الزام الطفل حفظ القرآن بشده

الملتقى العام

سؤال : ابني عمره تسع سنوات أنهى السنة الدراسية الثالثة بتفوق (ولله الحمد) مشكلتي معه أنه عنيد، كثير الحركة واللعب، لا يستجيب لي، حيث إني أطمح أن أستثمر ذكاءه في حفظ كتاب الله تعالى في الصغر، ليكون له حصناً في الدنيا ونوراً وذخراً في الآخرة، ولكن كلما ازددت حرصاً وإلحاحاً عليه من أجل الحفظ ازداد مني هرباً وبعداً.
أطلب، أحياناً، من أبناء الجيران أن يصحبوه معهم إلى حلقة تحفيظ القرآن في المسجد القريب من المنزل، لكنه يتضجر من ذلك، وكثيراً ما يختبئ إذا جاء الموعد.
لقد أصبح أمره يشغلني كثيراً، خاصة أنه على قدر من الذكاء، وهو الأكبر بين إخوته، وسيكون قدوة لهم في المستقبل (بإذن الله).
كيف أتعامل مع هذه المشكلة، أرجو توجيهي.
أم أنس- الدمام


الجواب :




* العناد. وكثرة الحركة، واللعب، أمور تكثر لدى الأطفال (وإن تفاوتت درجتها)، وما دام ذكاء ابنك جيداً (بدليل تفوقه في الدراسة) فلا تقلقي من هذه الناحية، لأن هذه التصرفات تزول غالباً مع تقدم عمر الطفل وحسن تربيته وتوجيهه.
أما حفظ القرآن فلا شك في أهميته فى الصغر وأثره في ترسيخ المعلو مات في الذاكرة، التي تكون وقتئذ في أوج قوتها. كما أن الاشتغال بالقرآن (حفظاً وتلاوة) فيه فضل عظيم وأجر كبير، وله دور مهم في التربية القويمة للطفل وتحصينه من التأثر بما يبث من حوله من أفكار وسلوكيات خاطئة. فضلاً عن أن هذه هي طريقة السلف الصالح الذين أشغلوا أولادهم بالقرآن منذ صغرهم، حتى نشروا دين الله في بقاع الأرض.
وفي عصرنا هذا ازداد اهتمام كثير من الناس بتعليم أولادهم كتاب الله تعالى ولاسيما أن كثيراً منهم قد فاته حظه من الحفظ في الصغر، ويريد أن يستدرك ذلك في ذريته وهنا يجدر التنبيه إلى بعض النقاط المهمة التي ينبغي لك مراعاتها عند تعاملك مع ابنك في مسألة الحفظ وهي:
* هناك فرق بين طريقة تفكير الطفل، وطريقة تفكير البالغ، فتفكير البالغ مبني على ارتباط النتيجة بالسبب، (فمثلاً: أنت تريدينه أن يحفظ القرآن لعلمك بأن هذا سبب لحصول النتائج الطيبة المترتبة على ذلك، سواء في الدنيا أو في الآخرة.) أما تفكير الطفل فمبني على طلب اللذة الحاضرة، والسعي في حصولها، وعدم القدرة على تحمل تأخرها، دون النظر في العواقب، والأضرار المترتبة على الطريقة التي يسلكها لتحقيق رغباته، لذا فالطفل يفتقد المثابرة والصبر وإبطاء النتائج، ومهما شرح له- نظرياً- ارتباط النتيجة بالسبب، وبيان العواقب وأهمية الصبر والمثابرة فإن تطبيقه العملي لهذه الأمور يبقى محدوداً، لعدم قدرته ذهنياً على استيعاب ذلك بدرجة كافية.
* يتضايق الطفل من الانضباط، وتقييد الحرية، ويفضل المرح واللعب، وبما أن درس القرآن يتطلب قدراً من التركيز والانضباط والمتابعة والمواظبة، فليس بمستغرب أن يتضايق الطفل من ذلك. وربما تولد لديه كره داخلي تجاه ما يطلب منه حفظه من معلومات يرى أنه يحرم بسببها من كثير من رغباته، التي يصعب عليه كطفل أن يؤخلها. أو يحرم نفسه منها. وأحياناً يمتد هذا الكره إلى الوالدين، أو المدرسين، أو غيرهم لمن يتولى أمر المتابعة، والمراقبة، ومطالبة الطفل بالانضباط.
