احلىانوار

احلىانوار @ahlanoar

كبيرة محررات

...... الزوجة ...... المثالية .......

الأسرة والمجتمع

بسم الله الرحمن الرحيم


ظلت صورة 'الزوجة المثالية' الى وقت قريب هي تلك المرأة المستسلمة التي تكرس حياتها وكل وقتها لتحقق لزوجها السعادة والرضا.. هذا الزوج الذي يعيش ملكا في قصره كل ليلة، تجاب كل طلباته بإشارة صغيرة من اصبعه. لكن هل لاتزال هذه الصورة تمثل الواقع العصري؟ هل مازال رجل اليوم يهدف من الزواج الى ان يعود الى منزله كل يوم فيجد وجبة طعام بيتي طازجة وامرأة تعتمد عليه في كل نواحي الحياة فتكرس كل ساعات اليوم لتلبية احتياجاته، امرأة يرتبط وجودها بارتباطها بالزوج ورغباته وطموحه وذوقه ونزواته؟
قد يرغب بعض الرجال في مثل هذه المواصفات ولكنهم بالتأكيد ليسوا ازواجا يبحثون عن شريكة حياة تقاسمهم افراحهم وأحزانهم وأحلامهم، وتتحمل معهم كل مشوار الحياة بحلوها ومرها.
لاتزال النساء واقعات تحت ضغط الأعمال المنزلية الكثيرة، وسبب ذلك ببساطة ان الرجال على مدى التاريخ رسخوا سياسات عدوانية باردة لتفادي مشاركة المرأة هذه المهام والاضطلاع بنصيب عادل فيها. وظل العبء الوحيد الذي يحملونه كونهم معيلين رئيسيين للأسرة، مع وجود بعض الاستثناءات، ولكن حين يتعلق الأمر بالخدمة ومن الذي يقدمها لمن، فسنحتاج الى علماء متخصصين في مختلف الفروع ومنتج من منتجي برامج الواقع التي تتابع حياة الانسان العادي لكي نكتشف الاجابة على الطبيعة.

مفهوم 'المرأة الخلابة'

ولكن اثناء البحث عن عبارة 'الزوجة المثالية' في محركات البحث على الانترنت ظهرت أكثر من مرة تعاريف مختلفة لمصطلح 'المرأة الخلابة' التي تعيش في ذهن كل رجل، بل توجد سلاسل كاملة من الكتب وضعت لشرح مواصفات هذه المرأة التي سينطبق عليها فيما بعد وصف 'الزوجة المثالية'.
أحد هذه الكتب يرجع الى 40 عاما مضت وكتبته المؤلفة هيلين اندلين التي كانت تنظم ايضا دورات تعليمية للنساء في هذا المعنى وتدربهن عمليا لكي يكن خلابات. فهي تدربهن على الاستماع في حين انهن يرغبن في التحدث، وتدرب الزوجة على طقوس استقبال الزوج عند عودته من العمل، ومنها ان تلقاه بابتسامة، ثم تتركه يرتاح في صالة الاستقبال.
وتذهب فورا الى المطبخ حتى تعد له وجبته المفضلة أو الى غرفة النوم لكي تجهز له ما يريد.
اما عن دور الرجل، فهو من وجهة نظر هيلين ان يكون القائد والمعيل ومصدر الحماية، ولكن اذا لم يقم الرجل بهذه الأدوار، فعلى 'المرأة الخلابة' ان تقدم المثل الأعلى وتقوم بدورها على أي حال. وبالنسبة الى دوره في قيادة الأسرة فعليها ان تدع الكرة في ملعبه ليعبث بها لكي يتعلم فيما بعد ـ طال الوقت ام قصر ـ كيف يتخذ قرارات صائبة على ان ينحصر دور الزوجة ـ اذا أرادت ان تساعده ـ في الدعاء له.
كان يكفينا ألما ان يكون رأي السيدة هيلين مجرد وجهة نظر تنتهي في الستينات حيث كانت النساء يتحملن كل الأعباء، وكان الرجال ينعمون بالتسلية بالمكسرات من دون ازعاج.

