الرصاص يؤثر على الجهاز العصبي والمخ والعضلات.. والأطفال هم الأكثر تعرضاً للتلوث به
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرصاص عنصر معدني موجود طبيعياً في القشرة الأرضية بكميات قليلة نسبياً وهو يميل إلى اللون الرمادي الأزرق تقريباً وليس له طعم ولا رائحة ولا يتحلل بالماء ويتفاعل مع العديد من المواد في الطبيعة بشكل طبيعي أو صناعي بالمختبرات لإنتاج مركبات الرصاص أو أملاح الرصاص لاستخدامها تجارياً.
يستخدم الرصاص لإنتاج البطاريات التي نستخدمها في الأجهزة الكهربائية ويدخل أيضاً في صناعة الأنابيب لنقل المياه لأغراض الشرب في بعض الدول وكذلك في منتجات السيراميك والبويات وفي الكثير من الأجهزة الطبية والأجهزة الكهربائية التي نستخدمها ويجب الإشارة هنا إلى دور البنزين المحتوي على الرصاص والذي أدى إلى نشر الكثير من الرصاص في البيئة بسبب انتشار استخدامه في السيارات ووسائل النقل وقد تم منعه في المملكة واستبداله بالبنزين الخالي من الرصاص وتعد هذه الخطوة من الخطوات الجبارة في المحافظة على البيئة وعلى سلامة المواطنين حيث تكلفت الدولة ملايين الريالات عندما تم التخلص من الرصاص في البنزين.
أما المصادر الأخرى، في التلوث بالرصاص فهي تأتي من تدخين السجائر ومن محارق النفايات والمنشآت الصناعية التي يدخل الرصاص في خطوط إنتاجها والتي عادة ما يتسرب منها هذه العناصر الثقيلة إلى الهواء كغبار أو كسائل إلى الأودية أو التربة بطريقة مقصودة أو غير مقصودة بالإضافة إلى حرق الفحم.
الأكواب الفخارية
إن استخدام الأكواب الفخارية الملونة وكذلك الصحون الفخارية الملونة والمزينة بمختلف الألوان التي قد تكون مصدراً من مصادر التلوث بالرصاص حيث ان هذه الأكواب تستخدم في كل مكان يومياً لشرب القهوة والشاي وقد ذكرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بأن 80% من التعرض للرصاص للكبار يكمن في استخدامهم لهذه الأكواب بشكل يومي لتناول المشروبات الساخنة والحامضية قليلاً كما ان على المرأة الحامل ان تتجنب الاستخدام اليومي لهذه الأكواب.
في التربة
يتركز الكثير من الرصاص في التربة وعلى جانبي الطرق السريعة والمزدحمة نتيجة استخدام الرصاص في البنزين في الماضي ولا يزال الرصاص بتراكيزه القديمة لأنه لا يتحلل ويلتصق بحبيبات التربة وينتقل بمياه الأمطار أو السيول إلى أماكن أخرى وذلك بانتقال هذه الحبيبات من التربة وينتقل الرصاص إلى النبات أو الحيوان عندما تكون المناطق التي يعيش بها النبات أو الحيوان ملوثة بالرصاص وبالتالي تتزايد تراكيز الرصاص بها والتي قد تصل مستويات الرصاص بها إلى (3000 PPM-500 PPM) جزء رصاص في المليون جزء أو حبة من حبيبات التربة .
وتكمن مشكلة التلوث بالرصاص سواء للحيوان أو الإنسان بأنه يدخل في الجسم ويبدأ في التراكم ولا يتحلل ولا يخرج من الجسم وبالتالي كلما زاد تركيزه زادت الأعراض المضرة، ويتركز في الأعضاء اللينة من الجسم كالكبد والكلى والقلب وغيرها ثم ينتقل إلي العظام والأسنان وينتقل الرصاص اما بالهواء الملوث أو الغذاء الملوث أو المياه الملوثة بالرصاص أو مركباته أو التعامل مع مركبات الرصاص بشكل مباشر كما ان العيش في منزل أو مكان تم استخدامه أنواع من البويات التي تحتوى على تراكيز عالية من الرصاص والتي قد يحدث لهذه البوية عملية تقشير وتتساقط وبالتالي يصبح المكان ملوثاً بالرصاص بطريقة غير مباشرة وقد يتناولها الأطفال ويلتقطون هذه القشور وقد يحدث التلوث أيضاً للأطفال باستخدام أنواع معينة من اللعب التي تحتوي على الرصاص بتراكيبها.
