وهج الهمة @ohg_alhm
عضوة جديدة
الرد على مقالة د.أنمار مطاوع التي أباح فيها .....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
***************************
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد :
طالعتنا مجلة المجلة اللندنية في عددها 1248 بتاريخ 25/11/1424هـ الموافق 17/1/2004 بمقال للدكتور أنمار مطاوع في صفحة ( سجال ) بعنوان : لا مجتمع بلا اختلاط.. ولكن أي مجتمع وأي اختلاط؟
وإليكم المقالة كاملة:
(( المولود يولد على الفطرة والفطرة هي السلوكيات التي نمارسها بدون تعاليم وبدون ضوابط ، على سبيل المثال الحيوانات كلها على الفطرة ، والإنسان بصفته حيواناً يدخل ضمن تلك المنظومة كقطيع بشري إلا أنه يرتقي عن الحيوانات بما ميزه الله به من عقل
يقول الله سبحانه وتعالى : { ولقد كرمنا بني آدم } وجاء في بعض التفاسير أن التكريم هنا هو التفضيل الإنسان عن سائر المخلوقات بالعقل ، والعقل المقصود هو منطقة التحكم في الفكر والسلوك ، أي أن ميزة الإنسان هي القدرة على التعامل مع النزوات والرغبات وكبح الشهوات باتباعه أنظمة وقوانين سماوية وضعها له الخالق ضمن تعاليمه وتوجيهاته الدينية .
هذه المعادلة تصل إلى نتيجة أن المنطق هو أن لا يخالف الإنسان الفطرة أو يعطلها ، لكن عليه أن يتعامل معها بالضوابط والتوجيهات الإلهية بما أوتي من عقل لكي يتميز عن غيره من المخلوقات كما أراد له الله
في المجتمع الحيواني في الغابة وهو على الفطرة ليس هناك قطيع أناث منفصل عن قطيع ذكور لأن الفطرة السليمة تعني التعايش بين الذكر والإنثى وليس عزل أحدهم عن الآخر ورغم أن الحيوان لا يملك ميزة العقل لوضع ضوابط وكوابح لتنظيم السلوكيات بين الذكر والأنثى .ولو تم فصل الإناث عن الذكور لكان ذلك تعديا على الفطرة وتحديا للنظام الإلهي في الأرض . والإنسان لا يخرج عن تلك المنظومة .
إن فصل الذكور والإناث فيه تعد على نظام الله سبحانه وتعالى فهو ينفي صفة العقل عن الإنسان فالفطرة أن لايكون هناك عزل ، والميزة أن يكون هناك ضابط لتوجيهها ، إضافة إلى أنه أي الفصل فيه تحدي للتكريم الإلهي للإنسان بحرمانه من استخدام ميزة العقل في كبح رغباته ونزواته
المطلوب ان يكون هناك فكر اجتماعي جديد في المجتمع لإعادة الإنسان إلى الفطرة التي فطره الله عليها فيما يختص بالتعايش بين أفراد المجتمع ، علما أن هناك أمثلة موجودة وقائمة لأماكن العمل أو الدراسة التي تجمع بين الذكور والإناث في مكان واحد ولم يتحول المجتمع الذي يعملون فيه إلى مجتمع فوضوي لأنهم يملكون ميزة العقل ، ويحسنون استخدامها وستكون الفائدة أعم لو تم تطبيق ذلك المبدأ على نطاق أشمل في المجالات التعليمية والعلمية الأخرى .
