الزلزال

الأدب النبطي والفصيح



الـــــــــــــــــــــــزلـــــــــــزال


استيقظت في الصباح:41: لأجد أن الكل لمالي قد استباح:55: فهذا يسرق بيتي وهذا ينهب محفظتي وهذا يستولي على ممتلكاتي وأنا اقف مكتوف الأيادي إلا من إنقاذ زوجتي وأولادي :11:….فقد كان الزلزال قد دمر كل شيء فلم يبق لمنزلي آثار حتى منزل جيراني لم يبقى منه إلا الأطلال:06:
احتضنت أولادي ومسحت دموع زوجتي وانطلقت بهم الي اين لاادري فلم يكن حولي سوى الحطام وبقايا اشلاء خلفها الزلزال تلفت يمنة ويسرى لعلي اجد مكانا آوي فيه:29: فلم اجد سوى خزان ماء فارغ وكان جزء منه قد انكسر فأستطعت انا وعائلتي الدخول فيه فلعله يحمينا من بقايا المنازل التي مازالت تتساقط من آثار الزلزال فمكثنا فيه لحظات نهدأ من روعنا ونتفقد بعضنا لعلنا اضعنا أحدنا:34: فسمعنا صوتاً دوى من فوقنا وراينا مشهداً امامنا …..المتاجر والمنازل والسيارات تتحطم وتنهار في لحظات… كانت هزةً جديده قد بدأت… يالها من افظع الهزات…وتتابعت الهزات الأرضيه الواحدة تلو الأخرى ونحن في كل مرة نضم بعضنا وعندما يزداد الصوت حده نقبض على ايدي بعضنا بشده …فأريد ان اسألهم هل حدث لأحدكم مكروه ..فينعقد لساني…كلما رأيت الخوف في عيوني زوجتي وسمعت صراخ اطفالي … فهم ينظرون الي فلا أطيق النظر في عيونهم …فعيونهم تحمل لي كل اللوم والتأنيب وكأن لسان حالهم يقول أنت أبانا كنا دوما ًفي حضنتك نحتمي بك واليك نلجأ فما بالك اليوم لاتستطيع حمايتنا….فأقول في نفسي كلا ولكن الخطب أعظم مني…..وفجأتاًً انتبهت لنفسي…. على مشهدٍ قد اراعني …النيران اندلعت في كل مكان …وأحاطت بنا من كل جانب…والدخان يغطينا فلا نكاد نرى بعضنا فخرجنا من خزان الماء وبدأنا نركض ونركض …وأخيراً توقفنا …عند بقايا أحد الجدران ننظر الي تلك النيران التي التهمت كل شيء ولم تبقي إلا الرماد…. وعندها توقف الزلزال وخمدت تلك النيران ونظرنا الي السماء فقلنا أالليل حل أم أنه من بقايا الدخان والغبار… ..ثم تبين لنا أنه الليل فنظرت حولنا فهذه أم تحتضن ابناءها وهذا أب يضم أولاده وهذا جدٌ يقبل أحفاده وهذا اخ يضم اخواته وهذه اخت تضم اخاها وهذا طير يرف رف فوق صغاره ياله من مشهد مثير وياله من يوم شاق حافل بالمخاوف والذكريات:44: وحمدت الله :27:على ذلك اليوم رغم ا للحظات العصيبة التي مررنا بها في ذلك الخزان ولكنني كنت في كل لحظة منها ادرك شيئاً جديداً فعندما كنت انظر الي ابنتي الصغيره وهي تضع يديها على آذان اخيها الأصغر كلما إزدادت حدة الزلزال خوفاً عليه من ان يريعه الصوت وهو يبادلها الشعور بأن يضع يديه فوق رأسها حتى لا تؤ ذيها الأحجار المتساقطه ونظرت الي ابني الأكبر منهما قليلاً وهو يضمهم اليه بكلتا يديه وكأنه يقول كنا دوماً معاً في السعاده وكذلك سنكون معاً في الشقاء وانظر الي أمهم فأجدها قد احتضنتهم وبدفأها غطتهم وأنظر الي نفسي واجد ني دون شعور قد ضممتهم الي صدري واحطتهم بكلتا يدي أحسست بمدى حبنا لبعضنا ومدى إصرارنا على أن نكون سوياً:32: وتضحيت كل منا حتى يسلم الآخر فياله من يوم رهيب
0
418

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️