تعاني بعض المرضعات واعتباراً من الأسبوع الثاني ( فترة إدرار الحليب المفاجئ ) من بعض الألم أثناء عملية الإرضاع ، وذلك بسبب الهجوم المفاجئ للحليب في الثديين ، مع عدم قدرة الرضيع على سحبه كله ، مما يسبب احتقان الثديين مع تقرحات وتشققات في النقطة الأضعف فيهما وهي منطقة الحلمتين ، ينتج عن ذلك ألام مزعجة أثناء الرضاعة ، ولكي تتجنب الأم هذه الحالة أصلا فعليها الاعتناء بنظافة ثدييها وإجراء بعض التدليك الخفيف اعتبارا من الأيام الأخيرة للحمل ، وطيلة مرحلة الإرضاع ، كما عليها أن تغسل ثدييها يوميا بالماء الدافئ وصابون زيت الزيتون ، وتمنع الصوابين المعطرة أو الشامبوهات التي تسبب جفاف الثديين أو تهيج الحلمتين ، كما يمنع أي سبب يؤدي في النهاية إلى تقرح أو تشقق الحلمتين ، كالقذارة والرطوبة والرضوض ، ويجب التأكيد على أن لا تكون حاملات الثديين ضيقة جدا ، أو تكون مصنوعة من مادة بلاستيكية مهيجة ، ولكن لا بأس من وجود وسادتين لطيفتين توضعان ما بين الثديين والحاملات ، بحيث تحفظان الحلمتين ، وتمتصان الحليب الناضح من الثديين .
أما عند حصول الحالة فتتعامل معها المرضع وفق التوجيهات التالية:
- غسل الحلمتين بالماء الدافئ وصابون زيت الزيتون ، مع عدم استخدام أي صابون معطر أو شامبو أو أية منظفات أخرى ، كما ذكرنا أعلاه .
- تنشيف جيد بقطعة قماش قطنية ناعمة ونظيفة .
- دهن الحلمتين بمرطب خفيف وهادئ مثل ( لانولين صافي Pure Lanolin )
- تهوية الحلمتين بين وجبات الرضاعة وتجفيفهما بشكل جيد .
- تجنب استخدام حمالات الثديين أو الملابس الضيقة وغير المريحة.
- نؤكد هنا ، كما ذكرنا سابقاً ، على ضرورة استخدام وسادتين للثديين من مادة قماشية قطنية ناعمة ماصة للحليب والعرق الناضح من الثديين ، وتكونان ملتصقتين بحمالتي الثديين من الداخل ، على أن تبدلان بشكل متكرر لمنع الرطوبة .
- وإذا اقتضى الأمر فيمكن تغليف الحلمتين بغطاء خاص يسمى Nipples Shield لأداء نفس المهمة أعلاه .
- الإرضاع بشكل متكرر لإبقاء الثديين فارغين قدر الإمكان ، لأن هذا من شأنه أن يخفف الألم .
- وإذا لم تتحمل الأم عملية الإرضاع بسبب الألم ، فيمكن حلب الثديين وإخراج الحليب بأجهزة خاصة تعمل على البطارية ، ومن ثم إعطاء الحليب للطفل الرضيع عند الحاجة .س9 : هل تغير الرضاعة الطبيعية من رشاقة وقوام جسم المرأة المرضع ؟ تخشى بعض المرضعات الجميلات من أن تؤثر الرضاعة الطبيعية على قوام أجسامهن الرشيقة ، كأن تسبب زيادة في الوزن أو كبر وتحدب في البطن ، أو رخاوة وترهل في الثديين …إلخ … ولكي نطمئن هؤلاء جميعا نقول : العكس هو الصحيح ، فالرضاعة الطبيعية تسبب انقباض الرحم ووقف النزف منه وعودته إلى حجمه الطبيعي ، وبالتالي فإن حجم البطن وبروزه يقل . وكذلك تسبب الرضاعة حرق ما تراكم من شحوم في جسم المرأة في الأيام الأخيرة للحمل ، وهذا يؤدي بدوره إلى نحافة المرأة . وأما عن تأثير الرضاعة على قوام الثديين ، فيمكن أن يكون معدوما بشرط أن تسمع المرضع النصائح الطبية المستمرة ، وتستخدم حاملات طبية مناسبة للثديين Fitted Brassiere .
لقد ذكرنا بأن عملية الإرضاع هي عملية فيزيولوجية طبيعية لكل أم ولود ، والله تعالى هو الذي أودع كل أم هذه الخاصية النبيلة لغرض استمرار الحياة ، ولكن بعض المرضعات ، وخاصة من صغيرات السن ، اللواتي يلدن للمرة الأولى ، قد يشعرن برهبة من هذه العملية في الأيام الأولى ، وكل الذي يحتجنه من الأهل و الأصدقاء هو المزيد من الدعم والتشجيع ، وأما دور الطبيب فهو أن يشرح للأم محاسن الرضاعة الطبيعية ، وأن ينظم لها جدول العناية بصحتها العامة والتغذية المتوازنة ، وأن ينظم لها برنامجا خفيفا يوازن فيه بين الراحة المطلوبة والنشاط المحبب ، وأن يتعرف مبكرا على أي مرض طارئ ويعمل على علاجه .
س7 : كيف تتعامل الأم المرضع مع مشكلة الحلمة الغائرة أو المقلوبة ؟
بعض المرضعات يعانين من مشكلة غؤور الحلمة في الثدي وتراجعها للخلف Retracted Nipples بحيث يصعب على الطفل الرضيع التقامها ومص الحليب منها ، وهذه المشكلة يجب الانتباه إليها من الأسابيع الأخيرة للحمل ، وتهيئة الأم للطريقة الصحيحة في التعامل معها ، وذلك بإجراء مساج يدوي يومي ، مع سحب خفيف للحلمة إلى أن تبرز بصورة طبيعية .
أما الحلمة المقلوبة بشكل كامل Truly Inverted Nipples فهذه تحتاج إلى سحب باستخدام طريقة ( كأس الهواء المفرغ ) إلى أن تصبح في الوضع الطبيعي الذي يمكن الطفل من الرضاعة الطبيعية بدون مشاكل .