الزوجة المستسلمة

ولكن اتضح ان السيدة هيلين لم تكن سوى بداية لموجة من اللاتي يردن للمرأة ان تعود الى العصور المظلمة، حيث يجب ان تكون كالورود ولكن بلا أشواك أو طموح. فقد ظهر كتاب جديد للكاتبة لورا دوللي بعنوان 'الزوجة المستسلمة' تقول فيه انه عندما ضاع السحر والحب من حياتها الزوجية سلمت قيادة الأمور الى الزوج مرة اخرى فحدثت اشياء سحرية، أعادت حالة التوحد التي حلمت بها طويلا، وعاد اليها الرجل ـ زوجها ـ الذي تتوق اليه.
ثم ظهرت ايضا سايتلين فلاناجان التي عادت الى شخصية ربة البيت المخلصة الكامنة بداخلها، وذلك في كتاب 'فليذهب كل هذا الى الجحيم' على الرغم من انها كاتبة بارزة ومدافعة سابقة عن حقوق المرأة وكانت ظهيرا ايمن في الحرب التي لن تنتهي بين الجنسين.
اذن فالأمر ليس مزحة وليس مجرد شغب، فمثل هؤلاء النساء يهدفن الى شيء ما، شيء خطير يعود بنا الى حيث لا عودة، ولكنه مكان سيئ للرجال ايضا وسيئ للنساء اللاتي اعتدن ألا يعشن الا لتلبية طلبات هؤلاء الرجال من مأكل ومشرب.
فلنتحدث اذن بوضوح، فقد اكدت كل الأبحاث فوائد الحياة الزوجية الناجحة فهي نعمة حقيقية وليس لدينا أي شيء ضد الزواج. وسواء رغبت المرأة في البقاء في المنزل الى جوار ابنائها في حين يذهب النصف الخشن الى الغابة صيدا للرزق، فلا نعترض عليها وليس لدينا اي شيء ضدها بل انها اختارت في الواقع مهمة أصعب من ممارسة وظيفة ادارية.
ولكننا في الواقع ضد فكرة 'المرأة النموذجية' والمنزلة التي تحتلها، والاطار الذي تضع نفسها وشريكها فيه. وقد يرغب بعض الرجال في تلك المرأة التي تجعل كل همها في الحياة ان يكون زوجها راضيا عن طريقة طهي الارز، والرجل الذي يريد مثل هذه المرأة يستحقها فعلا.
فدعونا نحلل الاستراتيجيات الموضوعة لشكل وأفعال 'المرأة النموذجية' و'الزوجة المثالية' التي وضعت في الزمن الماضي ويروج لها الاعلام في الزمن الحالي.

أنهي واجباتك قبل وصوله

يبدو ان المرأة الخلابة هي التي تخطط اعمالها بحيث تنتهي منها قبل وصول الزوج الى المنزل بساعة على الأقل، حتى تستعد بعد ذلك لوصول 'السيد' فهذه مهمتها الأولى في مثل هذا العالم. قد يحدث هذا الأمر لعدة شهور في الفترة الأولى للزواج، ولكن ان يحدث الى الابد فهذا أمر مثير للعجب. وكيف للرجال ان يكونوا بمثل هذا التسلط فيرغبون في الدلال والنفاق وان يكونوا الرئيس التنفيذي الأوحد لشركة مكونة من فردين؟

جهزي الطعام

على المرأة النموذجية ان تحرص يوميا على تجهيز وجبة لذيذة في الوقت المحدد لوصول الزوج. فماذا يظنون بالرجل هل هم مبرمجون على روتين معين؟ ان الاماكن التي تقدم الطعام في مواعيد محددة معروفة مثل المصحات النفسية والسجون ودور الرعاية.

جهزي نفسك

هذه النصيحة تتعلق بمسألة ان تكون 'الزوجة المثالية' منتعشة ومرتاحة فتقول المؤلفة 'كان الزوج طوال اليوم مع اناس أنهكهم العمل فكوني انت مبتهجة وممتعة فهو بحاجة الى من يرفع حالته المعنوية والمزاجية بعد يوم عمل ممل.
فهل تلاحظون الطريقة المأساوية التي تظهر نظرة الناس إلى أساليب كسب العيش؟
ففي عالم 'المرأة النموذجية' يعيش الرجل العبودية في وظيفة كئيبة لكي يكسب العيش ليطعم زوجته التي تقبع في البيت لتجهز له وجبة طعام لذيذة قبل ربع ساعة من موعد وصوله من رحلة العذاب كعبد للراتب.
ولكن هل يرى الرجال أنفسهم بهذه الصورة؟ هل يرغبون في ابتسامة من وجه الزوجة وليس من قلبها؟ هل يرغبون في ابتسامة من دون احساس أو اخلاص مبرمجة على موعد وصولهم الى المنزل؟

جهزي الأطفال ووفري الهدوء

كل هذا جميل ولكن توفير بيئة مزيفة لعودة وحش البراري امر غريب بغرابة باقي النقاط نفسها التي وضعت لتحديد ماهية 'الزوجة المثالية'. فالرجل لا يريد ان يعود الى المنزل في الوقت ذاته كل يوم، وان يتوقف العالم كله من اجله فيشعر بالتحايل وبفقدان الأشياء التي تنم عن تلقائية.

