قال: في الدول الأخرى يستقيل المسؤولون وعندنا لا يعتذرون
"الرطيان": أدعو الله أن يأخذ كل مسؤول عن "حادث التحلية"
يدعو الكاتب الصحفي محمد الرطيان الله تعالى أن "يأخذ كل مسؤول عن حادثة شارع التحلية بجدة، أخذ عزيز مقتدر.. لا أستثني منهم أحداً"، مؤكداً أن "المسؤولين الكبار في كل دول العالم يستقيلون عندما تحدث أخطاء وكوارث في نطاق مسؤوليتهم، لكن في المملكة لا يوجد مسؤول يعلن عن مسؤوليته، ولا قانون واضح يحمي هؤلاء البشر، ولا مؤسسات تحاسب من يرتكب الأخطاء القاتلة".
وفي مقاله "من لم يمت بالسيل مات بحفرة!" بصحيفة "المدينة" يقول الرطيان: "في اليابان: استقال وزير الخارجية السابق سيجي مايهارا بسبب هبة بمبلغ 607 دولارات! في ألمانيا: قبل عامين، قدم وزير الدفاع الألماني كارل ثيودور تسو غوتنبورغ، البالغ من العمر 39 سنة والأكثر شعبية في حكومة المستشارة أنغيلا ميركل، استقالته على خلفية اتهامه بتزوير أطروحة دكتوراه في القانون وذلك لنسخه للكثير من الفقرات في رسالته دون الإشارة إلى مصدر الاقتباس! في فرنسا، في حكومة جاك شيراك: استقال وزير المالية الفرنسي أيرف غيمار إثر الفضيحة التي أثيرت حول إقامته في شقة سكنية فاخرة يبلغ إيجارها 18.500 دولار شهرياً على نفقة الدولة.. في كوريا الجنوبية: أعلن رئيس الحكومة شونغ هونغ وون استقالته في تصريح مباشر عبر التلفزيون، على خلفية غرق عبارة ركاب خلفت 187 قتيلاً..
لدينا: تغرق مدينة، ويتم تكثيف الحديث عن وجوب الرضا بالقضاء والقدر، ويخرج مذيع النشرة الجوية ليمتدح الطقس!
- ينقل دم فاسد لطفلة.. ويهديها الوزير آيباد، ويلتقط صورتين معها وهو يبتسم!
- طفل ووالده تبتلعهما حفرة صرف صحي.. وتصدر الأمانة بياناً باهتاً -ليس فيه حرف يخجل من الحرف الذي بجانبه- تقول فيه باختصار: « مو شغلنا »!
ثم يخرج علينا شاعر/ واعظ لينشد: من لم يمت بالسيل مات بحفرة/ تتعدد الأسباب والموت واحد.
وبعدها، فاصل إعلاني: خذ لك سنيكر.. إنتا مو إنتا وإنتا زعلان....وبس!".
ويعلق الرطيان قائلاً: "لا يوجد قانون واضح يحمي هؤلاء البشر.. لا توجد مؤسسات تحاسب من يرتكب هذه الأخطاء القاتلة.. لا يوجد مسؤول يعلن عن مسؤوليته.. كل ما في الأمر:
- سيتم تشكيل لجنة تكون الجهة المتهمة عضوة فيها!
- سأقوم أنا وبقية الزملاء بالكتابة عن الموضوع لتنفيس بعض الاحتقان، وسنردد نفس الكلمات التي قلناها سابقاً عند: غرق جدة، وحقن ريهام بالدم الملوّث، وبس!!"
ثم يتوجه الكاتب إلى أرملة وأم ضحيتي حادث التحلية ويقول: "أختي/ الأم والزوجة المكلومة:
لك خالص العزاء والمواساة والدعاء بالرحمة لطفلك وزوجك، والدعاء لك بالصبر الجميل.
ولهم -كل مسؤول عن فقد طفلك وزوجك- الدعاء بأن يأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر.. لا أستثني منهم أحداً".
الحقيقه الساطعه @alhkykh_alsataah
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الله يرحم الفقيد
وحسبنا الله ونعم الوكيل على من خان الامانه
وجزاك الله خير ياسلطان وكثر الله من امثالك
وحسبنا الله ونعم الوكيل على من خان الامانه
وجزاك الله خير ياسلطان وكثر الله من امثالك
اسألك الله ان يعاقب كل مسؤل أشد العقاب في بدنه وماله وحسبي الله ونعم الوكيل ماهي اول حادثه
الصفحة الأخيرة
لجنة التحقيق استدعته لسماع أقواله.. وكشف تفاصيل الـ٢٠ دقيقة داخل "غرفة الصرف"
محمد حضاض- سبق- جدة: استدعت صباح اليوم، اللجنة المكلفة بالتحقيق في قضية "حادثة شارع التحلية"، شاباً سعودياً ساهم في انتشال جثمان "علي منشو" من داخل غرفة الصرف الصحي، مخاطراً بحياته عقب حادثة الغرق بدقائق.
