aomroena
aomroena
س6 : كيف تسيطر الأم المرضع على عقدة الخوف من فشل الإرضاع ؟


لقد ذكرنا بأن عملية الإرضاع هي عملية فيزيولوجية طبيعية لكل أم ولود ، والله تعالى هو الذي أودع كل أم هذه الخاصية النبيلة لغرض استمرار الحياة ، ولكن بعض المرضعات ، وخاصة من صغيرات السن ، اللواتي يلدن للمرة الأولى ، قد يشعرن برهبة من هذه العملية في الأيام الأولى ، وكل الذي يحتجنه من الأهل و الأصدقاء هو المزيد من الدعم والتشجيع ، وأما دور الطبيب فهو أن يشرح للأم محاسن الرضاعة الطبيعية ، وأن ينظم لها جدول العناية بصحتها العامة والتغذية المتوازنة ، وأن ينظم لها برنامجا خفيفا يوازن فيه بين الراحة المطلوبة والنشاط المحبب ، وأن يتعرف مبكرا على أي مرض طارئ ويعمل على علاجه .
س7 : كيف تتعامل الأم المرضع مع مشكلة الحلمة الغائرة أو المقلوبة ؟


بعض المرضعات يعانين من مشكلة غؤور الحلمة في الثدي وتراجعها للخلف Retracted Nipples بحيث يصعب على الطفل الرضيع التقامها ومص الحليب منها ، وهذه المشكلة يجب الانتباه إليها من الأسابيع الأخيرة للحمل ، وتهيئة الأم للطريقة الصحيحة في التعامل معها ، وذلك بإجراء مساج يدوي يومي ، مع سحب خفيف للحلمة إلى أن تبرز بصورة طبيعية .

أما الحلمة المقلوبة بشكل كامل Truly Inverted Nipples فهذه تحتاج إلى سحب باستخدام طريقة ( كأس الهواء المفرغ ) إلى أن تصبح في الوضع الطبيعي الذي يمكن الطفل من الرضاعة الطبيعية بدون مشاكل .
aomroena
aomroena
س8 : وماذا عن تشققات الثدي وتقرحات الحلمة ؟


تعاني بعض المرضعات واعتباراً من الأسبوع الثاني ( فترة إدرار الحليب المفاجئ ) من بعض الألم أثناء عملية الإرضاع ، وذلك بسبب الهجوم المفاجئ للحليب في الثديين ، مع عدم قدرة الرضيع على سحبه كله ، مما يسبب احتقان الثديين مع تقرحات وتشققات في النقطة الأضعف فيهما وهي منطقة الحلمتين ، ينتج عن ذلك ألام مزعجة أثناء الرضاعة ، ولكي تتجنب الأم هذه الحالة أصلا فعليها الاعتناء بنظافة ثدييها وإجراء بعض التدليك الخفيف اعتبارا من الأيام الأخيرة للحمل ، وطيلة مرحلة الإرضاع ، كما عليها أن تغسل ثدييها يوميا بالماء الدافئ وصابون زيت الزيتون ، وتمنع الصوابين المعطرة أو الشامبوهات التي تسبب جفاف الثديين أو تهيج الحلمتين ، كما يمنع أي سبب يؤدي في النهاية إلى تقرح أو تشقق الحلمتين ، كالقذارة والرطوبة والرضوض ، ويجب التأكيد على أن لا تكون حاملات الثديين ضيقة جدا ، أو تكون مصنوعة من مادة بلاستيكية مهيجة ، ولكن لا بأس من وجود وسادتين لطيفتين توضعان ما بين الثديين والحاملات ، بحيث تحفظان الحلمتين ، وتمتصان الحليب الناضح من الثديين .


