
a beautiful lady @a_beautiful_lady
عضوة جديدة
الروايه الرومانسيه (عاشقان على متن السحاب )
عاشقان على متن السحاب
الحلقة الأولى :
أنا وردة فتاة جميلة , فتاة عمرها عمر الزهور وأحلامها أحلام الطيور لطالما حلمت بالسعادة والسرور لطالما تمنيت أن ابني لي في حياتي قصور ولكن كانت الأحزان كالغربان التي فوق راسي تدور , التي كانت تهدم كل فرحه تريد أن ترتسم على وجهي البائس الحزين , عانيت في حياتي الكثير , وتمنيت الخلاص من هذا الشقاء المرير , وتعلمت الكثير من الدروس , تعلمت منها ما هي الحياة , ما هو الشقاء , ما هو العناء ؟ تعلمت وفهمت , بعدما من نارها لسعت , ومعها حكيت قصتي , ومن هنا سأحكي قصتي ,قصتي مع العذاب , قصتي مع الضياع ,قصتي التي امتلأت صفحاتها بالدموع , وشربت أحداثها من كاس الألم والقهر
هذه هي أنا 00 ورده , سأحكي روايتي مع الدموع سأحكي قصة حياتي , سأحكيها وبكل سرور ....
سأرجع قليلا إلى الوراء , لأسبح في بحر الذكريات, سأحاول أن أتذكر كيف كانت ورده الصغيرة , في ذلك الزمان المنصرم ....
لا اتذكر من صباي سوى تلك اللحظات الجميلة , الساحرة , والباهرة ,لا اتذكر نفسي الا وانا في السادسة من عمري , طفلة جميلة , وديعة, وبريئة , ارى الدنيا بعيناي الصغيرتين , احلم بالالعاب والحلوى , والشوكولا ,وبأفلام الكارتون , والتلوين والرسم ....
كانت حياتي كلها في المنزل , كنت اشعر بأنه عالمي الدافيء , و ملاذي الآمن , علقت عليه جميع ذكرياتي الجميلة , و انشدت بها أناشيدا شجية , سطرت بين اركانه قصصي ورواياتي البريئة,
لعبت فيه ولهوت فيه, بكيت فيه , وضحكت فيه , كان كريما معي
فاحتواني , وكنت كريمة معه فلم انسى فيه ذكرياتي ,واحببته حبا
كبيرا, كان هذا هو منزلي الدافيء , وكانت تلك مشاعري تجاهه
مشاعر الطفوله البريئه التي لم تكدرها مصائب الحياة, ولم تطعنها اسهم الغدر و الالم ...
كنت أنا الصغرى بين البنات , ولم اكن اخر العنقود , بل كان هناك اخ يصغرني بسنة واحدة فقط , فكان هو الطفل المدلل وكان الكل يحمل له الحب والاهتمام , كنت ارى اخواني كالعمالقة , أشعر بالخوف منهم , وأحيانا بالامان معهم , و أشعر بأنه من الواجب احترامهم , وكانوا قدوة لي في كل شيء , أشعر بأن كلامهم هو الصواب مهما قالوا ,و أثق فيهم مهما فعلوا , و أنهم يعلمون الكثير مما لا أعلم ...
كانوا اولائك اخوتي الكبار , وتلك هي مشاعري تجاههم , مشاعر
الطفوله البريئة التي لم تكدرها منغصات الحياة المريرة ,والقاتلة
كبرت, وكبرت مع الايام , بدات اميز ماحولي , وانظر لكل شي ,وجاء ذلك اليوم الذي عرفت فيه المدرسة , لا أنسى اول مرة دخلت فيها المدرسة , لم أكن أعلم بشيء , وما هي تلك المدرسة ؟ وما ذا نفعل بداخلها ؟ لما ذا أرى أخوتي يذهبون اليها ؟ أسئلة بريئة كانت تدور في خلدي , لم اكن أعرف جوابها رأيت أمي تلبسني وتقول لي : يله يا بنتي راح نسجلك بالمدرسة وأنا مند هشة واقول في نفسي : ما ذا تقول أمي ,لماذا هي حريصة على ادخالي هذه المدرسة , كنت أشعر بأن تلك المدرسة عظيمة ومخيفة , بمجرد ما أسمع امي تتحدث عنها , أشعر بالرعشة في جسمي , ولكن أشعر بعظمتها من مجرد ذكرها الى ان جاء اليوم الذي ذهبت فيه اليها بقدمي الصغيرتين , كنت قبلها بيوم قد جهزت المريول المدرسي, والحقيبة , والحذاء , وكل شيء , يا للبراءة , كنت لا أعلم لماذا كل تلك التجهيزات , والاعدادات, أعجبتني حقيبتي كثيرا وتعلقت بها , كلما أخاف من المدرسة ,أرى حقيبتي الصغيرة و اقلامي , ودفاتري , يشتعل فيني الحماس للذهاب اليها , ونمت مبكرا , ولأول مرة أمي تجبرني على النوم مبكرا, ونمت رغما عني , رغم رغبتي في البقاء مع أمي وأبي , الذي أعتدت البقاء معهم على التلفاز في وقت السمر ولكن من اليوم سأبدا رحلتي مع المدرسة , من اليوم سأكبر وسأصبح طالبة في المدرسة , تذهب لدوامها المدرسي , وتلتزم بطابورها الصباحي , وترى معلماتها كل يوم لتتلقى منهم الدروس و تكبر معهم يوما بيوم ...