* ويروى عن الشافعي أنه قال لمؤدب أبناء هارون الرشيد:
(علمهم كتاب الله ولا تكرههم عليه فيملوه ولا تتركهم منه فيهجروه)
* من العوامل المؤثرة في قوة الحفظ ورسوخه الرغبة الداخلية لدى الشخص، والإقبال على المادة التي يريد حفظها بعزيمة ورغبة، فكلما زادت الرغبة وقويت سهل الحفظ وتيسر، حتى وإن كانت القدرات الذهنية متواضعة والعكس صحيح.
* كثرة الحفظ وحدها لا تكفي لتنشئة الطفل تنشئة إسلامية صالحة، إذ ينبغي أن يبذل للطفل وقت وجهد لتعليمه وتربيته تربية عملية سلوكية على المفهومات والأسس الصحيحة الواردة في الكتاب والسنة، ودعم ذلك بقصص من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه، ومن بعدهم من التابعين (مثل: آداب التعامل مع الوالدين والأخوة، واجتناب الحسد والكذب والغيبة والنميمة، ومعرفة آداب الأكل والشرب والنوم، ونحو ذلك).
كما ينبغي توعية الطفل (بما يناسب مستواه) بالأخطاء السلوكية، والفكرية، وغيرها قد يراه، أو يسمع عنه في وسائل الإعلام المختلفة التي ملأت البيوت، واستمالت إليها قلوب الأطفال بما يجذبهم ويدهشهم، وفيها ما يخالف التعاليم الإسلامية صراحة، والطفل مجبول على البراءة، والتصديق، وقبول المفهومات من غير محاكمة لها أو تحليل، فلابد من تحصين الطفل بالقدر المناسب من المعلومات الصحيحة، والتوعية العملية لئلا يحصل له تناقض بين ما يتعلمه من مفهومات صحيحة، وبين ما يراه ويعايشه من أفكار وسلوكيات خاطئة. وقد يقع الطفل في كثير من الأخطاء السلوكية والفكرية (حتى وإن حفظ القرآن كاملاً) مادام أنه لم يتلق تربية عملية صحيحة متسقة مع أخلاق القرآن.
ويمكنك حل مشكلة طفلك من خلال مراعاة النقاط السابقة، لا سيما فهم الطريقة التي يتصرف بها الطفل ويفكر على ضوئها (مبدأ تحقيق اللذة الحاضرة)، وذلك بإيجاد عدد الحوافز من (جوائز تختارينها وفقاً لما تميل إليه نفس طفلك) تجعلينها ضمن برنامج عملي، بحيث تعطينه شيئاً من هذه الحوافز بعد كل مرة يحفظ فيها شيئاً ولو يسيراً من القرآن مع تشجيع معنوي وثناء مناسب، فبتكرار ذلك تتولد لديه رغبة أكبر في الحفظ، ويزيد إقبالاً عليه. ولتعويده المزيد من الصبر والمثابرة يمكن الإبطاء في إعطائه الحوافر.
ولتعويده علو الهمة يمكن إعطاءه حوافز أكبر ، مع مطالبته بإنتاج أكبر ويمكن أن تستعيني بعدد من الكتب في هذا الصدد منها
- "تربية الأولاد في الإسلام " لعبد الله علوان (رحمه الله).
- "منهج التربية النبوية للطفل " لمحمد نور سويد.
- "مسئولية الأب " لعدنان باحارث.
- "واجب الآباء نحو الأبناء" للشيخ أحمد القطان.
وفقك الله وأعانك.
منقووووووووووووووول
4
605

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

NeeNee
NeeNee
صح لسانك يا دنو الجميلة

شكرا جزيلا لك
دنو الجميله
دنو الجميله
اخواتي الغاليات نيني وايناي جزاكن الله الف خير على المرور ونفعكن بما قراتن
الواثقة من نفسها
بارك الله فيك,, لنقلك وهذة مشكلة
كثير من الأمهـــــــــات....