جبل قهوان
جبل قهوان
أشكر تجاوبك يا أم أحمد .. وعسى الفائدة للجميع ..
ام العيال المشغولة
الله يعطيك العافية جبل قهوان
جبل قهوان
جبل قهوان
ويعطيك ويخليك لعيالك يتربون فى عزكم يا رب .. امين
سيدة الوسط
سيدة الوسط
القاهرة -سحر فؤاد أحمد

في كل يوم تتكرر النداءات إلى كل أم وتتعالى الصيحات في مختلف بلدان العالم -عبر وسائل الإعلام- بضرورة العودة إلى الرضاعة الطبيعية.فهل تراجعت نسبة الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن صناعياً؟الإجابة بالنفي، ففي كل يوم تنضم آلاف الأمهات إلى قائمة الرضاعة الصناعية ويستجبن لإغراءات شركات تصنيع أغذية الرضع التي تضرب عرض الحائط بكل التحذيرات وتتبع أساليب ملتوية في ترويج منتجاتها. الهيئات والمنظمات العالمية المهتمة بالطفولة لم تستسلم في تلك الحرب التي تدور على ساحة الأطفال الرضع. تعالوا نطالع مشاهد إحدى معارك هذه الحرب.
نساء مأجورات!
في عام 1860 قام مهندس الكيمياء هنري نستلة- في فرانكفورت بألمانيا بتركيب خليط من الدقيق وحليب البقر المجفف من أجل تغذية الأطفال الرضع. وقد تنبأ نستلة بأن يكون لهذا الإنتاج مستقبل كبير حيث ذكر أن هذا المسحوق قد ركب في ظروف علمية صحيحة ويتضمن نوعاً من الغذاء المحتوي على كل ما يرغب فيه الإنسان.
غير أنه لم يتصور أن يتحول عمله إلى شيء ضار بالأطفال أو أنه سيأتي يوم يكتب فيه دعاة حماية الأطفال -بعد مائة عام من اكتشافه- وثيقة عنوانها «نستلة يقتل الرضع»!!
وكيف لا، وقد أخذت أوروبا الشمالية تمتلئ بالمصانع فور اكتشافه، وبدأت نسبة العمالة النسائية تزداد بعد أن أتيحت لهن الفرصة للاستغناء عن إرضاع أطفالهن من أثدائهن وأوكلن أمر مواليدهن الجدد إلى نساء مأجورات!!
وشيئاً فشيئاً زادت نسبة الشركات الدولية الكبرى المنتجة لغذاء الرضع والتي تحتل شركة نستلة مكاناً متميزاً بينها حيث تعد من أكبر الشركات في العالم برقم مبيعات يتجاوز ميزانية سويسرا ذاتها، أما نفقاتها على الدعاية فتتجاوز ميزانية منظمة الصحة العالمية.
ادعاء الأفضلية!
غير أن مجموعة المنظمات المراقبة للرضاعة الطبيعية- والتي تضم 29 منظمة من بينها الجمعية الطبية البريطانية والمكاتب الأوروبية لمنظمة الصحة العالمية واليونسيف وغيرها، قد كشفت عن الممارسات التجارية اللاأخلاقية للشركات الدولية الكبرى المنتجة لغذاء الأطفال والتي تنتهك القانون الدولي للتجارة في بدائل حليب الأم حيث أوضحت هذه المنظمات أن تلك الشركات تستهدف النساء اللاتي يرفضن التخلي عن الرضاعة الطبيعية في المستشفيات ومصحات التوليد ورعاية الأمومة، لاسيما في بلدان العالم الثالث وتعمل على إغرائهن وإقناعهن بأفضلية الأغذية الصناعية من خلال ممرضات مأجورات وتزويدهن بعد الوضع بمسحوق الحليب ورضاعات ومصاصات مجاناً. ومن ناحية أخرى تحرص هذه الشركات على إغداق المنح المالية والهدايا على موظفي المستشفيات، وكذلك توزيع معدات وأجهزة مجانية على مؤسسات الرعاية الصحية وأقسام التوليد التي تفتقر إلى تلك الأجهزة والمعدات. وقد حققت هذه الممارسات التجارية نجاحاً ملحوظاً وانتشاراً في مختلف أنحاء العالم.