نهضت باكرا كان الوضع غريبا بعض الشيء , لم أعتدت أن ارى ضوء الفجر الازرق , فقد أعتدت أن توقظني أشعة الشمس عبر النافذة , نهضت وأعجبني ضوء الفجر الأزرق كثيرا , لبست المريول والحذاء , شعرت بسعادة غامرة, خصوصا وأنا البس حذائي ,واجهز حقيبتي الجميلة, وأخواتي معي , كانوا اثنتان احداهما أكبر بسنتين , والثانيه بست سنوات , شعرت بالامان وهما معي , وكذلك بالحماس وانا ارى اخوتي الكبار معي في نفس المدرسة , شعور قديم وجميل , ذهبت وشاهدت تلك المدرسة العملاقة , شاهدت مدرسيها , وطالباتها بجميع المراحل , والمستويات , منظر مخيف, وجديد لم اعهد به ابدا , ماذا سأفعل ياترى بداخلها , هل سألعب أم سأكل الحلوى , أم ماذا سأفعل ياترى, عقلي الصغير لا يستطيع الفهم والادراك, أرى الطوابير منتظمه وكل طابور طالباته اكبر من الذي قبله, عيناي غارقتان بالدموع , والخوف يشتعل فيني وأرى طالبات صغيرات في قمة البراءة, يرتدون الزي المدرسي ويبكون, وبعضهم متحمس , ومسرور , والبعض يمسك بيد والدته والمعلمة تقودنا بيديها الكبيرتين , لتعلمنا كيف نتأقلم مع منزلنا الجديد , أخذتنا لنلعب ونلهو , وأعطتنا الحلوى , ولعبت معنا , كان قلبها الحنون يغمرنا, وكأنها تريد أن تشعرنا بأن المدرسة ,عالم لطيف ’ وليست شبح مخيف , وصارم...
رجعت الى المنزل , و مشاعر غريبة تملكتني , شعرت بأن منزلي
ولأول مرة بعيد ا عني , أشتقت اليه كثيرا , و رحت ارتمي فيه
بعدما بعدت عنه اليوم كثيرا, تلك المدرسة ارتسمت في عيني بشكل
كبير, وفتحت في مخيلتي كثيرا من الاحلام , والطموحات الصغيرة,
اخذت كتبي وكنت اتصفحها بحماس ,احاول فهم ما بها ولكن لا استطيع
عيناي الصغيرتان تجولان , في كل صفحة, و تشعر بأنها تتطلع الى الغاز مبهمة صعبةالحل , ولم أكن اعلم بأنها في يوم ستكون أتفه ما يمكن فهمه...
ذهبت الى مجلسنا العائلي,ذلك المجلس الذي كل يوم أذهب فيه ,ولكن ورده اليوم , ليست كورده بالامس , اليوم ورده أصبحت كبيرة تحمل الحقيبة الصغيرة , وتخطو خطواتها نحو العلم , ستكبر وتكبر, وتعمل , وتجلس في نفس مكان العائلة ,ولكن بروح مختلفة, وتفكير مختلف يكبر ويكبر مع الايام..
شعرت بأنني كبرت , لست كما كنت اجلس في العام الماضي ,بدأت أفهم وأعي ما حولي, كل شيء في حياتي أنتظم , كل شيءأصبح بمواعيد, نومي , وذهابي ,ورجوعي , وحل واجباتي ,كل شيء في وقته , لا تؤجل عمل اليوم الى الغد , انه شعاري الذي تعلمته من مدرستي , وكان يرن في ذهني كجرس المنبه , طوال الوقت افكر بتلك المدرسة , أخاف منها احيانا واحسها كالشبح , ولكن تأتي أمي وتزيل عني هذا الخوف بكلماتها الحنونه الناصحة, لا تخافين يا بنتي ’ بتلقين صديقاتك اللي تحبينهم , ومدرساتك اللي يحبونك,وخليك شاطرة , عشين الكل يحبك وتاخذين الشهادة فيعاودني ذلك الحماس , و يزول الخوف شيئا فشيئا, ويعاودني حب المدرسة , فأخاف من جديد , فتأتي أختي الكبرى وتناصحني و تقول : يا ورده شكلك مره حلو وانتي لابسه المريول ماشاءالله كبرتني وصرتي حلوه , ذاكري زين وصيري شاطره عشين تصيرين احلى بنت,وعندما أسمع تلك الكلمات أزداد حماس ,وسرورا ...
فأذهب الى مدرستي من جديد , و حبها ينمو في قلبي أكثر من ذي قبل ,ويبدا معي يوم جديد في تلك المدرسة العملاقة ...
كنت اقضي فيها اجمل ايامي , فروح الطفولة تجعلني ارى كل ما امامي
جميل, دخلت الصف الدراسي , لقد كان صفا متواضعا , وبريء , ولكن رايته عظيما, ورايت صديقاتي بداخله , فخفت من كثرتهم , وذهبت بكل براءه لاختار مقعدا اجلس فيه , جلست بمقعدي الدراسي واسئلة كثيرة تدور في رأسي ماذا سنأخذ في هذا الصف, لماذا نحن مجتمعين فيه , لماذا نترك منازلنا ونأتي الى هذا الصف 000
تدور تلك الاسئلة الرائعة في مخيلتي , الى ان دخلت تلك المعلمة العظيمة فجاوبت جميع تساؤلاتي , كانت في ناظري الصغيرين كالام الحنون , وبابتسامتها الحانية , اخبرتنا ماذا سناخذ اليوم بعدما تسلمنا كتبنا بايدينا الصغيرة , والمعلمة تامرنا باخراج الكتاب , والقلم ,والدفتر
وتبدا بكل صدق تخطو معنا رحلة العلم خطوة بخطوة , وأنا أشعر
بأن تلك المعلمة هي القدوة والمعلم العظيم الذي يستطيع الاجلال والتقدير , (فمن علمني حرفا كنت له عبدا ) , الكل يحاول التعلم وانا معهم , فتارة ابتسم ببراءة , وتارة انظر لمعلمتي ,وتارة لصفي , وتارة لقلمي , ودفتري, وتارة لبنات صفي , وكانني استوعبت وضعي ’وعرفت ماهو الكنز الذي نسعى له ,ماهو ذلك العلم , وماهو الجهل , وماهي المعلمه , وما هم الاصدقاء.....