"سبق" توصلت للشاب السعودي "سلطان جمال" (٢٢ عاماً)، والذي كشف تفاصيل جديدة للواقعة، وقال: "كنت برفقة أحد أصدقائي نتنزه في شارع التحلية، وفجأة ظهر أمامنا تجمع كبير للناس، وكنت أعتقد أنها مشاجرة، فنزلنا لفك الاشتباك، ولكن حين اقتربت شاهدت العريف ياسر الغامدي -من منسوبي الدوريات الأمنية- يخرج من فوهة مكشوفة، وبالكاد يتنفس، ويسأل: هل هناك أحد يستطيع السباحة، فأجبته بأنني أستطيع الغوص، وعلى الفور خلعت ملابسي، ونزلت مع سلم حديدي حتى بداية غرفة الصرف الصحي، وكانت على ارتفاع أربعة أمتار، منها متران ممتلآن بمياه الصرف الصحي ومتران فارغان".
وأضاف واصفاً ما حدث: "كان الظلام الدامس يعم المكان، ولحق بي العريف الغامدي، والذي كان ينتظرني أسفل الفوهة، وسبحت في المياه، وبدأت أتحسس في المياه بيدي وقدمي حتى وجدت الفقيد -رحمه الله- في قعر المياه، واضطررت للغوص حتى أضعه على ظهري، فرفعته وأوصلته إلى الفوهة، وحاول إمساكه الغامدي، ولكن لم يستطع ثلاث مرات متتالية بسبب تشبع المتوفى بالمياه".
وتابع: "تعرض الغامدي لكتمة شديدة جراء الغازات، وحاولت المرة الرابعة رفعه بنفس الطريقة، ونجحت برفقة الغامدي، وبمساعدة الحبال التي ألقيت علينا من الخارج، وتمكنا من إخراجه، وخرجت مرة أخرى بعد معاناة شديدة، حيث اضطررت إلى ربط الحبل في وسطي بعد تضرر يدي من الحبل".
وواصل: "بعد خروجي دُهشت عندما أخبروني أن هناك طفلاً لازال في قاع غرفة الصرف الصحي، وحاولت النزول، ولكن حضور الدفاع المدني أنهى مهمتي، خصوصاً وأنني شعرت بتعب شديد وإرهاق وارتفاع في الضغط، وتم إسعافي إلى مستشفى الملك فهد بجدة".
واستطرد: "عندما خرجت صُدمت من حجم المتجمهرين الكبير، والذين حضروا للفرجة فقط، في حين كان عدد قليل منهم يساعدنا على ربط الحبال وسحبها، في الوقت الذي تفرغ البقية لاستكشاف الأمر فقط، وهو ما أدى إلى إعاقة عمل المنقذين".
"سلطان" الذي يعمل محاسباً في إحدى شركات القطاع الخاص نهاراً، ويدرس البكالوريوس ليلاً، لم يتعلم الغوص والسباحة في معاهد خاصة، بل جاءت خبرته نتيجة عشقه للسباحة في كورنيش جدة منذ الصغر، يقول: "ليس لدي شهادة، ولكن هول الموقف الذي شاهدته وفاجعة أسرة الفقيد، دفعني للنزول على الفور إلى داخل غرفة الصرف الصحي، فقد أحسست أنه أب، ولو كان قريباً لي لتمنيت أن ينقذه أحد، وكم كان حزني كبيراً عندما علمت بوفاته -رحمه الله-، ولكنه قضاء الله وقدره".
ومضى في الحديث: "لازلت أعاني من ارتفاع درجة الحرارة والتهابات حادة في الجهاز التنفسي، جراء الغازات السامة التي استنشقتها داخل الموقع، حيث تلقيت إسعافات أولية في مستشفى الملك فهد، وفي اليوم التالي اضطررت لمراجعة مستشفى آخر لأخذ حقنة السموم التي لم تُعط لي في الليلة الأولى".
ويشعر "سلطان" بالحزن من ردة فعل بعض أصدقائه الذين لاموه على النزول في غرفة الصرف الصحي، وقال: "البعض منهم لامني خوفاً على حياتي، ولكن أقسم بالله العظيم إنني لم أبحث حينها عن شكر أو تكريم، بل كان الموقف يستدعي نزولي تلبية لنداء الاستغاثة الذي سمعته من العريف الغامدي، ورغم ما سمعت لاحقاً من مضار ما قمت به، إلا أنني لو تكرر الموقف مرة أخرى فلن أتردد في تقديم المساعدة طمعاً في الأجر".