ففي العالم الثالث انخفضت نسبة النساء اللاتي يرضعن أطفالهن طبيعياً إلى 44%، أما على المستوى العالمي فقد وصلت هذه النسبة إلى الثلث وقد تعددت ردود الفعل إزاء الممارسات التجارية للشركات المنتجة لغذاء الأطفال.
ففي عام 1974 نشر المناضلون من أجل الطفل كتيباً بعنوان «نستلة تقتل الأطفال» كلّف مؤلفيه الإحالة إلى القضاء بتهمة التشهير وجنت شركة نستلة بعض المكاسب من هذه القضية رغم تعرضها للانتقاد. لكن الجمعيات المدافعة عن الأطفال لم تلق السلاح بل قامت بالتعاون مع الشبكة الدولية لغذاء الأطفال بإعلان مقاطعة نستلة وهو إجراء قوّى النشاط في أمريكا الشمالية وكان من اللازم القيام بمزيد من الجهد ووضع مدونة سلوك تهدف إلى إدخال الاعتبارات الأخلاقية في صناعة الحليب. وقد تم بالفعل وضع هذه المدونة من قبل منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسيف والمنظمات الحكومية النشطة وكذلك صناعة الحليب نفسها التي استشيرت عند صياغة المدونة، وعلى الرغم من معارضة الشركات الأمريكية المصنعة لحليب الأطفال لهذه المدونة في عام 1981 إلا أنها لقيت قبولاً من الوفود العالمية الحاضرة لمؤتمر الجمعية العالمية للصحة في العام نفسه والذي وضع القانون الدولي للمتاجرة ببدائل حليب الأم.
ذلك القانون الذي يمنع الإعلان عن مسحوق الحليب، الظاهر منه والخفي ولاسيما في مؤسسات العلاج، كما يمنع كل توزيع مجاني لهذا المسحوق ويحث على الحديث بانتظام عن أفضلية حليب الأم عن جميع أنواع الحليب المبيع في الأسواق، ويطالب القانون جميع البلدان الأعضاء في منظمة الصحة العالمية بإدخال المبادئ الأساسية التي يحتويها القانون في تشريعاتها الخاصة.
استهداف النساء
وفي عام 1984 أعلنت الكنيسة الإنجليزية أنها أعادت النظر في ملف مسحوق الحليب ومن أجل ذلك قامت بتشكيل مجموعة المنظمات المراقبة للرضاعة الطبيعية بهدف التأكد من تطبيق القانون من خلال القيام ببحث معمق حول الرضاعة الطبيعية. وقد تم بالفعل إجراء البحث عام 1996 في أربعة بلدان هي جنوب إفريقيا وبنجلاديش وبولونيا وتايلاند، وشمل (800) أم شابة في كل بلد منها، كما شمل 120 عاملاً صحياً في أربعين مؤسسة. وخرج البحث بنتيجة مفادها أن 32 شركة تجارية منها «نستلة» انتهكت مدونة السلوك الخاصة بمسحوق الحليب فجميعها واصلت مسيرتها السابقة في نشر الدعاية السلبية عن الرضاعة الطبيعية بين الأمهات الوالدات حديثاً من خلال إرسال مندوبيها إلى مصحات التوليد وتوزيع الهدايا وعينات من المسحوق وزجاجات الرضاعة وكتيبات بطريقة الاستخدام. وباختصار أشار البحث إلى أن النظام الصحي في المستشفيات ما زالا هدفاً مختاراً للاستراتيجية التجارية لشركات تصنيع مسحوق الحليب ولاسيما في تايلاند وبنجلاديش، وهما البلدان الأشد فقراً في عينة البحث واللذان تعاني مصحات الأمومة فيهما نقصاً في الأجهزة والمعدات ويتلقى الموظفون فيها رواتب زهيدة، أما في بولونيا وجنوب إفريقيا فإن الاستراتيجية مختلفة إذ إن النساء هناك مستهدفات سواء كن داخل مؤسسات العلاج أو خارجها.