ذهبت لمنزلي , وقبلت امي وقبلتني , فكلما افارق امي طوال ساعات
الدراسة استشعر حنان امي اكثر , وافتقدها كثيرا , وابكي كلما تخيلت
فراقها في يوم , و اتمنى ان اعود للمنزل لتحضنني بحنانها العظيم ,
و لاتناول طعامها الشهي الذي لايماثله اي طعام , كم هو شعور جميل
ودافيء , شعور الاسرة , والاجتماع , وحنان الام ,والاب , ومائدة
الطعام التي نجتمع حولها , شعور لم ان انسه في يوم واتمنى لو اعيده
في يوم 000000
كنا نرجع جميعا الى المنزل , انا , واخواني , فجميعنا كنا نذهب الى المدرسة وقتها , ما عدا اخي الصغير الذي كان يصغرني بسنة كان ينظر الي بدهشة , وانا احمل معي الحقيبة , ويقول لامي :
يمه ابغى اروح مثلها المدرسة , وش معنا هي تروح وانا لا 000
وانا كنت أشعر بالغيض منه , وادفعه ثم اقول بكل كبرياء: المدرسة
بس للكبار مو للصغار مثلك 000
نجتمع كلنا كالعاده على مائدة الطعام , والكل منهمك في الاكل بعد جوع طويل , وتعب طوال اليوم , و نتبادل النكات , والاحاديث ’ بكل مرح
وسرور, وبعدها نذهب للنوم , وننهض لنجتمع مرة اخرى على التلفاز
ونرى البرامج , والمسلسلات ,وافلام الكارتون ونتأثر بالاحداث بكل براءة ’ وحماس وعندما تأتي اجازة الاربعاء , والخميس ,يكون كيوم العيد بالنسبة لنا ننهض انا واخي الذي يصغرني في الصباح , لكي نشاهد افلام الكرتون, و بعدها نلعب مع بعضنا , ثم نتشاجر في نهاية اللعب كالعادة , ثم نتصالح اذا اردنا اللعب مرة اخرى , ونشعر بالحزن لان كل من بالمنزل في حالة نوم عميق فليس في المنزل اطفال سوانا , الى ان تنهض امي من نومها , فنشعر بالفرح , والسرور ,الان ستعد لنا امي الفطور الشهي , والحليب اللذيذ, ومن بعدها يقوم اخوتي , وتدب في منزلنا الحياة عندما يجتمع الكل , ويضحك الجميع وصوت التلفاز العالي , لا يفارق مجلسنا الجميل , هكذا كنا نحن ما اجملنا ,واروعنا , ليتنا نعود , وليت تلك المشاعر تعود 000
كنت متعلقة باخي الصغير كثيرا , كنا نلعب مع بعض ونلهو مع بعض
طوال وقتنا , ونتشاجر طوال وقتنا , بكل براءة نسطر انا وهو اجمل مشاعر اخوتنا , لم اكن اتصور حياتي من دونه, فهوكان كالتوام الروحي , واخوتي الكبار كانوا يجلسون مع بعضهم , ولم يكونوا يشركانا معهم بالحديث , لانهم على حد قولهم , يتحدثون عن امور لا تناسبنا , وانا انظر اليهم بكل ضجر , واقول في نفسي ليتني كبيرة لكي اجلس معهم , وافهم ما يقولون ....
كان جونا العائلي هادئا وناضج ,كنا عائلة محترمه ونموذجية , تربينا على الاخلاق , والادب , كنا نزدري كل ما نراه من سلوكيات لا اخلاقية,هذه هي المباديء التي غرست في نفسي وانا ابنة السبع سنين , فما اجملها من مباديء , واخلاق ...
مرت الايام وانا اكبر واكبر, اكبر بشكل طبيعي في جو حنون , وسوي ,
خالي من الضياع والتشرد, لذلك كنت دوما مسرورة , وسعيده , وكان
وجهي طفوليا صافي , يشع بالنور , ويتسم بالهدوء, وضحكتي بريئة تغرد بالحان الامان ,وتفصح عن مشاعري الصادقة , وعيناي سعيدتان , وديعتان , ومرت ايام لاصبح في الثامنه من عمري ,يا الله لقد مرت سنه على دخولي المدرسة, شعرت بتغيرات كثيرة , فتلك المدرسة التي كانت تخيفني بالامس , اصبحت صديقتي باليوم , لقد عرفت فيها الاصدقاء , صديقتين من اجمل الاصدقاء , وهما ربى , وميار , احببتهم كثيرا واعجبت بهما كثيرا ,كنت اتمنى ان اصبح مثلهم , لقد كانتا جميلتان وبريئتان , كانتا تذكرانني بشخصيات الكارتون الوديعه, فتعلقت بهما واحببتهما من قلبي , فقد كانتا مثلما احب مجتهدتان , ومهذبتان لكنني كنت ذات شخصية ضعيفة ,هادئةجدا ,وناعمه , وهذا ما كان ينقصني ,ويجعلني في كثير من الاحيان سلبية, فكنت دائما احب التقليد , كنت اقلدهم في كل شيء , في الحقيبة , وقصات الشعر , وحتى المريول , و بالاخص ربى لا ادري ما هو سر اعجابي بها , كنت اتمنى ان تصبح اختي , وان نصبح انا وهي في منزل واحد , كنت كلما اراها في المدرسة , اكاد من شوق اطير , وبالاخص عندما نلعب مع بعضنا في فناء المدرسة و نتحدث عن كل ما يحدث في المنزل , وعن مغامراتنا بداخل الصف , وعن افلام الكارتون , وعندما نتعاون في حل واجباتنا ,ونساعد بعضنا , وكذلك ميار , حقا كنت اغبطهما كثيرا ,واشعر بأنهما كالخيال احيانا , كذلك صور لي تفكيري الصغير ,كلاهما كنت احمل لهما في قلبي ذات الحب , كانتا بالفعل صديقتي الحقيقتين , وكنت احمد ربي انهما صديقتي ...