أما عند حصول الحالة فتتعامل معها المرضع وفق التوجيهات التالية:
  • غسل الحلمتين بالماء الدافئ وصابون زيت الزيتون ، مع عدم استخدام أي صابون معطر أو شامبو أو أية منظفات أخرى ، كما ذكرنا أعلاه .
  • تنشيف جيد بقطعة قماش قطنية ناعمة ونظيفة .
  • دهن الحلمتين بمرطب خفيف وهادئ مثل ( لانولين صافي Pure Lanolin )
  • تهوية الحلمتين بين وجبات الرضاعة وتجفيفهما بشكل جيد .
  • تجنب استخدام حمالات الثديين أو الملابس الضيقة وغير المريحة.
  • نؤكد هنا ، كما ذكرنا سابقاً ، على ضرورة استخدام وسادتين للثديين من مادة قماشية قطنية ناعمة ماصة للحليب والعرق الناضح من الثديين ، وتكونان ملتصقتين بحمالتي الثديين من الداخل ، على أن تبدلان بشكل متكرر لمنع الرطوبة .
  • وإذا اقتضى الأمر فيمكن تغليف الحلمتين بغطاء خاص يسمى Nipples Shield لأداء نفس المهمة أعلاه .
  • الإرضاع بشكل متكرر لإبقاء الثديين فارغين قدر الإمكان ، لأن هذا من شأنه أن يخفف الألم .
  • وإذا لم تتحمل الأم عملية الإرضاع بسبب الألم ، فيمكن حلب الثديين وإخراج الحليب بأجهزة خاصة تعمل على البطارية ، ومن ثم إعطاء الحليب للطفل الرضيع عند الحاجة .س9 : هل تغير الرضاعة الطبيعية من رشاقة وقوام جسم المرأة المرضع ؟ تخشى بعض المرضعات الجميلات من أن تؤثر الرضاعة الطبيعية على قوام أجسامهن الرشيقة ، كأن تسبب زيادة في الوزن أو كبر وتحدب في البطن ، أو رخاوة وترهل في الثديين …إلخ … ولكي نطمئن هؤلاء جميعا نقول : العكس هو الصحيح ، فالرضاعة الطبيعية تسبب انقباض الرحم ووقف النزف منه وعودته إلى حجمه الطبيعي ، وبالتالي فإن حجم البطن وبروزه يقل . وكذلك تسبب الرضاعة حرق ما تراكم من شحوم في جسم المرأة في الأيام الأخيرة للحمل ، وهذا يؤدي بدوره إلى نحافة المرأة . وأما عن تأثير الرضاعة على قوام الثديين ، فيمكن أن يكون معدوما بشرط أن تسمع المرضع النصائح الطبية المستمرة ، وتستخدم حاملات طبية مناسبة للثديين Fitted Brassiere .
aomroena
aomroena
س10 : هل هناك نظام زمني معين لعملية الإرضاع ؟


يجب وضع الطفل على صدر أمه في أسرع وقت ممكن بعد الولادة وحالما يسمح وضع الأم الصحي بذلك ، وربما حدث ذلك في صالة الولادة ، وأفضل قانون للرضاعة هو رغبة الطفل نفسه ، فكلما طلب الطفل الرضاعة نحققها له ، أما الطفل الذي لا يطلب فنضعه على صدر أمه كل ثلاثة ساعات تقريباً ، سواء في الليل أو النهار .


س11 : كيف تحقق الأم المرضع إدرار مثالي للحليب ؟


إن عملية إدرار الحليب في ثدي الأم المرضع تتم من خلال آلية فيزيولوجية بالغة الدقة والتعقيد ، وهي هبة الله تعالى لمخلوقاته الصغار .. فالطفل الرضيع عندما يشم رائحة الحليب يدور برأسه باحثا عن مصدر الحليب ، وهذا المنعكس يسمى منعكس البحث والتنقيب Rooting Reflex ، فإذا لامس خده حلمة الثدي ، فتح فمه فوراً والتقم هذه الحلمة ، وبمجرد ملامسة هذه الحلمة لسقف حلق الرضيع ينشط منعكس آخر هو منعكس المص Sucking Reflex ، وما هو في الحقيقة إلا عملية عصر الجيوب الحليبية في منطقة الهالة فيتدفق منها الحليب إلى فم الطفل ، فإذا لامس الحليب فم الطفل بدأ منعكس آخر هو منعكس البلع Swallowing Reflex. وهكذا يتوالى تدفق الحليب ، وتتم رضاعة هذا المخلوق الضعيف …

