إنَّ المتأمل في أسماء الزيجات التي انتشرت في السنوات الأخيرة في مُجتمعنا ليدرك تماماً أننا مُغرمون بـ"الجِنس" حَدَّ الهوس، ولقد تعودنا - لزوم مُسايرة العصر - أن نبتكر أسماء عصرية تناسب إقاعاته وتراعي ظروف الشباب والفتيات والرجال والنساء، إضافةً إلى مُراعاة ظروف الحياة؛ لكي نخترع لهم زواجات تناسب ظروف أعمالهم؛ فمن تعمل في المساء يلزمها زوجاً في النهار؛ حتى يتناسب مع ظروفها، ومن تعمل في النهار يلزمها زوجاً في المساء؛ حتى يتناسب مع ظروف عملها، وكذلك الحال بالنسبة إلى الرجال، حتى وهم مُقيمون في وطنهم!
وإذا أردنا أن نستعرض أسماء الزيجات التي انتشرت خلال السنوات الأخيرة نجد أنها كثيرة، التي منها "المِسيار، المِسفار الذي رُوعي فيه ظروف الفتاة التي تريد إكمال دراستها في الخارج دون مَحرم! وزواج الوناسة والزواج السياحي والزواج الصيفي وزواج فريند وزواج الدم.. إلخ"، وزواج الدم هو أن يشرط الزوج والزوجة في ذراع كل منهما جُرْحاً، ويقومان بإلصاق جرحيهما؛ وبالتالي يتم الزواج، ويستمر ذلك حتى يلتئم الجرح وينتهي، وهي الحجة نفسها التي يحاول من خلالها الزوجان التحايل على عدم جعل زواجهما زواج مُتعة!
حقيقةً، حاولت أن أُحصي غير تلك الزيجات فلم أستطع؛ فقلت لنفسي: يكفي من القِلادة ما أحاط بالعُنق؛ فما ذُكر فيه الفائدة المَرجوة من كتابة هذا المقال.
وآخر صرعات تلك الزيجات ـ وقطعاً ليس آخرها ـ الذي نُشر قبل أيام وذاع صيته هو "الزواج النهاري!"؛ ما جعل أحد الظرفاء يُعلق على ذلك بقوله: ألا يوجد زواج ليلي أو زواج انتساب أو حتى منازل! تماشياً مع موجة الأسماء التي نسمعها مؤخراً، والتي تجعل من الحليم حيراناً من تلك الأسماء التي ما أنزل الله بها من سُلطان، والتي لم يعرف سلفنا الصالح منها غير زواج واحد فقط، هو الزواج الشرعي الذي له شروطه وأركانه كالإيجاب والقبول ووجود الولي لحديث "لا نِكاح إلا بولي.."، والشهود.
يقول الشيخ الدكتور أحمد المعبي، المأذون الشرعي عضو المُحكمين في وزارة العدل بالمملكة، في لقاء في إحدى الفضائيات مؤخراً إن "الزواج النهاري" زواج شرعي طالما توافرت فيه الشروط الأربعة للزواج، مؤكداً أن العِبرة بالمعاني وليست بالألفاظ؛ فإذا توافرت في هذا الزواج أركان النكاح وشروطه فإنه يُعدّ صحيحاً.
ولقد عَرَّف الشيخ المعبي "الزواج النهاري" بأنه إذا اشترطت المرأة على زوجها ألا يأتيها إلا في النهار؛ فإن ذلك يُعتبر زواجاً نهارياً، مُعتبراً أن ذلك من الشروط التي يمكن أن تضعها المرأة في عقد الزواج، والتي أجازها الفقهاء. وأرجع الشيخ المعبي بروز ظاهرة "الزواج النهاري" إلى ما أفرزته الحضارة وظروف الحياة، مُشيراً إلى اضطرار بعض الرجال لفعل ذلك.. إلخ.