عندما دخلت سن الثامنه شعرت انني كبرت بالفعل , شعرت بانني استطيع ان اعتمد على نفسي , لكنني لم ازل انظر لحجمي الصغير , واقارنه بباقي بنات المدرسة , الذين هم اكبر مني عمرا, وأشعر بأنهم
من حولي عمالقة ,و يفوقونني بكثير , كلما حادثوني ,اوحاولوا اللعب معي , اخاف منهم وابتعد عنهم , واذهب مع صديقاتي بكل براءة ...
جميلة هي تلك الايام قد اغيب عنها بعقلي كثيرا ولكن لن انساها في يوم , مازلت صديقة حميمة لميار وربى , نلعب, ونلهو , ونغير من بعضنا غيرة طفولية جميلة, تدفعنا للحماس , والتنافس , فكنا نقلد بعضنا في كل شيء , ونشعر باننا اجمل بنات المدرسة , كنا ناخذ نفس الدرجات , وكانت تقديراتنا متقاربة , وكنا نحب ان نعمل الاشغال التي تطلبها منا المعلمة مع بعضنا , وحتى في اذاعة الصباح نحب ان نكون مع بعضنا , كنت اشعر بأنهما بالفعل كانا يوقدان فيني جذوة الحماس ,
فلا احب المدرسة الا بوجودهما , ولا اتشجع لمذاكرة دروسي , وحل واجباتي الا عندما اتذكر بان لي صديقتين احبهما كثيروانتظر ودهما ورفقتهما دوما بفارغ الصبر , وكانهما فراشتين وديعتين اتسلى برفقتهما فوق زهور تلك المدرسة ..
ومرت سنة وانا متاقلمة مع اجواء المدرسة , ومسرورة بصديقاتي الجميلات , واللاتي احببتهم كثيرا , وكلما مرت سنة اشتقت للمدرسة اكثر , وزال عني شبحها المخيف , واصبحت في التاسعة من عمري كانت اجمل لحظات دراستي هي تلك المرحلة , لانني شعرت فيها بذاتي اكثر , وبثقتي بنفسي , كنت احب نفسي كثيرا , وبالفعل كنت من داخلي جدا جميلة ,لذلك كنت سعيده ومسرورة ,فلقد كان المدرسات يحبونني كثيرا , ويثنون علي لانني كنت مجتهدة , وهادئة , ومهذبة لابعد درجة , فحب المدرسات لي جعلني احب المدرسة , واشعر بانني بالفعل فتاةمحبوبة, في هذا السن احببت مدرستي كثيرا وعرفتها اكثر , واحببت بنات صفي اكثر واكثر, شعرت بان هذه المدرسة بدات تدخل قلبي شيئا فشيئا , لقد تركز حبها في قلبي اليوم , وكم تمنيت
ان اظل احبها كل يوم .....
ومازلت ايضا اعيش روعة الصداقة التي جمعتني بربى وميار , كانت ربى وميار تجلسان بجانبي, ونضحك ونلهو مع بعضنا كما كنا , كم كنت مسرورةمعهم , ومتلذذة بدفء صداقتنا , كانت هي مصدر سعادتي , وحماسي بالفعل , وكم تمنيت ان لا تموت تلك الصداقة ابدا , كان المعلمات يضربون بي المثل , فكلما صار موقف لطالبة مستهترة , قالوا : شوفوا ورده وخلوكم مثلها فأشعر بالفرحة تغمرني وانا مصدر اعجاب مدرساتي , وانظر بازدراء وغرور ولكنه من نوع بريء لتلك الطالبة المستهترة , واقول في نفسي في كل مرة: اموت واعرف كيف هذولي البنات عايشين بالكسل هذا , نظره تحمل الكثير من الدهشة واقارن بيني وبينهم ,بين اجتهادي وكسلهم , وبين انضباطي واستهتارهم ,فأشعر بالغيض منهم ومن غباءهم ,واشعر بالفرق الكبير الذي بيني وبينهم , واحمد ربي على نعمة الاجتهاد وكانني اعطيت كنزا كبيرا ....
اما مدرساتي فلطالما شعرت بطول المسافةالتي بيننا , وشعرت بانني لكي اصبح مثلهم احتاج الى الكثير من الوقت , او من المحال ان اصبح في مكانهم يوما من الايام , كنت حتى وانا في سن صغير اشعر بان المدرس عظيم ورسالته اعظم واعظم ,وانه هو القدوة الحقيقية , ولكن عندما يكون نعم المعلم , فما اجمل تلك الافكار الكبيرة التي غرست في عقلي الصغير فاضاءته ,وانارته الى ازمان ,وازمان ....
واما انا فكنت الطالبة مثالية , وكنت جميلة في منظري , واخلاقي , هادئة , ومسالمه , طيبة القلب ,ولا احب ان اؤذي احدا , وجهي بريء وهاديء , وعيناني صافيتان, وحالمتان , بالفعل كنت كالعصفور الجميل الذي يحب ان يطير من دون ان يؤذي احد , اوان يؤذيه احد , ولكن قد يفكر الكثير ان يصيده , اويؤذيه ,او حتى يأكله ....
مرت تلك السنوات الثلاث , كالنسيم العليل , فقد استنشقتها كاكسجين الصباح النقي الجميل , رحلت كالسحاب وما ذا اتى بعدها ياترى من ايام وسنين , هذا ما سنراه في الحلقة الاخرى بكل التفاصيل ....