لابد أن أؤكد أنه على المجتمع أن يتقبل فكرة وضع آليات جديدة للمؤسسات الأهلية والحكومية تحقق فكرة الفطرة الإلهية في التعايش بين أفراد المجتمع )) انتهى
************************
ولنستأذن الدكتور أنمار مطاوع لقول رأينا بما ذهب إليه والله نسأل أن يهدينا جميعاً للحق والسداد والهدى والرشاد في المسألة وفي كل أحوالنا
سنجمل مقالة الدكتور بعدإذنه في أربع مقاطع فقط هي بالنسبة لنا أهم ماجاء في المقالة
أولاً : قول الدكتور أنمار :
المولود يولد على الفطرة هذا الكلام صحيح لكن ماهي الفطرة التي ولد عليها وماهو قول أهل العلم فيها ؟
وماهو الحديث بأكمله الذي أقتطعت منه هذه العبارة ؟
قال صلى الله عليه وسلم : < كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أوينصرانه أو يمجسانة >
يقول أهل العلم : الفطرة هي فطرة الله التي فطر الناس عليها وهي فطرة الإسلام الفطرة الحنيفية ( إني خلقت عبادي حنفاء .. ) فجائتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم
1
وبعد ولادته يأتي دور التربية والتنشأة فيسير في حياته وفق ماعلموه فيها
ثانياً : قول الدكتور أنمار :
والذي ذهب إليه أهل المنطق من أن الإنسان حيواناً هو كونه حياً فقط وليس معنى قولهم أنه حيواناً كسائر الحيوانات إلا أن الله ميزه بالعقل
ثم إن الله جل وعلى لم يميز الإنسان بالعقل فقط فقد قال أهل العلم في قوله تعالى : { ولقد كرمنا بني آدم ... } إن الله كرمه وميزه ( بالعقل والنطق والعلم والخلق ) فلا مشابهة إذن هنا ولا مقارنة ولا قياس بينهما
ثم كيف بعد عدم المماثلة والقياس وبعد أن كرمه الله نطلب منه أن ينزل من علياء تكريمه لما هو دونه في العقل والنطق والعلم والخلق ثم نقول بأن عدم نزوله إليه ومشابهته به هو مخالفة للفطرة وتعطيل لها
ثالثاً : قول الدكتور أنمار :
الإسلام في أحكامه و تشريعاته يلبي أحتياجات الإنسان لكن فيما يتوافق مع فطرتة السليمة التي فطر عليها وقد جعل لذلك ضوابط وحدود تحقق له أعلى المصالح وتمنع وتدفع عنه أدنى المفاسد
والإنسان رغم ماحباه الله من عقل إلا أن نفسه الأمارة بالسوء تميل به
فقد قال تعالى : { إن النفس لأمارة بالسوء }
وقال صلى الله عليه وسلم : < الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم >
ولولا تلك القيود والضوابط لجنح عن الجادة ولأصبحت حياة الناس كحياة البهائم التي لم تحكم بضوابط وواقع الكفار يشهد لنا بذلك
ومن الأمور التي جُبل عليها الخلق ذلك الإنجذاب بين الذكر والأنثى بما وضعه الله فيهما من غريزة ليستمر النسل البشري ولا ينقطع ليعمر الأرض ويعبد الله وهذا الإنجذاب لا يمكن تجاهله وقد جعل الله له سبيلاً وتصريفاً فيما أحله وهو الزواج وهذا هو المنهج الطبيعي المتفق مع الفطرة السليمة
ولتبقى الفطرة سليمة لابد من المحافظة على العفة من الإنتهاك ولذلك وضعت لها تشريعات وقائية لصيانتها ومن تلك التشريعات الوقائية :
منع النساء من الإختلاط بالرجال من غير محارمهن
وسأورد ثلاثة أدلة فقط من كتاب الله :
* قال تعالى : { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } وكيف يتوافق الأمر بالقرار في البيت مع الخروج لمخالطة الرجال
*حرم النظر لغير المحرم فقال تعالى :{قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}
{ وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن } وكيف يمكن ضبط البصر وغضه مع كثرة المخالطة بين الرجال والنساء
* ولنتدبر هذه الآية قال تعالى : { ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ماخطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير } القصص – 23 ومما يستفاد من هذه الآية أن موسى حين هرب من بطش فرعون وجد مجموعة من الناس تسقي مواشيها ووجد امرأتين تنظران من بعيد إلى هذا الجمع الكبير فسألهما عن حالهما فبينتا أن أباهما شيخ كبير عاجز ورغم هذه الحاجة الملحّه لم تختلطان بالرجال ولكن وقفتا تنتظران تفرق الرجال حتى تتقدمان .