فوائد الرضاعة الطبيعية
وإزاء هذه النتائج وضعت كل من منظمة اليونسيف ومنظمة الصحة العالمية برامج تطالب المستشفيات بضرورة اتخاذ موقف ثابت لفائدة الرضاعة الطبيعية، وقد حددت المنظمتان عشرة شروط لتحقيق ذلك منها:البدء فور حدوث الولادة بإرضاع المولود من ثدي أمه والإقلاع عن إعطاء المولود المصاصة أو الرضاعة، ومنع وجود الممرضات المزيفات المأجورات من قبل الشركات، وغير ذلك. وقد أُعلنت المؤسسات التي طبقت هذه الشروط «مستشفيات صديقة للأطفال»، ومنذ ذلك الوقت دخلت آلاف من مصحات الأمومة ضمن هذه المؤسسات غير أنه استكمالاً لهذه الخطوة كان يجب على دعاة الرضاعة الطبيعية توضيح مخاطر الرضاعة الصناعية، فهي من جهة تتسبب في هجمات متعددة الجوانب للميكروبات والفيروسات والطفيليات بسبب تلوث الماء أو الرضاعة غير المعقمة في غياب وسائل الحفظ الصحي. ومن جهة ثانية قد يؤدي الأمر إلى توسع سوء التغذية بسبب زيادة كمية الماء الممزوج به مسحوق الحليب. ومن هنا جاء تقرير اليونسيف من أنه يموت حالياً حوالي المليون ونصف المليون طفل كل سنة بسبب الآثار المباشرة لتغذية المواليد صناعياً، ويصاب معظم هؤلاء الأطفال بالجفاف، إضافة لأمراض تنفسية يمكن أن تقل خطورتها من خلال الرضاعة الطبيعية، حيث يحتوي حليب الأم على أجسام مضادة تحمي الرضيع من بعض أنواع العدوى. ومما يجدر ذكره أن أول حليب تفرزه الأم بعد ساعات أو أيام قليلة من الوضع يتمتع بخواص قوية مضادة للعدوى، كما أن حليب الأم يحتوي على مجمل المواد المغذية التي يحتاج إليها الرضيع، فضلاً عن دور الرضاعة الطبيعية في نسج الروابط العاطفية الخاصة بين الأم ووليدها الجديد.
وأخيراً تجدر الإشارة إلى أن دعاة الرضاعة الطبيعية لا يشككون في أهمية مسحوق الحليب كمادة غذائية أثناء فترة الرضاعة ولكن بشروط محددة جداً منها على سبيل المثال عدم قدرة المولود الفيزيائية على تناول حليب أمه (وهي حالة نادرة الوقوع) ومنها أثناء الحروب حيث يحرم المواليد من أمهاتهم.
نشر في مجلة (الأسرة) عدد (75) بتاريخ (جمادى الآخرة 1420هـ)
سيدة الوسط
سيدة الوسط
الرياض - د. سعد الجسابي

تعتبر التغذية الدعامة الأولى لصحة الإنسان في سنواته الأولى، فالغذاء الكامل يوفر للجسم العناصر الغذائية التي يحتاج إليها لبناء أنسجته ونموها ووقايته من الأمراض. وقد أثبتت الدراسات أن التغذية في السنتين الأوليين من العمر لها دور كبير على النمو العقلي والجسدي للأطفال، وأن أي نقص غذائي خلال هذه الفترة (خصوصاً في الأشهر الأولى من عمر الطفل) قد يؤدي إلى تأخر النمو العقلي مما يعوق الطفل عن القدرة على التعلم.
ويعتبر سوء التغذية المتمثل في نقص الوزن وفقر الدم من أكثر الأمراض الغذائية انتشاراً في دول العالم النامي، وقد يكون ذلك راجعاً إلى عدة عوامل منها حالة الفقر التي تعانيها أجزاء كثيرة من العالم، والجهل والأمية، والمعتقدات والممارسات الغذائية الخاطئة والإصابة بالأمراض المعدية والطفيلية، وانحسار الرضاعة الطبيعية، وضعف الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية.
تغذية الحامل والطفل
رغم أن الأم الحامل في حاجة إلى غذاء متوازن وعالٍ في قيمته الغذائية لنمو الجنين ولإعطاء الأم زيادة كافية في الوزن لمواجهة مرحلة ارضاع الطفل بعد الولادة إلا أن الأم المرضع (بعد الولادة) هي أيضاً في حاجة إلى مقادير عالية النوعية من الأغذية قد لاتقل بأي حال عن حاجة الأم الحامل.