ويجب أن يكون معلوما للأم المرضع ، بأن أفضل مدرر للحليب هو رضاعة الطفل من ثدي أمه بشكل منتظم بحيث يفرغ كامل الثديين ، وكلما كانت قدرة الطفل على المص أكبر ، وحاجته للحليب أكثر ، كلما كان إدرار الحليب أفضل ، ولذلك كلما كبر الطفل وتقدمت عملية الإرضاع كان الحليب أكثر ، وبالعكس فالحليب يقل إذا لم يرضعه الطفل وبقي مخزونا في صدر أمه . ولعل من أهم عوامل عدم كفاية حليب الأم هي : فقدان الأم للدعم والتشجيع ، وانعدام ثقتها بنفسها ، واعتقادها بعدم وجود حليب كافٍ فيها لإشباع رضيعها ( أي عوامل نفسية محبطة ) . ثم ضعف الطفل نفسه على مص الحليب وإفراغه من الثديين لأي سبب من الأسباب . من هنا كانت العوامل النفسية مهمة جدا للمرأة المرضع وخاصة ذات الطفل الأول ، فالإيمان والسعادة والهدوء والاسترخاء والثقة ، من أهم عوامل إدرار الحليب ، والعكس مع الخوف والقلق والتوتر.

وعلى الطبيب الحاذق أن يلحظ كل شواغل الأم ، ويزيل كافة أسباب قلقها ، ويجيب على كامل تساؤلاتها. فالأم تقلق وتخاف من أن طفلها يمكن أن يكون قد أصابه شيء غير طبيعي عندما : يبكي ، أو ينام كثيرا ، أو يعطس ، أو يقلس الحليب ( نوع من التقيؤ الخفيف ) …إلخ .

فإذا جاءها التطمين من الطبيب بأن الطفل يبكي لأنها الوسيلة الوحيدة لديه للتعبير عما يريد ، فلا داعٍ للخوف من البكاء ما لم يخرج عن حدوده المعقولة ، بدليل أنه يسكت عندما تلبي الأم حاجته من رضاعة وتنظيف وحمل من المهد … إلخ

وكذلك النوم للمواليد الجدد أمر طبيعي ، فمعدل نوم المولود الجديد قد يصل إلى أكثر من ستة عشر ساعة يوميا للأيام والأسابيع الأولى ، وخاصة إذا كانت أمه قد تناولت مهدئات أثناء الولادة ، ثم يقل بالتدريج ليصل إلى حوالي أربعة عشر ساعة يوميا في نهاية السنة الأولى ، وهكذا ، فلا داعي للقلق من هذه الناحية أيضا .
وأما العطاس ، فهو منعكس فيزيولوجي طبيعي لتنظيف المجاري التنفسية ، وكذلك القلس ( نوع من التقيؤ الخفيف )، أمر فيزيولوجي طبيعي ناجم عن رخاوة ولادية بسيطة في الصمام الفاصل ما بين المريء والمعدة ، سرعان ما يزول مع مرور الوقت ( غالبا في النصف الثاني من السنة الأولى) ، وهو غير مؤثر على نمو الطفل.

والأم تقلق وتخاف من أن لا يكون حليبها كافٍ وجيد لطفلها ، وتقلق أكثر عندما لا ترى أي حليب في ثديها في الأيام الأولى ، ما عدا بضع قطرات من مادة صمغية صفراء ، فإذا ما علمت بأن هذا هو السياق الطبيعي للأمور ، وبأن هذه المادة الصفراء ، التي هي اللبأ Colostrum ضرورية جدا لصحة الطفل ومناعته ، فإنها ستهدأ وترتاح بالتأكيد.

وكذلك تقلق وتخاف من احتقان الثدي وألم الحلم الناتج عن التدفق المفاجئ للحليب اعتبارا من اليوم الرابع ، وهذا أمر طبيعي أيضا ، فالحليب لا يدر إلا بعد إعطاء فرصة لمعدة الطفل أن تتوسع وتلفظ ما فيها من أوشاب كان الطفل قد ابتلعها وهو داخل رحم أمه ، وبالتالي تكون جاهزة لاستقبال الحليب ، ويكون الطفل نفسه مستعدا للرضاعة بعد أن تأقلم مع الوضع الجديد ، واستراح من معانات رحلته المريرة وكثير من الأمهات لا يرتحن لإرضاع أطفالهن في جو مفتوح وأمام الغرباء ، وهذا أمر عادي في مجتمعاتنا المحافظة ، وما أسهل أن تجد الأم المرضع مرطا يسترها ويستر رضيعها أثناء الرضاعة .

