لي لا ألعن من لعن رسول الله ^ وهو في كتاب الله"

و قوله :"ما لي لا ألعن من لعن رسول الله ^ " قرينة قويّة تدلّ على أنه سمع هذا الوعيد من رسول الله ^ ، فأدّاه كما سمعه تبليغاً لسنة النبي ^ . و له شاهد صحيح عن ابن عباس (رضي الله عنهما ) رواه أبو داود في سننه (ج4/ص78)برقم (4170( بسنده عن مجاهد بن جبر عن بن عباس قال:" لُعنت الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والواشمة والمستوشمة من غير داء" قال أبو داود : وتفسير الواصلة ؛التي تصل الشعر بشعر النساء والمستوصلة المعمول بها والنامصة التي تنقش الحاجب حتى ترقه والمتنمصة المعمول بها والواشمة التي تجعل الخيلان في وجهها بكحل أو مداد والمستوشمة المعمول بها.

و قوله "لُعنت" فعل مبني لما لم يسمى فاعله ، اكتفاء بشهرته و العلم به وهو الشارع الحكيم سبحانه أو النبي ^ المبلغ وحيه و لهذا الأسلوب نظائر كما في قوله تعالى :{لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود و عيسى بن مريم} .


2. حديث رسول الله ^ قال:" لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة" صحيح ، متفق عليه عن ابن عمر رواه البخاري(5593)و مسلم (2124)، و رواه البخاري عن أبي هريرة برقم (5589) . 3. عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ  فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي ابْنَةً عُرَيِّسًا أَصَابَتْهَا حَصْبَةٌ فَتَمَرَّقَ شَعْرُهَا أَفَأَصِلُهُ فَقَالَ «لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ » . متفق عليه ، رواه مسلم في: اللباس، باب: تحريم فعل الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة برقم (2122) و رواه البخاري برقم (5941) بلفظ: إِنّ ابنتيِ أصَابتها الحَصْبة فامّرقَ شَعْرُهَا، وإنِّي زوّجْتُها، أَفأَصِلُ فِيْهِ؟ فَقَالَ: «لَعَنَ الله الوَاصِلَةَ وَالمَوْصُولة » ولـه شواهد أخرى عن ومعقل بن يسار ومعاوية وغيرهم.

و يلفت انتباهنا في هذا الحديث لهجة هذه الأم الحنون تفيء بظلال العاطفة والمحبة الوارفة، وهي تستأذن رسول الله  في وصل شعر ابنتها الناقهة من المرض، حديثة العهد بالعرس. إن المشاعر الجيَّاشة التي تضطرب في فؤاد تلك الوالدة والرغبة الجامحة لتزيين بُنَيَّتِها وتحقيق فرحتها لم تسوِّغ لها إرتكاب المنكر ... !! فلم تطب نفسًا (بالوصل) بحجة الجهل بالحكم، أو احتياج العُريِّس إليه واشتياق زوجها إليها، بل أتت تستفتي رسول الله  راضية بحكمه مسلِّمة لأمره.

وقد أثنت عائشة - رضي الله عنها – وهي تروي هذا الحديث – على نساء الأنصار، وذكرت ما كُنَّ عليه من الورع والتقوى. وما أحوجنا في هذا العصر – الذي شاع فيه حبُّ الملذَّات وإرضاء الشهوات بالمحرمات – أن نطوِّع أنفسنا ونوطنها لما يرضي ربنا عزَّ وجل، ونجعل هوانا تبعًا لسنة نبينا  . حتى نحبَّ ما يحبه وندع ما يبغضه، مقتدين في ذلك بسلفنا الصالح.

و في هذا الحديث النَّهي عن وصل الشعر بمثله، مطلقًا للعروس وسواها، وأنه من الكبائر المتوعَّد عليها باللعن، مع إجماع الأمة على تحريمه ( ) . قال النووي(رحمه الله): إذا وصلت شعرها بشعر آدمي فهو حرام بلا خلاف سواء كان شعر رجل أو إمرأة بلا خلاف لعموم الأحاديث الصحيحة في لعن الواصلة والمستوصلة ، قال ابن العربي : بإجماع الأمة وذلك لأن الله خلق الصور فأحسنها ثم فاوت في الجمال بينها على مراتب فمن أراد أن يغير خلق الله فيها ويبطل حكمته فيها فهو جدير بالإبعاد والطرد لأنه أتى ممنوعا.( )

4. و أما اللعن بالوصف فقد دلت النصوص الشرعية على أكثر مما ذكرت الكاتبة ؛ كلعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة وآكل الربا وموكله والمصورين ولعن من غير منار الأرض ومن تولى غير مواليه ومن انتسب إلى غير أبيه ومن أحدث فى الاسلام حدثا أو آوى محدثا وغير ذلك مما جاءت به النصوص الشرعية بإطلاقه على الأوصاف لاعلى الأعيان( ).