على الأطفال
إن تأثير الرصاص على الأطفال كبير حيث ان الأطفال أكثر عرضة للتلوث لأنهم أقرب للأرض وقد يتناولون الأشياء ويضعونها في أفواههم وقد ذكرت أحد الدراسات من مركز التحكم بالأمراض الأمريكي (CDC) ان حوالي تسعمائة ألف طفل أمريكي ما بين سنة أو خمس سنوات من العمر تحتوي دماؤهم على مستويات تثير القلق تساوي أو أكثر من (10 microgram/dL) من الرصاص ويعتقدون ان هذا المستوى من الرصاص يحتاج إلى مزيد من العناية والاهتمام وان الانخفاض بشكل عام في مستويات الرصاص جاء نتيجة لمنع البنزين الذي يحتوي على الرصاص قبل عدة سنوات.
يؤثر الرصاص على الجهاز العصبي والمخ والعضلات ويعتمد هذا التأثير على كمية الرصاص المبتلعة فإذا كانت الكمية كبيرة فإنها سوف تؤثر سلبياً عليه أما إذا كانت الكميات المبتلعة صغيرة فإن لها تأثيراً على نمو الجسم وضعفاً في التفكير والقدرة على الحركة والنشاط.
يمكن تلافي التعرض للرصاص بالتعرف على المصادر التي تسببه وبالتالي تلافيها فمثلاً البيوت القديمة التي تحتوي علِى الرصاص وهو المكون الرئيس للبوية قبل سنوات فمثلاً في أمريكا تحتم القوانين الأمريكية لمن أراد ان يبيع منزلا قد تم بناؤه قبل عام 1978م ان يخبر البائع بكامل التفاصيل للبوية التي تم استخدامها وهل هي من الأنواع التي تحتوي على الرصاص أم أنها أنواع أخرى ويجب ذكر أن هناك أنواعا قديمة من البويات التي قد يصل الرصاص فيها إلي 40%. وبناء عليه فإنه يجب المحافظة على الأطفال من تقشير البوية وأكلها أو شراء اللعب التي تحتوي على المعادن كالرصاص أو تركهم يلعبون في أماكن ترابية قد تصل نسبة الرصاص فيها إلى مستويات عالية.
ولكي نحافظ على أنفسنا من التلوث بالرصاص فإنه يجب عدم استخدام الأنابيب التي تحتوي على الرصاص في المنازل وخاصة مياه الشرب أو استخدام الألوان والصبغات للشعر ولليدين وبعض أدوات الزينة والعلاجات التقليدية والوصفات الشعبية.
أنه من الواجب ذكره ان الرصاص لا يمتصه الجسم عن طريق الجلد إلاّ إذا وجدت شقوق أو جروح على الجلد أو بفروة الرأس عند استخدام الأصباغ الخاصة بالشعر ويجب ان نشير هنا ان الاهتمام بالغذاء وخاصة غذاء الأطفال يقلل من تأثيرات الرصاص وامتصاصه بالأمعاء حيث ان التغذية الصحيحة والاهتمام بالبيئة التي حولهم هي الحماية الأكيدة بعد حماية الله سبحانه.
توصيات مركز التحكم بالأمراض الأمريكي CDC
1- يوصي المركز بفحص الدم للأطفال عند عمر سنة وعند عمر سنتين وإذا كان الأطفال أعمارهم من 3- 6سنوات ولم يسبق لهم عمل تحليل الرصاص بالدم فإنه يوصى المركز بتحليل مستوى الرصاص لديهم لو أنهم عاشوا في بيوت قديمة تم بناؤها قبل عام 1950م وأنهم قاموا بزيارة لأحد البيوت التي تم بناؤها قبل 1978م وتم تجديدها. أو ان أحد أفراد العائلة قد حدث له تسمم بالرصاص في وقت مضى.
2- يعد مستوى الرصاص للأطفال غير مطمئن عند (10 microgram/dL) أما إذا كان (20 microgram/dL) فإنهم يحتاجون إلى رعاية طبية وفحص أما الأطفال أعلى من (45 microgram/dL) فإنهم يحتاجون إلى معالجة طبية.