وأمهات يقلقن لنزول أوزان أطفالهن في الأسبوع الأول عن معدله لحظة الولادة ، وهذا أمر طبيعي ومتوقع ، إذا علمنا بأن الطفل في هذه الفترة غير ميال للرضاعة ، ويفضل الخلود للراحة والنوم ، في الوقت الذي يفقد فيه السوائل من خلال عملية التبخر عبر سطح جلده الواسع نسبيا ، وخاصة في أجوائنا الحارة ، من هنا فقد أكدنا في فقرة سابقة على ضرورة الانتباه لهذه النقطة بالذات ، والتفريق ما بين أجوائنا وأجواء البلاد التي درسنا فيها أو قرأنا كتبها ، وبالتالي عدم حرمان أطفالنا الأعزاء من قطرات الماء في صيف تموز المحرق ، وتعريضهم لما لا تحمد عقباه بدون مسوغ.

وأمهات يقلقن وهن في المستشفى ، حيث يفكرن بالبيت والأولاد من بعدهن. وأمهات يقلقن من مغادرة المستشفى وابتعادهن عن دعم الطبيب والممرضة ، وخاصة إذا كان المولود الأول
aomroena
aomroena
س12 : ما هي أفضل طريقة للرضاعة الطبيعية المريحة ؟


إن أفضل طريقة للرضاعة الطبيعية هي التي تحقق الراحة والاطمئنان للأم والطفل معا ، فالطفل : يجب أن يكون جائعا ، نظيفا غير مبلل ، في طقس معتدل لا بارد جدا ولا حار جدا ، ويجب أن يحمل على ذراعي أمه بطريقة مريحة ( وضعية نصف الجلوس أو زاوية 45 درجة مئوية ).

وكذلك بالنسبة للأم : فيجب أن تكون هادئة مرتاحة ، ويفضل أن تخرج خارج السرير ، وأن تجلس على كرسي واطئ ، ذي مساند للذراعين ، وأن تكون رجلاها مستندة إلى مسند لطيف ، بحيث ترفع ركبتها من جهة الطفل ، وبإحدى اليدين تسند رأس الطفل ، وبالأخرى تتحكم بالثدي ، بحيث يلتقم الطفل حلمة الثدي مع الهالة التي حولها ولا يختنق بانسداد أنفه وفمه بالثدي.

بعض الأطفال يفرغون الثدي خلال خمسة دقائق ، والبعض الآخر قد يستغرق في إفراغه عشرين دقيقة. يحصل الطفل الرضيع على 90% من الحليب خلال الخمسة دقائق الأولى ، ومع ذلك ندعه يرضع حتى يترك الثدي بنفسه ، فإذا لم يفعل وأرادت الأم أن تنهي عملية الرضاعة ، فيمنع سحب الثدي من فم الطفل بالقوة ، بل توضع إصبع الأم بين الحلمة وفم الطفل ، فيرخي الطفل الثدي ، فتسحبه منه بهدوء.

ويمنع إيقاظ الطفل من نومه لغرض الرضاعة ، وذلك بقرصه أو هزه أو صفعه على قدميه ، بل يترك ليستيقظ من نفسه ، ما لم يكن هناك سببا مرضيا عندها تنظم الأم الرضاعة كل ( 2-3 ) ساعات .

في نهاية الرضاعة يحمل الطفل منتصبا فوق كتف أمه ، أو بين ذراعيها وفي حضنها ويربت على كتفه بهدوء لغرض إخراج الهواء من معدة الطفل ، وتسمى هذه العملية بالتريعة (تجشؤ) Burping ، وهي ضرورية مرة أو أكثر أثناء الرضاعة ، ثم بعد 5-10 دقائق من وضع الطفل في سريره للنوم .

بعد إنهاء الرضاعة والتريعة (تجشؤ)، يوضع الطفل في سريره إما على جنبه الأيمن وهو الأفضل ، أو مستلقيا على ظهره ، وذلك لتسهيل عملية إفراغ المعدة ، وتقليل عملية القلس وإرجاع الحليب ما أمكن.

كلا الثديين يجب استخدامهما معا في كل رضعة في الأيام والأسابيع الأولى وذلك لتنشيط إفراز وإدرار الحليب فيهما معا ، فإذا ما تقدمت عملية الرضاعة فيمكن إفراغ ثدي واحد في كل رضعة وبالتناوب إذا شبع الطفل من واحد فقط .
س13 : كيف تعرف الأم المرضع أن حليبها يكفي رضيعها؟



هذا السؤال مهم جداً ، فكثير من الأمهات تقلق كما ذكرنا خوفاً من أن يكون حليبها غير كافٍ لرضيعها ، وخاصة عندما تراه يبكي ، ولكي نطمئن هؤلاء الأمهات نقول : إن هناك علامات محددة لكفاية حليب الأم ، من أهمها :

أن يكون الطفل مرتاح بعد كل وجبة رضاعة
وأن ينام نوما عميقا لفترة جيدة (2-4) ساعات
وأن يزداد وزنه باستمرار...

هذه العلامات إذا وجدت ، فحليب الأم كافٍ للطفل.

أما الطفل الذي يرضع بشراهة ، ويفرغ كلي الثديين ، ومع ذلك لا يبدو مرتاحا عقب كل رضعة ، ولا ينام بصورة جيدة ، أو ينام بقلق ويصحو في غضون ( 1-2 ) ساعة ، ولا يزداد وزنه مع مرور الزمن ، مثل هذا الطفل لا يكفيه حليب أمه قطعا ، ويجب أن نبحث عن السبب ، إذ ليس بالضرورة أن يكون في قلة حليب الأم ، بل يمكن أن يكون نتيجة أخطاء فنية في عملية الرضاعة نفسها ، أو نتيجة عوامل غير مريحة في نفسية الأم ، أو غذائها ، أو راحتها ، وقد يكون السبب ناجم عن مشاكل ولادية في الطفل نفسه ( تشوهات خلقية ) تحول بينه وبين حليب الأم ... وهكذا .
aomroena
aomroena
س14 : هل تستطيع الأم المرضع أن تعمل خارج بيتها ، وكيف توفق بين العمل والإرضاع ؟


لا يمانع الطب من أن تمارس الأم المرضع بعض النشاط ، سواء في البيت أو خارجه ، ولكن الممنوع هو الإجهاد الزائد ، ولكن الأفضل بالنسبة للطفل أن تكون أمه قريبة منه باستمرار ، فتضمه إلى صدرها إذا بكى، وتلقمه ثديها إذا جاع ، وترضعه من عطفها وحنانها وأمومتها قبل أن ترضعه من حليبها .


من أجل ذلك تم تشريع إجازة الأمومة ، أما إذا كان عمل المرأة ضروريا ، كأن تكون طبيبة أو ممرضة أو معلمة ..إلخ ، فيمكن أن تعتني بطفلها في واحدة من الصيغ التالية :

أن يتم إحضار الطفل إلى مكان العمل ، إذا كان قريبا ، كلما حان موعد رضاعته ، فإذا رضع ونام ، تتم إعادته إلى سريره ، هذه الصيغة إذا أمكن تطبيقها من الناحية العملية ، فهي الصيغة المثلى .
أما إذا تعذر نقل الطفل إلى مكان عمل أمه ، فيمكن حلب الحليب من الأم بواسطة أجهزة خاصة تعمل على البطارية ، وينقل الحليب إلى الطفل من مكان العمل إلى سرير الطفل وهو طازج .
أو يحفظ حليب الأم في المجمدة ( يبقى الحليب جاهزاً للاستخدام لمدة شهر ) أو الثلاجة ( يبقى جاهزا لمدة 24 ساعة ) ، ويتم إرضاع الطفل منه في مدة غياب أمه عن البيت ، فإذا حضرت ترضعه من صدرها مباشرة .
فإذا قل حليب الأم - وهذا المتوقع مع مرور الزمن بسبب إرهاق العمل ، وبعد الطفل عن أمه ، فرضاعته المنتظمة كما نعلم أهم مدرر لحليب الأم - فيمكن أن يرضع الطفل من القنينة نهارا ، في فترة غياب الأم ، ومن صدرها ليلا ، في فترة تواجدها في البيت ، فإذا قل حليب الأم مع مرور الزمن أكثر فأكثر وصار لا يكفي حتى لرضعات الليل ، فلا نحرم الطفل من حنان أمه ، وأن تضمه إلى صدرها حتى ولو لم يكن فيها حليب ، فإذا مص ما هو موجود في ثدي أمه ، تجري له عملية ( التريعة ) ثم تلقمه القنينة ليكمل وجبته بشرط أن تكون حرارة حليب القنينة مطابقة لحرارة حليب الأم ( 37 درجة مئوية ) ، وأن تكون فتحة حلمة القنينة مناسبة تماماً ، فلا هي بالضيقة جدا ، بحيث يتعب الطفل دون أن يحصل على شيء ، ولا هي بالواسعة جداً بحيث يختنق فيها .