5. لا يصح الاحتجاج بآيات الرحمة في سياق الوعيد ، لتبرير القيام بالمعصية و الذنب ، بل على العبد أن يتقرب لله تعالى بإتباع كتابه و هدي نبيه ^ أداء للطاعات و اجتناباً للمحرمات ليكون جديراً برحمة ربه تعالى . قال تعالى :{قال عذابي أصيب به من أشاء و رحمتي و سعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون و يؤتون الزكاة و الذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراه و الإنجيل يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر}.

6. قولك : ألا يوجد مجال لإعمال العقل في حديثٍ كهذا؟ أقول لك تدبري قوله تعالى : {ياأيها الذين آمنوا لا تقدِّموا بين يدي الله و رسوله }فلا نقدم آراءنا و اقتراحاتنا القاصرة في مقابل الحكم الشرعي الصحيح الثابت المستنبط من كتاب الله تعالى أو سنة نبيه ^، بل نقول سمعنا و أطعنا غفرانك ربنا و إليك المصير . و ختاماً ..آمل من كل كاتب أن يتقي الله فيما تخط يمينه فلا يُضل الناس بغير علم فيهلِك و يُهلك . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ

( 1 ) ينظر: عارضة الأحوذي (7/262)، فيض القدير (5/273) وعمدة القاري (19/226)، الزواجر عن اقتراف الكبائر (1/303)، ويحرم أيضًا ما يعرف اليوم (بالباروكة) – وهي الشعر المستعار – فهي داخلة في حكم الوصل وإن لم تكن وصلاً، فهي تظهر رأس المرأة على صفة أطول وأجمل من حقيقته فأشبه الوصل. قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: لكن إن لم يكن على رأس المرأة شعر أصلاً أو كانت (قرعاء) فلا حرج من استعمال (الباروكة) ليستر هذا العيب، لأن إزالة العيوب جائزة، ولهذا أذن النبي  لمن قطعت أنفه في إحدى الغزوات أن يتخذ أنفًا من ذهب. فما كان لإزالة عيب فلا بأس به، أما إن كان للتَّحسِين لغير إزالة عيب كالنمص والوشم فهذا من الممنوع . اهـ. ضوابط هامة في زينة المرأة (ص45)، فتاوى المرأة المسلمة (2/176). ( 2) المجموع ج3/ص145 (3 ) النووي على صحيح مسلم ج2/ص67

كتبته د. منى بنت أحمد القاسم. أستاذ مساعد في الحديث و علومه. بجامعة الرياض للبنات . 12/9/1428هـ.


أرسل الرد للجريدة الموقرة يوم 12/9/ 1428هـ و لم ينشر مع الأسف

منقووووووووووووول

آمل نشره للفائدة
14
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أغصان العمر
أغصان العمر
للرفع
محبة الله والرسول
جزاك الله خير واكيد ماينشرونه عشان فيه خير لو فيه شر كان انتشر من زمان
متأمل
متأمل
جزاكِ اللـــــــــه كـــل خيـر .!.

أيعقـل أن يصل البعض إلى هذا المستوى
و كأنهم ينتقدون كاتباص أو حكماً بشريا .!.

لا حول و لا قوة إلا بالله

ـــــــــــــــــــــــــ وفقتِ ،،
غوووايش
غوووايش
7arf m 7arf m :
لا يمكنك مشاهدة هذا التعليق لانتهاكه شروط الاستخدام.
لاحول ولا قوة الاباللة ربنا لاتؤاخذنا بما فعلة السفهاء منا
مدري شقول
مدري شقول
بنات اعذروني انا مافهمت ... هل حسناء اسأت للاسلام او للحكم الديني او وش القصد ... مافهمت ؟؟؟