وبنظرة لأهمية إنتاج الأم للحليب ونظرة أخرى لأهمية حليب الأم للطفل يمكننا إدراك أهمية التغذية للمرضع.
تكون الحليب
يقدر المتوسط اليومي لحليب الأم بحوالي 850 سم3، تفقد الأم بسببه طاقة قدرها 600 سعر حراري. وإذا كانت كفاءة إنتاج الحليب حوالي 80% فإن ذلك يعني احتياج الأم إلى 750 سعرة حرارية من الأطعمة لكي توفي احتياج طفلها من الحليب.
وعندما يكون الغذاء المتناول في أثناء الحمل فقيراً فإن الزيادة في وزن الأم ستكون قليلة. وعلى ذلك تبدأ الأم الفقيرة التغذية بمخزون غير كافٍ من السعرات الحرارية. وبالرغم من ذلك فإن كمية الحليب تكون كافية نسبياً.
ولكن تكلفة الطاقة والغذاء التي تنطوي عليها الرضاعة تسحب من أنسجة جسم الأم، ومع استمرار الرضاعة نجد أن الأم تفقد الوزن خلال الأشهر الستة الأولى وبعد ذلك لا يحدث تغيير ملحوظ في وزنها.
اعتقادات خاطئة
وهناك بعض الاعتقادات الغذائية الخاطئة المنتشرة في مجتمعات الدول النامية تؤثر سلباً على صحة الأم المرضع خصوصاً خلال فترة النفاس. ومن هذه الاعتقادات عدم تناول الماء خلال الأيام الأولى بعد الولادة، وهذا اعتقاد ليس له أي أساس من الصحة. فكثرة تناول السوائل أمر محبب للأم المرضع؛ وذلك لأنه يساعد على إدرار اللبن، كما قد تتناول الأمهات أنواعاً من الأغذية الفقيرة في قيمتها الغذائية. فقد تتجنب بعض الأمهات تناول السمك والمواد الدهنية وبعض الخضراوات كالفجل مثلاً اعتقاداً بأن هذه الأطعمة تسبب عدة حالات غير صحية كالإسهال لدى الطفل أو تلف لبن الأم أو قد تسبب الأذى للجنين.
أرضعيه لتستمري
مع التقدم الحضاري حصل انحسار كبير في نسبة الأمهات اللواتي يرضعن، وهذه النسبة انخفضت بشكل أكبر في المدن منها في الريف.
وكثيراً ما تقرر الأيام الأولى بعد الولادة مصير الرضاعة، فإذا كانت هناك بداية حسنة فإن الرضاعة من الثدي غالباً ما تستمر بدون مشكلات وبصورة مرضية لكل من الأم والطفل. فالمعروف أن بدء إفراز اللبن بعد الولادة حدث فيزيولوجي من النادر ألا يحدث، فكلما بدأت الرضاعة مبكراً كان إفراغ الثديين كاملاً وكان ترسيخ الرضاعة ناجحاً. لذا يجب أن يوضع الطفل على الصدر من الأيام الأولى. وقد قال الله تعالى {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة}.
للرضاعة فوائد مشتركة
عرفت ميزات حليب الأم منذ القدم وهو الغذاء المثالي للوليد، كما أن الأم المرضع تتمتع بصفات حسنة وسعادة كبيرة تشارك بها رضيعها في أثناء إرضاعه. وحليب الأم في الواقع غذاء كامل ذو تركيبة جيدة وتوازن لا يمكن محاكاته، وهو يفيد لحساب نمو الطفل بأكملها.
