" بسم الله الرحمن الرحيم "
( السلام عليكم ورحمة الله و بركاته )
قالت وفي عينيها حزن وأنكسار : :44: لم أعد أعرف ماذا يرضي الرجال ؟!
كنت خير مثال للزوجة المثالية ، أطيع زوجي وأوافقه دائماً ، لا أعصي له أمراً ، ولا أخالف له رأياً ، أتنازل عن راحتي من أجله ، وأقدم رغباته على رغباتي ، أتكلم بلسانه وأردد أفكاره ، وأترك له زمام القيادة والمبادرة ؛ فهو الذي يقرر كل صغيرة وكبيرة في حياتنا ، حتى ملابسي من أختياره ،وماعلي سوى التنفيذ والمتابعة ، وكم كانت الصدمة مفاجئة وقاسية بالنسبة لي عندما ثار علي؛ ففي أثناء مناقشة عادية كان يحاول استشارتي في مشكلة تؤرقه ويستعرض عدة حلول أمامي ، وكلما شعرت بميله وترجيحه لأحد تلك الحلول وافقته ، فإذا به يثور علي ويتهمني بالسلبية وضعف الشخصية ، وأنني لا يمكن استشارتي أو الأعتماد علي في أمر من الأمور.
فهل هذا جزاء طاعتي العمياء وإخلاصي له ؟
قلت لها : لتكن طاعتك مبصرة وليست عمياء ؛ فطاعة الزوج ليس معناها إلغاء شخصية الزوجة ، وتحولها إلى تابع لا يملك من أمر نفسه شيئاً ؛
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنما الطاعة في المعروف " والمعروف هو كل أمر فيه خير في الدنيا والآخرة .
فإذا رأت الزوجة رأياً يحقق الخير بصورة أفضل ؛ فعليها أن تعرضه على زوجها وتناقشه فيه
فللزوجة أن تدلي برأيها وأن تحقق شخصيتها في أطار الزوجية على أن تسلم بأن القرار الأخير
هو من حق الزوج ؛ فالسفينة يجب أن يكون لها قائد واحد حتى تسلم من الأنواء ،
وتسير آمنة في طريقها !! لا تتخيلي أن الزوج قادر على كل شىء بل هو بشر تعتريه بعض
لحظات الضعف والخوف والقلق ، وأشد مايحتاجه في تلك اللحظات أن يجد صدراً حنوناً ،
وعقلاً واعياً ، ورأياً سديداً يعينه على استعادة تماسكه وصلابته في مواجهة الأحداث !!
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستشير زوجاته ويستمع إليهن ، وربما أخذ بالرأي إذا وجده سديداً ، كما حدث مع أم سلمة – رضي الله عنها – في صلح الحديبية.
إن الزوج لا يرى في زوجته مع طول العشرة سوى شخصيتها و أخلاقها وروحها فلا يجذبه
سوى الجمال الداخلي النابع من أعماق نفسها ، ولا يفتنه سولى مزيج من الأبتسامة ووجه صبوح ، وتصرف سمح ، وصدر رحب ، ونفس تعمل بإخلاص على مساعدته ومساندته
قدر طاقتها ، فلا تركني إلى السلبية والتواكل حتى تشعري زوجك أنك مجرد عبء من الأعباء
التي تثقل كاهله ، بل كوني صديقة مؤازرة في جميع مواقف الحياة وشدائدها ،
فشخصية الزوجة الناجحة هي التي تتمتع بمقومات القدرة على الفهم والتجارب والمشاركة مع
احتفاظها في الوقت نفسه بخصائصها الأنثوية الأصيلة .
والزوجة المثالية هي التي تجيد فن التوافق الزوجي ، وتوازن بين طاعة الزوج واحترامه ،
وبين بين تعبيرها عن شخصيتها السوية الناجحة ، وتسعى دائماً لأن يظل الوئام والمحبة و
التفاهم الذي يدفع جميع أفراد الأسرة للنجاح ويحقق لهم السعادة بأذن المولى عزوجل ......
والله اسأل ان يرزقنا السعادة والراحة في الدنيا والآخرة .:)
وتقبلوا حبي وودي ودمتم بحفظه ورعايته .....:26:
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة