نعٌم الخالق عز وجل تحيط بِنَا
وتغمرنا ، ولكننا سادرين في غفلتنا
لاننتبه إليها ، ولا نتوجه للمنعم العظيم بحق الشكر على عطاياه
بل نطلب المزيد والمزيد ...
من رزق بالبنات يتمنى البنين
ومن سكن بيتاً متواضعاً تمنى قصراً
ومادام الإنسان يفتقر الى القناعة ، فهو سيظل يفتقد الرضا
ولن يعرف راحة البال مادام لايرى ماعنده من نعم
ويتطلع إلى مايملكه سواه ....
ولو فكر قبل أن ينغص على نفسه وغيره العيش
أن الحياة جد قصيرة
وأنها ممر للعبور الى حياة حقيقية
ماحمّل نفسه مؤونة المشقة والعذاب لأجل الاستزادة
وهو في كل حال لن يأخذ من الدنيا إلا ماقدره الله تعالى له
يقول محمود العقاد:
صغيرٌ يطلبُ الكِبرا .. وشيخٌ ود لو صَغُرا
وخالٍ يشتهي عملا ً.. وذو عملٍ به ضَجِرا
ورب المال في تعب .. وفي تعب من افتقرا
وذو الأولاد مهمومٌ .. وطالبهم قد انفطرا
حين تتمتع بالرضا ستسعدك أبسط الآشياء :
ستبتسم لزقزقة عصفور
وتنتشي روحك لعطر وردة فواح
وستشعرك بالسعادة ضحكات الصغار
ستشعر بحلاوة وقيمة كل شئ خلقه الله لراحتك ولأجلك
تلك هي النعمة الحقيقة وهي سد الأمان في الدنيا
فنعمة الرضا غنى للنفس الراضية وإن افتقرت الى المال
فالراضي يعرف أن لكل مخلوق رزق مقدر عند الله
وأن تفاوت الناس بين الغنى والفقرحقيقة واقعة :
(نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا )
نعم إن الرضا هو باب يفضي الى الجنة
والرضا سبب البركة،
وهو كنز لا ينفد للنفس الراضية ، وعز لها
يقول أحد الحكماء :
(لو أن أحدا ملك الدنيا كلها ما استطاع أن ينام إلا على سرير واحد
، وما وسعه أن يأكل أكثر من ثلاث وجبات في اليوم ،
فما الفرق بينه وبين الفلاح الذي يحفر الأرض ؟
لعل الفلاح أشد استغراقا في النوم ،
وأوسع استمتاعا بطعامه من رجل الأعمال ذي الجاه
وهذه بعض المواقف من حياتنا تصب في هذا السياق :
سيدة ثرية أرادت أن تفاجئ صديقاتها في حفلة أقامتها إحداهن بثوب
باهض الثمن اقتنته من احد دور العرض خلال زيارتها لأحد الدول
ولكنها غادرت الحفل فوراً حين رأت إن أحد إحدى المدعوات
كانت تلبس من نفس الماركة والموديل ...
(ماذا يمكن أن نسمي تلك الحالة) ؟
رجلاً أراد أن يبيع بيته فطلب من صديق له
لديه خبره في مجال البيع والشراء
أن يكتب له أعلان عن بيع البيت وفعلاً قام الصديق بكتابة الإعلا
وبدأ بقراءته عليه وهو يصف البيت ومميزاته
وموقعه الرائع وحين انتهى من القراءة .
اندهش الرجل وقال له معقول كل هذه المواصفات في بيتي
ولم تراها عيني فعلاً
إن بيتي أجمل بيت لقد حلمت طوال عمري
باقتناء مثل هذا البيت ولم أكن أعلم انني أعيش فيه.!!
(فعلاًبعض الأشياء لا نرى جمالها حتى نفقدها )
تاجر لم يخسر يوماً بل كل صفقاته كانت ناجحه
وتعود عليه بإرباح طائلة أصبح لديه
هوس جمع الثروة دون أن ينفق منها للمحتاج
لم يكن يعرف طعم الراحة والنوم
فكل وقته في تفكير دائم كيف يزيد ثروته
أراد صديق له. أن ينصحه دون أن يعلمه
إنه صاحب النصيحة فأرسل له بالبريد رسالة كتب فيها عبارة:
(ستحتاج الى عمر مضاعف
فوق عمرك لتنفق ثروتك فارجع الى نفسك
وعش يومك لنفسك ودينك وأهلك )
حقاً أن من أسباب السعادة ان يتذكر الإنسان مالديه من نعّم
قبل أن يتذكر مالديه من هموم
وان أختفت بعضها من حياته
فيمكن أن الله تعالى دفع بها أمراً ما لايعلم به إلا هو
نعم إن الرضا هو النعمة الحقيقة التي تقضي على أهوال النفس
وتعاستها فتمتلئ بالغنى والأمان
وتكون اكثر إنشراحاًوطمأنينة وهنا تستريح القلوب
فلنحمد الله على ما وهبنا من حياة وصحة وعقل سليم
والطريق إلى جنة الآخرة ..
ماأهنأ العيش مع الشعور بالرضا
إنه يغمر القلب طمأنينة وسلاماً ..
ويجعل كل مصاعب الدنيا مقبولة ..
فالرضا حين يملأ النفس ..
يسد على الهم والحزن المسالك ..
تعبيرك جميل ، واضح، يسير ..
وأمثالك التي أوردتيها بسيطة وفي محلها ..
أختيارك موفق نون .. فموضوعك يبعث على الارتياح
ويفتح باب الانشراح ...
ملئ بالتفاؤل ..ودعوات الخير
أحسنت وبارك الله بك يامشرقة