ومن أدلة السنة نكتفي بذكر أربعة :
* في صحيح البخاري عن سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ( جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله فقال : < اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا > فاجتمعن وأتاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله ) وهو ظاهر في إفراد النساء للتعليم في مكان خاص حيث لم يطلب منهن الرسول صلى الله عليه وسلم الحضور مع الرجال لإستماع العلم
* قال صلى الله عليه وسلم : < خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها > وذلك لأن الصف الأول قريب من الرجال والأخير بعيد عنهم فإذا كان التباعد بين الرجال والنساء وعدم الإختلاط بينهم مرغباً فيه حتى في أماكن العبادة كالصلاة التي يشعر المصلي فيها بأنه بين يدي ربه فما بالكم إذا كان الإختلاط في غيرها أوليس ترك الإختلاط في ذلك أولى ؟
* وكان الرجال في عهده صلى الله عليه وسلم يؤمرون بالتريث في الإنصراف بعد الصلاة حتى يمضي النساء ويخرجن من المسجد لئلا يختلط بهن الرجال في أبواب المساجد مع ماهم عليه جميعاً رجالاً ونساء من الإيمان والتقوى فكيف بحال من بعدهم ؟
* وقال صلى الله عليه وسلم : < ماتركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء > فوصفهن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهن فتنة فكيف نسعى للجمع بين الفاتن والمفتون
والعفة لاتجتمع مع مثيراتها ومن مثيراتها الإختلاط بين الرجال والنساء
رابعاً : قول الدكتور أنمار :
إن قولنا بمثل هذا ( مثل قوم وضعوا كمية من البارود بجانب نار متوقدة ثم أدعوا ان الإنفجار لا يكون لأن على البارود تحذيراً من الإشتعال والإحتراق .. إن هذا خيال بعيد عن الواقع ومغالطة للنفس وطبيعة الحياة وأحداثها ) 2
كما أن الواقع يشهد بعكس ذلك تماماً فالحال الآن أن الأختلاط بين الرجال والنساء في ديار الكفار لم يزد الناس إلا شهوانية فهتك الأعراض في أرتفاع وأزدياد
وهذه مقاطع من أقوال عقلاء أولئك القوم تحكي حالهم :
· في بريطانيا حذرت الكاتبة الإنجليزية " الليدي كوك " بقولها :
· وقالت الصحفية الإمريكية " هيليان ستاتبري " في زيارة لها لمصر
· ونشرت الكاتبة الفرنسية مريم هاري خطاباً موجهاً منها إلى النساء المسلمات في كتابها ( الأحاريم الأخيرة ) تقول لهن :
ياأخواتي العزيزات ... لا تحسدننا نحن الأوربيات ولا تقتدين بنا .. إنكن لا تعرفن بأي ثمن من عبوديتنا الأدبية اشترينا حريتنا المزعومة .. إني أقول لكن : إلى البيت .. إلى البيت .. كن حلائل .. ابقين أمهات .. كن نساء قبل كل شيء قد أعطاكن الله كثيراً من اللطف الأنثوي فلا ترغبن في مضارعة الرجال .. ]
وقد بدأت المرأة في الغرب أخيراً تدرك عواقب الإختلاط فقد طالبت راكبات لمترو باريس المزدحم السلطات المسئولة تخصيص عربات للسيدات لحمايتهن من تحرشات الرجال وقد طالبن النساء في المكسيك بنفس الطلب
وخلاصة القول حول الإختلاط هو :
· إنه يعارض ديننا الحنيف الذي أكمله الله لنا وأنعم به علينا .
· فطرة الإنسان ليست هي التشريع والإختلاط منع في خير القرون فكيف بزماننا هذا مع مافيه من كثرة المغريات والمثيرات وقلة الدين
· إن مطالبتنا بالإختلاط مع ماوضعه الله من الإنجذاب بين الجنسين ومطالبتنا أياهم باستخدام العقل والمحافظة على العفة يصدق فيه قول الشاعر :
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له ** أياك أياك أن تبتل بالماءِ
· إن الواقع يشهد بأن مخالطة المرأة بالرجل جر المآسي والآلام لأصحابها ومجتمعها فكيف نسعى نحن بدورنا لذلك .
وختاماً أخوتي :
إن قبولنا دعوى الإختلاط بين الرجال والنساء في بلادنا إنما هو قبولنا حمل معاول هدم الأمن في بلادنا وفك ترابط أسرنا وإلغاء غيرة رجالنا وهتك أعراض نسائنا مما تضيع به هوية بلادنا كما ضاعة هوية كثير من البلاد الإسلامية وهذا هو مايريده أعدائنا حيث ذاقوا مرارة الضياع والقلق وعدم الإستقرار ومما يقلقهم حالة الإستقرار والفضيلة التي نعيشها فهم يخشون من صلاحنا وصحوتنا ومن ثم وثبتنا لأنهم يريدون أن تستمر لهم القوة والهيمنة على العالم
فهلاّ صحونا من سباتنا أخوتي وأخواتي
1- ابن تيمية : 4/247
2- محمد لطفي الصباغ .
المراجع : فتاوى النظرة والخلوة والإختلاط : محمد المسند .
تحريم الخلوة بالمرأة الأجنبية والإختلاط المستهتر : محمد لطفي الصباغ .
أختكم / محبة القرآن
الشبكة النسائية العالمية
http://www.fin3go.com/op.php?section=topic&action=show&id=415&parentId=8
**************************
أختكن / وهج الهمة
0
535
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️