3
2K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

a beautiful lady
•
ان شاءالله الحلقةالثانيه تنزل قريب امنى ان الروايه تعجبكم

الحلقة الثانية:
اصبحت في العاشرة من عمري كانت تلك المرحلة صعبة بالنسبةلي شعرت بان امورا كثيرةقد تغيرت بحياتي ,ملامح وجهي ,تصرفاتي سلوكياتي ,نظراتي , والتفاتاتي , فقد اعتدت انا ارى وجهي في المراةمضيئا وبراقا ولكنه اصبح ذابلا وشاحبا , وكانه نور غطاه الظلام , كانت مرحلةصعبة للغاية, ذهبت للمدرسة بروح واهنة تكسوها الاحزان لاول مرة اشعر فيها بان المدرسة تسدل ستارها لتحجب عني اشعةشمسها المتفائلة , وكانها تكشر بانيابها في وجهي الحزين , لماذا المدرسة اليوم ليست كالعام الماضي , مابها اليوم تتذمر مني ,لماذا اشعر بان ايامها البريئة بدات تتلاشى , وخطوط سوداء بدات تحيط بها كالهالة , لماذا , ولماذا ,ولماذا ......
انطلقت كالعادة الى صفي جلست على الكرسي وبداخلي حزن عميق لا ادري لماذا هاجسا يقول لي بان هذه المرحلة وكانها بداية التعاسة في عمري بهذهالمدرسة,كنت اتلفت يمنةويسرة باحثةعن احد من حولي ووجدت صديقتي العزيزتين , جلست بقربهما , شعرت بنوع من الراحة والاطمئنان, صديقتي الرائعتين معي اليوم , جلست معهم ولعبت معهم ,وتحدثت معهم عن كل ما حدث معي في اجازة السنه , وكان اليوم في بدايته جميل ,ذهبنا انا وميار , وربى لنلعب كعادتنا, وطوال وقت لعبنا كنت المح روان من بعيد تنظر الي بنظرات ازدراء عجيبة ,مليئة بالحقد والكره لعجيب , وكانت نظراتها تدخل الى قلبي كالسهم , لم اكن اعلم لماذا نظراتها كانت تخدشني بذلك الشكل الغريب ,ولكن من تكون روان يا ترى ؟...
روان هي ابنةجارةصديقتي ربى , وربى كانت لها معزة كبيرة في قلبي بل احببتها اكثر من ميار, ولكن للاسف الشديد كانت روان تلك فتاةحقيرة , سلوكياتها واخلاقها كانت تشابه وجهها التافه , مع انها كانت جميلةجدا, ولكن للاسف لم اكن ارى ذلك الجمال ابدا يسكن في داخلها لان روحها كانت خاوية,بداخلها توجد شياطين , وافاعي مسمومه , لا ادري كيف وصفتها بكل تلك العبارات اليوم , وكيف كنت في صغري اذمها بكلمات بريئة , بالفعل لم اكن احبها ولن احبها في يوم ...
مازالت روان تنظر الينا بحدة ونحن نلعب مع بعضنا وكانها تحسدني حتى في لعبي , وسعادتي , كانت تترك كل البنات , وتحاول التنغيص على يالهامن فتاة سافلة , لا اعلم لماذا كنت اكرهها كل هذا الكره مع ان الانسان يجب ان يسامح ويصفح مهما بلغ منه الكره ,ولكنني لا لم اكن استطيع ان اسامحها لانها كانت غايةفي الغباء , والسفالة و تلك الفتاة كانت بالفعل فتاة وضيعة, وتافهه , وكانت مغرورة ,ورخيصة للغاية و لم تكن محبوبه بيننا ابدا ...
كانت روان بالصف الثاني ولكنها كانت في نفس عمرنا, كنت اعاني منها كلما خرجنا لنلعب في فناءه المدرسة , من نظراتها وسخريتها , وابتهج عندما ادخل الى الصف لاتخلص من تلك الحشرة القذرة ,ولكن لم تتم فرحتي تلك , فماذا حدث بعدها يا ترى ....
حاولت روان ان تنتقل لصفنا , وكانت الكارثة كأن صاعقة نزلت علي من السماء عندما علمت انها ستدخل الصف , شعرت بحزن عميق , دخلت الصف واذا بها امامي تجلس مع ربى اعز صديقاتي , كنت اعلم انها ستفرق بيننا , كنت اعلم ذلك من حقدها ,وغرورها السقيم , حزنت بشدة , ولكن قررت اجلس على الكرسي لوحدي , كانت العبرة ستقتلني
ولكن ذهبت مع ميار جلسنا مع بعضنا لفترة , ولكن بعد تلك الفترة لم تتركني روان في حالي , وفرقت بيني و بين ميار , الان ماذا سيحدث بحالي يا ترى , لماذا مكتوب علي ان ابقى لوحدي لماذا ؟...
لماذا انت مسكينةدائما يا وردة , الكل يهجرك , ويهرب منك , حتى اعز صديقتين عندي ,ذهبتا وتركتاني , لماذا ذهبت تلك الايام , عندما كنا نلعب مع بعضنا , ونلهو بكل سرور , لماذا انا وحدي من تحمل الوفاء , وهما تنازلتا عني بكل جفاء , من اجل ان يرضوا حشرة سافلة تدعى روان ...
جلست تلك السنة بلا اصدقاء , كانت صدمتي بميار , وربى قد اعاقت تفكيري , وحطمت قلبي , لم اعد ارغب باي اصدقاء , جلست لوحدي وانا مكسورة , مقهورة , لا ادري لماذا هكذا وضعي , ارجع الى البيت كل يوم وانا ابكي , واشعر بان روان شبح يسكن تلك المدرسة ,كان من المفترض ان لا اعيرها اي اهتمام , ولكن كنت بداخلي مهزوزة , وضعيفة ,لم تكن تساعدني شخصيتي تلك بان اتجاهلها , كان شعوري بفقد الثقةاقوى من كل شي في تلك الايام المنصرمه ,شعوري بانني غير مرغوب بها , والكل يريد الهرب منها , لا ادري هل هو ذنبي , او غلطي , لا ادري بالفعل لا ادري ...