والحقيقة التي نتغافل عنها أن اللجوء لمثل تلك الزيجات لا دخل لما أفرزته الحضارة وظروف الحياة الحالية به، مع احترامي لكلام الشيخ المعبي، وإنما مَرد ذلك إلى قِلة الالتزامات الأُسرية على الرجال من نفقة ومبيت وأولاد وخلافه؛ ما يجعلهم يلجؤون إلى تلك الأسماء من الزيجات، إضافةً إلى غياب عُنصر الشجاعة لدى كثير من الرجال في الزواج على زوجاتهم، وبناءً على ذلك فالرجال هم الرابح الأكبر من تلك الزيجات، بينما النساء هُن الخاسر الأكبر، وذلك بمجرد معرفة الزوجة الأولى للرجل؛ فستجعل "عاليها واطيها عليهما!".
وذلك ما يجعل كثيراً من النساء يُفضلن العنوسة على الهرولة وراء مثل تلك الزيجات التي في ظاهرها الرحمة المُتمثلة في "ظِل رجل ولا ظِل حِيطة"، وفي باطنها العذاب، بوصفه نتيجة حتمية عن تلك الزيجات، ويتمثل في حمل لقب "مُطلقة"؛ ما يجعلها أقل حظاً في زواج جديد يكون شرعياً!
خُلاصة القول أن تلك الزيجات بأسمائها هي في صالح الرجال فقط، بينما النساء فلا يَجنين منها سِوى الحسرةِ والندامة، ولو سألت أي رجلٍ منهم: هل ترضى مثل تلك الزيجات على بنتك أو أختك؟ لأجابك فوراً بالرفض، فلِمَ نرضاه على بنات المُسلمين ولا نرضاه لبناتنا وأخواتنا؛ فهذا لعمري قياس غريبٌ وعجيب!
إنَّ المتأمل في أسماء الزيجات التي انتشرت في السنوات الأخيرة في مُجتمعنا ليدرك تماماً أننا مُغرمون بـ"الجِنس" حَدَّ الهوس، ولقد تعودنا - لزوم مُسايرة العصر - أن نبتكر أسماء عصرية تناسب إقاعاته وتراعي ظروف الشباب والفتيات والرجال والنساء، إضافةً إلى مُراعاة ظروف الحياة؛ لكي نخترع لهم زواجات تناسب ظروف أعمالهم؛ فمن تعمل في المساء يلزمها زوجاً في النهار؛ حتى يتناسب مع ظروفها، ومن تعمل في النهار يلزمها زوجاً في المساء؛ حتى يتناسب مع ظروف عملها، وكذلك الحال بالنسبة إلى الرجال، حتى وهم مُقيمون في وطنهم!
وإذا أردنا أن نستعرض أسماء الزيجات التي انتشرت خلال السنوات الأخيرة نجد أنها كثيرة، التي منها "المِسيار، المِسفار الذي رُوعي فيه ظروف الفتاة التي تريد إكمال دراستها في الخارج دون مَحرم! وزواج الوناسة والزواج السياحي والزواج الصيفي وزواج فريند وزواج الدم.. إلخ"، وزواج الدم هو أن يشرط الزوج والزوجة في ذراع كل منهما جُرْحاً، ويقومان بإلصاق جرحيهما؛ وبالتالي يتم الزواج، ويستمر ذلك حتى يلتئم الجرح وينتهي، وهي الحجة نفسها التي يحاول من خلالها الزوجان التحايل على عدم جعل زواجهما زواج مُتعة!
حقيقةً، حاولت أن أُحصي غير تلك الزيجات فلم أستطع؛ فقلت لنفسي: يكفي من القِلادة ما أحاط بالعُنق؛ فما ذُكر فيه الفائدة المَرجوة من كتابة هذا المقال.
وآخر صرعات تلك الزيجات ـ وقطعاً ليس آخرها ـ الذي نُشر قبل أيام وذاع صيته هو "الزواج النهاري!"؛ ما جعل أحد الظرفاء يُعلق على ذلك بقوله: ألا يوجد زواج ليلي أو زواج انتساب أو حتى منازل! تماشياً مع موجة الأسماء التي نسمعها مؤخراً، والتي تجعل من الحليم حيراناً من تلك الأسماء التي ما أنزل الله بها من سُلطان، والتي لم يعرف سلفنا الصالح منها غير زواج واحد فقط، هو الزواج الشرعي الذي له شروطه وأركانه كالإيجاب والقبول ووجود الولي لحديث "لا نِكاح إلا بولي.."، والشهود.