اسهري على راحته

هناك أشياء كثيرة جدا يفترض ان يرغب فيها الزوج حين يعود الى بيته ـ من وجهة نظر كاتبات 'الزوجة المثالية ـ ولكن اغربها هي ان تحرص الزوجة على منع الأطفال من الاندفاع نحوه بالأشياء التي تزعجه. قد يكون الرجل نرجسيا بالفطرة، وقد يؤلمه في البداية ان يكون الآخرون محور الاهتمام، ولكنه يعتاد على ذلك فيما بعد ثم بمروره يحبون الاهتمام بالآخرين بل ورعايتهم وهذا ما يسمى الحب، وذلك حين تكف النساء عن معاملتهم كمنطقة قابلة للانفجار.

استمعي له

يفترض ان يتحدث الرجل ويفترض ان تنصت المرأة، واذا ارادت المرأة ان تتحدث عليها ان تحرص اولا على ان ينتهي الزوج من حديثه، ثم فلتبدأ هي فاهتماماته اهم من اهتماماتها. وهكذا مما تردده المرأة النموذجية من تراهات.
المزعج هنا ليس ان المرأة لابد ان تكون حساسة فتستمع للرجل، ولكن ألا يطلب من الرجل الشيء ذاته.


أ وهام وحقائق

كتب 'المرأة النموذجية' تحوي كثيرا من النصائح حول عدم الشكوى وعدم الافصاح عن وجود مشاكل وعدم التعبير عن الغضب اذا ما اهملت الزوجة.. ونحن لسنا بحاجة الى الاسترسال، ولكن دعونا نسرد بعض الحقائق على لسان الرجال.
الرجل الذي يحتاج الى رعاية طوال الوقت، زوج ممل.
يشعر الرجل بعدم الارتياح حيال المرأة التي تشعر بعدم الارتياح في وجوده.
يشعر الرجل بالفخر بالزوجة الناجحة مهنيا التي تقيس ذاتها بمقاييس الرجل نفسها.
الرجل يحب الانصات وليس مجرد الحديث طوال الوقت.
يستطيع الرجل ان يتعلم حتى لو ربته احدى النساء النموذجيات.
المرأة القوية تثير خيال الرجل ـ الذي لا يعتبر نفسه امتدادا للقيادة الذكورية ـ فلديها حاجات ورغبات بالقوة والخطورة أنفسهما اللتين لدى الرجل الذي تحبه.
8
999

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

وله قلبي
وله قلبي
مرحبتين اختي ,,

وتسلم أناملك على هذا الطرح المميز ,,

والله يا اختي ما ادري هل المثاليه مفهوم متراوح ؟ مطلق أو نسبي ؟
واسمحيلي اقولج رأي اللي ممكن يتناول جانب بس من طرحك الشامل ,,
بالنسبه لي المثاليه مفهوم نسبي تختلف معاييرها من شخص لآخر ,, فالشخص المثالي هو شخص بلغ الذروة في ترويض الذات وتهذيب جموحها الي ان تغلب عليها ,, فالمرأه المثاليه في عين رجل قد لاتكون في آخر ,,

كل الود
احلىانوار
احلىانوار
وله قلبي




حلال المشاكل



افكاركم وارائكم روووووووعة و تلامس الواقع وتنبهة الزوجات لاحتياجات الرجل المهمة

بارك الله فيكم
كرسانه
كرسانه
وتسلم أناملك على هذا الطرح المميز ,,
احلىانوار
احلىانوار
كرسانه


نوورتى اختى الغالية :) :26:
احلىانوار
احلىانوار
كرسانه نوورتى اختى الغالية :) :26:
كرسانه نوورتى اختى الغالية :) :26:
اخى حلال المشاكل عجبتنى الكلمات الرقيقة فى توقيعك






ستبقى رائحة الورد .. في يد من يعطي الورود

لم تخلق المرأة من رأس الرجل .. حتى لا تتعالى عليه
ولا من رجله .. حتى لا يحتقرها
بل خلقت من ضلعه ، لتكون تحت جناحه .. فيحميها
وقريبة من قلبه .. فيحبها