اصبحت اكره تلك المدرسة ,معدلي الدراسي بدا يتجه نحو الهبوط , اصبحت حتى اكره نفسي , وحالي , اشعر بانني منبوذه , وكل من في المدرسة يكرهني, لا احد يحبني , وكان الكل يريد مني الخروج ,و يشفق على حالي الحزين ,كفتاة تعيش على قارعة الطريق , حتى مدرساتي لم يعودا كالسابق , اصبحوا يهملونني ,وكانني لست موجودة بالصف , بعد ان نزل مستواي الدراسي لم اعد في نظرهم وردة الفتاةالمجتهدة , وين ايام قبل يوم كنت البنت المثالية , يوم كانوا يضربون في المثل , ليش يا وردة ليش الى متى؟ بتظلين مسكينة الى متى ؟...
حتى بيتي تغير علي , اخواني , واخواتي , ووالدي , كل من في المنزل تغير علي , ليش ؟ ليش كل البنات يروحون بيوتهم وهم مبسوطين , يحكون سواليفهم في المدرسة وهما مبسوطين ؟ الا انا ...
كنت اذهب الى المنزل وفي عيناي روايات تكتبها الدموع ,عن كل قصص وحالاتي التي اعيشها في المدرسة , ربما تكون مشاجرات اطفال تافهه,ولكن في لحظتها كانت , مريرة واليمة ,كم هو محزن ان تشعر ان الكل لا يحبك ؟ , خصوصا وانت طفل صغير , وان هناك من يكيد لك حتى لو كان تافه ,وحقير ....
بدات اهمل نفسي بعد ان شعرت بياس كبير يجتاحني , كنت اذهب الى المدرسة ,وانا لاطيق النظر لوجهي في المراة , احباط شديد يحتاج الى علاج ؟ ولكن اين العلاج ؟ اين العلاج ؟ ..
كنت سابقا اذهب الى الصف ,احادث جميع البنات ,فكانوا كلهم رفقتي,الان اشعر بعجز شديد لا استطيع التحدث لاحد,اشعر بفشل فضيع في التواصل ,لا اريد الجلوس مع احد , ربى , وميار , تركتاني لوحدي , مع من اجلس , كل الاصدقاء فاشلين , كل من في هذه المدرسة فاشل , لا اريد احدا منهم , لا اريد احدا , وبذلك كرهت تلك المدرسة من كل قلبي , اخرجتها من قلبي الى غير عودة ...
كنت ارجع الى البيت احلم ,واحلم و واحلم , اقضي ربع وقتي بالاحلام , اعوض كل ما افتقده في واقعي هذا , اشعر وكانني معاقة , تحتاج الى عكاز ليسندها , لا اعلم كيف ربوني اهلي لاكون بكل ذلك الضعف والانكسار , كنت دائما اضع اللوم على اهلي كنت ارجع كل شيء لهم , اشعر بانهم هم سبب تعاستي, وشقائي , حتى منزلي , بدا يصغر يتلاشى في نظري , اصبح لونه اسودا ,واصبحت حيطانه مهزوزة , هم وغم بدا سكن بارجاء منزلي , نسيت جماله القديم ,وكيف كنت اعشقة , وابتهج عندما كنت اركض في نواحيه ,واشعر وكانه اجمل مكان بالعالم , لماذا منزلي اليوم اصبح كتابه يروي قصصا اخرى , صفحاتها قاربت قاربت الى السواد , كل هذا لانني كبرت قليلا , ام لانني بدات ارى امور حياتي بعين اخرى , ما هذا الحزن الذي اشكو منه يا الاهي ارحمني من كل شي حولي , يا ربي ارحمني ...
حاولت ان اجعل تلك السنة تمضي , بكل ملل فيها تمضي , وبلا اصدقاء تمضي , وبكسل , واهمال تمضي ,كنت اتحدث مع كتبي وابكي ثم اقول :عفوا يا كتبي لقد هجرتك طويلا , لم اعد الطالبةالمتفوقة , فقلبي صرته الاحزان , لم يعد لي رغبة بالمذاكره , كيف اشعر بانني منبوذة , لماذا بنات صفي لا يحبونني , و اشعر بانهم لا يحبونني , لماذا هذا الوضع اوشك على ان يصيبني بالجنون , ارى الكل مع صديق وانا منبوذه , كيف احتمل ان اصبح كذلك ,وانا بداخلي رياحينا وازهارا اتعجب كيف لاحد ان يكرهها , كيف لي ان احبك ايتها المدرسة ,كيف لي ان امسك كتبي واذاكر وانا اشعر بغصة تخنقني , تجعلني لا اتفاعل مع اي شي ولست اطيق اي شي , كلما امسك اي شي يذكرني بالمدرسة ,اشعر وكان ملفاكئيبا سيفتح امامي , افضل ان اغلقة سريعا حتى لا يصيبني بالجنون , لذلك لم اعد امسك كتبي ,ولم اعد اهتم بدراستي , ربطت ملف تفوقي , بملف احزاني ,وبتلك المدرسة , ولكنني لم انسى طموحاتي , شعرت بان بقايا نبضها يجري بشرياني لم تمت بعد طموحاتي فهي جعلتني اتحمل الصعاب واجتازها , جعلتني اتحدى الجبال واراها صغيرة فمهما طالت ,فورائها سهول خضراء وجميلة , ونجحت في ذلك العام , وذهبت لسنة جديدة من عمري فماذا حدث في السنة التي بعدها ياترى من احداث هذا ما سترويه الحلقة الاخرى بكل تفصيل ...