يقول الشيخ الدكتور أحمد المعبي، المأذون الشرعي عضو المُحكمين في وزارة العدل بالمملكة، في لقاء في إحدى الفضائيات مؤخراً إن "الزواج النهاري" زواج شرعي طالما توافرت فيه الشروط الأربعة للزواج، مؤكداً أن العِبرة بالمعاني وليست بالألفاظ؛ فإذا توافرت في هذا الزواج أركان النكاح وشروطه فإنه يُعدّ صحيحاً.
ولقد عَرَّف الشيخ المعبي "الزواج النهاري" بأنه إذا اشترطت المرأة على زوجها ألا يأتيها إلا في النهار؛ فإن ذلك يُعتبر زواجاً نهارياً، مُعتبراً أن ذلك من الشروط التي يمكن أن تضعها المرأة في عقد الزواج، والتي أجازها الفقهاء. وأرجع الشيخ المعبي بروز ظاهرة "الزواج النهاري" إلى ما أفرزته الحضارة وظروف الحياة، مُشيراً إلى اضطرار بعض الرجال لفعل ذلك.. إلخ.
والحقيقة التي نتغافل عنها أن اللجوء لمثل تلك الزيجات لا دخل لما أفرزته الحضارة وظروف الحياة الحالية به، مع احترامي لكلام الشيخ المعبي، وإنما مَرد ذلك إلى قِلة الالتزامات الأُسرية على الرجال من نفقة ومبيت وأولاد وخلافه؛ ما يجعلهم يلجؤون إلى تلك الأسماء من الزيجات، إضافةً إلى غياب عُنصر الشجاعة لدى كثير من الرجال في الزواج على زوجاتهم، وبناءً على ذلك فالرجال هم الرابح الأكبر من تلك الزيجات، بينما النساء هُن الخاسر الأكبر، وذلك بمجرد معرفة الزوجة الأولى للرجل؛ فستجعل "عاليها واطيها عليهما!".
وذلك ما يجعل كثيراً من النساء يُفضلن العنوسة على الهرولة وراء مثل تلك الزيجات التي في ظاهرها الرحمة المُتمثلة في "ظِل رجل ولا ظِل حِيطة"، وفي باطنها العذاب، بوصفه نتيجة حتمية عن تلك الزيجات، ويتمثل في حمل لقب "مُطلقة"؛ ما يجعلها أقل حظاً في زواج جديد يكون شرعياً!
خُلاصة القول أن تلك الزيجات بأسمائها هي في صالح الرجال فقط، بينما النساء فلا يَجنين منها سِوى الحسرةِ والندامة، ولو سألت أي رجلٍ منهم: هل ترضى مثل تلك الزيجات على بنتك أو أختك؟ لأجابك فوراً بالرفض، فلِمَ نرضاه على بنات المُسلمين ولا نرضاه لبناتنا وأخواتنا؛ فهذا لعمري قياس غريبٌ وعجيب!
وفي الختام.. تحضرني فتوى لسماحة العلامة عضو هيئة كبار العلماء الشيخ محمد العثيمين ـ رحمه الله ـ في آخر أيامه في زواج "المِسيار" فقال: "كنَّا نُفتي بجوازه سابقاً، والآن نتوقف فيه؛ لِما حدث فيه من تلاعب". نعم تلاعب بعض الرجال حينما يأتي مُتلصصاً كـ"الحرامي" إلى بيت عروسه المِسيار، وبعدما ينتهي منها يذهب إلى أُخرى، وهكذا دواليك. أنقل تلك الفتوى إلى من يُحللون المِسيار وغيره، وإلى أعضاء المجمع الفقهي الذين أجمعوا على حِل "زواج المِسيار"، مع خالص احترامي لهم. والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه.

متفائلة للابد @mtfayl_llabd_2
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

خولة الحربي
•
مشكورررررررررررررررررررة




الصفحة الأخيرة