الزوج البخيل .. (((خارطة علاج تحد من بخله وترضيك!)))

أكثر ما يعكر صفو حياة العديد من الزوجات بخل الزوج، خاصة عندما لا يكتشف مبكراً في مرحلة الخطوبة، بل يظهر تباعاً بعد الزواج والإنجاب. فالبخل من أسوأ الصفات التي قد تلتصق بالرجل، لأن الرجل البخيل يفضل «القرش» على نفسه وعائلته!، مما يسبب معاناة نفسية واجتماعية للزوجة، التي ما تكاد تقتنع «ببختها الشحيح»، حتى تنتفض طالبة الخلاص من كابوسه، الذي يرقد على صدرها وألمه الذي يمزق أحشاءها، لأنه يحرم أولادها من التمتع بأبسط مباهج الحياة، بعكس أقربائهم ومعارفهم الذين يحيون حياة كريمة ومشبعة حتى التخمة أحياناً.
فهل هناك من حل يساعد زوجة البخيل على الحد من بخله كرما لمشاعرها ومشاعر أولادها؟..
: «البخل صفة مكروهة جداً في الإنسان، رجلاً كان أم امرأة، فداء البخل لا يزعج صاحبه أبداً، لكنه يجلب البؤس والشقاء للذين حوله ويشعرهم بالنقص والدونية أمام الآخرين، الذين لا يعرفون مرارته».


صدمة حياتها: «البخل مقيت جداً، ويسبب للزوجة صدمة قاسية تجثم على صدرها وتشعرها بالاختناق كلما تذكرت أن شريك حياتها يحب ماله أكثر منها. والطامة الكبرى أن بعض الأزواج يخفون حقيقة بخلهم في مرحلة الخطوبة فيغدقون الكثير على العروس وأهلها ليكسبوا ودّهم وتأييدهم، وبعد الزواج يظهر الزوج على حقيقته، فتصدم الزوجة وتشعر أنه خدعها عن قصد، ثم تقع في حيرة كبيرة قد تولد لديها الكآبة وازدواجية المشاعر، فهي تارة تحاول التأقلم مع «نصيبها»، وتارة أخرى ترفض واقعها وتبحث عن سبيل للخلاص».


خلاصك بذكائك
وعلى زوجة البخيل، بألا تستسلم لمشاعرها الرافضة له، ولا تتمنى الخلاص بالانفصال، بل عليها أن تستخدم ذكاءها لتبحث عن مسببات بخل زوجها أولاً، ثم تبحث عن حل يجلب لها ولزوجها الراحة والقناعة والرضا.


ربما هذه أسبابه
بعض الأسباب التي تساهم في جعل الرجل بخيلاً، ومنها:ـ أن يكون قد نشأ وسط أسرة شحيحة اليد، وتعلّم منها أصول التقتير.

ـ أن يكون قد عانى في طفولته من حرمان كبير دفعه لأن يقدر «القرش» الذي يكسبه، فيدخر المال خوفاً من الوقوع مجدداً في فخ العوز والحرمان.

ـ وقد يكون موظفاً براتب متواضع، فيحاول التوفير لكي لا يمد يديه لأحد.

ـ وربما يكون من الذين يخافون من المستقبل، وما قد تخبئه الأيام، فيخاف مثلا من انقطاع مصدر المال، لذا يحرص على الاقتصاد المبالغ به والزائد عن حده.


اكتشفيه مبكراً
يفترض بالزوجة الذكية أيضا أن تكتشف بخل زوجها مبكرا، لكي لا تصدم بمشاعرها حياله، وذلك عن طريق:
ـ تناسيه المناسبات الخاصة التي تشجعه على شراء الهدايا.

ـ حديثه الدائم عن غلاء أسعار بعض القطع التي اشتراها للبيت وضرورة الحفاظ عليها والحد من استخدامها.

ـ محاسبة زوجته عن كل مبلغ من المال سلمه لها، وماذا اشترت وصرفت وكم تبقى معها منه.

ـ حفظه لكل أسعار الاحتياجات المنزلية اليومية ومن يبيعها ببضعة قروش أقل.

ـ يستدين المال من الآخرين رغم أن لديه حساباً مجمداً في المصرف.

ـ يفضل طعام المنزل على طعام المطاعم لأنه «مصروف لا داعي له».

ـ يتردد كثيراً في شراء بعض الضروريات للمنزل بحجة أن هناك أولويات أهم، ولن يشتريها لأنها غالية الثمن.



خارطة علاج
أنه رغم صعوبة التخلص من صفة البخل لدى الزوج بشكل جذري، إلا أنه بإمكان الزوجة الذكية أن تحد بعض الشيء من بخل زوجها بشكل يرضيه، ويمكنها من متابعة حياتها الزوجية معه برضا وقناعة، وذلك من خلال خارطة علاج تحتوي على ثماني خطوات:
1 ـ أنت أكثر إنسانة تعرف طبيعة زوجها وقريبة منه، فإذا اكتشفت انه بخيل لا تشعريه بذلك، بل ابحثي عن السبب الرئيسي وراء بخله ثم حاولي إيجاد حل مناسب يرضي كليكما.

2 ـ امتدحي بين وقت وآخر،كرم شخص تعرفانه جيداً ويحترمه زوجك، وعددي طريقة تعامله مع زوجته وعائلته وسعادتهم جميعا لأن المال لديهم ليس سوى وسيلة لشراء راحتهم.

3 ـ اشعري زوجك باحتقارك الشديد للمال وانه يجلب الشقاء لأصحابه.

4 ـ ذكريه بين الحين والآخر بتعاليم ديننا وبأن البخل ـ كما التبذير ـ مرفوض تماماً.

5 ـ قارني أمامه بين البخل والتدبير، وشجعيه على الاقتصاد في المصروف ضمن الحدود المتعارف عليها.

6 ـ لا تتذمري من بخله ولا تشعريه باشمئزازك من بخله، بل تحدثي عن كرمه واثني عليه امام الناس لكي تشجيعه على الابتعاد عن البخل.

7 ـ اكدي له دائما ان المسؤولية المالية تقع على كتفي صاحب الأسرة، التي تقدر له تعبه وانفاقه عليها، وان الزوجة تتعاون مع زوجها إذا ما تعاون معها.

8 ـ اجعليه يدرك مدى السعادة الداخلية التي تشعرين بها والأولاد عندما يشتري لكم احتياجاتكم.
عليك بالقناعة!


ان صفة البخل المتأصلة في الرجل صعب جدا التخلص منها، وعليه ينصح زوجة البخيل ألا تبحث عن المشاكل والمشاحنات، بل تحاول التأقلم مع بخل زوجها ومحاولة التعايش معه بشكل يحافظ على إطار العلاقة الزوجية بينهما، منعاً لانهيارها وتشريد الأولاد الذين لا ذنب لهم ببخل والدهم ولا بعدم قدرة والدتهم على التعايش السلمي مع زوجها البخيل.