لابدا سنةجديدةمع تلك المدرسة البائسة فماذا حصل لي في السنةالتي بعدها سترويها لكم القادمه بكل التفاصيل ؟
اصبحت في العاشرة من عمري كانت تلك المرحلة صعبة بالنسبةلي شعرت بان امورا كثيرةقد تغيرت بحياتي ,ملامح وجهي ,تصرفاتي سلوكياتي ,نظراتي , والتفاتاتي , فقد اعتدت انا ارى وجهي في المراةمضيئا وبراقا ولكنه اصبح ذابلا وشاحبا , وكانه نور غطاه الظلام , كانت مرحلةصعبة للغاية, ذهبت للمدرسة بروح واهنة تكسوها الاحزان لاول مرة اشعر فيها بان المدرسة تسدل ستارها لتحجب عني اشعةشمسها المتفائلة , وكانها تكشر بانيابها في وجهي الحزين , لماذا المدرسة اليوم ليست كالعام الماضي , مابها اليوم تتذمر مني ,لماذا اشعر بان ايامها البريئة بدات تتلاشى , وخطوط سوداء بدات تحيط بها كالهالة , لماذا , ولماذا ,ولماذا ......
انطلقت كالعادة الى صفي جلست على الكرسي وبداخلي حزن عميق لا ادري لماذا هاجسا يقول لي بان هذه المرحلة وكانها بداية التعاسة في عمري بهذهالمدرسة,كنت اتلفت يمنةويسرة باحثةعن احد من حولي ووجدت صديقتي العزيزتين , جلست بقربهما , شعرت بنوع من الراحة والاطمئنان, صديقتي الرائعتين معي اليوم , جلست معهم ولعبت معهم ,وتحدثت معهم عن كل ما حدث معي في اجازة السنه , وكان اليوم في بدايته جميل ,ذهبنا انا وميار , وربى لنلعب كعادتنا, وطوال وقت لعبنا كنت المح روان من بعيد تنظر الي بنظرات ازدراء عجيبة ,مليئة بالحقد والكره لعجيب , وكانت نظراتها تدخل الى قلبي كالسهم , لم اكن اعلم لماذا نظراتها كانت تخدشني بذلك الشكل الغريب ,ولكن من تكون روان يا ترى ؟...
روان هي ابنةجارةصديقتي ربى , وربى كانت لها معزة كبيرة في قلبي بل احببتها اكثر من ميار, ولكن للاسف الشديد كانت روان تلك فتاةحقيرة , سلوكياتها واخلاقها كانت تشابه وجهها التافه , مع انها كانت جميلةجدا, ولكن للاسف لم اكن ارى ذلك الجمال ابدا يسكن في داخلها لان روحها كانت خاوية,بداخلها توجد شياطين , وافاعي مسمومه , لا ادري كيف وصفتها بكل تلك العبارات اليوم , وكيف كنت في صغري اذمها بكلمات بريئة , بالفعل لم اكن احبها ولن احبها في يوم ...
مازالت روان تنظر الينا بحدة ونحن نلعب مع بعضنا وكانها تحسدني حتى في لعبي , وسعادتي , كانت تترك كل البنات , وتحاول التنغيص على يالهامن فتاة سافلة , لا اعلم لماذا كنت اكرهها كل هذا الكره مع ان الانسان يجب ان يسامح ويصفح مهما بلغ منه الكره ,ولكنني لا لم اكن استطيع ان اسامحها لانها كانت غايةفي الغباء , والسفالة و تلك الفتاة كانت بالفعل فتاة وضيعة, وتافهه , وكانت مغرورة ,ورخيصة للغاية و لم تكن محبوبه بيننا ابدا ...
كانت روان بالصف الثاني ولكنها كانت في نفس عمرنا, كنت اعاني منها كلما خرجنا لنلعب في فناءه المدرسة , من نظراتها وسخريتها , وابتهج عندما ادخل الى الصف لاتخلص من تلك الحشرة القذرة ,ولكن لم تتم فرحتي تلك , فماذا حدث بعدها يا ترى ....
حاولت روان ان تنتقل لصفنا , وكانت الكارثة كأن صاعقة نزلت علي من السماء عندما علمت انها ستدخل الصف , شعرت بحزن عميق , دخلت الصف واذا بها امامي تجلس مع ربى اعز صديقاتي , كنت اعلم انها ستفرق بيننا , كنت اعلم ذلك من حقدها ,وغرورها السقيم , حزنت بشدة , ولكن قررت اجلس على الكرسي لوحدي , كانت العبرة ستقتلني
ولكن ذهبت مع ميار جلسنا مع بعضنا لفترة , ولكن بعد تلك الفترة لم تتركني روان في حالي , وفرقت بيني و بين ميار , الان ماذا سيحدث بحالي يا ترى , لماذا مكتوب علي ان ابقى لوحدي لماذا ؟...
لماذا انت مسكينةدائما يا وردة , الكل يهجرك , ويهرب منك , حتى اعز صديقتين عندي ,ذهبتا وتركتاني , لماذا ذهبت تلك الايام , عندما كنا نلعب مع بعضنا , ونلهو بكل سرور , لماذا انا وحدي من تحمل الوفاء , وهما تنازلتا عني بكل جفاء , من اجل ان يرضوا حشرة سافلة تدعى روان ...
جلست تلك السنة بلا اصدقاء , كانت صدمتي بميار , وربى قد اعاقت تفكيري , وحطمت قلبي , لم اعد ارغب باي اصدقاء , جلست لوحدي وانا مكسورة , مقهورة , لا ادري لماذا هكذا وضعي , ارجع الى البيت كل يوم وانا ابكي , واشعر بان روان شبح يسكن تلك المدرسة ,كان من المفترض ان لا اعيرها اي اهتمام , ولكن كنت بداخلي مهزوزة , وضعيفة ,لم تكن تساعدني شخصيتي تلك بان اتجاهلها , كان شعوري بفقد الثقةاقوى من كل شي في تلك الايام المنصرمه ,شعوري بانني غير مرغوب بها , والكل يريد الهرب منها , لا ادري هل هو ذنبي , او غلطي , لا ادري بالفعل لا ادري ...
