السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فكر فى نعم الله الجليلة, وفى اعطياته الجزيلة,واشكره على هذه النعم , واعلم انك مغمور بأعطياته .
قال سبحانه وتعالى((وان تعدوا نعمة الله لاتحصوها))
أليس وهبنا الحياة , وكرمنا بالاسلام ورسوله الهادى الامين
صلى الله عليه وسلم,واسبغ علينا نعمه بأركان الاسلام
ورزقنا العافية,والسمع والبصر واليدين والرجلين والماء
والهواءوالغذاءوالليل والنهاروالشمس والقمر........
قال تعالى ((الم نجعل له عينين, ولسانا وشفتين, وهدينه النجدين))
منذ ايام وكان يوم شديد الحرارة نظفت منزلى ومسحت الارضية
وجهزت الغداء واثلجت الماء والعصير وشغلت المكيف وبخرت
البيت واديت صلواتى وجلست انتظر زوجى مع بناتى فحمدت الله
وشكرت فضله وجلست اعد نعم الله على وايها اعظم شأن بالنسبة لى
فوجدت ان نعمة الاسلام ,وفرائضه ,واوامره ونواهيه
واركانه ,ثم الرضا والقناعة هى اعظم انعم الله على
فالكثير يملك المال ولكن يطمح للمزيد وينظر لغيره ويسرف على
نفسه ,وان رغيف الفقير الجائع اطعم من مائدة الغنى الجاحد
والمريض الصابر الشاكر افضل عند الله من المعافى اللاهى
المجاهر بالمعاصى
وشربة الماء الصافى بنفس راضية مطمئنة ألذ من كل شراب
الدنيا بنفس قلقة لاتشعر بنعم الله عليها
سوف احكى لكم قصة اخت لى امتحنها الله بالمرض منذ
صغرها,ولم تشكى يوما او تتذمر او تسخط من رحمة الله,ولم
تتوقف عن الدعاء ومساعدة الغير ,كانت مثل النحلة تفرز
العسل للجميع,هشة باشة يرتاح لها الجميع ويلجأإليها.
وكبرت ودرست علوم الفقه والشريعة ,فزادتها إيمان على إيمانها
وتزوجت بزوج فقير لا يملك من حطام الدنيا إلا القليل مع انها من
عائلة ثرية ولكن رضيت به لصبره وإيمانه
ورزقها الله البنين والبنات وعاشت على كفاف العيش والابتسامة
لاتفارقها , ولسانها رطب بذكر الله وثناءه وحمده وشكره
وفى شقة ضيقة رحبت بسعادتها ورضاءها بما قسم الله لها
وكنت اعجب كيف تقيم الولائم وتتفنن فى اصناف الطعام دون
تبذير او إسراف ,وتهادى الاهل والجارات, وتتصدق ولو بشق تمرة
واختبرها الله بمرض زوجها بالسرطان ,فصبرت واحتسبت
الاجر,وكافحت حتى يعالج زوجها فى افضل المستشفيات,وينال
احدث علاج , وواصلت الليل بالنهارلتخدمه وتقيم الليل وتدعو له,ولكن قدر الله وما شاء فعل.
فما جزعت او انهارت بل بكينا نحن اكثر منها واشفقنا
لحالهاورثينا لها وهى تبتسم وتحمد الله وتدعو له بالرحمة
والمغفرة وتسألنا هل قصرت معه ,وازدادت إيمان وصلاة وصدقة
فما هى الا اشهر قليلة ففتح الله عليها ابواب الرزق,ونقلت لشقة
اكبر واثاث احدث,وترقت بوظيفتها وبراتب اكبر,وكبر ابنائها وزوجت بنت لها ,وانعم عليها
من غير حولا لها ولا قوة,فقطفت ثمار الرضا نورا
وإيمانا ,ويقينا وحبا ,وقناعة ورضى,وغنى وأمنا
.
قال تعالى ((رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ))
ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس
ولننظر لنعم الله علينا فسوف نجد اننا نفوق امما من الناس بما
لدينا من وسائل العيش ونعم الحياة فاستمتع بما انعم الله عليك
لا تبكى ولا تحزن على ما ينقصك من نعم ولا تظن ان الدنيا كملت
لاحد فلا تفكر فى المفقود واشكر الله على الموجود
قال تعالى((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ))
وحقا الرضا نعمة من كسبها سعد في الدارين