إن وكالة حماية البيئة الأمريكية EPA حددت تراكيز الرصاص في الهواء والماء على النحو التالي بحيث انه لا يزيد الرصاص في الهواء عن 1.5ميكروجرام في المتر المكعب (1.5 mg/m3) بمعدل قياس لثلاثة أشهر متتالية أما الماء فإنه يجب ان لا يزيد عن (0.015 mg/L) ملليجرام في اللتر وفي دراسة للدكتور الصالح في عام 1992م لقياس مستوى الرصاص العالق بالهواء في مدينة الرياض وجدت ان مستوى الرصاص يزيد عن 3ميكروجرام في المتر المكعب من الهواء ويجب ان نشير إلى ان هذه الدراسة قبل منع الرصاص في البنزين.
أما هيئة حماية المستهلك الأمريكية فقد حددت نسبة الرصاص في البويات بأن لا تزيد عن 0.06% أما إذا تم فحص البوية في جدار المنزل وأظهرت النتائج ان النسبة هي أكثر من 1ميلليجرام في السنتيميتر المربع g/Cm2 1فإنه يجب تغيير البوية.
ان استخدام الرصاص بمواد التعبئة والتغليف للمواد الغذائية يعد نوعا من أنواع الغش ويجب التخلص من هذاد الغذاء وهذا أحد قوانين إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية FDA وهذا يدل على منع استخدام الرصاص في أي جزء من أجزاء التعبئة أو الديكور للمواد الغذائية.
التوعية
إن الاهتمام والوعي يجنبنا الكثير من المشاكل الصحية والبيئية فلك ان تتخيل عزيزي القارئ كم من البطاريات التي تم استهلاكها وحرقها مع النفايات وكم من البويات التي تم دهنها على جدران منازلنا قديماً وحديثاً لا نعلم كميات الرصاص بها وكم من الأكواب والأطباق التي تم استيرادها من الخارج لا نعلم كم نسبة الرصاص بها والتي تستهلك بكميات كبيرة جداً وكم من السيراميك المستخدم وغير ذلك الكثير الذي لا نعلمه.
إننا نحتاج إلى تطبيق معايير جديدة في الكشف عن الرصاص في البويات المحلية والمستوردة وكذلك لعب الأطفال وغيرها من المنتجات التي تستورد بآلاف الأطنان ويفضل عمل مسح عشوائي للسوق للتأكد من ان مستويات الرصاص في أقل التراكيز خاصة في البويات ولعب الأطفال والمواد الغذائية المعلبة بعبوات معدنية والأكواب والأطباق الفخارية الملونة وحتى الأواني التي تصنع من الكرستال وغيرها من الأشياء التي يتعامل معها المواطن بشكل يومي فإن مثل هذه المسوحات تحفظ الأطفال والمواطنين وتوفر على الدولة الكثير من نفقات الرعاية الطبية الناجمة من التلوث بالرصاص وغيره من المعادن الثقيلة وتكشف القصور في الأداء وبالجهة الأخرى فمن حق المواطن ان يعلم عن مستويات الرصاص وغيرها من المعادن الثقيلة والخطرة في الماء الذي يشربه والهواء الذي يستنشقه والبيت الذي يعيش فيه وحاجياته التي يستخدمها بشكل يومي كما ان المواطن عليه ان يهتم وان يقيس محتوى الرصاص في دمه ودم أطفاله وان يختار البويات الخالية من الرصاص وبالمناسبة فهي تنتج بالمملكة وموجودة بالسوق المحلي وان يتجنب الأكواب الفخارية الملونة وغير الملونة إذا علم أنها تحتوي على نسب عالية من الرصاص حيث يتم في بعض الدول اجبار المصانع على عدم استخدام الرصاص في عمليات التلميع لهذه الأكواب كما أنه يمكن ان يأخذ عينات من البوية التي بمنزله وتربة الحديقة أو أماكن لعب الأطفال الترابية ويعرف مستويات الرصاص بها.
ختاماً
فإن المسألة ليست تخويفية ولكنها توعوية فهناك الكثير من الأشياء التي تؤثر على الصحة وهي لا ترى بالعين المجردة ولا تشم ولا تسمع لها صوتاً ولها من الخطورة ما الله بها عليم ولذلك فإن عنصر الرصاص من العناصر الثقيلة التي يجب الحذر منها.
منقول من جريدة الرياض

*جهينه* @ghynh_1
عضوة فعالة
الرصاص يؤثر على الجهاز العصبي والمخ والعضلات.. والأطفال هم الأكثر تعرضاً للتلوث به
3
2K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
والمرة بعد تركها فب الماء اكثر من 24 ساعة يظهر الرصاص فيها
الف شكر عزيزتي على فتح هذا الموضوع