اصبحت اكره تلك المدرسة ,معدلي الدراسي بدا يتجه نحو الهبوط , اصبحت حتى اكره نفسي , وحالي , اشعر بانني منبوذه , وكل من في المدرسة يكرهني, لا احد يحبني , وكان الكل يريد مني الخروج ,و يشفق على حالي الحزين ,كفتاة تعيش على قارعة الطريق , حتى مدرساتي لم يعودا كالسابق , اصبحوا يهملونني ,وكانني لست موجودة بالصف , بعد ان نزل مستواي الدراسي لم اعد في نظرهم وردة الفتاةالمجتهدة , وين ايام قبل يوم كنت البنت المثالية , يوم كانوا يضربون في المثل , ليش يا وردة ليش الى متى؟ بتظلين مسكينة الى متى ؟...
حتى بيتي تغير علي , اخواني , واخواتي , ووالدي , كل من في المنزل تغير علي , ليش ؟ ليش كل البنات يروحون بيوتهم وهم مبسوطين , يحكون سواليفهم في المدرسة وهما مبسوطين ؟ الا انا ...
كنت اذهب الى المنزل وفي عيناي روايات تكتبها الدموع ,عن كل قصص وحالاتي التي اعيشها في المدرسة , ربما تكون مشاجرات اطفال تافهه,ولكن في لحظتها كانت , مريرة واليمة ,كم هو محزن ان تشعر ان الكل لا يحبك ؟ , خصوصا وانت طفل صغير , وان هناك من يكيد لك حتى لو كان تافه ,وحقير ....
بدات اهمل نفسي بعد ان شعرت بياس كبير يجتاحني , كنت اذهب الى المدرسة ,وانا لاطيق النظر لوجهي في المراة , احباط شديد يحتاج الى علاج ؟ ولكن اين العلاج ؟ اين العلاج ؟ ..
كنت سابقا اذهب الى الصف ,احادث جميع البنات ,فكانوا كلهم رفقتي,الان اشعر بعجز شديد لا استطيع التحدث لاحد,اشعر بفشل فضيع في التواصل ,لا اريد الجلوس مع احد , ربى , وميار , تركتاني لوحدي , مع من اجلس , كل الاصدقاء فاشلين , كل من في هذه المدرسة فاشل , لا اريد احدا منهم , لا اريد احدا , وبذلك كرهت تلك المدرسة من كل قلبي , اخرجتها من قلبي الى غير عودة ...
كنت ارجع الى البيت احلم ,واحلم و واحلم , اقضي ربع وقتي بالاحلام , اعوض كل ما افتقده في واقعي هذا , اشعر وكانني معاقة , تحتاج الى عكاز ليسندها , لا اعلم كيف ربوني اهلي لاكون بكل ذلك الضعف والانكسار , كنت دائما اضع اللوم على اهلي كنت ارجع كل شيء لهم , اشعر بانهم هم سبب تعاستي, وشقائي , حتى منزلي , بدا يصغر يتلاشى في نظري , اصبح لونه اسودا ,واصبحت حيطانه مهزوزة , هم وغم بدا سكن بارجاء منزلي , نسيت جماله القديم ,وكيف كنت اعشقة , وابتهج عندما كنت اركض في نواحيه ,واشعر وكانه اجمل مكان بالعالم , لماذا منزلي اليوم اصبح كتابه يروي قصصا اخرى , صفحاتها قاربت قاربت الى السواد , كل هذا لانني كبرت قليلا , ام لانني بدات ارى امور حياتي بعين اخرى , ما هذا الحزن الذي اشكو منه يا الاهي ارحمني من كل شي حولي , يا ربي ارحمني ...
حاولت ان اجعل تلك السنة تمضي , بكل ملل فيها تمضي , وبلا اصدقاء تمضي , وبكسل , واهمال تمضي ,كنت اتحدث مع كتبي وابكي ثم اقول :عفوا يا كتبي لقد هجرتك طويلا , لم اعد الطالبةالمتفوقة , فقلبي صرته الاحزان , لم يعد لي رغبة بالمذاكره , كيف اشعر بانني منبوذة , لماذا بنات صفي لا يحبونني , و اشعر بانهم لا يحبونني , لماذا هذا الوضع اوشك على ان يصيبني بالجنون , ارى الكل مع صديق وانا منبوذه , كيف احتمل ان اصبح كذلك ,وانا بداخلي رياحينا وازهارا اتعجب كيف لاحد ان يكرهها , كيف لي ان احبك ايتها المدرسة ,كيف لي ان امسك كتبي واذاكر وانا اشعر بغصة تخنقني , تجعلني لا اتفاعل مع اي شي ولست اطيق اي شي , كلما امسك اي شي يذكرني بالمدرسة ,اشعر وكان ملفاكئيبا سيفتح امامي , افضل ان اغلقة سريعا حتى لا يصيبني بالجنون , لذلك لم اعد امسك كتبي ,ولم اعد اهتم بدراستي , ربطت ملف تفوقي , بملف احزاني ,وبتلك المدرسة , ولكنني لم انسى طموحاتي , شعرت بان بقايا نبضها يجري بشرياني لم تمت بعد طموحاتي فهي جعلتني اتحمل الصعاب واجتازها , جعلتني اتحدى الجبال واراها صغيرة فمهما طالت ,فورائها سهول خضراء وجميلة , ونجحت في ذلك العام , وذهبت لسنة جديدة من عمري فماذا حدث في السنة التي بعدها ياترى من احداث هذا ما سترويه الحلقة الاخرى بكل تفصيل ...
لابدا سنةجديدةمع تلك المدرسة البائسة فماذا حصل لي في السنةالتي بعدها سترويها لكم القادمه بكل التفاصيل ؟

الصفحة الأخيرة