والمعروف أن الأطفال الذين يتم إرضاعهم بحليب الأم يحصلون على حماية كاملة حيث يتزودون بالأجسام المضادة، والبروتينات، والخلايا المناعية الموجودة في هذا الحليب، وحالما يتم هضمها فإن هذه الخلايا والجزيئات تساعد على منع الكائنات الدقيقة من الدخول إلى أنسجة الجسم. وترتبط بعض الجزيئات بالميكروبات في تجويف في القناة الهضمية وتمنعها من عبور الخلايا الطلائية المبطنة للأمعاء. إضافة إلى أن حليب الأم يحتوي على جميع أنواع أجسام المناعة المضادة والتي تسمى كلوبيولينات المناعة الخمسة (وهي E, D, M, A, G). ويعتبر النوع (A) أكثرها وفرة حيث يوفر للطفل الحماية الكافية لبضعة أسابيع وحتى بضعة أشهر بإذن الله تعالى، إذ يصبح الطفل قادراً بعدها على تكوين هذا النوع من الأجسام المضادة. أما الأطفال الذين لا تتم تغذيتهم بحليب الأم فتنقصهم القدرة على مقاومة العوامل المرضية.
لذلك تقوم الأم بتكوين الأجسام المضادة للعوامل المرضية في بيئتها وبذلك توفر الحماية المطلوبة للطفل ضد هذه العوامل والتي من المحتمل أن يتعرض لها في الأسابيع الأولى.
ويبدأ ظهور الحليب في أثناء الولادة ويرتبط إفرازه بآليتين هرمونية وعصبية، ففي الهرمونية يفرز من الغدة النخامية الهرمون الذي ينتج الحليب ويستبقي إفرازه. ويبدأ ظهور هذا الهرمون والمسمى (برولكين) عند توقف وظيفة المشيمة وزوال هرموناتها. وفي العصبية يؤدي تحريض الحلمة في أثناء إرضاع الطفل إلى استبقاء إفراز الحليب كحالة انعكاسية، حيث إن توقف الرضاع يؤدي إلى نضوب الحليب.
والمعلوم أن الحليب لا يشكل الإفراز الأول من غدة الثدي بل يسبقه اللبأ، ويبدأ الثديان بإفراز اللبأ قبل الولادة بعدة أيام، ويستمران في إفرازه حتى اليوم الخامس أو السادس من الولادة. واللبأ سائل أصفر اللون حامضي فقير بالدهون والسكريات غني بالبروتينات والأملاح المعدنية والفيتامينات وأجسام المناعة. وهو يحلل البلغم ومسهل للأمعاء، ثم يفرز الثديان بين اليوم السابع واليوم الرابع عشر من الولادة الحليب الانتقالي الذي هو في تركيبه وسط بين اللبأ والحليب الحقيقي.
بينما يظهر الحليب الحقيقي في الأسبوع الثالث من الولادة ويكون كاملاً وأكثر سيولة من السابق ولونه أبيض. وأهم ما يمتاز به هو أن محتواه البروتيني يزداد بانتظام دون أن يتسبب في إرهاق كبد الرضيع وكليته بعمل زائد لا فائدة فيه. ويحتوي الحليب على نوعين من البروتينات هما الكازيين، والبروتينات الذائبة. كما يحتوي حليب الأم على أحماض دهنية غير مشبعة سهلة الهضم خصوصاً الأحماض الدهنية الأساسية الموجودة فيه بنسبة عالية جداً.
ويحتوي حليب الأم على سكر اللاكتوز الذي ينشط نمو المخ ويزيد من حركة الأمعاء، فهو يتحول إلى حامض اللاكتيك (حامض اللبن). ومن هنا يكون الهضم أسرع وعدد مرات التبرز أكثر. وينشط اللاكتوز امتصاص الأمعاء للكالسيوم واستفادة الجسم من كالسيوم الدم. كما يحتوي هذا الحليب على معظم الفيتامينات وكمياتها تتناسب مع حاجات الطفل.
إن إرضاع الطفل من حليب الأم ليس مفيداً للطفل فقط، بل هو مفيد لأمه أيضاً حيث تعود أعضاء الأم التي في الحوض إلى حالتها الطبيعية بوقت أسرع، كما تشعر الأم بنوع من حالة الاستقرار النفسي والفيزيولوجي اللاشعوري وتتحسن صحة الأم أكثر، إضافة إلى أنه يوثق العلاقة والرابطة بين الطفل وأمه في الجسد والعقل والروح.
نشر في مجلة (عالم الغذاء) عدد (15) بتاريخ ( سبتمبر 1999م - جمادى الآخرة 1420هـ)