صيد^الخاطر

صيد^الخاطر @sydalkhatr

محررة ذهبية

الزوجان ؛؛ وأهمية فهم طبيعة كلٍ منهما للآخر .

الأسرة والمجتمع

كان الموضوع رداً على أحد الموضوعات ، فرأيت إفراده بموضوع مستقل لأهميته في نظري .

يجب أن نعرف بأن الرجل من طبعه القسوة والعناد ، وهذي طبيعة فيهم معشر الرجال ، ونحن النساء على العكس من ذلك ، ولولا هذا لما طاب العيش والبيات ، لأن من عادة الإنسان الخائف التعلق بالشجاع ، ومن طبيعة الإنسان الضعيف الميل للقوي ، وهكذا ؛ فالمرأة السوية بنعومتها وضعفها تميل للرجل لقوته وشدته ليكملوا بذلك مسيرة الحياة على أساس من الحب والعاطفة ، والتحمل والكفاح ، وبين هذا وهذا لابد من تواجد الرحمة والمودة المتبادلة .

غير أن هذه الرحمة تختلف مظاهرها عند المرأة عنها عند الرجل ، فهي عند الرجل كامنة تكاد تكون خفية ، وعند المرأة ظاهرة بينة ، عند الرجل متزنة أكثر بميزان العقل غالباً ، ولابد في العشرة الزوجية من فهم هذا الأمر ، فهو سبب الكثير من المشاكل ، وقد يتشكل بأشكال كثيرة جداً .

فمثلاً تعبير الرجل عن حبه للمرأة أحياناً لا يكون بالعناق ورشف الشفاه ، بل قد يكون بلبية طلب ما (قد يكون قديماً) أو الاكتفاء أحياناً بنظرة رضا ، أو ابتسامة عابرة ، هي عنده تعني الكثير ، ولكنها عند المرأة ضحكة صفراء ، قد يكون معناها عندها السخرية والمجاملة .

أنا هنا لا أبرر إساءةالرجل ، ولكن أحكي طبيعته في التعبير ، وأما من منطلق حسن العشرة فلابد من مراعاة مشاعر المرأة ، ومداعبتها باللفظ والحركة .

كذلك المرأة قد تعبر أحياناً عن حبها بصنع طبق شهي أو (حلىً لذيذ) ، ولكنها عند الرجل لا تعدو أحياناً كونها أكلة سهلة الصنع ، لأن الرجل في تعبيره عن حبه ربما قتل نفسه ، وأما المرأة الضعيفة الرقيقة العاطفية فتعبيرها بالشكليات أكثر منه بالتضحية والبذل .

التعبير عن الحب لا يكون دائماً بنية التعبير ، بل قد يأتي عفوياً على التصرفات ، بحب إدخال السرور على الطرف الآخر .

المهم إذا عرفنا أن الرجل فيه طبع القسوة نوعاً ما ، فلابد من اتخاذ الأسلوب الأمثل والأنفع معه للعلاج ، فذلك الرجل الجاف الغليظ المنفعل دائماً هو أسرع الناس انهياراً أمام سوط العاطفة والهدوء ، وهو أسلوب الزئبقية ؛؛ نعم يجب أن تتشكل المرأة بأشكال عديدة بحسب تغير مزاج الرجل وانفعالاته ، لتمتص ذلك كله بالضحكة حيناً ، وبالرزانة والهدوء حيناً آخر ، وبالاعتذار أحياناً حتى مع وجود نسبة الخطأ في جانبه ، فهذا أسرع في اعترافه بخطئه ، وعودته لطاولة المفاوضات .

فلابد لك أختي من إذابة غضب زوجك الدائم وانفعاله بالهدوء ، وعدم مخالفته خصوصاً حالة كونه منفعلاً ، بل لابد من إظهار الاهتمام بتوجيهاته وكلامه ، والاعتراف بالتقصير حينها سيقل عتبه كثيراً ، وسيذوب انفعاله كما يذوب الملح في الماء .

أما كون الرجل يسخر من امرأته ويحاول اهانتها ، فهذا ناتج (ربما)عن عدم ثقته بنفسه ، وربما يرى بأنها ببعض تصرفاتها تحاول النيل من كرامته ، ومن طبع الرجل الأنفة والعزة ، وإن كان في هذا تفاوت بين الرجال .
فلابد من إظهار احترامه حتى مع خطئه ، ولابد من الإحسان إليه حتى مع جفائه ، ولا أظن أن رجلاً يحسن إليه إنسان غريب عنه ثم يعامله بنقيض ذلك بل يحفظ الود ويرده ؛؛ فما بالنا إذا كان المحسن عشيرته وحبيبته ؟!! ، ولكن الرجل ربما تكون ردة فعله بطيئة نوعاً ما ، حيث إنها تتسم بطابع العقلانية أكثر من طابع العاطفة .
بل قد تكون غير واضحة للوهلة الأولى للمرأة .

الرجل الجاف القاسي هو أسهل الناس انقياداً ، حيث إنه لا يستطيع مقاومة سيل العاطفة والهدوء ، وكما قال صلى الله عليه وسلم : ( ما من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل العاقل من إحداكن ..) الحديث ، أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، فانظروا إلى جانب الضعف المذكور في الحديث ، وجانب القوة عند الرجل ، وهو العقل ، ومع ذلك يغلب القوي بسلاح الضعيف الذي لا يستطيع القوي دفعه عن نفسه .

أختي إن بعض النساء يحلمون بذلك الزوج الذي يتبسم كلما رآى زوجه , ويثني على كل أعمالها,, ويعانقها كلما أقتربت منه وأشياء أخرى الحقيقة أنها لا يمكن أن توجد بهذه الصورة على أرض الواقع بل في المسلسلات والأفلام التي غالباً ما ترتسم الصورة للفتيات من خلالها.

قد يجد مثل هذا أول أيام الزواج ثم ما يلبث أن يقل ، بل ربما يتلاشى عند البعض ، ولا يعود إلا بعد فرقة مؤقتة ؛ كسفر ونحوه .

ولكن يبقى الحب والود والرحمة والعطف كلما فتح باب من أبوابها فاحت رائحة بخورها وأطيابها .
1
489

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خـــوووولـــه
صدقتي اختي اذا ماكان فيه تفاهم وود واحترام بين الزوجين فسوف تغرق السفينه