
وتسألين عن السعادة :
ماسرّها ؟!
وكيف أنها تحيي مشاعر القلب المتعب
وتصب فيه ألوان الفرح ؟!
وكيف تتخلق فراشات نبضه وتحلق في فضاءه ؟!
♡♡
الكلمات لاتفسر سر السعادة
ولكن أثرها يدرك،
كمثل وردة أخفيت عن الأنظار
وباح عطرها وانتشر ..فكان الدليل عليها
السعادة : ترياق الحياة ، وربيع القلب،
ويكفي تواضع هذه الكلمات لوصفها.
♡♡
أسباب السعادة كثيرة
ولكنها عرض زائل...
السعادة في الدنيا حلمٌ يراه النائم ..
وماأن ينتبه حتى يزول
وهل رأيت حلماً يطول ؟
♡♡
السعادة في طلب الدنيا ملول! ..
تجرين لتظفري بمرادك ،
وما أن تناليه وتعتاديه .. تمليه ! ..
وتطلبين أمنيات أخر ظناً منك أنها ستحقق لك السعادة الدائمة ..
حتى إذا ملكتها عفتها ،
وشعرت أنها لم تعد تشبع أشواق روحك الجائعة
وأن هناك فراغاً يلقي ظلالاً من الحزن في سويداء الأعماق
يخبرك أن السعادة حدائق مؤجلة في الغيب البعيد
♡♡
ويأتي السؤال :
لم نبحث دوماً عن السعادة في أقاصي المنى ،
وقد تكون أقرب إلينا منا ؟
إنها نهر حب يسيل بين أوردتنا اسمه :
القناعة والرضا ..
من ملك نفسه فاز به ومن ملكته نفسه
لم يجد طعم هذه السعادة الفريدة.
♡♡
وابن الجوزي أبرز هذه الحقيقة
القائمة على التجربة،
فقال:المملوك ملول، ومتى قدر الإنسان على مايشتهيه ملّه،
ومال إلى غيره تارة لبيان عيوبه التي تكشفها المخالطة،
وتارة لمكان القدرة عليه..
والنفس لاتزال تطلع إلى مالا تقدر عليه ).
♡♡
إذن يامن يبحث عن جنائن السعادة الدائمة
لاتذهب بعيداً.. إنها في قلبك!
فادع من بيده مفاتيح القلوب أن يثبت قلبك على طاعته
فإن السعادة كل السعادة في الرضاء القلبي ،
ولن تجده إلا في ظلال طاعة الله !
تلك هي سعادة الدنيا التي لن يقدر أحد على سلبها منك
وهي معبرإلى سعادة الآخرة.
♡♡
لكل من يتذبذب قلبها بين الطاعات والذنوب ..
تحرري من كل الحواجز التي تحول بينك
وبين ثبات قلبك !
أكثري من التوجه لله ، لتنالي رضاه ..
وتوسليه تعالى مخلصةً أن يرزقك نعمة السعادة الحقيقية
لعل لحظة خشوع وتوجه وحضور..
تداهم قلبك بانقلاب وتفتح مغاليقه .