مناديل جفوني تلوّح ، إليك يا جنوب ! ، صغار الشيح الليلة يتيمة ، و شجرة الآراك ما عادت تتمخض سواكاً ، باتت تقطر شوقاً لأيادي الحفّارين ، و حشاش الأرض صبيحة اليوم عافت الندى حداداً على فقد أفواه الماعز ! ، ما عادت الريح تحرك اغصان الدوم ، اضربت هي حتى عن الزفير ! ، و الأودية تعرّت من الماء استجداء لأرجل صبية ما انفكوا يركلوا الماء ببواطنها ! ، و خريطة وطني مقوسة معصورة إليك ألماً يا جنوب ، حتى النحلة سمعتُ لها نواح أزيز ! ، و العصافير غنّت لحن الفقد ، و الصباحات فيك اصبحت استهلال أنين يوميّ ، و تستمر حياكة الألم ...!
مهلاً !، فوطني حين يحيك الألم ، يكون الصراخ أفعالاً!! ، فمن رجالنا نهبك دروعاً يا جنوب يا وطن ، و من ضوء أعيننا نرسم لك نصراً لا يغيب ، نهفوا إليك نعود بأوزار النصر أو في كفن و شرف ! ، نهب أرواحاً لأجلك ، لشجر الآراك و الشيح للسهول و الأودية ، لضحكات الصبية التي أفلت من طرق المدارس ! ، لخفقات علمٍ و وطن ! ، لأجلك يا وطن سنحقق أسطورة تقول (الرماد فوق الدخان) و نسحق عظام المعتدي فوق دخان ! ، فهذه أرضي و كل بقعة فيك يا وطن أرضي ، على سجاد أرضك أسجد روحي و اعمّد جسدي سلّم المجد لكِ ، يا وطن اسمع صراخ الأبطال كدوي الرعود ، المح سنا النصر في أعينهم كالبروق ! ، على أكتافهم وشم المجد ، و على ساعدهم كتبوا عبارة توحيد ! ، و يهفون إليك يحطمون الصخر و يذرّون قريباً العدو رماداً فوق الدخان ! ، فحين يتألم الوطن يكون صراخنا أفعالاً أفعالاً أفعالاً .
بقلم الرائع بورتريه
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
أغلى شهد
•
فحين يتألم الوطن يكون صراخنا أفعالاً أفعالاً أفعالاً .
الصفحة الأخيرة